جريدة الجرائد

خالد مشعل : في مصر لحظة تاريخية أبناء فلسطين الأكثر إحساساً بها

GMT السبت 26 مايو 2012 01:14 آخر تحديث : GMT السبت 26 مايو 2012 01:18 الراي الكويتية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

علي العلاس

أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، بتاريخ الكويت الحافل بدعم القضية الفلسطينية المادي أو السياسي أو الاعلامي والجماهيري، لافتا إلى غبطة سمو الأمير وسروره لما نقله لسموه من أنباء التطورات الايجابية في مسار المصالحة الفلسطينية التي بذل سموه جهدا كبيرا في سبيلها، والكل يشهد بذلك وكان حريصا دائما على اتمامها.ورأى مشعل في لقاء مع تلفزيون "الراي" الليلة قبل الماضية، أن ما يجري في مصر لحظة تاريخية، وأبناء فلسطين أكثر الناس إحساسا بها، معتبرا أن مصر عندما تتغير إيجابيا شيء يفرحنا ويخدم القضية ويقربنا من لحظة النصر، مستغربا تخوف البعض من قدوم الإسلاميين إلى السلطة، فيما الإسلاميون جزء من المشروع الوطني الإسلامي في الأمة، مشددا على أن هذا لا يعني أن ألغي الآخر وأحتكر الحقيقة، أن هناك أخوة مسيحيين وتنوعا، لكن هوية الأمة العربية العامة إسلامية، معلنا انحيازه للإسلام الوسطي المعتدل.وأعلن مشعل رفضه لزيارة المسؤولين العرب إلى القدس المحتلة في الوقت الراهن، معتبرا أنه في اللحظة التي سمحت فيها إسرائيل لبعض العرب بزيارة المدينة، تم منع الشيخ رائد صلاح ومفتي المدينة عكرمة صبري من زيارتها، مشيرا في الوقت عينه إلى أن ما يجري في سورية من أحداث دامية استنفر العصبيات والاصطفافات الطائفية المقيتة، وأحدث إرباكا في علاقات بعض الأطراف الإقليمية. وفي ما يلي نص اللقاء: bull; تمر مصر بمنعطف تاريخي، ماذا تتوقع ان يكون الوضع في مصر بعد الانتخابات، وهل تتوقع ان تؤثر على مسار القضية الفلسطينية؟ - ما يجري في مصر يفرح أبناء الأمة العربية ويزعج أعداءها، خصوصا العدو الصهيوني، ان ما يجري في مصر يقرر أشياء كثيرة سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية أو مستقبل الأمة العربية، لأن مصر أكبر دولة عربية ولها دور قيادي ومحوري، وبالتالي لا يوجد شك ان الانتخابات المصرية في ظل التغيير الكبير الذي جرى، وفي ظل تمكن الشعب المصري من اختيار رئيسه في أجواء ديموقراطية وحرية لم تتوافر منذ سنين، لا شك انها لحظة تاريخية يشعر بها العرب والمصريون، ونحن أبناء فلسطين أكثر الناس إحساسا بهذه الأجواء، لأن مصر عندما تتغير إيجابيا هذا شيء يفرحنا ويخدم القضية ويقربنا من لحظة النصر، ونشعر بأنه أصبح لدينا سند كبير يقف بجوارنا إضافة الى السند العربي والإسلامي في معركتنا ضد العدو الصهيوني.bull; حتى ولو كان على خلاف توجهاتكم؟- أيا كانت هذه التوجهات، طالما جاءت بإرادة شعبية، لعلم هذه الإرادة أنه القائد الذي يستطيع ان يعكس رؤيتها وضميرها ويملك رؤية جادة لصالح الأمة من ناحية، ومن ناحية أخرى يشعر كل قائد انتخب من شعبه بأنه لابد ان يحترم تطلعات شعبه، أما من يأتي هكذا دون أن يكون للشعب دور في اختياره ربما لا يبالي بالمزاج العام السائد في الشارع الوطني أو العربي بصورة عامة، نحن اليوم في مرحلة الشعوب هي التي تقرر وتختار، ومن يأتي باختيار الشعب لن يكون إلا مع الرأي العام السائد في الأمة، والرأي السائد في الأمة مع العدالة والديموقراطية ومع الحق والمقاومة ومع استقلالية القرار السياسي والأمني والاقتصادي، ومع نهضة الأمة وخلق مكانة لها، سواء على المستوى الإقليمي او العالمي يكون فيها توازن مع الآخرين، لا ان تكون في موضع التبعية ولا تكون في حروب وصراعات، وإنما تكون في وضعية تسمح لها بتبادل المصالح القائم على الاحترام المتبادل، هذا الشيء كنا نفتقده في العقود الماضية، اليوم نشعر ان الأمة إن شاء الله تقترب من نهضة داخلية وخارجية تجعل للأمة كينونة محترمة بين دول العالم.bull; أشعر بشيء من نظرة تفاؤل في كلامك، هل أنت متفائل؟- أنا متفائل جدا، ورغم قراءتي لتراكمات واقع العالم العربي الصعب، على مدى العقود الماضية من خلال وأشكال الفساد والاستبداد وضياع الهوية العربية والإسلامية، وسنوات من التبعية والاختلاف والشرذمة، لا شك اننا لدينا إرثا ثقيلا، ولكن ورغم كل هذا أنا متفاءل بهذا التغيير، وان كنا في حاجة لوقت كاف من أجل هذا التحول، وأحب أن أشير هنا الى ان هناك فرقا بين ان أتفاءل بما سيحدث غدا في كل شيء، وبين ان نجتاز هذا المخاض في لحظات التحول إلى وقت معقول، وانا أقول إذا تكاتفت جهودنا سوف نختصر الزمن. bull; واضح من كلامك انك منفتح على جميع الأطراف المصرية، لكن التصور والمنطق يقول لنا انه في حال فوز مرشح الاخوان المسلمين القريب منكم، ربما يمثل لكم دعما في موضوع المصالحة الوطنية على سبيل المثال، وفي المقابل ربما يضع الطرف الاخر في مأزق؟- أولاً لا بد ان يسلم الجميع ان المرحلة الراهنة عندما سمح بانتخابات، لا شك ان الإسلاميين كان لهم نصيب كبير سواء كونهم ظلموا وحرموا لسنوات طويلة مثل غيرهم، حيث لم يكن الظلم مقتصرا على الإسلاميين وحدهم، ربما كان لهم نصيب، لكن الأرض العربية هويتها إسلامية، نعم هناك اخوة مسيحيون، هناك تنوع معروف في البلاد العربية، لكن الأمة العربية الهوية العامة لها إسلامية والغالبية مسلمة، ونحن مع الإسلام الوسطي المعتدل، فمن الطبيعي ان صناديق الاقتراع في البلاد العربية ان تأتي بالرأي السائد في الأمة، طالما هي انتخابات نزيهة وشفافة، وفي أوروبا على سبيل المثال، أوروبا المسيحية ان صح التعبير، لو أتت بقوى لديها مرجعية مسيحية، ولكن مع الفارق بيننا وبين الغرب من حيث قيمة المرجعية الدينية في السياسة والثقافة السائدة وفي الممارسة العملية، لكن عمليا لا أحد يستغرب الافراز الذي يأتي من أوروبا ومن أميركا أو في أي بلد آخر، هذه المنطقة لها تاريخ ولها مرجعية تاريخية ولها هوية إسلامية، وبالتالي من الطبيعي ان يكون للإسلاميين نصيب في ذلك، وبالتالي فان الاخوان المسلمين وغيرهم من القوى السياسية بتنوعها وطيفها الواسع هم جزء من هذه الأمة، اليوم نحن محتاجون الى التعامل مع كل هذا التنوع بروح وحدوية لا حصر النفس مع الإسلاميين أو اقصائهم، وانا أستغرب من تخوف البعض من قدوم الإسلاميين، لماذا؟ bull; هل لديك تخوف في حال عدم فوز الإسلاميين؟- نحن في حماس حركة التحرر الوطني، لدينا مرجعية إسلامية ونعتز بها ولنا تاريخنا المعروف، ولكن نحن منفتحون على كل الأفكار والتيارات، وبالتأكيد نحن نفرح عندما ينجح الإسلاميون، ونعتقد ان هذا افراز طبيعي، والإسلاميون جزء من المشروع الوطني الإسلامي في الأمة وهم ناضلوا وصابروا، ولكن هذا لا يعني أن ألغي الآخر وأحتكر الحقيقة، نحن وبقية القوى شركاء في المشروع كأمة، لكن ثق تماما انني لست قلقا مما ستأتي به صناديق الاقتراع في أي بلد عربي أو إسلامي، المهم ان تتمكن الشعوب من حرية الاختيار، وأنا واثق ان كل انسان تنتجه الجماهير بصورة حرة ونزيهة، سيكون شخصا في المجمل معبرا عن ارادة شعبه وان اختلفت البرامج، وإذا تحدثت عن الزاوية الفلسطينية المحضة ان شخصا أنتج من ارادة شعبية لن يكون كما ذكرت سالفا الا مع فلسطين والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وضد التبعية.bull; ماذا عن المصالحة الوطنية، هل تعتقد ان اي طرف سيصل ستنصب جهوده على المصالحة وترضي الطرفين؟- بالتأكيد، وحتى قبل مجيء الربيع العربي، طوال فترة الانقسام الفلسطيني الذي فرض علينا ولم نختره، ما ذهبت لبلد عربي أو إسلامي الا ووجدت الجميع حريصا على موضوع المصالحة، فالجميع منزعج من الانقسام الفلسطيني، وما وجدت في المزاج الرسمي أو الشعبي الا الحرص على المصالحة، فلماذا أنا أتوقع ان نتائج الانتخابات المصرية أو غيرها بصرف النظر عن النتائج بموقف مغاير، بالعكس أنا واثق ان الجميع سيشجعون على المصالحة.bull; هناك خلاف على زيارة القدس الشريف من قبل الوفود والشخصيات على مثل هذه الزيارات بداية للتطبيع مع الكيان الصهيوني لدرجة ان ثمة فتاوى صدرت بعضها يجيز الزيارة وبعض يحرمها، كيف تعلق على الموضوع؟- أولا في العصر الحديث، الفتوى ليست مجرد اجتهاد مع النص الديني وحسب، بل لا بد من دراسة القضية من كل جوانبها واعتباراتها، لأن اسقاط النصوص على الحادثة وفهم كل تداعياتها بما يسمى السياسة الشرعية ودراسة كل ما يترتب على كل رأي فقهي في هذا الاتجاه أو غيره، هذه مسألة مهمة يشترك فيها العلماء مع رجال السياسة مع المختصين في القضية موضع الدراسة، فهذا الأمر يحتاج رؤية جماعية وهي التي تقرر أين المصلحة، حيث ربما تكون هناك فروقات دقيقة، وأنا الآن لست في موضع الفتوى، فأنا لست عالم دين لأفتي، ولكن أقول لك بكل أمانة مع احترامي لمن ذهب باتجاه الافتاء بجواز الزيارة أنا أقول انه غابت عنه اعتبارات كثيرة، لا شك ان الزيارة تحقق بعض المصالح، لكن مفاسدها اكبر، بتقديم الحالة في القدس والمسجد الأقصى على انها تبدو طبيعية، واسرائيل تسمح بحرية للناس أن تأتي، وكأن حال القدس طبيعي، وهذا ما يجافي الحقيقة ويحسن صورة اسرائيل من ناحية، ويقلل الاحساس لدى الجمهور العربي والإسلامي بحالة الخطر الذي تعيشه القدس، هذه مفسدة كبرى أكبر من كل المصالح الجزئية، هذه زاوية واحدة فضلا عن عدة زوايا أخرى، وبالتالي أنا أقول لا لزيارة القدس في الوقت الراهن، هذه مسألة لا ينبغي أن ينفرد بها (س) أو (ص) من الناس، نحن لسنا مع الافتاء في أي اتجاه، أنا أدرسها من الناحية السياسة ومن حيث التداعيات المترتبة عليها، ومن حيث رؤيتي أنا كقائد فلسطيني، فالمسألة ليست مجرد تعامل مع النص وشواهد تاريخية تحتاج أن تقرأ في سياقاتها الطبيعية، أكبر خطأ ان نسمح لاسرائيل ان توظف بعض اجتهاداتنا أو بعض المبادرات حتى ولو كانت بحسن نوايا لتحسين صورتها امام المجتمع الدولي والتضليل بحقيقة ما تعيشه القدس، ففي اللحظة التي سمح فيها لبعض المسؤولين العرب بزيارة القدس منع من زيارتها الشيخ رائد صلاح ومفتي القدس الشيخ عكرمة صبري، وتخيل ان هذه الحادثة لم ينظر إليها أحد وانما ركز الاعلام على زيارة العربي الفلاني.bull; اليوم قدمناك في الحلقة بمسمى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هل ما زلت رئيسا للمكتب وما نتائج انتخابات "حماس"، لماذا لم نسمع شيئا عنها حتى الآن؟- "حماس" ولله الحمد لديها نظامها الداخلي القائم على الشورى والديموقراطية، وهذا الشيء نفخر به، نحن نعيش هذا الموسم انتخابات داخلية وهي معقدة لاننا مبعثرون جغرافيا، حماس موجودة في الضفة وغزة والخارج، وبالتالي عملية الانتخاب تجرى في تلك المواقع المفصولة عن بعضها البعض لاعتبارات أمنية، نحن قطعنا شوطاً في هذه الانتخابات وانتهينا من قطاع غزة، وما زال أمامنا شوط الضفة والخارج.bull; هل من ثمة مؤشرات؟ - لسنا في صراع أو تنافس على الكرسي، فمنذ ان نشأت الحركة في 87 ونحن نمارس هذه العملية الشورية الديموقراطية بكل سلاسة.bull; انت تقول اننا لسنا في خلاف على الكراسي، لكن ومع هذا نسمع ان ثمة خلافات بين أعضاء المكتب السياسي، ما حقيقة هذه الخلافات؟- أولا الجزئية التي تفضلت بها ليست صحيحة، حيث لم يتم اقصاء أو تعيين أحد، في الأخير، الانتخابات هي التي تفرز القيادات والجميع له دوره ومكانه، نحن داخل الحركة لدينا تنوع في الآراء وأحيانا قد تنشأ اختلافات وتباينات في بعض الاجتهادات مثلما حدث في الفترة الماضية، ولا شك كانت مزعجة، ولكن هذا يحدث في كل المجاميع البشرية، أحيانا يصيبون وأحيانا يخطئون، لا أحد معصوم من الخطأ، ومهما كانت الحركة منضبطة تبقى هناك بعض التباينات ولكنها تعالج ضمن نظام الحركة والى قادة والمؤسسة، ونحن اعتدنا على ذلك، ولكن الشيء الذي أحب ان أؤكده ان الحركة بخير ونحن مطمئنون لوضعنا الداخلي.bull; حتى الآن لم تعلنوا عن وجهة استقراركم المقبلة، هل سيكون في قطر أم في سورية أم في لبنان؟- لدينا تقليد جميل يقول ان مقر الاستقرار الدائم والحقيقي بعد هذا الشتات ان شاء الله سيكون في القدس، مع اننا سعداء في جميع البلدان العربية التي استضافتنا، لا شك ان القدر الذي يعيشه الشعب الفلسطيني انه مشتت، وبالتالي قيادة الحركة التي هي جزء من الشعب الفلسطيني موزعة على أكثر من جغرافيا، ففي السنوات الماضية كان يعيش عدد كبير من قيادة الحركة في دمشق، واليوم ولظروف ما تجري في سورية انتشرنا في أكثر من بلد وهذا شيء طبيعي، نحن ندرس في كل مرحلة الواقع العربي المحيط بنا وفي أي المواقع التي نمارس فيها دورنا بصورة أفضل، كل البلدان العربية عزيزة علينا، ولكن في الأخير نحن ندرس أين نمارس دورنا القيادي بصورة أفضل.bull; هل ما زلتم في فترة الدراسة؟- نحن موجودون حاليا في أقطار متعددة، وحتى في الفترات الماضية لم نكن فقط في عاصمة واحدة، لكن انا قلت ان الأكثرية كانت موجودة في دمشق وجزء في الضفة وجزء في غزة وجزء في بلدان أخرى، أما فيما يتعلق بالوجهة المقبلة فهي غير محددة حتى الآن.bull; وصلت الكويت في زيارة على رأس وفد رفيع للحركة بعد يوم واحد على توقيع الاتفاق المبرم لدفع مشروع المصالحة الوطنية، ماذا تناولتم خلال لقائكم مع صاحب السمو أمير البلاد؟- انا واخواني في الوفد كنا للحقيقة سعداء بلقاء صاحب السمو، وشعرنا ان اللقاء كان وديا وحميما، ونحن بغض النظر عن هذا اللقاء نحن على استمرار وتواصل دائم مع القيادة الكويتية، للتشاور في بعض الأمور، فالكويت وكما قلت لها تاريخ معروف في القضية الفلسطينية سواء بالنسبة للدعم المادي أو السياسي أو الاعلامي والجماهيري، واستغلال المنابر في المحافل الدولية لطرح القضية، تناولنا خلال اللقاء موضوع المصالحة الفلسطينية واطلعنا سموه على الخطوات التي نحن بصددها من أجل سرعة تشكيل حكومة توافق وطني والتحضير للمرحلة المقبلة سواء للانتخابات وترتيب البيت الفلسطيني، في اطار السلطة واطار منظمة التحرير ومعالجة كل الرواسب والاشكالات التي نتجت عن الانقسام، والحقيقة ان سموه كان مسرورا جدا، فهو بذل جهدا كبيرا في الماضي، والكل يشهد بذلك، وكان حريصا دائما بموضوع المصالحة، والحمد لله فالنفس الطيب الذي وجدناه من القيادة السياسية الكويتية ومن بقية الزعماء العرب نبشر الجميع، انه لا يوجد أمامنا خيار سوى خيار المصالحة، فالأخوة المصريون وزعماء آخرون، بذلوا جهدا يشكرون عليه من أجل اتمام عملية المصالحة. كذلك تناولنا الوضع في المنطقة والتطورات الحاصلة.bull; التقيتم أيضا خلال هذه الزيارة بوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، هل كان لكم مطالب محددة تتعلق بالجالية؟- لا، نحن لنا علاقات ومتابعات محددة في اطار قنوات متفق عليها مع الحكومة الكويتية، اضافة الى التشاور القيادي مع صاحب السمو وبعض المسؤولين سواء في الداخلية او الخارجية، ولا شك تنشأ أحيانا قضايا تحتاج الى متابعة ومعالجة، ولكن لله الحمد جاليتنا الموجودة في الكويت تحظى بحب واحترام من قبل أبناء الشعب الكويتي وقيادته.bull; موضوع المصالحة متعثر لسنوات طويلة، هل تعتقد ان الجهود هذه المرة قد تكون مختلفة ويحدث ما يتمناه ويحلم به أي عربي؟- لا شك ان هذه نقطة جوهرية، وجوابي وبكل وضوح نعم، في الساحة الفلسطينية تباينات واختلافات في البرامج والمواقف، ولكن هذا شيء، وكيف لنا ان نتعايش في الوطن الواحد شيء أخر، لا أحد يريد ان يلغي الآخر انما المطلوب ان يعيش الجميع في وطن واحد وبنظام سياسي واحد وسلطة واحدة ورئاسة ومرجعية واحدة، هذا هو الشيء الطبيعي.bull; ولكن انتم حاولتم أكثر من مرة؟- يقولون كيف تتفق أطراف متعارضة في برامجها، من قال ان المصالحة والاتفاقيات والوحدة تقتضي ان تتطابق برامجها، نعم لا بد ان نتصالح ونوحد صفنا الوطني ونعمل في المساحة المشتركة ويعذر بعضنا البعض في المساحة المختلف عليها، لذا أقول ان مصلحتنا نحن ان نغلب المصلحة الوطنية العامة على المصلحة الفصائلية، لكن تبقي لنا مشكلة التدخلات الخارجية التي تملي علينا شروطها ويحاولون ابتزازنا، لذا أقول ان التدخلات الخارجية لها تأثير كبير على اعاقة المصالحة مع عوامل أخرى نتحمل جزءاً منها نحن الفلسطينيين.bull; ماذا تقول لمن يرى انكم كحركة حماس تلعبون على عامل الوقت وتراهنون على ما تجلبه التغييرات الدولية في المنطقة، وفي المقابل هل يترقب الطرف الاخر حصاد الهجمة على محور الممانعة المتمثل في سورية وايران؟- انا كشخص ونحن كقيادة، هذا الاعتبار ليس له حسابات في المصالحة واعتقد ان اخواننا في حركة فتح لا يعنيهم هذا الأمر، وهم يقولون اننا مع المصالحة دون أي حسابات، ونحن في قيادة حماس قرارنا جاد وقاطع ولا ارتباط له بأي تطورات لان المصالحة ضرورة وطنية.bull; ماذا توصلتم في الاتفاق الذي تم في لقاء المصالحة الذي جمعكم في القاهرة مع حركة فتح؟- حللنا العقد التي كانت تعطل تنفيذ اعلان الدوحة الأخير، ونتج عن الاجتماع المصغر بين وفدي حماس وفتح حل ذكي خلص الى الآتي: في يوم 27 مايو تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة وتجديد وتحديث كشوف الانتخابات، خاصة في غزة وان تعمل اللجنة المكلفة بوضع قانون مجلس الانتخابات الوطني، وبعد عشرة ايام من ذلك التاريخ التقي الاخ أبومازن لاعلان الحكومة الفلسطينية.bull; من المصالحة الى الشان السوري، لم نسمع من خالد مشعل الموقف الصريح تجاه الثورة السورية، ما هو موقفك، هل يتساوى النظام والشعب لديكم؟- هذا الموضوع تحدثت فيه كثيرا، البعض يريد منا ان نتحدث ونتكلم عن كل التفاصيل، نحن لدينا رؤية واضحة، ودعنا نخرج في حديثنا هذه المرة عن نطاق الجغرافيا، لا اريد ان اتحدث عن الحالة السورية أو أي حالة عربية، ولكن نحن مع حق الشعوب في الاصلاح والديموقراطية والحرية في ان تختار لنفسها ما تشاء، فالشعوب هي مصدر الشريعة سواء في فلسطين أو في كل البلدان، وأي حاكم هو خادم لشعبه، فنحن مع خيارات الشعوب، وانا حركة نبتت من الشعب، فمن الطبيعي ان أقبل هذه الحالة للآخرين سواء في سوريا أو مصر أو في أي مكان، هذه هي القاعدة العامة ونتمنى ان يتحقق ذلك بعيدا عن الصراع الدموي وان تتحقق مطالب الشعوب بنوع من التفاهمات والحلول السياسية التي تحقق المراد دون ان ندفع الثمن من الدماء والصراعات، نحن نحب الخير لأمتنا، ولكن انا كفلسطيني لست معنيا ان ادخل طرفا في هذه القضية والا سأكون حاكما وانا لست كذلك.bull; انت غير معني، لكن معني بالدماء وبعذابات الشعوب واستقرار الأمة؟- طبعا كل دم عربي يسقط يؤلمني وكل معاناة تؤلمني وكل تمزق وكل خلاف عربي، بالتأكيد انا هنا لست حياديا، انا مع المصلحة العربية، انا ضد الحلول العسكرية وضد الصراع الطائفي.bull; باختصار كيف يكون الحل بنظرك في موضوع سورية؟- اسمح لي ان أخرج من الجغرافيا، ان ما أدعو اليه هو التالي: هو ان تعطى الشعوب حقوقها وان ترتب أوضاعها الداخلية من خلال وضع حلول سياسية وان تحترم تطلعات الشعوب وان تكون لدينا اصلاحات فعلية تختارها الشعوب وتمارسها بكل مكوناتها سواء بالنسبة للحاكم أو المحكوم بعيدا عن العنف الداخلي.bull; كيف هي علاقتكم الآن مع المقاومة في لبنان (حزب الله اللبناني) وايران، هل تأثرت هذه العلاقة بعد اعلان اسماعيل هنية تأييده للثورة السورية؟- بكل وضوح ودون دخول في التفاصيل، لا شك ان الحدث السوري بكل تفاصيله المؤلمة احدث ارتباكا في كثير من علاقات المنطقة، واستدعى للأسف مشاكل التأجيج والاصطفاف والطائفية المقيتة، ونحن محتاجون ان نخرج منها، ولا بد ان تكون حسابات الجميع سواء كانت حركات أو دول نابعة من مصلحة الأمة واحترام ارادة الشعوب وعدم السماح لتلك الاصطفاف والطائفية، لا شك ان الحدث السوري ألقى بظلاله على كثير من التشابكات بما فيها علاقة حماس مع الأطراف التي ذكرتها، ومع ذلك حماس حريصة على ان تتصرف بعقلانية وبمسؤولية رفيعة جدا، وحماس قد تختلف هنا أو هناك، لكنها لا يمكن ان تقع في آتون الاستقطابات والصراعات التي تنشأ بين أطراف الأمة، فحماس تعرف جيدا اتجاه البوصلة ولديها رؤية واضحة في الانحياز لمتطلبات الشعوب والدعوة لاستقرار المنطقة بما يخدم تطلعات الشعوب، وفي ذات الوقت نحن لنا سياسة خارجية قائمة على رفض التدخل الخارجي، وقائمة أيضا على توحيد صفوفنا استعدادا لمعركتنا مع العدو، فهذه هي المعركة التي تستحق ان تقاتل من أجلها على الجبهة العسكرية. bull; علاقتك جيدة مع ايران ودول الخليج، أين تجد حماس نفسها في ظل الصراع القائم بين دول الخليج العربي وايران؟- هذه منظومات ولا يصح ان تطغى منظومة على أخرى، وللآسف نحن نعاني من حالة ضعف عربي يغري القوى الأخرى في التوسع على حساب أوضاعنا العربية، ولكن هذه المرة يمكن معالجته من خلال نهوضنا وتوازننا مع القوى الاقليمية في المنطقة دون الدخول في صراعات طائفية، انا ضد الصراع مع ايران، فهي ليست عدوا لنا، لكن دون شك هناك تباينات وتناقضات متعلقة بالخليج العربي وقضايا الجزر، هذه الأمور يمكن معالجتها من خلال حفظ المصالح، وهذه مسؤولية البلدان العربية وايران، ولكن للأسف هناك بعض الدول الغربية تحول تأجيج هذه الصراعات. باختصار انا لست مع الصراعات وفي المقابل لست مع الطغيان لحساب طرف على آخر.bull; هل ما زلتم تصرون على ان خيار المقاومة هو الخيار الأوحد لعودة فلسطين؟- المقاومة حق لكل الشعوب ولكل الأمة سواء كانوا اسلاميين أو غير اسلاميين، لا يوجد في التاريخ احتلال تم انهاؤه طواعية، وانما كان يخرج مضطرا تحت ضغط القوة. واما فيما يتعلق بالاحتلال الصهيوني، انا سبق وان قلت للرئيس الروسي السابق ان الصراع العربي الاسرائيلي لا يمكن حله الا من خلال أمرين، أما ان تتشكل ارادة دولية تجبر اكيان على الانسحاب، وهذه غير متوفرة، واما خيار المقاومة، ومنذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991 وحتى الآن فشلت جميع أمور التسوية، فمن دون أوراق قوة يتحول موقفك في المفاوضات الى استجداء، الخيار الوحيد هو المقاومة لامتلاك أوراق القوى والعرب والفلسطينيون يملكون ذلك.

التعليقات