أصدقاء اليمن في الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبد العزيز الجاسر
الشيء المؤكد الذي أكدته الأحداث والدراسات البحثية والاستقصائية أن الإرهاب يزدهر ويتسع عندما تتردى الأوضاع الاقتصادية وبالذات الحالة المعيشية. واليمن من الدول التي تعاني من تردٍ كبير في الأوضاع المعيشية نتيجة تفاعل عوامل مختلفة تتمثل أهمها في تدهور الوضع الاقتصادي وغياب التنمية، واستنفاد الموارد الطبيعية الحيوية، ونمو سكاني متزايد، إضافة إلى الآثار المترتبة على التباطؤ الاقتصادي العالمي، والبطالة والتضخم وتأخر الدعم والمساعدات الدولية لليمن.
تراكم كل هذه العوامل أوقعت اليمن في وحل الإرهاب، فقد سرّع تداعي الأوضاع الاقتصادية وتدهور الحالة المعيشية من تفجر الأوضاع في الجنوب والشمال معاً. ورغم عدم إغفال وإسقاط التأثيرات السلبية للتدخلات الخارجية الأجنبية التي ما كان لها أن تنجح في التدخل في الشؤون الداخلية لليمن وتصبح طرفاً سلبياً في تفجير الأوضاع وتدمير الاستقرار في البلاد، ما كان لها أن تحقق كل ذلك لولا وجود الأرضية الخصبة التي أوجدتها حالات الإحباط والقنوط واليأس التي ولدتها تدني الأوضاع المعيشية المتردية وتفشي البطالة التي أوجدت جيشاً كبيراً من العاطلين جلهم من الشباب الذين أصبحوا هدفاً سهلاً للجهات الأجنبية والمتعاملة معها لتجنيدهم لتنفيذ مخططات وأجندات قوى إقليمية معروفة لا تريد الخير لليمن وللعرب جميعاً، كما أن موقع اليمن الاستراتيجي وأهميته المركزية للأمن القومي العربي، فاليمن يمثل القاعدة الجنوبية للمشرق العربي بقلبه الجزيرة العربية وجناحيه الخليج العربي والهلال الخصيب، فاليمن يسيطر على باب المندب الممر الاستراتيجي الذي يوصل إلى البحر الأحمر وإلى الممر الاستراتيجي الآخر قناة السويس، وبالتالي ربط أوروبا بآسيا، وأنه البوابة العربية لإفريقيا.
لذلك فإن اليمن مهم استراتيجياً ليس للمحيط العربي والأمن القومي فحسب، بل للأمن والسلام الدوليين، ولهذا فإن التئام ثلاثين دولة في الرياض في منتدى أصدقاء اليمن لمساعدة اليمن وانتشاله من الواقع المرير الذي وصل إليه والذي يهدد بتدمير هذا البلد المهم، ولعل تركيز لقاء الرياض على مساعدة أهل اليمن على معالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية لتحسين الحالة المعيشية وذلك من خلال تمويل برامج التنمية وتقديم الدعم اللازم لجهود تحقيق المصالحة الوطنية والتنفيذ السليم والسلس والأمين لآليات المبادرة الخليجية التي لا يمكن أن تتحقق أهدافه إلا بتمكين القيادة اليمنية الجديدة والحكومة الائتلافية من العمل ضمن موارد تمكنها من تأدية دورها ومساعدتها في تحقيق الأهداف المرجوة وهو ما سعى إليه أصدقاء اليمن الذين يتطلعون إلى تفاعل صادق وأمين من كافة الأطراف اليمنية.