جريدة الجرائد

مرسي والمطبلون السعوديون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

العقيدة هي أس الإسلام فإذا اختلت اختلَّ البناء كله؛ هكذا جاء الإسلام ونزل على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. أما الإنسان المتأسلم المسيّس (الحركي) فيقيس في الغالب قناعاته، وبالتالي ما يقبله وما يرفضه، حسب ما تقتضيه مصالح (الحركة) السياسية، حتى وإن (قايض) لتحقيق ذلك بعقيدته. بمعنى آخر: المصلحة السياسية هي الغاية أما(العقيدة) فهي مجرد وسيلة للوصول إلى هذه الغاية. لذلك فالإخوان المسلمون هدفهم سياسي محض؛ يأخذون من الإسلام ما يتناسب مع مصالحهم السياسية (الآن)، ومتى ما تعارضت العقيدة مع المصلحة السياسية ضربوا بالإسلام - عقيدة وشريعة - عرض الحائط غير آبهين بمقتضيات عقيدتهم؛ ليس ذلك فحسب، وإنما يُدلسون حتى وإن اضطروا إلى (لي)أعناق العقائد لتواكب مصالحهم السياسية.

الرئيس المصري المنتخب زفته جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم رافعين شعار (الإسلام هو الحل)، وعندما كاد أن يتربع على عرش الرئاسة، قلب ظهر المجن لعقيدة الإسلام التي بها ومن خلالها وصل إلى سدة الرئاسة. ففي إحدى لقاءاته التلفزيونية سأله المذيع عن الخلاف بين الإسلام والمسيحية هل هو خلاف عقائدي؟.. قال بالنص: (لا.. لا يمكن أن يكون خلافا عقائديا طبعاً، مستحيل بين المصريين مافيش خلاف عقائدي أصلا؛ المصريون كلهم مافيش بينهم خلاف عقائدي، المصريين إما مسلمين أو مسيحيين، هو مافيش خلاف بين العقيدة الاسلامية والعقيدة المسيحية)..

وهذا مُثبت بالصوت والصورة في اليوتيوب على هذا الرابط :

http://www.youtube.com/watch?v=Ii8Mexj9-4Qamp; feature=youtu.be

وأي عامي ناهيك عن متعلم لا يمكن أن يقبل مثل هذا الكلام مهما كانت مبرراته، كان بإمكانه أن يقول مثلاً: الإسلام دين وعقيدة، والمسيحية دين وعقيدة أخرى، والمصريون الأقباط هم (مواطنون)، يتمتعون بكامل حقوق المواطنة وإن اختلفوا معنا في العقيدة، ولن يلومه على مقولته هذه أحد. أما أن يجعل عقيدة الإسلام والمسيحية عقيدة واحدة فلا يمكن أن يقبلها إلا من أعمت عينيه (الانتهازية)، فسخر كل شيء، بما فيها عقيدته، في سبيل تحقيق أهدافه. فالإسلام عقيدةً وشريعةً وهوية هي لدى الإخوان مجرد (وسائل) لتحقيق المآرب السياسية، لك أن تبدلها، وتغيرّها، وتتلاعب فيها، إذا كان الهدف هو كرسي السلطة، ففي أدبياتهم: اهتم بالشكليات، وركز على العموميات، وأطلق الشعارات كما تريد، إلى أن (تصل) وعندما تصل أعمل حسب ما تقتضيه مصالحك الآنية لا ما يمليه عليك الإسلام وتعاليمه. وهذا تماماً هو ما يقوله (الميكافليون) في الغرب.

ولك أن تتصور أن كاتباً من كتابنا كتَبَ ما تلفظ به مرسي، فقال مثلاً: (ليس ثمة خلاف بين عقيدة الإسلام وعقيدة المسيحية)، كم بيان سيكتب فيه، وكم حركي سيُطالب بمحاكمته؛ بل ليس لديّ أدنى شك أن هناك من سيطالب (بقتله) لأن مقولته (صيدٌ) ثمين لن يدعها هؤلاء الحركيون تمر. في حين أن مرسي الذي تلفظ بهذا اللفظ، عندما فاز برئاسة مصر قال عنه حركيونا كبارهم وصغارهم؛ حتى من يزعمون أنهم (سلفيون) أقحاح: (إنه انتصار للإسلام). فكيف يبررون هذه الطوام العقدية بالله عليكم؟.. أليست هذه الحزبية والانتقائية والأهواء؟

لا يهمني مرسي، ولا انحرافاته العقدية، ولا ما يقول، لكن يهمني هؤلاء (المطبلون) الحركيون السعوديون؛ وكأن من فاز بالرئاسة في مصر هو الإسلام الحقيقي كما نزل على محمد، لا الإسلام (المفبرك) أو (الحركي) الذي يتم تشكيله وتوجيهه وإعادة إنتاجه بما يتوافق مع المصالح والأهواء والطموحات الحزبية السياسية؛ إنه الكيلُ بمكيالين أيها السادة.

إلى اللقاء..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدفرسوار (علماني)
سلطان صالح -

لن يستطيع تغيير المفاهيم الخاطئه والمتشدده للاسلام الا الحركات الاسلاميه المعتدله كالاخوان البراغماتيين .. لماذا عندما يحاول احد فتح ثغره في جدار التشدد تهاجمونه !!! ياسيدي الازهر ومرسي والاخوان ليسو جهلاء بالدين وغيرمحتاجين لااحد ان يصحح لهم .. انتم تريدونهم متشددين لكي يفشلوا ... الاديان كلها من عندالله ويكفي ان ايمانك لايكتمل الاباايمانك بالتوراة والانجيل..

مصري حر
مصري -

كفاكم تدليس يا أهل الجزيرة.

الحساب لله والوطن للجميع
معاوية -

الدين المعاملة. والدولة ليست سلطة تنفيذية لفروض العبادة والمعتقدات الدينية أي عدم إحتكار الوكالات الإلهية، فهناك ما يفرق بين المذاهب، في الدين الواحد سواء كان إسلام أو مسيحية أو يهودية بين متشدد ومعتدل، أكثر بكثير مما يفرق بين المعتدلين في الديانات السماوية الثلاث، فلنتعايش ونترك الحساب ليوم الحساب وصاحبه، وللدولة كبح جماح التطرف والتشدد ومحاسبتنا على المعاملة المقوننة والمفاهيم الحضارية لا المبنية على الأحقاد التاريخية والمفاهيم المتخلفة.

نعم لافرق
مسلم عربى مصرى -

سيدى جميع الرسالات السماوية مصدرها واحد, جاءت لتوحيد الله سبحانه وتعالى, وهو بيت القصيد فى قول الدكتور مرسى, ويسئل كل عن انحرافه بملته.

المسلم والواقع
Amr Alamr -

يجب تشجيع الخطوات الإيجابية من وجهة نظرنا ونقد السلبية بطريقة حضارية مع الإحترام الدائم لجميع البشر وحرية الإختلاف معهم في الأفكار والمعتقدات والمسلم عندما يتولى مسئولية عظيمة عليه أن يستفيد من تجارب الآخرين مع الإلمام بجميع الظروف حينها والأخذ بالإيجابيات والإبتعاد عن السلبيات وحقيقة الأخوان أن لهم فلسفة خاصة (وجهة نظر) قد تكون على خطأ أوصواب ولكن هذه الفلسفة والرؤية يجب أن تكون عصرية ومواكبة للمتغيرات ولا تجرب المجرب بنفس الطريقة إن ثبت فشلها ونعتقد ونأمل أن يكون رئيس خير وبركة لأخوتنا المصريين فهم يستحقون والله قدير أن يأخذ بأيديهم لما فيه مصلحتهم متمنياً له حسن التقدير والتصرف والتدبير فمصر جناح الأمة العربية وأحد ركائز أمنها المهم ودعامة لكل إئتلاف وتآلف يعود بالنفع على المسلمين ويجنبهم المخاطر والفتن

مقال
مواطن عربي مهاجر -

هذا المقال ضعيف وعوامل هدمه موجودة في متنه دون الحاجة للعودة الى اليوتيوب؟! في المقتبس من حديث الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية لم ترد كلمة "واحد او واحدة"، كما استنتج كاتب المقال "اما ان يجعل عقيدة الاسلام والمسيحية عقيدة واحدة"؟؟؟!!! الرئيس الدكتور محمد مرسي نفى وجود "خلاف"، كما نقول، على سبيل المثال لا الحصر، ليس هناك خلاف حدودي او غيره بين السعودية والبحرين. هل هذا يجعل السعودية والبحرين واحد او واحدة؟؟؟!!! الواقع هما مملكتان مستقلتان لكل منهما دولته ودستوره وشعبه وسلامه الملكي وجواز سفره وووووو. وفي نفس الوقت هما مملكتان لا خلاف بينهما، بل على العكس يربط بينهما جسر الملك فهد رحمة الله عليه وهو جسر يعزز اواصر المحبة والتعاون والاخوة. الدكتور محمد مرسي انتخب رئيسا لجمهورية مصر العربية وليس خليفة للمسلمين، ولربما كان بين من انتخبوه مواطنين مصريين اقباط او علمانيين او حتى شيوعيين ملحدين. ادعو الله سبحانه ان يكون رئيسا يقدم لمصر اكثر مما قدم، وما زال، اردوغان لتركيا. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. نعم للتطوير والتغيير والتكيف والمراعاة والاحتضان والتعاون ومد اليد. لا للتحجر والتكلس والانعزال والتقوقع واستدعاء العداوة. الرئيس الدكتور محمد مرسي مكلف شرعيا وقانونيا ودستوريا واخلاقيا وانسانيا الحرص وحسن التعامل مع مصريين مسيحيين اقباط يتجاوز عددهم عدد السكان في ٥ من دول مجلس التعاون الخليجي زائد نصف عدد سكان السعودية. (لاحظ عدد السكان وليس فقط المواطنين). انا رايت في الرئيس الدكتور محمد مرسي بذرة طيبة ادعو الله سبحانه ان تنبت الشجرة الطيبة التي تفيئ بظلها على كل المصريين وتطعم من ثمرها الطيب كل ابناء ارض الكنانة.