نقطة اللاعودة: دم وتقسيم؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
راجح الخوري
بعدما انهى كوفي انان محادثاته في دمشق بالقول: "نحن في نقطة اللاعودة"، سارعت سوزان رايس الى تظهير ما سمّته "مسار التحول" عندما اعلنت بعد نقاشات قاتمة ومتشائمة في مجلس الامن، ان الازمة السورية باتت امام ثلاثة خيارات:
الاول وهو الافضل اي ان تنفذ الحكومة السورية التزاماتها وفق خطة انان، والثاني هو الأحسن اي ان يتولى مجلس الأمن مسؤولياته ويمارس المزيد من الضغط على السلطات السورية وهو ما يتطلب ازالة الاعتراض الروسي - الصيني، والثالث هو الأسوأ اي العمل من خارج خطة انان ومن دون تفويض من مجلس الأمن لمنع انتشار الصراع على النطاق الاقليمي.
فلاديمير بوتين اختار الرد سريعاً لا على كلام رايس وحدها بل ايضاً على تصريح فرنسوا هولاند الذي قال ان تدخلاً عسكرياً في سوريا ليس مستبعداً شرط ان يتم في اطار الامم المتحدة، عندما اعلن "ان موقف روسيا لن يتغير"، الأمر الذي ضاعف من قتامة الصورة في كواليس مجلس الأمن الذي يسعى لإصدار قرار تحت الفصل السابع سيصطدم طبعاً بـ"الفيتو" الروسي.
لكن بوتين الذي يصل اليوم الى برلين ثم الى باريس، يعرف انه لا يكفي ان تعلن موسكو انها غير راضية عن الوضع الراهن في سوريا لأنها باتت تقف عائقاً في مواجهة اجماع دولي يذكّر بالاجماع الذي حصل عشية التدخل الاطلسي في كوسوفو ومن خارج مجلس الأمن بسبب "الفيتو" الروسي يومذاك، ولهذا فانه سينخرط في نقاشات جادة مع انغيلا ميركل، التي قال مندوبها في مجلس الامن انه يأمل في "ان تفتح مجزرة الحولة عيون البعض"، في اشارة الى موسكو، وكذلك مع هولاند الذي يريد ان يضع بصمته على مسار السياسة الدولية.
السؤال الاكثر الحاحاً الآن: بعد الوصول الى "نقطة اللاعودة"، من يستطيع ان يقدم ترجمة توضح اتجاهات "مسار التحول" الذي اشارت اليه مندوبة اميركا في مجلس الأمن، وهل يمكن الحديث عن الفصل السابع قبل معالجة الموقفين الروسي والصيني، وهل هناك من يتوهم ان لدى اميركا وحلفائها الاطلسيين رغبة في التدخل العسكري براً على غرار ما حصل في العراق عام 2003 او حتى جواً كما حصل في ليبيا العام الماضي؟
والجواب: اولاً، ان "الفيتو" الروسي سيستمر لأن باراك اوباما ذاهب الى الانتخابات ولا يستطيع الآن عقد صفقات تعطي روسيا دوراً استقطابياً في السياسة الدولية، وخصوصاً في العالم العربي وربيع مفاجآته الصاعقة والمتلاحقة.
ثانياً، ان الحديث عن تدخل عسكري من خارج الانتداب الدولي على طريقة كوسوفو هو مجرد وهم.
والحل؟
دول عربية في غيبوبة ومجرد بيانات وتصريحات دولية وترك سوريا تغرق في الدماء والحرب الاهلية حتى الاهتراء او التقسيم، وليحصد بوتين نتيجة اخطائه في سوريا بعد ليبيا!