جريدة الجرائد

PICNIC "حزب الله" وBARBECUE ايران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

احمد عياش

في مكان ما تبدو تنبؤات ممثل "حزب الله" في جلسة الحوار النائب محمد رعد مفهومة عندما يتحدث عن تطور في الاحداث تصبح معه حرب لبنان عام 1975 بمثابة نزهة التي اختار كلمتها الانكليزية Picnic. هذه التنبؤات تصح على ما يدور في العالم العربي منذ بدء ثورة تونس في نهاية العام 2010 لتلتحق بها مصر واليمن وليبيا وسوريا. أما اسقاط هذه التحولات العربية على لبنان فأمر مثير للتساؤل، خصوصاً ان الجالسين الى طاولة الحوار في 11 حزيران كانوا في عمر الشباب عندما نشبت حرب لبنان في الربع الاخير من القرن العشرين وهي كانت جحيماً بكل ما للكلمة من معنى وستبقى في ذاكرة الأحياء حتى يغادروا الدنيا وفي ذاكرة الزمن لأجيال طويلة. وبالتأكيد ان التاريخ إذا ما أعاد نفسه فسيأتي على شكل ملهاة هذه المرة. ولا يوصف كلام رعد بغير اللهو.
محور تل ابيب - طهران الذي يهتز بفعل الاحداث العربية يصيبه الاضطراب مما يجري في سوريا التي اقتربت الثورة فيها من منعطف تاريخي. والرئيس بشار الاسد الذي كان يحتل موقعاً ثابتاً على خط هذا المحور وارثاً عن أبيه قناع الممانعة شكلاً والتواطؤ مع اسرائيل مضموناً أصبح اليوم مياوماً مهدداً بفقدان حكمه في أي لحظة. ولذا يجد حكام اسرائيل وايران في وقت واحد في مصيبة النظام السوري مصاباً مشتركاً ولو اختلفت الاهداف بينهما. وليس صدفة ان تشهر اسرائيل قلقها من مصير "الاسلحة المتطورة" التي يمتلكها هذا النظام وخشيتها من ان تقع في يد "حزب الله" فيسارع الاخير وعلى لسان امينه العام حسن نصرالله وعبر قناة "العالم" الايرانية الى "طمأنة" الدولة العبرية "ان صواريخ المقاومة باتت قادرة على بلوغ جميع الأهداف الحيوية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة". مجدداً، التاريخ يلهو في اسرائيل وايران. ولا يختلف نصرالله عن رعد في تكبير العبارات في غير مواضعها.
وماذا عن لبنان حيث تدور اليوم فصول الكوميديا الحزب اللهية؟ يقول منسق الامانة لقوى 14 آذار فارس سعيّد ان كلام "حزب الله" على الأقنية التلفزيونية العربية حواري ليصبح على الاقنية الفارسية حربياً. وكي لا يصبح الحوار الذي بدأه رئيس الجمهورية ميشال سليمان حوار طرشان يجب مطالبة "حزب الله" بنسختين بالعربية والفارسية لما سيطرحه في الجلسة المقبلة في 25 الجاري. ويقترح احدهم حتى ذلك الموعد ان يحصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وصف سلاح "حزب الله" بـ"المقدس" على ضمانات غير تلك التي قدمها نصرالله في صيف 2006 حيث قال امام المتحاورين "صيّفوا مطمئنين" فاذا به يأخذهم الى حرب تموز المدمرة. والضمانات الجديدة تنطلق من Picnic رعد فتكون نزهة فعلية في حديقة الشواء الـBarbecue الايرانية في مارون الراس. ربما في زمن التحولات يتحول محور تل ابيب - طهران شركة سياحية. لنفكر في ادراج الموضوع ضمن ملصق "شو في بلبنان" السياحي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف