جريدة الجرائد

«خيبة أمل» أميركية من المناورة الإيرانية في مفاوضات بغداد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن - حسين عبدالحسين

بعد كل التفاؤل، وتكرار استعادة تصريح المرشد الايراني الراحل روح الله الخميني حول تفضيله تجرع السم على قبول وقف النار مع العراق في العام 1988 للدلالة على الواقعية الايرانية في السياسة الدولية، اصيبت غالبية الدوائر الديبلوماسية الاميركية بخيبة أمل مما اعتبرته "المزيد من المناورة الايرانية اثناء المفاوضات النووية في بغداد"، اول من امس.
وجاءت الانطباعات الاميركية الاولية حول مفاوضات مجموعة دول "5+ 1" مع ايران على الشكل التالي:


اولا، اتضح ان ارسال طهران في طلب مدير "وكالة الطاقة الذرية" كريستيانو امانو لم يكن بهدف اعطاء المفاوضات زخما قبيل اندلاعها، على ما ساد في الاوساط الغربية، بل محاولة ايرانية لشق صف مجموعة دول "5+ 1" عن طريق التوصل الى اتفاق مع الوكالة حول نشاطاتها النووية الماضية، على امل لن يؤدي اي اتفاق الى اعتبار الروس والصينيين ان ايران تفي بالتزامتها وان لا مبرر للمزيد من العقوبات عليها مستقبلا في حال فشل مفاوضات بغداد في التوصل الى نتائج.


ثانيا، رصدت الدوائر الاميركية تصريحات ايرانية مفادها بان الغرب ليس جديا في فرض عقوبات على صادراتها النفطية نظرا لاحتمال تأثير ذلك على سعر برميل النفط عالميا، فيتجاوز 160 دولار بدلا من مرواحته على عتبة المئة دولار اليوم. بنظر الاميركيين، تعتقد ايران ان اي عقوبات عليها تؤدي الى رفع سعر برميل البترول، وهو ما تحاول الدول الاوروبية، ذات الاقتصادات المتباطئة، تفاديه ما امكن. عزز من الاعتقاد الايراني، حسب الاوساط الاميركية، قبول ادارة الرئيس باراك اوباما تأجيل الموعد النهائي المتفق عليه سابقا لمقاطعة اوروبا للنفط الايراني، ما يشي بأن واشنطن تخشى من ان يدفع خوف الاوروبيين من تأثير سلبي لارتفاع سعر النفط على اقتصاداتهم بعدم الالتزام بالمقاطعة، وتاليا اضعاف العقوبات المفروضة حاليا والمرتقبة مستقبلا.
ثالثا، تعتقد الدوائر الاميركية انه حتى لو ابدت طهران استعدادا "لتجرع السم" بوقفها تخصيب اليورانيوم الى نسب تتعدى الخمسة في المئة، التي لا يمانعها الغرب، فانها ستطلب مقابل ذلك اثمانا سياسية باهظة جدا قد لا يكون بمقدور المجتمع الدولي تسديدها، من ذلك ان رئيس الوفد الايراني المفاوض سعيد جليلي اقترح التفاوض حول الازمة في سورية والثورة السورية المطالبة برحيل بشار الاسد، لكن الوفود المشاركة، وخصوصا الوفد الاميركي، رفضت الحديث بتاتا عن امور "من خارج البنود المقررة سلفا على جدول اعمال الاجتماع"، وفقا لمصادر اميركية.
رابعا، تقول المصادر الاميركية ان طهران تستخف بجدية العالم ومقدرته على مجابهتها، اقتصاديا وعسكريا، وتتصرف بثقة عسكرية قد يكون مبالغا بها، وهذا ما يدفع غالبا الدول الى ارتكاب اخطاء في سياساتها الدولية. وفي السياق نفسه، يعتقد الاميركيون ان واحدا من ابرز الاسباب التي تدفع مرشد الثورة علي خامنئي الى ارتكاب اخطاء في تقديره لعواقب تصلبه في وجه المجتمع الدولي هي المزايدات السياسية داخل ايران، اذ ييحرص خامنئي على الظهور بمظهر الزعيم القوي، والا يتنازل للمجتمع الدولي فيعطي فرصة لمنافسيه بتعييبه لضعف مزعوم او تراجع.
على ان بعض المسؤولين الاميركيين، من امثال المستشار الرئاسي السابق دينيس روس، يخالف الرأي السائد بأن ايران تناور فقط لكسب المزيد من الوقت حتى تصل الى انتاج القنبلة النووية وتجريبها. وقال روس في حوار مع صحافيين انه "لا يجوز ان تتوقع اميركا والعالم نتائج فورية على اثر محادثات بغداد بين ايران والمجتمع الدولي حول ملفها النووي"، وان "خطوات بناء الثقة"، وهي الهدف المعلن لهذه المفاوضات، تأخذ وقتا لتتحقق في الغالب.


الا ان معارضي روس استهزؤوا بتصريحاته، وقال بعضهم ان هذه التصريحات تأتي من "الديبوماسي الذي لم تفض جولاته التفاوضية في الماضي الى اي نتائج". وكان روس عمل مبعوثا رئاسيا للسلام العربي - الاسرائيلي اثناء ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون، وادى فشل المفاوضات حينذاك الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000.
ويعتقد مسؤولون اميركيون معارضون لادراة الرئيس باراك اوباما ان المزيد من المفاوضات مع ايران لن تجدي، وان طهران تستخدم هذه المفاوضات لشراء الوقت فيما تعمل على تطوير برنامج اسلحتها النووية. ويقول هؤلاء المسؤولون، على شرط عدم الكشف عن اسمائهم، ان "جولة مفاوضات موسكو المقرر اجراؤها بين 16 و18 يونيو المقبل لن تلقى مصيرا افضل من سابقاتها في اسطنبول وبغداد".


"الراي" سألت عما سيحصل في حل فشلت المفاوضات، وكانت الاجابة: "تدخل المقاطعة الاوروبية للنفط الايراني حيز التنفيذ في الاول من يوليو، ولن يؤدي ذلك الى ارتفاع يذكر في سعر النفط العالمي لان انتاج ايران وصادراتها لا تتعدى المليوني برميل، ويمكن للسوق تأمين بديل من دون مجهود يذكر".
المسؤولون الاميركيون يعتقدون ايضا ان من شأن المقاطعة الاوروبية "دفع الاقتصاد الايراني الى ازمات خانقة لم يشهد لها مثيل من قبل". ويلفتون الى ان "الاخبار الواردة من داخل ايران اشارت الى ان سعر صرف العملة المحلية امام العملات العالمية تراجع بمجرد وصول اخبار فشل مفاوضات بغداد".
المسؤولون الاميركيون يأملون في ان تؤدي العقوبات الى اقناع الايرانيين بقبول العرض الدولي الذي تم تقديمه في بغداد، او الى "تجرع السم" حسب التعبير المستخدم في العاصمة الاميركية. واذا لم يتراجع الايرانيون، حتى بعد المزيد من العقوبات، "لن تذهب واشنطن منفردة الى عمل عسكري، بل ستقنع الدول الخمس المفاوضة الاخرى بعدم جدوى العقوبات وضرورة القيام بتحرك على الارض يمنع الايرانيين من الحصول على اسلحة نووية".


"الوكالة الذرية" تعثر على آثار يورانيوم مخصب بأكثر من 20 في المئة في ايران

عثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اثار يورانيوم مخصب على مستوى يفوق حدود 20 في المئة في موقع فوردو النووي تحت الارض.
وذكر تقرير للوكالة، امس، ان نتائح التحاليل التي اجريت على عينات أخذت من محيط موقع فوردو في 15 فبراير العام 2012 "اكدت وجود جزيئات بلغت مستويات تخصيبها 27 في المئة"، فيما تقل اعلى درجات التخصيب التي اعلنتها ايران حتى الان عن 20 في المئة. وهذه النسبة تبقى ادنى بكثير من مستوى 90 في المئة الضروري لصنع السلاح النووي.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف