جريدة الجرائد

مستقبل العلاقات السعودية - المصرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حمد بن عبدالله اللحيدان

للعلاقات الدولية معايير وبروتوكولات وأعراف تحكمها، وهذا يظل صحيحا ومعمولا به في حالة الدول المستقرة ذات الرؤية والمنهجية الواضحة، وذلك عبر القنوات الرسمية حيث يتم احتواء أي خلاف بعيداً عن الإثارة الإعلامية من ناحية، وبعيداً عن استخدام الدهماء والغوغائية كوسيلة للابتزاز والضغط.

فوضى غير خلاّقة هدف مشترك لكل من إيران وإسرائيل.. لذلك فإن العلاقات الوثيقة بين السعودية ومصر هي مطلب وغاية لن يستطيع ثنائي التآمر العبث بهما حتى وإن وجدا من ينوب عنهما في محاولة الإيقاع بين البلدين مقابل ثمن مقبوض

هذا وقد أثبت الزمن في الماضي والحاضر أنه لا يصح إلا الصحيح، وذلك من خلال الاحتكام إلى الأعراف الدبلوماسية، فهو الذي يحقق المصلحة العليا للدول الأطراف، أما التشنج وترك الرعاع والغوغائيين يفرضون رؤية من جنّدهم واستغل سذاجتهم ليتحكم بمقدرات البلد ويتحكم بعلاقاته مع الآخرين، فهذا ما لم تعرفه أو تتعامل به الدول الراقية. ناهيك عن أن استشراء هذا الأمر ينذر بانهيار هيبة الدولة وبالتالي أمنها واستقرارها وثقة الآخرين بها، ناهيك عن أن الانفلات هو أوسع أبواب التمرد والعصيان وما يجره ذلك من تحزب غير شرعي وما يترتب على ذلك من تبعات تجعل الانتهازي والوصولي والعميل وصاحب السوابق ذا قدرة على تسيير الأمور وتحقيق الأهداف الشخصية التي يرغبها أو يرغب بها من دفعه إلى ذلك من خلال حشد المظاهرات والصخب والخروج عن الشرعية.

هذه مقدمة لابد منها عند الحديث عن العلاقات السعودية - المصرية المتينة والتي لن تحقق الزوبعة المفتعلة أهدافها التي تتمثل في إيجاد قطيعة بين البلدين، فمصر اليوم في أمس الحاجة إلى علاقات متينة وراسخة مع بلد مزدهر ومستقر مثل المملكة. والمملكة تظل في حاجة ماسة لمصر كعمق استراتيجي لها، فالبلدان يكمل كل منهما الآخر.

نعم سوف تظل العلاقات ثابتة ومتينة رغم ما يحاوله من يصطاد في الماء العكر الذي يسعى من خلال الأحداث الأخيرة التي أحدثت انشقاقا بين الحكومتين ناهيك عن الشعبين. فالشعبان يجمعهما دين ولغة وتاريخ وبُعد جغرافي ومحبة وعاطفة، فهما شعب واحد، واليوم يجمعهما بالإضافة إلى ما سبق الخطر المشترك الذي يتعرض له كل من البلدين في خضم الفوضى التي تعم الشرق الأوسط وذلك من خلال:

* مصر اليوم تخوض غمار مخاض صعب أضعف كثيراً من أجهزتها الفاعلة ووافق ذلك تدهور الأوضاع في كل من ليبيا من الشرق، والسودان من الجنوب، وانشغالهما بنفسيهما، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع في سورية ولبنان واستغلال إسرائيل للظروف الاستثنائية هناك من أجل زرع عملاء ودفع أموال وتهريب سلاح وعمل المستحيل للإيقاع بين الشعب والدولة وشق وحدة الشعب المصري من خلال الإيقاع بين الأقباط والمسلمين وتجذير الاختلاف وجعله يفسد للود قضية، وهذا وغيره يدعو مصر إلى التمسك بعلاقاتها الوطيدة مع المملكة وغيرها من الدول التي تحرص على استقرار مصر واستقلالها.، ولذلك فإن من يحاول إفساد العلاقات بين البلدين لا يخرج عن كونه متآمرا على مصلحة كل من البلدين مهما رفع من الشعارات الجوفاء والمبررات الخرقاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

* وفي هذا الإطار نجد أن المملكة العربية السعودية هي الأخرى مستهدفة وتتعرض للتآمر من قبل الفئة الحاكمة في طهران التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لزعزعة استقرار دول الخليج وفي مقدمتها المملكة، وذلك لتحقيق طموحات وأحلام توسعية ليس للدين منها نصيب إلا المظهر الذي بواسطته يتم استغلال واستدراج من يتعاطفون معهم على حساب مكتسباتهم ومكتسبات أوطانهم.

وما عمل إيران على عدم استقرار اليمن والعراق ودعم البعث السوري ضد إرادة الشعب هناك إلا فيض من غيض تمارسه إيران في السر والعلن.

إن عدم استقرار المنطقة وإدخالها في فوضى غير خلاّقة هدف مشترك لكل من إيران وإسرائيل.. لذلك فإن العلاقات الوثيقة بين السعودية ومصر هي مطلب وغاية لن يستطيع ثنائي التآمر العبث بهما حتى وإن وجدا من ينوب عنهما في محاولة الإيقاع بين البلدين مقابل ثمن مقبوض.

* إن من يسعى للإيقاع بين البلدين يعمل على الإيقاع بين الشعبين وإثارة مشاعر الغضب من خلال الشتم السخيف وذلك إدراكاً من المتآمر أن الإيقاع بين الشعوب أطول عمراً من الإيقاع بين الحكومات فقط.

* إن الذين عملوا على التحريض والتظاهر ومهاجمة السفارة والقنصليات السعودية في القاهرة والسويس والإسكندرية لم يكن فعلهم بالتأكيد من أجل عيون مهرب المخدرات المدعو (الجيزاوي) فقط بل ربما كان الهدف الإساءة للسعودية والسعوديين ضاربين بعرض الحائط مصالح أكثر من مليوني مصري يعملون في السعودية، وضاربين بعرض الحائط للاستثمارات السعودية الضخمة في مصر، وضاربين بعرض الحائط الاستفادة من السياحة السعودية في مصر وضاربين بعرض الحائط المساعدات السعودية لمصر، ففعلهم كان موجّها ضد مصر والمصريين أكثر مما هو موّجه ضد السعودية، ولذلك فأنا أستغرب أن ينجرف خلف ذلك التيار بعض المحسوبين على الإعلام أو بعض الأحزاب الذين كان يجب أن يقود وعيهم إلى إدراك أن الأفعال الغوغائية ليست الوسيلة الحضارية للاحتجاج إذا كان هناك ما يمكن أن يحتج عليه، وفي نفس الوقت تناسوا ما تمر به مصر من ظروف استثنائية توجب عليهم لو كانوا وطنيين السعي لكل ما يساعد على استقرار دولتهم.

* نعم إن كارتيلات المخدرات تعمل على استهداف المملكة بدعم من قوى مستفيدة من تدمير الشباب السعودي وفي مقدمة أولئك الداعمين كل من إيران وإسرائيل. وربما أن تلك الكارتيلات استخدمت مصر ممرا لذلك السم الزعاف فلما أحبطت المملكة مبتغاهم حاولوا ابتزازها من خلال مهاجمة السفارة ومن خلال الشتم..

نعم إن تهريب المخدرات يقف خلفه منظمات ومخابرات ودول وعصابات لها مصلحة بالتدمير الشامل للأنفس والعقول وبالتالي المجتمعات ومنظماته المدنية والأمنية والعسكرية. وبالتالي فإن ما قام به الجيزاوي وغيره ممن تم إلقاء القبض عليهم من قبل كل من السلطات السعودية والمصرية خلال الأيام القليلة الماضية يدخل ضمن ذلك المخطط المدمر، وبالتالي فإن التحقيق الدقيق مع الجيزاوي ومن فعل فعله من قبل كل من السلطات السعودية والمصرية سوف يكشف الغطاء عن المؤامرة الدنيئة ومن يقف خلفها.

* إن موقف المملكة الحازم والجازم والذي تمثل في إغلاق السفارة والقنصليات السعودية واستدعاء السفير للتشاور كان منطقياً مئة في المئة في ظل عدم قدرة مصر على حمايتها، وفي ظل الانفلات الذي جعل الشارع يتحكم بالقرار من خلال التظاهر.

وعلى العموم فإن المعرفة والتقدم التكنولوجي والإعلام المتوافق ووسائل الاتصال والتواصل فتحت الحدود السيادية على مصراعيها وبالتالي فإن قوة الحجة يملكها من يملك تلك الوسائل ويجيد استعمالها، وهذا يعني أن السياسة ل بد وأن تأخذ ذلك بعين الاعتبار ويجير ذلك للمصلحة العليا للوطن، لذلك فإن:

* تعزيز القدرة الإعلامية للمملكة ويدخل في ذلك الإعلام المحلي والإعلام الخارجي سواء أكان مقروءاً أم مسموعاً أم مشاهداً بحيث يعكس ثقل المملكة الديني والسياسي والاقتصادي والسكاني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

* الاتجاه إلى تعزيز القدرة الإعلامية للسفارات السعودية في الخارج بحيث يصبح لها حضور فاعل على جميع المستويات والصعد في الدولة المضيفة وفيما تسمح به القوانين المرعية هناك.

* هيكلة الإعلام غير التقليدية وإيجاد بنية تحتية له تمكن من توجيهه بدلاً من تركه فريسة للمشوشين والمحرضين وأصحاب الإشاعات ودعاة الانعزال أو التغريب.

* إن جهود المملكة في مجال محاربة المخدرات لابد أن تعزَّز من خلال توعية القادمين إلى المملكة بالعقوبات التي تنتظر مهرب المخدرات والتي تصل إلى حد القتل وذلك قبل قدومهم إليها، ولا شك أن هذا الأمر يجب أن يكون مناطاً بالسفارات.

وعلى أية حال فإن حكمة وروية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - سوف تأخذ مصلحة البلدين في عين الاعتبار. فالمملكة كانت ومازالت وسوف تستمر في مواقفها الخلاّقة للمحافظة على استقرار المنطقة من خلال محاربة الإرهاب والمخدرات والفتن الطائفية ومن خلال حل الخلافات بالحوار البناء ورفض التشنج ومفرداته.

والله المستعان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اين الأعلام
عبدالله العثامنه -

الأعلام السعودي مقصّر في هذه القضيه فلا يكفي ان يخرج الينا خبر يقول ان الجيزاوي اعترف بالجريمه وكشف عن اسماء المتورطين معه !! كان على المملكه ان تصور هذا الأعتراف تلفزيونيا وتبثه عبر القنوات واليوتيوب كي يتوقف اللغط وتوضع النقاط على الحروف،، فلا زال بعض الناس خصوصا في مصر يقولون ان الرجل بريء وعوقب لأجل مواقفه السياسيه ودعواه التي لا وجود لها اصلا!! لو بث الأعتراف عبر الفضائيات وشاهده ملايين الناس لعرفوا ان للسعوديه الحق كل الحق في اتخاذ الأجراءات القانونيه ضده وضد كل من تسول له نفسه تهريب المخدرات لأرض الحرمين الشريفين.

اين الأعلام
عبدالله العثامنه -

الأعلام السعودي مقصّر في هذه القضيه فلا يكفي ان يخرج الينا خبر يقول ان الجيزاوي اعترف بالجريمه وكشف عن اسماء المتورطين معه !! كان على المملكه ان تصور هذا الأعتراف تلفزيونيا وتبثه عبر القنوات واليوتيوب كي يتوقف اللغط وتوضع النقاط على الحروف،، فلا زال بعض الناس خصوصا في مصر يقولون ان الرجل بريء وعوقب لأجل مواقفه السياسيه ودعواه التي لا وجود لها اصلا!! لو بث الأعتراف عبر الفضائيات وشاهده ملايين الناس لعرفوا ان للسعوديه الحق كل الحق في اتخاذ الأجراءات القانونيه ضده وضد كل من تسول له نفسه تهريب المخدرات لأرض الحرمين الشريفين.

قضية الجيزاوي؟؟
El Asmar -

هل هي حقا قضية الجيزاوي ام ان هناك ما هو اقوى واشد قسوة على علاقات البلدين؟ من هو هذا الجيزاوي المصري الفقير إذا قورن باربعة رجال من خيرة قوم السعودية, واخر قاضي ورئيس محكمة في نفس المملكة؟ من العجائب ايضا إتهام القضاء السعودي للجيزاوي, الحقوقي المصري, بتهريب عقار ال "Alprazolam" او ال "xanax" وهو اكثر عقار يستخدم في اسواق الرق الابيض لسلب الاطفال إرادتهم عندما يعبث وينهش طلاب اللذة باجسادهم ويقطف باكورة الإناث منهم كل متعطش لامتصاص دم الاطفال الابرياء, وهم ليسم سوى دمى متحركة بأيدي سماسرة وقواد (جمع قائد؟) الدعارة المحترفين جمع المال. طالعتنا الصحف المصرية قبل اسابيع بخبر تفكيك شبكة دعارة لتصدير القاصرات, احدى اسواق النخاسة للاتجار بالاطفال. المتهم فيها 12 بينهم قاضي ورئيس محكمة سابق سعودي الجنسية وشقيقه وكيل النيابة ورجل أعمال وزوج إحدى اميرات المملكة. وكشفت معاينة مدير نيابة الهرم عن مئات عقود زواج عرفي موثقة بين مواطنين عربًا، وقاصرات من بين اطفال فقراء مصر, يتلقفهن الممسوخون وطلاب اللذة المتوحشة من أمراء البترودولار، وهي جريمة لزال يعاقب عليها القانون المصري حتى الان. طبقا لنصوص القانون المصري رقم 64 لسنة 2010 الخاص بمكافحة الاتجار بالبشر والذي صدر في مايو 2010 والذي يطالب الان بعض تجار النخاسة, اللاهثين وراء الربح السريع , من مجلس شيوخ قندهار بتغيره وتفصيلة لصالحهم.كشفت التحقيقات التي جرت، أن المتهمين السعوديين الأربعة كانوا يجلسون في غرفة داخل فيلا تمتلكها المتهمة الرئيسية في منطقة هضبة الأهرام، وأنهم كانوا يشاهدون ويعاينون القاصرات "البضاعة", صغيرات عذراوات لم يمسسهن أحد ...., ليختار كل واحد منهم طفل او طفلة او اكثر يعجبونه، وورد في التحقيقات أن الشرطة داهمت المكان، وضبطت المتهمين وبينهم السعوديين قبل توقيع عقود زواج عرفية بينهم وبين القاصرات وكان المتهم الفلسطيني يحمل عقود على بياض تمهيدًا لتوقيعها بعد ان يختار وجهاء السعودية اطرى واصغر لحم من بين اطفال فقراء مصر. وها هي مصر الان تنافس اليمن والمغرب والصومال في اسعار لحم البشر وكلما صغر سن الطفل او الطفلة كلما إرتفع سعر لحم جسدهم الطري في تجارة قوامها أجساد الأطفال والقصر, تساق في زرائبها القاصرات من إناث الاطفال فى طوابير لعرضهن على الشارى الجديد بعد ترقيع غشاء بكارتهن اكثر من مرة على حساب سماسرة