انتخبوا «شفيق».. سيف الله المسلول!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شريف عبدالغني
خرج علينا الفريق أحمد شفيق مرشحنا الرئاسي الحالم والمشتاق لـ"عرش مصر المحروسة" شاهرا سيفه، ومهاجما منافسه مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين" باتهامات مضحكة، منها أن الجماعة هي "فلول النظام السابق" وليس هو، وأنها المسؤولة عن قتل المتظاهرين في موقعة "الجمل" وليس هو بحكم منصبه وقتها كرئيس للوزراء. الاتهامات على هذه الشاكلة تثبت أن سيادة الفريق ينتظره مستقبل كبير في عالم الكوميديا!
المؤيدون لـ "تلميذ مبارك" النجيب، هم في الأساس أعضاء الحزب الوطني "المنحل"، وأسر العسكريين الذين صوتوا للرجل من باب "يفضل زيتنا في دقيقنا"، فضلا عن قطاع من رجال الشرطة الذين يعتبرون أن "شفيق" سيعيد إليهم المكانة التي صنعها لهم مبارك، وجعلتهم يرتعون في الأرض فسادا وابتزازا، يضاف إليهم خليط من موظفي الدولة تشربوا من كبيرهم "المخلوع" الذي علمهم السحر ثقافة الفساد وطلب الرشاوى عيني عينك. أرادهم فاسدين حتى يفقدوا كرامتهم ويرضون عن فساد رؤسائهم وصولا إليه. الهدف أن يبقوا في أماكنهم ساكنين صامتين خانعين خاضعين.. وقبل هذا وبعده بسطاء تأثروا بالجو المشحون والحملات الإعلامية التي شوهت الثورة والثائرين، وصورتهم على أنهم رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه.
يقود ويوجه هذه الفئات خليط من رجال الأعمال الذين كونوا ثروات طائلة من الهواء بفعل سياسات نظام مبارك المنحازة ضد الشعب. هذا التوجيه عبر عاملين: الأول وسائل الإعلام من الصحف والفضائيات التي يسيطرون عليها بالكامل، والثاني الرشاوى الانتخابية و "المال الحرام" الذي أنفقوه.. عشرات الملايين في الجولة الأولى، ورصدوا أضعافا مضاعفة في جولة الإعادة التي يعتبرونها مسـألة "حياة أو موت" ويجب أن تنتهي بجلوس "شفيق" على العرش!
لكن أظرف ما في فريق مؤيدي "الفريق" اثنان من زملائي الصحافيين الرياضيين.. أثناء أيام الغضب الـ "18" التي انتهت بخلع مبارك، كنت أقابلهما بين وقت وآخر عائدين من ميدان التحرير. لم يكونا يذهبان حبا في الثورة بل بهدف العودة بقصص وحكايات مسيئة للثوار، والتأكيد على أن البلد سيضيع لو أن "الكبير" تنحى. كنت أتجاذب معهما أطراف الحديث.. أتهمهما بالعمالة لحساب أجهزة الأمن، فيردان: "طيب خليك في حالك يا بتاع الأجندات الأجنبية".
حقيقة كنت ألتمس لهما العذر، فهما بجانب الجريدة، يعملان في إعداد برامج رياضية يقدمها اثنان من أكثر خلق الله "موالسة" لكل صاحب سلطة. أحمد شوبير الذي سخر طلته -غير البهية- للترويج لمبارك وأولاده، وقال فيهم ما لم يقله "المتنبي" في مدح سيف الدولة. بينما الثاني مدحت شلبي الذي كان أول من أعلن الحرب على الجزائر إرضاء لـ "آل مبارك" بعد عودة "جمال" و "علاء" من السودان عقب المباراة الشهيرة، يجران أذيال الخيبة وقد منيا النفس أن يظهرا أمام الجماهير أنهما سبب صعود مصر إلى كأس العالم.
مصلحة الزميلين كانت في استمرار "شوبير" و "شلبي" حفاظا على "لقمة العيش"، ومصلحة الأخيرين "الموالسين" تمثلت في بقاء "سيادة الرئيس" ليحمي حمى "السبوبة" التي يجنيان من ورائها الملايين.
بعد "خلع" مبارك، حاول "شوبير" و "شلبي" ركوب الموجة، بينما سكت زميلاي عن الكلام المباح، وظلا في مرحلة كمون كبيرة. لكن الأربعة ومعهم كل من كانوا يهيمون في "المخلوع" عشقا، بدؤوا يشمون أنفاسهم ويغرقون في غرام المجلس العسكري الحاكم الراعي الرسمي لحملة تشويه الثورة والثوار. ارتفعت روحهم المعنوية بعد إعلان ترشح عمر سليمان نائب مبارك، وبعد استبعاده اتجهوا مغمضي العين مشلولي التفكير إلى "شفيق".
بعد نتائج الجولة الأولى، ووصول المذكور إلى جولة الإعادة، وصلت ثقة الزميلين إلى عنان السماء لدرجة أنْ دعواني لتأييده باعتباره ناجحا لا محالة. بعدما ضحكت من الدعوة ورفضتها، ألحا علي في معرفة السبب. ذكرت لهما أن "الفريق" فضلا عن كونه جزءا أصيلا وفاعلا من منظومة فساد مبارك، فإن بيننا وبينه "دم الشهداء". يكفي أنه طرف مهم بحكم موقعه كرئيس للوزراء في "موقعة الجمل" أثناء الثورة التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين.
صمت "الفريق" وتواطأ أمام الحشود التي جيشها جمال مبارك وصفوت الشريف وفتحي سرور وكبار مساعدي "المخلوع" ورموز الحزب الحاكم "المنحل" لطرد الثوار من ميدان التحرير. كان أمله أن تخرج صحف اليوم التالي لتؤكد أن "الشعب فرض الشرعية على الميدان.. وطرد العملاء ودعاة الفتنة". وجدها فرصة ذهبية ليثبت لـ "مثله الأعلى"، أنه كان محقا عندما اختاره دون غيره لمهمة رئاسة الحكومة حتى ينهي الثورة ويعيد الهدوء للشارع.
لكن الزميلين في عز حماسي لم ييأسا من محاولة إقناعي، وخرجا عليّ بما ظناه "الحجة الأكيدة" التي تستدعي مساندة رجل بهذا التاريخ غير المشرف، وأعادا الرسالة التي توجهها حملة "شفيق" إلى الناخبين: "يا سيدي إذا كان على موقعة الجمل، فخالد بن الوليد حينما كان كافرا هزم المسلمين وقتل منهم كثيرين في موقعة أحد، ثم بعد إسلامه أصبح سيف الله المسلول.. وشفيق هيكون كدة بإذن الله".
رغم أن هذه الحجة -المستوحاة من كلمة للكاتب الكبير أحمد رجب، الذي ظهر على حقيقته في تأييده لرجل بينه وبين المصريين "دم الشهداء"- تدخل في باب المساخر التاريخية وتدين الرجل أكثر مما تنفعه، لكن بعد هدوء وتفكير عميق ودراسة للفكرة، اقتنعت بوجاهتها، وإمكانية تحققها، فيتبدل حال من علم وصمت على وصول جحافل راكبي الجمال والأحصنة ومعهم فيالق "البلطجية" وفرق القناصة المدربين على اصطياد الرؤوس يوم الموقعة المشهودة، ليصبح ثائرا بعد أن يعزه الله بكرسي الحكم، ويتحول إلى "سيف مسلول" يعادي الديكتاتوريات ويناصر الثوار في كل العالم، ويعيد أسطورة "جيفارا".
لو نجح "شفيق" وأصبح رئيسا، فلديه كل الأدوات ليعبر الصحارى والجبال والبحار، ويغزو المعمورة شرقا وغربا. معه فريق "البلطجية" الذي قاد موقعة "الجمل". سيضع الرجل تعريفات جديدة للاستراتيجيات العسكرية على مستوى العالم، ويعيد الاعتبار إلى "الجمال" و "البغال" و "الحمير" في عصر الصواريخ والطائرات والغواصات.
لو فاز "الفريق" فلن يكون فقط "سيف الله المسلول"، ويستعيد بطولات وأمجاد خالد بن الوليد، بل سينشر "العدل" بين الناس. سيوزع على رجال الأعمال الذين يساعدونه في معركته الانتخابية خيرات مصر بالقسطاس، كل بحسب ما دفع في شراء الأصوات. سيسير على نهج "مثله الأعلى" مبارك ويوزع بالتساوي أيضا الفقر على عامة الشعب. سيتيح أمامهم بكل ديمقراطية اختيار وسيلة الموت المناسبة، سواء بالرصاص الحي في مظاهرة، أو تعذيبا في قسم شرطة، أو حرقا في قطار، أو غرقا عبارة.
الشواهد تقول إن "شفيق" فعلا سيتغير بعد الرئاسة، ويصبح "سيف الله المسلول".. يحارب وينتصر في المعركة تلو الأخرى رافعا راية "المحروسة" خفاقة بين الأمم، ويفتح البلد تلو البلد. ليس حبا في الغزو، وإنما لنشر نظريته التي سجل بها سبقا أسطوريا، ويكون أول قائد عسكري في التاريخ يخوض المعارك وهو "قتيل" بعد قولته المشهودة وهو يعدد مناقب نفسه: "أنا حاربت.. وقتلت واتقتلت"!
التعليقات
شىء غريب
غلاباوى -اعتقد ان الشعب المصرى من الذكاء الكافى لفهم الامور ولانه فى وسط الاحداث نفسها فلايصح لن يحاول من هم خارج مصر طرح رؤيته على الشعب المصرى العظيم مصر لم تضيع .اين الحيادية ياسيدى اليست الحيادية من المهنية يا سيادة الصحفى .. لماذا لم تتحفنا بتاريخ الاخوان الدموى ..قضية الجاسوسية التى لم تحسمها النيابة حتى الان .. نرجو من قطر رفع يديها عن الدول العربية انت فى قطر وتنفذ مخطط اسيادك لكن نحن المصريين نعرف كل شىء ونعرف اين الصالح .لن نعطى الاسرار العسكرية لاعضاء فى تنظيم سرى حتى الان بالرغم من استحوازهم على مجلسى الشعب والشورى فهم مازالوا يرفضون اعطاء الشرعية لتنظيمهم مما يؤكد ان هذا التنظيم يعمل فى الخفاء لاهداف خفيقة قطرية صهيونية امريكية حمساوية ايرانية .. اعرفوا تاريخ الاخوان كى تحكموا عليهم صح وليس عن طريق اراء من يتنعمون فى اموال الخليج ولا يعرفون معاناه الشعب
مرسي ماينفعش رئيس قرية
مصري حقيقي -سيادتك قبضت كام من المقال المسموم ده من قطر ؟ الأخوان هم من قتلوا الشباب البرئ من علي أسطح المنازل و قتلوا المئات من رجال الشرطة في أقسام البوليس و دمروا السجون و أخرجوا الأرهابيين و المجرمين لتشتيت الشرطة ...
الصليبين مع شفيق
الصليبيون مع شفيق -لا نستغرب ان يهاجمك الصليبيون الارثوذكس يا استاذ شريف فهذا هو موقفهم الخياني عبر التاريخ
استفيقوا
ليبي حر -أنا لست إخوانيا... وأقول لإخواني المصريين استفيقوا قبل أن يتوج الفرعون الجديد (شفيق )نفسه ... أنا أقمت في مصر فترة طويلة وأعتقد أنه لن يرشح شفيق من المصريين إلا غبي أو مجرم... فعلى المسلمين ومحبي السلام أن يقفوا في وجه المجرم الحرامي شفيق .. واعلموا أن المجرم إذا لم ينل مراده فسينغص أمنكم... فكأن شفيق يقول لكم إما أن أتولى أو أخربها.. ومن يرشحه يقولون له لا تخربها وتولها فأنت أفضل من يتولاها.. وأنا متأكد أن شرفاء مصر وأعزاءها لن يخضعوا له ولن يرضوا بالذلة والمهانة..