البحث عن بديل لـمبدأ كارتر للحفاظ على أمن الخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منصور الجمري
ينظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) مؤتمراً في فندق "السوفتيل" على مدى يومين (12 - 13 يونيو/ حزيران 2012) لتناول موضوع "أمن الخليج العربي: الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم"، وذلك بالتعاون مع المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية، بهدف "إيجاد آفاق رحبة للحوار حول مستجدات أمن الخليج العربي"، بحيث يتناول دور مجلس التعاون وبريطانيا وأميركا في الترتيبات الأمنية الراهنة.
وفي الحقيقة؛ فان موضوع أمن الخليج كان ولايزال هو الشغل الشاغل للقوى الدولية والإقليمية على مدى قرون وذلك لأسباب عديدة. ولو رجعنا قليلاً؛ فان بريطانيا تولت الحفاظ على أمن الخليج ما بين 1820 حتى 1971، وحين بدأت بريطانيا تهتم بالخليج في تلك الفترة؛ كانت تسعى الى تأمين الطريق البحري التجاري الذي يربط بريطانيا بالهند. وكان الخليج في تلك الفترة يمثل قلقاً لبريطانيا، بسبب انتشار أعمال القرصنة من جانب، واحتمال دخول قوى منافسة لبريطانيا في هذه المنطقة عبر تحالف مع الدول والسلطات المحيطة بالخليج، ومن ثم الانتقال إلى الهند التي كانت تعتبر "جوهرة التاج البريطاني". وعلى هذا الأساس؛ فقد سخَّرت بريطانيا قوتها العسكرية لتأمين السواحل والممر البحري، وتولت إدارة الشئون الخارجية والدفاع في الخليج العربي.
وفي مطلع القرن الماضي بدأ عصر النفط يبرز على السطح، ولاحقاً اكتشف النفط في دول الخليج العربية، وبدأ الاهتمام يتغير، لكن في هذه الفترة كان ميزان القوة الدولية يتحول من بريطانيا إلى أميركا. وعليه، كان هناك انخفاض تدريجي للدور البريطاني انتهى بسحب القوات العسكرية وإعلان استقلال الدول الخليجية مع حلول العام 1971. وحينها تسلمت أميركا بصورة تلقائية الدور الأمني الإستراتيجي في المنطقة، وفي البحرين انتقلت القاعدة البحرية في الجفير من بريطانيا إلى أميركا في إشارة إلى هذا التحول. آنذاك، كانت العلاقات بين أميركا وأهم دولتين في الخليج (السعودية وإيران) تعتبر ركيزة أساسية للأمن الخليجي ما بين 1971 و1979، وهذا الأمر تغير مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام نظامٍ يعتبر أميركا "الشيطان الأكبر".
وعليه، وفي يناير/ كانون الثاني 1980 أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الاستراتيجية الأميركية الجديدة لأمن الخليج، أطلق عليها "مبدأ كارتر"، وهو المبدأ المعتمد لحد الآن للحفاظ على أمن الخليج. وينص هذا المبدأ على أن أميركا "سوف تعتبر أي محاولة من قبل أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأميركية، وسيتم صد مثل هذا الاعتداء بأي وسيلة ضرورية، بما في ذلك القوة العسكرية". وعلى أساس هذا المبدأ نشأت قوات للتدخل السريع، وتطورت لاحقاً مع ازدياد النشاط العسكري الأميركي في 1990 بعد الغزو العراقي للكويت، إذ أرسلت أميركا قواتها لتحرير الكويت. وبعد ذلك تمركزت القيادة الوسطى الأميرمية في قطر، وقيادة الأسطول الخامس في البحرين، إضافة الى القوات المتمركزة في الكويت وفي وسط الخليج والمياه القريبة، وهذه جميعها تنتشر لتنفيذ "مبدأ كارتر" الذي لايزال هو الأساس، ولم يطرح أي بديل عملي له إلى الآن... ولعل المؤتمر يسعى إلى طرح رؤى وأفكار جديدة في هذا المجال.