جريدة الجرائد

دلالات نتيجة الجولة الأولي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ممدوح الولى

حسب النتائج غير الرسمية للإنتخابات الرئاسية بإجراء إعادة بين الدكتور محمد مرسي المنتمي الي جماعة الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق المنتمي الي النظام السابقrlm;,rlm; ظهر التنوع صدارة التصويت ما بين المرشحين الخمسة الكبار في المحافظات المصريةrlm;.rlm;

حيث تفوق الدكتور مرسي في عدد من المحافظات منها قنا والمنيا والبحيرة وأسوان والفيوم وبني سويف والوادي الجديد والسويس, بينما تفوق الفريق شفيق في عدد من المحافظات منها المنوفية والدقهلية بما لها من ثقل إنتخابي. وتفوق حمدين صباحي في عدد من المحافظات منها كفر الشيخ وبورسعيد, كما تفوق عبد المنعم ابو الفتوح بدمياط ومرسي مطروح وتفوق عمر موسي في جنوب سيناء. وداخل المحافظة الواحدة اختلف ترتيب أصوات المرشحين الكبار ما بين المراكز والمدن والقري, بما يشير الي تنوع الرؤي السياسية وهو أمر يصب في صالح العملية الديموقراطية, وظهر أثر العامل الجغرافي في التأييد الكاسح لمحافظة كفر الشيخ لحمدين صباحي باعتبارها تمثل مسقط رأسه, واتجهت أصوات غالب المسيحيين للفريق أحمد شفيق, وتفوقه في عدد من محافظات الوجه البحري, إلا أن نسب التصويت الإجمالية كانت أقل من التوقعات. وتتلاحق الأسئلة لماذا لم يفز الدكتور محمد مرسي من الجولة الأولي كما توقع كثير من أنصاره؟, ولماذا هذا الفارق المحدود بينه وبين شفيق رغم المؤتمرات الحاشدة للجماعة بكل المحافظات, ولماذا تأخر ترتيب عمر موسي الذي كانت استطلاعات الرأي ترشحه لجولة الإعادة؟, ولماذا خرج أبو الفتوح من جولة الإعادة والتي كان مرشحا لها بقوة؟
ويبقي السؤال الأهم لماذا تفوق شفيق رغم ما تعرض له من حملات ضارية, لدرجة قذفه بالأحذية مرتين في أسوان والقاهرة, وهو المتهم بكونه منتميا الي معسكر الفلول. وتتعدد تفسيرات تفوق شفيق ما بين وجود قطاع كبير من المواطنين المحبطين من تأخر جني ثمار الثورة.
وهم يرون تصارع من ينتمون الي معسكر الثوار, وغلبة المصالح الخاصة لكثير منهم بدليل عدم اصطفافهم خلف مرشح واحد للثورة, أو حتي مرشح واحد للتيار اليساري وينطبق نفس الأمر بالمعسكر الإسلامي, لتصب تلك التجزئة لصالح الفريق شفيق.
كذلك استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والحاجة الي رجل قوي, حتي يعود الاستقرار بما معه من سياحة واستثمار وتشغيل, والجهد الذي بذلته قيادات الحزب الوطني بالمحافظات لتأييد شفيق, وجلب الأصوات له بمختلف الطرق المشروعة وغير المشروعة, حفاظا علي مصالحهم وتعطيل محاسبتهم, ويضاف الي ذلك مجهود رجال الأعمال الذين استفادوا من النظام السابق, خشية ملاحقتهم عندما يتولي المنصب أحد المنتمين الي معسكر الثورة. ويلحق بركب شفيق كثيرين ممن استفادوا من النظام السابق ويخشون المساءلة سواء كانوا في مجالات الحكم المحلي أو الشرطة أو الإعلام وغيرها من المجالات, وبما يوضح اتساع قاعدة المنتفعين من النظام السابق الذين يحرصون علي الإفلات من المساءلة.
وفي جولة الإعادة تتوالي الأسئلة هي يتحد الاسلاميون خلف الدكتور مرسي؟ أم أن مرارات المنافسة ستحول دون التئام كامل للصفوف؟, وهل يتحد معسكر الإسلاميين مع معسكر اليساريين باعتبارهم ينتمون معا الي معسكر الثوار ضد الفريق شفيق؟ أم أن الفجوة بين كثير من اليساريين والإسلاميين ستدفعهم لعدم المشاركة نكاية في الإسلاميين وحتي لا يحصلوا علي مؤسسة الرئاسة؟ وهكذا يتطلب الأمر مشاورات سريعة بين أطراف معسكر الثورة حفاظا عليها.
وألا تكون آثار المعركة الانتخابية مؤثرة في قراراتهم وحشودهم في جولة الإعادة, وأن يكون السؤال المحوري لدي هؤلاء هل أنتم مع استمرار الثورة أم لا؟ وماهو الأكثر أهمية لديكم هل انقاذ الوطن أم المصالح الخاصة بالتيار السياسي؟.. وعلي المعسكر الإسلامي كذلك طمأنة باقي طوائف معسكر الثورة, ولعل تشكيل الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور يمكن أن يكون إحدي آليات الطمأنة وكذلك مكونات التشكيل الائتلافي للوزارة الجديدة, ومن المؤكد أن من حصلوا علي تلك النسب المرتفعة من الأصوات مثل حمدين وأبو الفتوح من حقهم الحصول علي مواقع تنفيذية, بصرف النظر علي تصريحاتهم السابقة قبل الإنتخابات بعدم قبول مناصب بخلاف منصب الرئيس.
مما سبق ورغم أن البعض يري ترشيح كفة المرشح الاسلامي في حالة وقوف السلفيين خلفه, إلا أن المعركة ستكون صعبة لكلا الطرفين, بسبب تأثر كثير من المواطنين بالحملة الإعلامية الضارية ضد الإخوان واتهامهم غير الواقعي بالإستحواذ علي مؤسسات الدولة.
كما تبين في ضوء نتائج الفريق شفيق وتفوقه في كثير من المحافظات, استعداد أنصاره من رجال الأعمال وغيرهم الإنفاق لأية مبالغ, واللجوء لأية وسائل للاحتفاظ بمعقد الرئاسة في أيدي العسكريين خشية الملاحقة وتأجيلا للمحاسبة واستمرارا للأوضاع القديمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كل شيء جائز
شهاب -

ليس بالضرورة ان يقوم شفيق بإعادة انتاج النظام السابق وليس بالضرورة ان لا يقوم مرسي بانتاج نظام ديني لايتناسب ودور مصر الحضاري المدني.

كل شيء جائز
شهاب -

ليس بالضرورة ان يقوم شفيق بإعادة انتاج النظام السابق وليس بالضرورة ان لا يقوم مرسي بانتاج نظام ديني لايتناسب ودور مصر الحضاري المدني.