جريدة الجرائد

سمير فرنجية : سلاح حزب الله أشعل صراعاً سنياً شيعياً علوياً ونظام الأسد يعيش آخر أيامه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دعوة سليمان للحوار خطوة خجولة والحوار يجب أن ينطلق من الأطراف الأساسية على سليمان مصارحة "حزب الله" بحل مشكلة سلاحه تماماً كما حلت مشكلة الميليشياتسلاح "حزب الله" فقد شرعيته ودوره الإقليمي مع قرب سقوط النظام السوري البحث جارٍ عن بديل للنظام السوري والأمور أصبحت في تفاصيل التفاصيلالأولوية لدى كل اللبنانيين تنفيس الاحتقان السني- الشيعي وذلك عبر العمل على حل مشكلة السلاح"حزب الله| اتهمنا بتهريب السلاح إلى سورية وإنشاء ميليشيات لتبرير تمسكه بسلاحه لكن لعبته أصبحت مكشوفةالطائفية علة البلد ومفعولها السلبي منع قيام دولة فعلية وإيجابيتها أنها منعت تفرد طائفة بالسلطةبيروت - صبحي الدبيسي وصف القيادي في "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الحوار بـ"الخطوة الخجولة", معتبراً أن "الاجتماع الثلاثيني في قصر بعبدا لا قيمة له لأن البلد مقسوم الى قسمين, والحوار يجب أن ينطلق من الأطراف الأساسيين ليبحث في خطة يضعها رئيس الجمهورية أمام المتحاورين لانهاء موضوع السلاح ومصارحة "حزب الله" بحل هذه المشكلة تماماً كما حلت مشكلة سلاح الميليشيات, واستيعاب عناصرها في الجيش والقوى الأمنية".ورأى فرنجية وفي حوار مع "السياسة" أن "سلاح "حزب الله" فقد مشروعيته ودوره الاقليمي بعد أن أصبح النظام السوري على شفير السقوط", لافتاً الى أن "حل مشكلة السلاح حماية لحزب الله أولاً وللطائفة الشيعية ثانياً, ولكل اللبنانيين ثالثاً, أما بقاؤه فأسس لصراع سني-شيعي وسني-علوي, ولحالة سلبية على المستويات كافة, لأن البلد لم يعد قادراً على متابعة هذه الطريقة". وأكد أن "التهديد بعودة الاغتيالات الى الساحة اللبنانية جدية, لكن التهديد شيء والتنفيذ شيء آخر, خصوصاً أن النظام السوري أصبح على شفير الانهيار".وقال: "لا أحد يريد أن ينزع سلاح "حزب الله" بالقوة وأن اللبنانيين لا يريدون سوى الدولة وللحزب حصة كبيرة فيها". وبالنسبة الى الوضع المضطرب في سورية, رأى أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعيش آخر أيامه بعد وصول المعارك الى قلب العاصمة دمشق".وهذا نص الحوار: ماذا بعد العودة الى طاولة الحوار, وهل ما جرى أقنع اللبنانيين? الحوار اليوم أصدق تعبير عن وجود مأزق مما هو تعبير عن حل, والواضح أن الحوار لم يطرح لو لم يكن هناك مأزق عام لا أحد يعرف طريقة الخروج منه. ولو أردنا تحديد هذه المرحلة اليوم لقلنا اننا في عالم قديم بدأ ينتهي مع نهاية النظام في سورية لتبدأ معها مرحلة الربيع العربي مع كل التحولات القائمة, لكننا أمام عالم جديد لم يقدر على ابراز نفسه, أو رؤية النور بعد. وفي لحظة أزمتنا الوطنية بين قديم على طريق الزوال, وجديد يجد صعوبة في البروز. الحوار في البداية انطلق من رغبة فريق شعر بأن الأمور تغيرت بشكلٍ ليس باتجاهه ولا لصالحه, لذلك يريد الدخول في حوار من خلال قواه العسكرية والأمنية ووجوده في السلطة, أما الفريق الآخر فيريد الدخول في الحوار لأنه مطلب عام في البلد فيحاول أن يضع له الضوابط, وبتقديري أن أزمتنا الفعلية التي نعيشها مردها لعدم بحثنا في طبيعة الحوار, فالبحث فيها هو تكملة للصراع القائم بيننا. هناك فريق يشعر بأن الأمور ذاهبة في الاتجاه الذي يريده, وآخر ينتظر اكتمال التغيرات في العالم العربي, وما تحمله من معطى جديد, وهذا الفريق يمثلنا كقوى "14 آذار", المسألة ليست فريقاً يعطي وآخر يأخذ. والسؤال أولاً: هل نستطيع الاستمرار في حياتنا المشتركة? ثانياً: ما شروط هذه الحياة المشتركة? ثالثاً: ما الخطوات الفعلية المطلوبة لتحديد هذه الحياة المشتركة بعد فترة طويلة من أزمة عدم الثقة. وبالتالي فان خطوة رئيس الجمهورية بالدعوة الى الحوار خجولة أولاً بالشكل, فهذه الصورة للأشخاص الذين اجتمعوا حول طاولة الحوار هي بحد ذاتها تضرب هذا الحوار. البلد مقسوم قسمين وليس ثلاثين قسماً, ولسنا بحاجة لنمثل كل طرف في الحوار, بل يجب أن ينطلق الحوار من الأطراف الأساسيين, وعلى الطرف الذي وجه الدعوة الى تقديم رؤية لعرضها على المناقشة بين الطرفين, وليس الجلوس قبالة بعضهم لتبادل المواقف, فاذا كان كل طرف في الحوار يريد تقديم موقفه فالجميع أظهر ما عندهم في الجلسات الماضية وماذا كانت النتيجة?ستراتيجية دفاعية بحسب ما أعلن بعد الجلسة الأولى, فان الجلسة الثانية مخصصة للبحث في الستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله", وتنفيذ ما اتفق عليه بشأن السلاح الفلسطيني, هل تجد هذا الكلام غير جدي?- هذا الكلام سمعناه كثيراً في الجلسات الماضية, فالموقف من السلاح يتلخص بالآتي: لا يسمح هذا السلاح باعادة العيش المشترك بين اللبنانيين, هل يريد "حزب الله" أن يستمر به, نعم أم لا? لا بستراتيجية دفاعية ولا بغيرها يمكن الحل, هل يريدون التمسك به أم لا? هذا هو السؤال. كيف تحل مشكلة سلاح "حزب الله" من وجهة نظرك? على رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور أن يعرض على "حزب الله" خطة ستراتيجية لانهاء موضوع السلاح وعليه مصارحة الحزب بحل مشكلة السلاح كما حل سلاح الميليشيات في الماضي, مصادرة السلاح الثقيل والمتوسط خطوة خطوة, ثم استيعاب المنظمين في المؤسسة العسكرية والرئيس قادر على المبادرة في هذا الشأن, لأن البديل عن هذا الحل هو بقاء هذا السلاح. اتفاق نيسان سمح لعناصر "حزب الله" بالمرور على حواجز الجيش بسلاحهم من دون اعتراض وهذا الاتفاق جرى برعاية سورية- أميركية-ايرانية وبموافقة لبنان, فكيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يطلب من "حزب الله" تسليم سلاحه الى الدولة وانخراط ميليشياته في المؤسسة العسكرية? هذا الوضع كان سائداً من لحظة انشاء "حزب الله" حتى اليوم, ولو كان ممكناً أن يستمر لما كنا نبحث في موضوع السلاح اليوم. لأن سلاح "حزب الله" فقد مشروعيته, وفقد دوره في المقاومة بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب ووجود الجيش اللبناني و"اليونيفيل" على طول الحدود. اذا كان "حزب الله" جزءاً من الولي الفقيه الايراني ويأتمر بأوامره, كيف يمكن للدولة اللبنانية أن تصادر سلاحه? بتقديري, بمجرد أن يقول رئيس الجمهورية هذا السلاح وفقاً للدستور غير مقبول لا يقدر الحزب على مواجهة من يطبق الدستور, لقد واجهنا نحن كmacr;"14 آذار" عندما اتهمنا بتهريب السلاح الى سورية, واتهمنا بتشكيل ميليشيات لتبرير تمسكه بسلاحه وهذه اللعبة أصبحت مكشوفة, والتمسك بالسلاح بعد سقوط النظام السوري لا معنى له ومعالجة سلاح "حزب الله" هو اليوم حماية لهذا الحزب وليس انتقاصاً لكرامته. وثانياً حماية للطائفة الشيعية وثالثاً حماية لكل اللبنانيين, هذه المسألة لا تحتمل المماطلة, لأن التطورات في سورية سريعة حتى "حزب الله" في الماضي كان يرى أن النظام السوري قد يستمر لفترة سنة أو أكثر. اليوم أصبحت المراهنة على استمراريته لا تتعدى الأسابيع.بقاء السلاح مع "حزب الله" أسس لصراع سني-شيعي, كما أسس لصراع سني-علوي كبير, ولحالة سلبية جداً على المستويات كافة ولا سيما على المستوى الاقتصادي الاجتماعي.البلد لم يعد قادراً على المتابعة في هذه الطريقة, وأولاً: على "حزب الله" اعطاء اشارة واضحة بأنه على استعداد لوضع سلاحه بتصرف الدولة, أما متى وكيف? فلا أحد من اللبنانيين يطلب تسليم السلاح غداً.ثانياً: وضع خطة مرحلية لهذا التحول.ثالثاً: تبقى مسؤوليتنا كmacr;"14 آذار" احتضان هذا التحول وليس القول بأننا انتصرنا فاما أن ينتصر كل لبنان أو لا أحد. وعندها لا يعود هناك صراع سياسي بين فريقين, أحدهما يدعي بأنه منتصر والآخر منهزم, فالانتصار أو الهزيمة تلحق بالطرفين. لماذا لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يتخذ هكذا موقف? هل هو مكبل من قبل النظام السوري قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية بعدم المس بسلاح "حزب الله"? وهل توجد اتفاقيات غير معروفة تجعله غير متشدد في هذا الأمر? لا أعرف اذا كان مكبلاً أم لا, ولو افترضنا أنه كذلك, فهذا النظام الذي كبله أصبح في آخر أيامه ورئيس الجمهورية يقدر اليوم أن يتصرف أكثر من أي فترة في الماضي, اليوم يجري البحث عن البديل للنظام, وأصبحت الأمور في تفاصيل التفاصيل.الاغتيالات بالتزامن مع هذه المرحلة التي تتحدث عنها ويواجهها النظام السوري, هناك لوائح اسمية لأشخاص وضعوا على لائحة الاغتيالات, ألا يمكن أن يكون رئيس الجمهورية واحداً منها? هذا صحيح هناك تهديدات جديدة, ولكن هذا النظام أيضاً أصبح على شفير الانهيار, فالتهديد شيء والتنفيذ شيء مختلف, حتى أدواته في لبنان لم يعد لهم شأن بتنفيذ ما يطلب اليهم. ماذا يمكن أن يطلب من مسؤول القيادة العامة أحمد جبريل الذي التقاه بشار الأسد في قصر الشعب على مدى ساعات? يحاول أن يذكرنا بما كان يفعله عندما كان يريد أمراً ما, فكان يضغط من خلال المنظمات الفلسطينية الموالية له, وقبل شهر أوفد جبريل الى لبنان واليوم يستقبله في قصر الشعب لتحريك معسكراته في قوسايا والسلطان يعقوب والناعمة, كل ذلك أصبح تأثيره معدوماً, فالأولوية المطلقة لدى كل اللبنانيين العمل على تنفيس الاحتقان السني-الشيعي القائم من خلال العمل على حل مشكلة السلاح وهذا الحل كفيل باعادة الاطمئنان لكل اللبنانيين. أنظر ما حصل في العراق قبل أيام. فلماذا نبقى في الموقف المتفرج? ولا يجوز أن ننتظر حتى تتبلور الأمور في كل المنطقة وعلينا أولاً أن نحمي بلدنا, ونجرب لأول مرة حل مشكلاتنا من دون مساعدة خارجية, لأن البلد لا يحتمل خضات أمنية. وليس صحيحاً أننا نريد انتزاع سلاح "حزب الله" بالقوة كما يعتقد البعض, نحن لا نريد شيئاً من ذلك, نريد الدولة الواعدة والقادرة, لأن حصة "حزب الله" فيها كبيرة جداً. المفارقة, لو أن "حزب الله" خارج الدولة لكان لديه الشكوك في عملها وتكون الثقة بينه وبينها مفقودة ولكن هو الأساس في هذه الدولة والحكومة تحت سيطرته وليست تحت سيطرة فريق آخر, حتى أن سلاحه أصبح عبئاً عليه ليس لأنه تسبب بأزمة كبيرة بينه وبين المجموعات اللبنانية, بل لأنه تسبب بانهيار أخلاقي وقيمي في الأوساط التي كانت حاضنة لهذا السلاح وما نراه في الضاحية وفي بعلبك وفي بعض مناطق الجنوب من ترهيب وفرض لmacr;"الخوات" وقهر للناس ليس مسألة ترفع الرأس وبهذه الطريقة, وفي ظل غياب الدولة عن تلك المناطق اهانة للطائفة الشيعية وتدمير لمستقبلها. ألم يدرك بعد "حزب الله" أن سلاحه أصبح عبئاً عليه? في الماضي عندما كان البلدُ منقسماً بين "8 و14 آذار" كان موضوع السلاح جزءاً من المشكلة. اليوم هناك مسؤولية على الدولة أو أنها قادرة على حماية البلد, أو أن كل طائفة تحمي نفسها على طريقتها. كأنك تتوقع من "حزب الله" أن يطلب من رئيس الجمهورية خطة ما لتسيلم سلاحه وهو جاهز لتنفيذها, فهل يحصل ذلك اذا ما انهار النظام السوري? اذا لم يفعل "حزب الله" ذلك من حق رئيس الجمهورية المبادرة وطلب انهاء هذا الوضع الشاذ الذي يعيق قيام الدولة, وأعود وأكرر ليس المطلوب سحب السلاح من "حزب الله" بالقوة, بل ألا يبقى سلاح الا بإمرة الدولة, عندها يتحول الحوار والتفاوض على المرحلة الانتقالية, وما نعيشه اليوم هو عودة الدولة لبسط سيادتها على أراضيها بهذا المعنى. هذا هو الحوار برأيي وغير ذلك فلا أهمية للصورة التذكارية التي تجمع عدداً من القيادات اللبنانية على طاولة واحدة.انهيار النظام السوري هل توافق الذين يتوقعون قيام الحزب بالسيطرة على الدولة اذا ما انهار النظام السوري بالكامل, خصوصاً أنه يسيطر على معظم القمم الجبلية من الريحان وحتى جبال عكار, وأكثر من ذلك لديه مواقع عسكرية ثابتة في تلك الأماكن بالاضافة الى بطاريات الصواريخ وشبكة الاتصالات الخاصة المزروعة في مناطق تواجده? هناك أمر بسيط جداً, الطائفية في لبنان علة البلد. مفعولها السلبي منع قيام دولة فعلية, ومفعولها الايجابي اذا صح التعبير أنها منعت أي تفرد بالسلطة لأي طائفة, و"حزب الله" جزء من هذا النسيج اللبناني, ومطلوب منه أن يتعلم من التجارب التي سبقته, فالمارونية السياسية في بداية الحرب الأهلية كانت أقوى من الشيعية السياسية القائمة اليوم, وانتهت المارونية السياسية بعد أحداث سنة 1975, هذه المشاريع لا ينتج عنها سوى الكوارث ثم تنتهي, هذه المرة هل نقدر أن ننهيها من دون التسبب بكارثة? هل صحيح أن فريقَ "14 آذار" منقسم على بعضه لمحاصرة القطب البارز فيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع? هذا الكلام غير دقيق, وليست هناك انقسامات في صفوف "14 آذار" ولكن هناك تبايناً, وهذا أمر طبيعي, فالذي يقول إن الحوار لم يصل الى نتيجة ليس على خطأ, والبعض يعتقد بأن الحوار أفضل من لا حوار. كيف تتوقع نهاية الوضع المضطرب في سورية? اننا اليوم في آخر مرحلة التفاوض الأميركي-الروسي بشأن الوضع القائم في سورية, وأيضاً في آخر مراحل التفاوض الايراني في مسألة سلاحها النووي وبالتالي هذا التفاوض له تأثيره الكبير, ولكن في الوضع السوري القوى على الأرض ليست محكومة من القرارات التي تأتي من الآخر, وليست قوىً تقوم بتنفيذ خطة غيرها, وهذا النظام أصبح يواجه أخصامه في العاصمة, والقصة لم تعد في الأرياف ولا في المدن الأخرى. المعركة بداخل "الشام", والى متى يستطيع بشار الأسد الصمود? لا أتصور أن تكون الفترة طويلة, لأن الوضع الاقتصادي ينهار والناس تبدلت نظرتها الى هذا النظام وأصبحت مقتنعةً أكثر بأنه غير قابل للحياة, وما نشهده الآن هو بداية النهاية. ما تصورك للحل, وهل يتنحى الأسد على الطريقة اليمنية, أم ستكون هناك مواجهة دموية حتى النهاية كما حصل في ليبيا? الحل المعروض الآن شبيه بما جرى في اليمن, ولكن التعنت الذي أظهره بشار الأسد من اليوم الأول للانتفاضة لا يوحي باعتماد هذا الحل الذي يتم بحثه اليوم وقيام سلطة انتقالية كما حصل في الدول الأخرى. وكان بامكان الأسد بتدبير واحد بعد أحداث "درعا" انهاء الأزمة لكنه لم يعرف كيف يستفيد من هذه اللحظة فأدخل بلاده بحرب دموية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف