قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إزالة الاخوان بالعنف أو السلم أمر أقرب للاستحالة منه لأي شيء آخر، فهؤلاء، في داخلهم وصريح عباراتهم، يعتقدون بأنهم ممثلو الله في أرضه، وحاملو رايته، ومبلغو رسالته، وكل اعتراض عليهم هو اعتراض على مشيئة الله وحكمه.
إيلاف: يرى الكاتب احمد الصراف أن أي تقريب لـ( المتأسلمين ) في الكويت، على حساب الفئات الأخرى، مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر، مذكرًا في الوقتنفسه بما قاله الفريق ضاحي خلفان، قائد عام شرطة دبي، من أن خطة الإخوان للوصول الى الحكم في الخليج ستبدأ من الكويت مع عام 2013، وسبب ذلك أنه ليس بإمكان حكومتها استخدام العنف ضدهم، إضافة إلى أنهم يحاولون منذ أربعينات القرن الماضي توطيد اقدامهم في الكويت، وهم اليوم أقرب ما يكونون الى السلطة من أي وقت مضى.
لكن الكاتب صالح سليمان عبدالعظيم ينتقد الحملة الاعلامية ضد الاخوان، ويصفها بأنها أقرب للغوغائية، كونها تتجاهل حجم الجماعة وتاريخها وانتشارها، كما تتجاهل عملها الخيري المتواصل الموجه للفقراء والمحتاجين، بغض النظر عن ارتباطه بالدعوة للجماعة والترويج لها. ويعتقد صالح أن من الواضح أن الخوف من الإخوان المسلمين لا يختلف عن الخوف الغربي منهم، فهو خوف غير مبرر، في ضوء كون الإخوان مجرد فصيل وطني ضمن باقي الفصائل الوطنية الأخرى. وتعتبر الكاتبة أمينة أبو شهاب أن التحول السياسي الوحيد الذي أحدثته ثورات الربيع العربي كان في تسليم الحكم لقوى الإسلام السياسي المعتدلة، كما حدث في تونس والمغرب وغيرهما. الدين طير يقنص به كتب احمد الصراف في صحيفة القبس الكويتية في عددها الصادر اليوم أن " السلطة في الكويت ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي رأت أن التيار الوطني، الأقرب لليبرالية والممثل حينها للطبقة المتعلمة فوق المتوسطة، يشكل خطرًا عليها، وأن الحل يكمن في تغيير المعادلة وتغيير طريقة ممارسة اللعبة الديموقراطية، وهنا اتجه بعض افرادها لسياسة تجنيس فئات معينة لترجيح كفة على أخرى، ورأى البعض الآخر التحالف مع القوى الدينية الأكثر محافظة وولاء".ويؤكد الصراف أن السلطة لم تدرك حينها " أن الحكمة أو المقولة التي تنسب للملك عبدالعزيز بن سعود من أن (الدين طير يقنص به)، قد تكون مناسبة لمجتمع سلطوي ولكنها لا تصلح بالضرورة لكل مكان وزمان، خاصة في المجتمعات الأكثر انفتاحًا، فهؤلاء المتدينون يمكن الاستعانة بهم لتحقيق أهداف معينة، ولكن ليس من السهل التخلي عنهم وقت شاء من استعان بهم، بغير استخدام القوة، كما فعل ابن سعود مع الإخوان عندما عارضوا إصلاحاته، وكما فعلت قطر مع جماعة من مواطنيها قبل سنوات قليلة عندما وضعتهم على الحدود وطلبت منهم التصرف، مع الفارق". ويرى الصراف أن هذا الأسلوب ليس بالأمر السهل دائمًا، خاصة بالنسبة للكويت، وبالتالي يصبح أي تقريب للمتأسلمين، على حساب الفئات الأخرى، مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر، فهؤلاء، متى ما تمكنوا لن يترددوا في استغلال الوضع لمصلحتهم وتمكين أنفسهم من الحكم.ويذكّر الصراف بما قاله الفريق خلفان من أن هناك تعاوناً بين إخوان الكويت ومصر، فهذا التنظيم يدير خلاياه من الدول التي يتواجد فيها، وتصريح خلفان هذا يتناقض مع كل ادعاءات وترهات قيادات الإخوان في الكويت من أنهم يعملون بصورة مستقلة عن إخوان مصر، فواضح أن هناك حلفاً يربط الاثنين، والدليل أنه لا أحد من هؤلاء استطاع إخفاء فرحته، وحتى شماتته من أعدائه ومعارضيه، عندما نجح إخوان مصر في اكتساح غالبية مقاعد البرلمان، ولكنهم سكتوا عندما فشل مرشحهم للرئاسة في الحصول على نصف عدد الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات النيابية، وهذا مؤشر واضح على انكشاف ألاعيبهم وخواء فكرهم.ممثلو الله في أرضهويحذر الصراف بأن وصول الإخوان يشبه وصول طبقة رجال الدين، أو الملالي للحكم في إيران، قائلاً " إزالة هؤلاء بالعنف أو السلم أمر أقرب للاستحالة منه لأي شيء آخر، فهؤلاء، في داخلهم وصريح عباراتهم، يعتقدون بأنهم ممثلو الله في أرضه، وحاملو رايته، ومبلغو رسالته، وكل اعتراض عليهم هو اعتراض على مشيئة الله وحكمه، وبالتالي يجب أن يقابل من يعترض طريقهم بأقصى درجات العنف، وقد وفرت نصوص دينية عديدة الذريعة لهؤلاء للجوء الى ما يرونه مناسبًا لدحر، أو تصفية أعدائهم، إن حاول هؤلاء اغتصاب الحكم منهم!".وفي صحيفة الخليج كتبت أمينة أبو شهاب أن " فوز الإخوان برئاسة مصر إن حدث، لا شك أن له انعكاساته على ما يشكل امتداداً لـrdquo;الإخوانrdquo; خارج مصر. فهذه الامتدادات وأعضاؤها لا يقلون ترقباً واتقاداً عن أمثالهم في مصر، حيث تجمعهم معاً وحدة الأفق التنظيري ووحدة الرؤية في قرب تحقيق الهدف وأن باب الغلبة السياسية قد فتح لهم بواسطة إرادة إلهية." وتلفت أمينة النظر الى زيارة الشيخ راشد الغنوشي زعيم تنظيم النهضة التونسي الى مصر قبل أيام لأجل ما قيل إنه محاولة منه لإقناع قيادة إخوان مصر بنموذجه السياسي في التوافق مع الأطراف السياسية، وقد صرح في نهاية الزيارة أن إخوان مصر لم يقنعوا بوجهة نظره، حيث لا يريدون السير على المنهج التونسي كما صاغه الغنوشي في التجربة السياسية التونسية. وهذا يعكس المقولة السياسية السائدة إن التأثير السياسي متبادل بين الإخوان في شتى بلدانهم.والمتوقع - بحسب أمينة - أنه "في حال فوز الإخوان في مصر بالرئاسة أن تكتسي مركزية مصر الإخوانية أهمية متجددة في سياق الممارسة السياسية لهم وهم في وضع القوة والسيطرة السياسية، وأن ترنو إليهم الأنظار والقلوب، حيث يمكن أن تكون مصر مؤثراً في إعادة صياغة التجارب السياسية في بلدان الربيع وعدم ثبات هذه التجارب في وضع عربي يتسم بميوعته وسيولته السياسية".وتتابع أمينة في مقالها " مَنْ يراقب الحملة الانتخابية للإخوان ويتأمل خطابهم السياسي يرى درجة استماتتهم للغلبة السياسية مضحين في سبيل ذلك، إن اقتضى الأمر، بالمصداقية ومستخدمين الاحتراف الانتخابي والسكون السياسي للوصول إلى الغاية المقصودة. يخلو الخطاب الانتخابي الإخواني من النبض والروح الإسلامية الحقيقية وإن كان يزايد بالإسلام ويستخدم مفرداته في تجاوز يخرج عن نصوص تم التعهد بها كجزء من شروط قبول الإخوان من الخارج كبديل لحكم مبارك".الحرب الإعلامية ضد الإخوان ويهاجم صالح سليمان عبدالعظيم في مقاله في صحيفة البيان الاماراتية في عددها الصادر اليوم تصاعد الهجوم الشرس، وربما غير الأخلاقي، ضد جماعة الإخوان المسلمين، رغبة في النيل من مرشحها وتعظيم فرص مرشح النظام السابق. يتابع عبدالعظيم : يلاحظ أن هذه الحملة الإعلامية المنظمة ترتبط بالكثير من أجهزة الدولة السابقة، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية وفلول الحزب الوطني المنحل. ولقد تجاوزت هذه الحملة كل الحدود، ولم تلصق بجماعة الإخوان إلا ما هو سيئ ودموي ومستبد.وبحسب عبدالعظيم فهي " صورة أقرب للغوغائية، كونها تتجاهل حجم الجماعة وتاريخها وانتشارها في كافة ربوع مصر، كما تتجاهل عملها الخيري المتواصل الموجه للفقراء والمحتاجين، بغض النظر عن ارتباطه بالدعوة للجماعة والترويج لها".ويرى عبدالعظيم أن "أسوأ جوانب هذه الحملة فهو إساءتها للإسلام بشكل غير مباشر، وتصوير تطبيقه بشكل مخيف يقترب في نواحٍ كثيرة من الحملات الغربية المسعورة ضده. وبالطبع فإن هناك تيارات يعجبها هذا الذم في الجماعة، يأتي في المقدمة منها حزب التجمع الذي أعلن تأييده لأحمد شفيق، في مفارقة لا ترتبط بأي مصلحة وطنية حقيقية، وفي تأكيد واضح على ورقية هذه الأحزاب وضعف تصوراتها في ما يتعلق بالصالح الوطني العام".وبحسب عبدالعظيم فإن الخوف من الإخوان المسلمين لا يختلف عن الخوف الغربي منهم، فهو خوف غير مبرر، في ضوء كون الإخوان مجرد فصيل وطني ضمن باقي الفصائل الوطنية الأخرى. صحيح أنه ربما يكون الفصيل الأكبر، لكنه لا يستطيع أن يفرض رؤاه بشكل مطلق على باقي أفراد المجتمع المصري ككل.