في أول انتخابات ديمقراطية في ليبيا.. السلاح والمقاطعة أكبر التحديات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس ـ محمد مطرrlm;
تأتي انتخابات المؤتمر الوطني بعد غد بعدما أكملت المدن الليبية انتخاب مجالسها المحلية تمهيدا لأعداد دستور جديد يتوج لاحقا بانطلاق أول برلمان ليبي ديمقراطي ينظم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلادrlm;.rlm;
زائر طرابلس هذه الأيام لا تخطيء عينه رؤية مفردات وملصقات وسخونة الحملة الانتخابية التي تحيط به في كل مكان بداية من وصوله إلي مطار طرابلس, وحتي دخوله قلب العاصمة التي تتزين وكأنها في عرس انتخابي, كما أن الزائر يلاحظ بوضوح الاوضاع الأمنية غير المستقرة في مدن ليبية عدة, وأنتشار السلاح لدي كتائب الثوار التي قاتلت القذافي أو تأسست بعد قتله.
هنا يختلط الحابل بالنابل, الثوري بالمدني, والاتهامات المعلبة التي تتهم هذا المرشح أو القيادي المعروف أو سواه بالعمالة لهذه الدولة أو تلك, إلا أن نظرات التفاؤل بخوض التجربة الديمقراطية الأولي منذ عقود يمكن رؤيتها في عيون البشر, وفي مظاهر الحياة بالمدن الليبية.
كثير من المراقبين يرون أن الانتخابات ستواجه تحديات عدة في شرق ليبيا منها مقاطعة قسم كبير من الأهالي المتكتلين فيما يعرف بـ التكتل الفيدرالي الذي يدعو إلي تبني نظام فيدرالي يعيد تقسيم البلاد إلي ثلاثة أقاليم هي برقة الشرق وطرابلس الغرب و فزان الجنوب, وبعد أشهر طويلة من مقتل الرجل الذي تمكن من توحيد ليبيا بالقوة الوحشية بدأ الناس هنا في التساؤل عما إذا كان هناك من سبيل آخر لتوحيد الصف مرة أخري فقد أدت الصدامات والقتال بين قبائل متناحرة إلي مصرع العديد من المواطنين. الاقتتال والمعارك تدور في أنحاء متعددة وسط مخاوف من محاولات يبذلها بعض المسئولين السابقين المحسوبين علي نظام القذافي لاثارة المتاعب خلال الانتخابات, الجيش عزز من وجوده في المدن, وأصبحت الاوضاع تحت السيطرة الأمنية, كما يؤكد العقيد علي الشيخي الناطق الرسمي بأسم رئاسة أركان الجيش الليبي.
وليس سرا أن واحدا من أهم التحديات التي تواجهه الانتخابات هي مقاطعة قسم كبير من السلفيين الذين يعتبرون الديمقراطية خصما يحارب الشريعة الاسلامية, والذين لا يمكن تجاهل مطالبهم لدورهم القتالي البارز إبان الثورة, لما قدموه من شهداء في مواجهة نظام القذافي.
الانتخابات التي أصبحت علي سطح من الصفيح الساخن ترشح لها شخصيات ليبية معروفة تحديدا في المجال الثقافي مثل الروائي صالح السنوسي والشاعر محمد العريشية, كذلك ترشح قادة ميدانيون من الثوار عبر احزاب اسسوها مثل حزب القمة الذي يتزعمه القائد الميداني عبد الله ناكر, وهناك أيضا في المشهد بوضوح حزب الوطن الذي اسسه زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة سابقا عبد الحكيم بلحاح, كما ترشح معارضون سابقون للقذافي مثل الدكتور محمد المقريف زعيم جبهة الانقاذ الليبية التي تحولت أخيرا إلي حزب سياسي, كما يلقي محمود جبريل شعبية بين الليبيين الذين بهرتهم مهاراته السياسية التي تبددت خلال الانتفاضة, ويمكن أيضا رصد حضور قوي والاخوان المسلمين من خلال حزبهم العدالة والبناء, ومن المتوقع أن تحقق هذه الجماعة الأكثر خبرة سياسية, والافضل تمويلا نتائج طيبة في الانتخابات بعد أن تلقت دفعة من النجاح الذي حققه الاسلاميون في مصر. لكن من المتوقع أن تأتي القواعد الانتخابية بمجلس تهيمن عليه جماعات متفرقة من المستقلين الذين يمثلون مصالح مختلفة لا ايديولوجيات ثابتة لذا فالسياق الحقيقي في ليبيا ليس بين 2000 مرشح أو حتي عشرات الاحزاب السياسية, وإنما بين قوي البناء والدمار داخل المجتمع الليبي, ومع غياب الوعي بين الناخبين ومخاوف أمنية حقيقة يخشي البعض أن يضر ذلك بشرعية التجربة الانتخابية, وهكذا تتعرض طموحات ليبيا لاحلال دولة ديمقراطية لاختبار صعب, وتضع احلامها علي المحك, ويبقي السؤال ماذا بعد الانتخابات, وأي طريق سوف تسلكه ليبيا؟.