جريدة الجرائد

الصجافة الدولية :استقطاب بالانتخابات المصرية...وصواريخ استراتيجية روسية جديدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عواصم

أصداء عدم الحسم في انتخابات الرئاسة المصرية، ومخاطر الجريمة في كراتشي الباكستانية،وروسيا تطور أنظمة صاروخية جديدة، وتنامي أعداد المسنين يطرح تحدياً بالنسبة للصين...موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

الانتخابات المصرية

خصصت "ذي أستراليان" الأسترالية افتتاحيتها يوم أمس، لرصد نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية. فتحت عنوان "الانتخابات المصرية تنقصها المثاليات"، رأت الصحيفة أن النتائج أسفرت عن استقطاب حاد بين القوى الفاعلة في المجتمع المصري، لكن هذا الاستقطاب جاء مغايراً لما كان يطمح إليه الليبراليون الديمقراطيون المتفاؤلون بانتفاضة ميدان "التحرير"، التي أطاحت بمبارك، فنتيجة الجولة الأولى لم تأت بما يريده الليبراليون، ولم تحقق ما يأملون فيه بالنسبة لأول انتخابات رئاسية حرة نزيهة تشهدها مصر منذ عقود. في الجولة المقبلة من الانتخابات، سيختار الناخبون إما د. محمود مرسي مرشح "الإخوان المسلمين"، الحركة التي تحاول تلميع صورتها، لكنها تظل حركة متشددة، تصر على تطبيق الشريعة، وتواصل دعمها لحركة "حماس" في قطاع غزة، أو سيختار الناخبون الفريق أحمد شفيق القائد السابق للقوات الجوية، الذي كان آخر رئيس وزراء في حقبة مبارك. شفيق قريب من رفقاء السلاح في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وينوي فرض القانون والنظام والحد من سطوة الإسلاميين.

أما المرشحون الذين كانوا أكثر استجابة لمطالب الحرية والانفتاح الاجتماعي فشلوا في مواصلة السباق الرئاسي. وحسب الصحيفة، ثمة مناطق رمادية كثيرة بين مرسي وشفيق، والناخبون المصريون مضطرون للاختيار بين مرشح "إسلامي" غير متسق مع مثاليات المجتمع الديمقراطي الحر، وجنرال سابق يشك كثيرون في مدى تنصله من القبضة الحديدية التي كانت قائمة إبان حكم مبارك. ومن ثم فإن أياً من الخيارين، لا يحتاجه أكبر بلدان العالم العربي سكاناً ونفوذاً، فهذا البلد يريد التعافي من الفوضى التي تلت الثورة. أحد المعلقين على نتائج الانتخابات، قال "إذا كان عليه الاختيار بين مرسي وشفيق، فإنه سيختار الشيطان". وفي هذا الجو المفعم بالإحباط، فإن أياً كان الفائز في الانتخابات، سيكون عليه السعي من أجل تحقيق وحدة وطنية، كي يعيد مصر إلى مسارها الصحيح. المشهد المصري الراهن يتطلب توافقاً وتراجعاً عن المواقف المتطرفة، حتى تتجنب مصر الوقوع في مزيد من الفوضى. وحسب الصحيفة، فإنه لا مرسي ولا شفيق، يبعثان مزيداً من الثقة، علماً بأن احتياجات مصر تظل كما كانت عليه وقت سقوط نظام مبارك، والتي تتمثل في ديمقراطية حقيقية ومجتمع منفتح وحر.

أفغانستان أخرى

تحت عنوان "باكستان تتحول إلى أفغانستان أخرى"، كتب "هارون صديقي" يوم الأحد الماضي، مقالاً في "تورونتو ستار" الكندية، سلّط خلاله الضوء على أجواء الجريمة والعنف في مدينة كراتشي، قائلاً: إن حوادث العنف في هذه المدينة، وهي أكبر المدن الباكستانية، باتت أكثر من حوادث العنف على الحدود الباكستانية- الأفغانية، التي تعد ملاذاً لعناصر "القاعدة" و"طالبان". وحسب "صديقي"، فإن كراتشي باتت أكثر "طلبنة" من منطقة "كويتا"، المكان (المنفى) الذي يعيش فيه زعيم "طالبان" الملا عمر، وأكثر طلبنة أيضاً من منطقة "أبوت أباد" المكان الذي قُتل فيه بن لادن. وأكثر من بيشاور الباكستانية المدينة التي يتجمع فيها اللاجئون الأفغان.كما أن "طالبان"والمسلحين المرتبطين بها يجمعون تبرعات في كراتشي ويتاجرون في السلاح والمخدرات. وحسب الكاتب، فإن كراتشي تعج أيضاً بعصابات إجرامية مسلحة تسطو على البنوك وتسلب الممتلكات. وخلال هذا العام، لقي 500 شخص مصرعهم جراء حوادث عنف، علماً بأن ضحايا هذه الحوادث وصلوا خلال العام الماضي إلى 800 شخص. ويشير الكاتب إلى أن كراتشي التي كانت عاصمة باكستان حتى عام 1960، ظلت عاصمة إقليم السند، ولطالما كانت المحرك الاقتصادي للبلاد، وتشكل الضرائب التي يتم تمويلها من المدينة ما نسبته ثلثي العوائد الضريبية الباكستانية، وهي مقر للنخبة المتعلمة، ومؤسسات الإعلام، وفي الوقت ذاته تعد نقطة مواصلات مهمة لتسيير الاقتصاد السري القائم على تهريب السلع والبضائع من باكستان إلى أفغانستان.

ويستدل الكاتب على أهمية المدينة، بمقولة لـ"شجاع نواز" أحد خبراء "المجلس الأطلسي" في واشنطن: "مستقبل كراتشي هو مستقبل باكستان... وإذا كانت كراتشي جيدة فإن باكستان كذلك، وإذا فشلت كراتشي فشلت باكستان". كراتشي الآن موطن لـ 5 ملايين بشتوني أفغاني إضافة إلى البشتون الباكستانيين، علماً بأن الناطقين بلغة "الباشتو" يتم تمثيلهم في حزب "عوامي الوطني"، علماً بأن غالبية سكان كراتشي يتحدثون اللغة الأردية، ومن بينهم مهاجرون من الهند، ويمثل هؤلاء في المشهد السياسي الباكستاني حزب MQM. المجموعة الثالثة من سكان كراتشي تعود جذورهم إلى إقليم السند، ويتم تمثيلهم في الساحة السياسية من خلال حزب "الشعب الباكستاني". وحسب الكاتب فإن حزب MQM هو الذي يسيطر على بلدية كراتشي مستخدماً المسلحين والسفاحين، بينما يسعى الحزبان الآخران إلى مواجهته كل بطريقته الخاصة. ويرى الكاتب أنه إذا أصبحت باكستان فاشلة، فهذا سيهدد الاستقرار في أفغانستان وفي كافة أرجاء المنطقة، وينوه الكاتب لمقولة وردت على لسان الجنرال ديفيد بيترايوس عام 2008- آنذاك كان في منصب قائد القوات المركزية الأميركية- مفادها أن "الولايات المتحدة ليس لديها مصالح وطنية حيوية في أفغانستان، وأن هذه المصالح الحيوية محلها باكستان النووية".

صواريخ Yars

في تقريره المنشور بـ"البرافدا" الروسية، يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "صواريخ Yars الاستراتيجية تحل محل صواريخ Topol -M الروسية ، أشار "أندريه ميخالوف" إلى أن القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية بدأت في الاستعداد لنشر أنظمة صاروخية جديدة تحمل اسم Yars في وحدات الصواريخ الواقعة في مناطق "إركوتسك" و"نوفوسيبرسك" و"كوزيلسك". وحسب الكاتب، فإن مدى هذا النوع من الصواريخ يصل إلى 11 ألف ميل، ومجهز بوسائل حماية خاصة من الوقوع في أيدي الإرهابيين.

وحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن النظام الصاروخي الجديد مجهز بصواريخ عابرة للقارات من طراز RS-24 متعددة الرؤوس الحربية والتي تم تطويرها بمعهد موسكو للتقنيات الحرارية. النظام الجديد سيزيد من القدرات القتالية الروسية، التي تمكنها من التغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي، ومن ثم تقوي قدرة روسيا على الردع النووي.

الشيخوخة في الصين

تحت عنوان "الصين أيضاً تواجه تحدي الشيخوخة"، نشرت "جابان تايمز" اليابانية يوم أمس مقالاً لـ"سيسار شيلالا"، أشار خلاله إلى أنه بالتوازي مع النمو الاقتصادي الذي تشهده الصين، فإن نسبة سكانها المسنين يتزايدون بوتيرة سريعة، في وقت يتسع فيه نطاق التجمعات الحضرية والصناعية، وهذا الاتجاه يضعف الروابط العائلية التقليدية التي يستفيد منها المسنون، لذا بات ضرورياً بالنسبة للصين انتهاج سياسات تواجه من خلالها تنامي أعداد المسنين. شيلالا، وهو مستشار دولي في مجال الصحة العامة، لفت الانتباه إلى دراسة تنبأت بأن الصين خلال العشرين عاماً المقبلة، سيكون لديها 350 مليون نسمة فوق سن الستين، أي سيكون عدد المسنين لديها يفوق عدد سكان الولايات المتحدة. هذا التطور، حال وقوعه، سيطرح مشكلات خاصة من بينها أن المسنين في الصين لن يتم اعتبارهم فئة عاجزة يجب اعالتها، بل سيتم النظر إليهم كمشاركين في النمو الاقتصادي، بحيث يطلق عليهم "مسنون نشطاء". وضمن هذا الإطار، أشار صندوق النقد الدولي العام الماضي إلى أن اقتصاد الصين سيتجاوز نظيره الأميركي في عام 2016، لكن أكثر ما يخيف بكين أن سكان الصين سيزدادون شيخوخة قبل أن يزدادون ثراءً. وحسب الكاتب، فإن عدد المسنين في الصين يزداد في الوقت الذي يتناقص فيه عدد الشباب الذين يتم الاعتماد عليهم كقوة عمل لضمان النمو الاقتصادي. وهذا لن يعوق التنمية في البلاد فحسب، بل سيلحق الضرر بنوعية الحياة، للصينيين في سن الشيخوخة، حيث سيصبح الشباب أقل قدرة على رعاية ذويهم من المسنين، ذلك لأن نسبة المسنين ممن يعتمدون في حياتهم على شباب في سن العمل تتزايد بوتيرة سريعة، وهؤلاء المسنون ستزداد نسبتهم من 10 في المئة خلال العام الجاري إلى 40 في المئة من إجمالي المسنين بحلول عام 2050. وهذا يتطلب تعزيز الخدمات الصحية عبر وحدات تقدم رعاية طبية أولية لكنها تفتقر لموظفين مدربين على تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية. ومن الضروري تطوير نظام التأمين الاجتماعي كي يغطي المناطق الحضرية والريفية أيضاً، ويتعين أيضاً زيادة سن التقاعد، فالآن يتم العمل وفق 60 عاماً كسن لتقاعد الرجال و 50 عاماً للسيدات، علماً بأن العمر المتوقع الآن يصل إلى 73 عاماً.

إعداد: طه حسيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف