لبنان وقطر..صرحاً من خيال.. فهوى!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وليد جاسم الجاسم
لم يكن من الوارد ان يمر خبر قرار مجلس الوزراء اللبناني اجراء مباراة في كرة القدم بين منتخبي لبنان وقطر الأحد القادم دون وجود جمهور مرور الكرام دون تعليق عليه، فهو خبر يجب التوقف عنده لتقييم أمرين:
أولا: العلاقات اللبنانية القطرية.
ثانيا: السياسة الخارجية الكويتية.
ما يخص العلاقات بين البلدين كلنا نذكر الجهود القطرية المبذولة والاموال المصروفة في ترتيب امر لبنان واعادة الاتزان المفقود بين طوائفه باعلان الدوحة المنافس لاعلان جدة الذي انعش لبنان اول مرة بعد انتهاء حربها الاهلية الحمقاء الطاحنة التي تحول معها لبنان واهله الى كانتونات ذات ولاء وتحريك خارجي، فتراهم ان تطاحنوا او تحالفوا، تقاتلوا او تباوسوا انما يتحركون من أي منطلقات لكنها بالتأكيد ليست منطلقات وطنية حقيقية، بل منطلقات واملاءات خارجية.
عموما، بعد مؤشر الدوحة، وبعد الجهود والاموال المبذولة تلك تحولت قطر الى الدولة السوبر هيرو التي تلهج باسمها الالسن اللبنانية، اعلام قطر لا انساها في تلك الصيفية من مطار بيروت الى غابة الارز الساحرة شمالا، وكذلك صور أميرها ورئيس وزرائها كانت في كل مكان!!!
الآن، هل تبخر كل ما فات بهذه السهولة، هل ذابت مشاعر المحبة، هل كان هذا كله تمثيلاً في تمثيل أم مشاعر حقيقية أم نوعاً من الاحتراف اللبناني في ارضاء "الزبونات" ليدفعوا ما تيسر وما لم يتيسر وهم صاغرون راضون سعيدون؟!
هل وصل الامر بين البلدين والشعبين ان مباراة في كرة القدم بين المنتخبين تحتم المصلحة الامنية والسياسية ألا يحضرها الجمهور.
هل كان كل ذلك، وهل كان مؤتمر الدوحة واعلان الدوحة صرحا من خيال فهوى مع أول هبة رياح واقعية؟؟؟
تلك مسألة، اما المسألة الاخرى فهي السياسة الخارجية الكويتية الثابتة والمتزنة رغم حساسية الموقع الجغرافي للكويت بكل ما فيه من تداعيات سياسية وطائفية وغيرها، ورغم ذلك ترى سياسة الكويت الخارجية رزينة لا تعرف الاندفاع الارعن ولا تعرف التهافت الماسخ، ولا تهيم حبا في طرف ولا تغرق كرها في طرف آخر. ولهذا تجد العلاقات الكويتية مع الخارج غالبا تسير على خطوط ثابتة لا تتأثر الا بالنزر اليسير الذي تفرضه المتغيرات السياسية والظروف الاقليمية، ولكنها تحت كل الظروف وكل المؤثرات لا تصل الى خطوط اللاعودة مع أحد.
تلك الحالة التي وجدناها مع إلغاء المباراة، وتلك الاستنتاجات نسوقها الى الافاضل اعضاء مجلس الامة ممن تدفعهم العواطف (ليس عواطفهم طبعا) ولكنها العواطف التي يهيجونها هم في الجماهير بما حباهم الله من قدرات فذة وبما حبا الجماهير من طيبة وسجية خير تدفعهم لتصديق افلام النواب مرة تلو المرة، والتأثر بها.
لعبتم في كل شيء، وحلال عليكم كل شيء، ولكن اتركوا السياسة الخارجية لأهلها، فلن تفيدونا يوما اذا صار الكويتي مستهدفا يقتل هنا ويخطف هناك.
اهدأوا يرحمكم الله ويهديكم.