جريدة الجرائد

قلق من زعزعة الاستقرار بلبنان كلما مضت الأزمة السورية نحو الغرق في الفوضى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نبرة كلينتون مع ميقاتي كانت حازمة بالتحذير "من تقديم أي خدمات للنظام السوري"

بيروت

تنظر أوساط ديبلوماسية عربية معنية بمراقبة الوضع اللبناني بكثير من الحذر الى المستقبل القريب لهذا الوضع وسط ما تعتقد انه سباق متوازن بين الجهود للمحافظة على الحد الادنى من الاستقرار الامني واحتمالات زعزعته كلما مضت الأزمة السورية نحو الغرق في الفوضى والدماء.
وتقول هذه الاوساط لـ "الراي" ان الاسابيع الاخيرة أبرزت نوعاً من التقاطع الضمني الدولي - الاقليمي على الحفاظ على الاستقرار اقلّه في الظروف الحالية التي يقترب منها لبنان من خطر الانزلاق الى زعزعة امنية، مشيرة الى ان الاتصالات التي اجرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بكل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري اثبتت ان الولايات المتحدة تدفع بقوة نحو عدم تقديم لبنان "هدية" لتعويم وضع النظام السوري، وهذا جوهر الحركة التي تولتها كلينتون. علماً كما تقول الاوساط، ان ثمة معطيات لم تُكشف تفيد ان نبرة كلينتون مع ميقاتي كانت حازمة حيال بعض المسائل المتعلقة بالتحذير من مغبة تقديم اي خدمات للنظام السوري.
وفي المقابل تلفت الاوساط الى ان تصرف "حزب الله" وسلوكه ينمّان اكثر فاكثر عن تمايز الاجندة الايرانية عن الاجندة السورية، وان ايران لا ترغب في الظروف الحالية على الاقل، في وضع حليفها ونفوذها في لبنان في "محرقة مبكرة" لن تفيد منها ويصعب معها ايضاً ان تقدم اي خدمة للنظام السوري الممعن غرقاً في أزمته.
وفي ضوء هذين العاملين ترى الاوساط الديبلوماسية ان لبنان قد لا يواجه خطر انزلاق وشيكاً الى متاهة الزعزعة الامنية، لكن ذلك لا يشكل ضماناً كافياً لاستبعاد هذا الاحتمال باعتبار ان ثمة ادوات متفلتة لدى النظام السوري يمكنها دائماً ان توظف ضعف السلطة اللبنانية والتركيبة الهشة فيه اذا اشتدت حاجة النظام الى اظهار قدرته على التلاعب بالمسرح اللبناني. يضاف الى ذلك ان اشتداد الصراع الدولي والاقليمي على الأزمة السورية يعرّض لبنان اكثر لدخول لاعبين آخرين، ناهيك عن الخطر الذي يواجهه جراء الازمات الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة فيه.
وتشير هذه الاوساط الى ان الحكومة اللبنانية وان كانت حظيت بتمديد فترة السماح لاستمرارها وبقائها حتى اشعار آخر، فانها ستواجه في القريب العاجل استحقاقات لم تعرفها من قبل، وهي ناجمة عن تصاعد الازمة السورية التي يرجح ان تكون اشهر الصيف بمثابة بلوغها الذروة في المواجهات بين النظام ومعارضيه وهذا الامر سيجعل مسألة الحدود اللبنانية - السورية بمثابة استحقاق داهم لا مفر للحكومة من وضع حد حاسم للسخونة التي تطبعها والتي تهدد بنقل الازمة الى الداخل اللبناني. وهو ما يفرض وضع خطة امنية شاملة واستثنائية لم تأخذ بعد مجراها وتستلزم غطاء سياسياً جدياً وامكانات غير عادية عسكرياً ولوجستياً وبشرياً.
يضاف الى ذلك ان مسار الحوار الذي بدأ في قصر بعبدا ويُستكمل في 25 الجاري لن يكون على المتانة والاستمرار المطلوبين ما لم يقترن هذه المرة بخطوات فعلية تترجم ما سمي "اعلان بعبدا" الصادر عن الجلسة الاولى التي عقدت في 11 الجاري. وهي عوامل تشكل في مجموعها عناصر التحدّي الذي سيشهده لبنان لمدّة طويلة وسط ميزان حساس وشديد الهشاشة في السباق بين التهدئة والتوترات.
وانطلاقاً من ذلك، وفي موازاة تصاعُد وتيرة الاحتجاجات في مناطق عدة على التقنين الكهربائي القاسي في الايام الاخيرة، شخصت الانظار على العناوين الامنية التالية:
* ما كشفته صحيفة "النهار" نقلاً عن مصادر رئيس "كتلة المستقبل" البرلمانية الرئيس فؤاد السنيورة من ان الأخير تلقى خلال الفترة الاخيرة ومن أكثر من جهة غربية واقليمية تحذيرات بوجوب التنبه الى وجود مخططات لاغتياله من جانب جهات وُصفت بانها "تتمتع بقدرات أمنية ولوجستية". واذ اشارت المصادر نفسها الى "ان التحذيرات تقاطعت بين أكثر من جهة دولية واقليمية عالية المستوى خلال الايام الاخيرة وفي الاتجاه نفسه، ويبدو ان هذه المخططات ترتبط بالتطورات والترتيبات الجارية في المنطقة على صعد مختلفة"، لفتت الى ان "المعلومات تضمنت تحذيرات من مخططات تستهدف لائحة من الشخصيات الاخرى بهدف التسبّب بفتنة في لبنان"، ملمحة الى ان ثمة اربع شخصيات شمالية هي من ضمن المستهدَفين.
* استمرار الوضع في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان على "غضبته" وسط استمرار مساعي التهدئة واللقاءات داخل المخيم وخارجه بين قيادات فلسطينية وضباط من الجيش في محاولة لتطويق ذيول الحادث الذي حصل الجمعة بين الجيش اللبناني وبعض سكان المخيم وأدى الى مقتل الفلسطيني احمد قاسم وجرح عسكريين وفلسطينيين.
وتَواصل امس الاعتصام وقطع الطرق بالاطارات المشتعلة على خلفية المطالبة برفع الحالة العسكرية عن المخيم، وسط معلومات عن ان تشييع قاسم سيتم اليوم بعد وصول والده من الضفة الغربية. علماً ان اول من امس كان شهد اجتماعاً بين مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل وعدد من الضباط ومع وفد من الفصائل الفلسطينية. وأفادت قيادة الجيش ان العميد فاضل ابدى باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي "أسف القيادة لسقوط ضحايا من العسكريين والفلسطينيين وقدم تعازيه الى ذوي الضحايا ووعد بكشف ملابسات الحادث من خلال تحقيق سريع لتحديد المسؤوليات وتجنب تكرار ما حصل". اما الوفد الفلسطيني فأكد "عمق العلاقة التي تربط الشعبين اللبناني والفلسطيني وتحديداً العلاقة الايجابية مع الجيش، وطالب بتخفيف الاجراءات حول المخيم". وافاد البيان ان الطرفين "اكدا ضرورة قطع الطريق على التوظيف السياسي للحادث"
* عودة التوتر الى طرابلس، التي لا تبعد كثيراً عن "البارد" بعدما تجددت الاشتباكات على جبهة باب التبانة (ذات الغالبية السنية)- جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) ليل السبت حيث سمع صوت قذائف واطلاق نار كثيف، قبل ان يتمكّن الجيش اللبناني من وقف الاشتباكات بعدما تولى الرد على كل مصادر النيران" لشتهد عاصمة الشمال نهار امس هدوءاً حذراً.
* اقدام مجهولين قرابة الساعة الثالثة الا عشر دقائق من فجر امس على القاء قنبلة على مكتب لتيار "المستقبل" في مرياطة قضاء زغرتا (الشمال) أحدثت أضراراً مادية في محتوياته.


"حزب الله": من حق البعض مناقشة سلاح المقاومة لكن عليه أن يقدم لنا البديل


قبل اسبوع من موعد الجولة الثانية من الحوار الوطني الذي يرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اعلن وزير "حزب الله" (للزراعة) حسين الحاج حسن "ان من حق البعض ان يطرح الاشكالية ويناقش في سلاح المقاومة، لكن عليه ان يقدم لنا البديل"، سائلاً "هل البديل هو اضعاف لبنان؟"، ومعتبراً انه "عندما يريد أحد ان يطرح ما يراه اشكالية او فكرة او رأياً ما، عليه ان يقدم رأياً واقعياً، ولكن ماذا كان باستطاعهم ان يفعلوا عبر السنين، وهل كان الجنوب ليتحرر لولا وجود مقاومين ومجاهدين وشهداء؟".
من ناحيته، اكد السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي ان "لا هدف لايران في لبنان سوى دعم القضايا العادلة"، معلناً ان "كل من يحارب اسرائيل، ساعدناه ونساعده بكل فخر واعتزاز، لذا ندعم المقاومة واياً كان داخل هذه المقاومة ندعمه، اكان "حزب الله" او غيره".
ولفت الى ان "طاولة الحوار الوطني مبادرة مهمة جدا"، مذّكرا بان "اقتراح الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بعقد مؤتمر تأسيسي كان ان يجتمع كل شرائح المجتمع اللبناني من اكاديميين ومفكرين ووزراء وسياسيين". وتابع: "اذا اتفق المتحاورون يمكن ان يسيروا على النهج هذا لاقامة مؤتمر تأسيسي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف