جريدة الجرائد

"مات بن لادن... وعاشت جنرال موتورز"!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله خليفة الشايجي

كان العقد الماضي عقداً مثخناً بالجراح والتغيرات بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية. تفجيرات 11 سبتمبر 2011 غيرت الكثير في أميركا وعن أميركا وسُمي عقد محاربة الإرهاب والحروب والاحتلال.
هوس أميركا في حقبة ما بعد اعتداءات 11 سبتمبر التي اعترف تنظيم "القاعدة" وزعيمه في أكثر من شريط فيديو بالمسؤولية عنها فسماها "غزوة مانهاتن". قايضت أميركا الحريات بالتشدد والتعسف ومخالفة قوانينها والتجسس على شعبها. وأصدرت "قانون الوطنية"، وضيقت على الحريات. وانخرطت أميركا في حروب خارجية وعمليات استباقية. وأساءت لقيمها ولما تبشر به من حقوق إنسان وحريات بجرائم وتجاوزات في سجن أبوغريب في العراق ومعتقل غوانتانامو الذي لا تزال أميركا تحتجز فيه معتقلين، وفي قاعدة باغرام بأفغانستان. هذا علاوة على السجون السرية والسجون الطائرة! كل ذلك هوى بأميركا من برج الفضيلة وحولها لدولة وصفها المفكر الأميركي اليساري المعارض نعوم تشو مسكي بـ"الدولة المارقة".

يبدو أن حملة انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر القادم قد دخلت أجواء التسخين، وكالعادة يطلق الأميركيون على جولات المعارك السياسية بين المرشحين تسمية "التقاذف بالوحل". فصول تلك المعارك ستزداد حدة مع الاقتراب من موعد الانتخابات، خاصة بعد أن يحسم الحزب الجمهوري أمره وينتخب رسمياً في أغسطس القادم مرشحه (ميت رومني) لينافس أوباما، على أمل الفوز واستعادة البيت الأبيض للجمهوريين. آخر فصول المواجهات بين الفريقين كانت الذكرى السنوية الأولى لاغتيال بن لادن.

أوباما في حالة حرب للبقاء ولاية ثانية، وهو يستخدم في سبيل ذلك أوراق القوة التي يملكها، ومنها ورقة قراره الجريء باغتيال بن لادن في الثاني من مايو 2011. وقد اقترح نائب الرئيس بايدن شعاراً لحملة أوباما الانتخابية هو "مات بن لادن وعاشت جنرال موتورز"، في إشارة إلى نجاحه في تحقيق الأمن والقضاء على أكثر شخص هدد أميركا ومصالحها، وإنقاذ الاقتصاد الأميركي وإعادة الثقة بتحسنه وبنهوض مؤسساته المالية وشركاته الصناعية الكبرى مثل "جنرال موتورز" التي تعود لتوظيف الأميركيين، ما سيخفض البطالة ويعيد الثقة لدى الناخب الأميركي في أوباما.

وقد شكك أوباما في قدرة رومني، المتقدم حالياً على منافسيه داخل الحزب الجمهوري، على اتخاذ قرار جريء مثل قرار اغتيال بن لادن. حملة رومني سارعت لاتهام أوباما بتسييس عملية قتل بن لادن. وأكد رومني بأنه وأي رئيس أميركي آخر كان سيتخذ قرار تصفية بن لادن.

من الواضح الآن أن أوراق بن لادن والأمن والاقتصاد، ستكون الأوراق الرئيسية في معركة الرئاسة الأميركية. وسنرى كيف ستعمل حملة أوباما على استغلال ذلك. وكان واضحاً من خطاب أوباما المتلفز من أفغانستان، ومخاطبته الشعب الأميركي من هناك في الذكرى السنوية الأولى لمقتل بن لادن، كيف أن ذلك الإنجاز سيتم استغلاله انتخابياً.

لكن ماذا عن "القاعدة"؟ هل ضعفت بالفعل وانتهى تهديدها؟ أوباما، ومن قاعدة باغرام في أفغانستان، خاطب الشعب الأميركي: "خلال السنوات الثلاث الماضية تغيرت قواعد اللعبة؛ حطمنا قوة طالبان، وبنينا قوات أمن أفغانية قوية، ودمرنا قيادة القاعدة، وقتلنا عشرين من قادتها الثلاثين. وقبل عام، انطلق جنودنا من هذه القاعدة (باغرام) في عملية قتل بن لادن". وفي خطاب انتخابي لأوباما قبل أسبوعين، شبّه تنظيم "القاعدة" بملاكم يترنح في الحلبة، وأنهى خطابه بالقول: "حققنا ما وعدنا به".

وتعول إدارة أوباما كثيراً في مواجهة الإرهاب على الطائرات بدون طيار، والتي قامت بأكثر من 270 مهمة صفت فيها قيادات من "طالبان" و"القاعدة"، في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال، في حرب مستمرة وبلا هوادة. وتحولت عمليات "القاعدة" إلى محاولات فردية تفتقر للدقة والمتطوعين. وهو ما يسميه مركز دراسات بريطاني عمليات "الذئب الوحيد". وهذا كان واضحاً من الوثائق التي عثر عليها في مخبأ بن لادن حيث عبر عن قلقه من تراجع الدعم لـ"القاعدة" وتدهور سمعتها في العالم الإسلامي.

ويبقى السؤال: ماذا عن تنظيم "القاعدة"؟ وما هو مستقبل الحركات الجهادية؟ بعيداً عن الخطب السياسية وتسجيل المواقف، من المؤكد أن تنظيم "القاعدة" أنهك وأضعف وتمت تصفية قيادته، وأصيب بنكسات متتالية قد يكون آخرها "الربيع العربي" الذي أوجد طريقاً ثالثاً للتغيير ليس طريق القوة ولا التدخل الأجنبي والدبابات الأميركية، وليس منهج العنف لدى "القاعدة" والحركات الجهادية... بل الحراك الشعبي الثوري والسلمي.

ولا يزال هناك خطر للتنظيمات الجهادية التي لا يمكن التقليل من شأنها، والتي قد تستغل تعثر وتأخر الانتقال السلمي في جمهوريات "الربيع العربي"، خاصة ليبيا وسوريا واليمن، لتجد لها موطئ قدم. وقد أشار موقع "دبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، إلى أن من قام بالتفجيرات الانتحارية مؤخراً هو تنظيم "القاعدة"! هل هذا واقع أم نفخ في تنظيم يحتضر؟ لقد حدثت مبالغات كثيرة في دور ذلك التنظيم وقوته خلال عقد من الزمن.

مهما يكن فإن معركة كسب العقول والقلوب مستمرة، سواء بقي بن لادن أو قُتل، وهي المعركة الأصعب. والبعض يسأل: هل حقاً مات بن لادن؟! وآخرون يشككون بموته ويتساءلون: أين جثته وصوره ميتاً؟! إن تغيير سياسات ومواقف الدول والأنظمة التي تشجع على الانتقام وتصفية الحسابات، هي الأسلوب الأمثل، ليس لتجفيف منابع الإرهاب، بل للقضاء على فكر الانتقام الذي يولّد التطرف والإرهاب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لادن اختراع امريكي
جمال عبد الناصر -

بن لادن اعتقلوه وحبسوه من قبل حتى مسرحيه سبتمبر.وعندما ملت شعوب العالم وفي مقدمتها الشعب الامريكي الحروب الامريكيه ووجد الا مريكي انه فقد عمله وبيته !!قررت الحكومه الامريكيه انهاء دور بن لادن من المسلسل ولكن بطريقه هوليوود حتى تلعب على الشعب الامريكي غير المثقف ولا يعرف عن العالم شيء٠ من كان يخرج على الشاشات لسنوات ليس بن لادن بل ممثل٠فبن لادن كان قبل سبتمبر في سجون امريكا٠وقصه رمي جثته في البحر!مسخره هوليووديه بجداره!!!!هل احد منا عرف اسم او شكل او صوت بن لادن قبل سبتمبر!هل فعلا قتل ٣٠٠٠ شخص في الابراج!كل ما راينا قواءم اسماء!وكثيرا من الاسماء تفاجئ اصحابها انهم في قوائم الموتى وقيل لهم انه تشابه اسماء!كلنا نذكر الشاب السعودي الذي كان يشاهد الاحداث على التلفاز في السعوديه وتفاجئ بانه من المنفذين ومات ايضا وهو بحياته لم يغادر السعوديه ولم يستخرج جوازسفر!!!!!!

لادن اختراع امريكي
جمال عبد الناصر -

بن لادن اعتقلوه وحبسوه من قبل حتى مسرحيه سبتمبر.وعندما ملت شعوب العالم وفي مقدمتها الشعب الامريكي الحروب الامريكيه ووجد الا مريكي انه فقد عمله وبيته !!قررت الحكومه الامريكيه انهاء دور بن لادن من المسلسل ولكن بطريقه هوليوود حتى تلعب على الشعب الامريكي غير المثقف ولا يعرف عن العالم شيء٠ من كان يخرج على الشاشات لسنوات ليس بن لادن بل ممثل٠فبن لادن كان قبل سبتمبر في سجون امريكا٠وقصه رمي جثته في البحر!مسخره هوليووديه بجداره!!!!هل احد منا عرف اسم او شكل او صوت بن لادن قبل سبتمبر!هل فعلا قتل ٣٠٠٠ شخص في الابراج!كل ما راينا قواءم اسماء!وكثيرا من الاسماء تفاجئ اصحابها انهم في قوائم الموتى وقيل لهم انه تشابه اسماء!كلنا نذكر الشاب السعودي الذي كان يشاهد الاحداث على التلفاز في السعوديه وتفاجئ بانه من المنفذين ومات ايضا وهو بحياته لم يغادر السعوديه ولم يستخرج جوازسفر!!!!!!