السيد وحمدان يقودان جهازين دمويين بدعم من "حزب الله" و"أمل"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"أشباحهما" تراقب قيادات "14 آذار" وسط مخاوف من انفجار طائفي ومذهبي
باريس - كتب حميد غريافي
وضع الوزيران اللبنانيان السابقان بطرس حرب الذي تعرض اول من امس لمحاولة اغتيال فاشلة, ومروان حمادة الذي استهدف في اواخر العام 2004 بتفجير سيارته, إصبعيهما على "الحقيقة التي لا جدل حولها", حسب مرجع روحي مسيحي لبناني في باريس, عندما اعتبر الاول ان اساليب الجرائم التي استهدفت قادة لبنانيين منذ نهاية 2004 حتى الآن, وان كانت تختلف بعض الشيء "فإن المنفذ واحد", فيما أكد الثاني "عودة الاشباح" و"نفس الادوات السابقة التي استهدفت احرار لبنان ورموزه", وهو اللقب الذي كان يطلق على بعض كبار ضباط الاستخبارات ورجال الامن العام اللبنانيين, وعلى رأسهم الضباط الاربعة الذين اتهموا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقال المرجع الروحي لـ"السياسة", امس, ان كلا من حرب وحمادة في اتهامهما العلني "المنفذ الواحد" لكل الجرائم و"عودة الاشباح", يشيران بوضوح ولكن من دون اسماء, الى نفس الاجهزة الامنية اللبنانية السابقة المطعمة بعصابات "حزب الله" والاستخبارات السورية التي خربت لبنان وقتلت خيرة قادته الوطنيين, وشارك في قيادتها مدير الامن العام الاسبق جميل السيد وقائد لواء الحرس الجمهوري السابق مصطفى حمدان ومدير قوى الامن الداخلي السابق علي الحاج ومدير جهاز الاستخبارات العسكرية ريمون عازار, حيث يجمع مختلف الاجهزة اللبنانية الراهنة على ان ثلاثة منهم هم السيد وحمدان والحاج قد عادوا الى نشاطهم السابق على رأس اجهزة امنية, بعضها مازال يعمل في الدولة, ولكن هذه المرة بإشراف مباشر من قيادة "حزب الله" وجهاز امنه بالتوافق مع الاستخبارات السورية الممثلة حالياً بالسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي الذي حل محل اللواء رستم غزالي الذي يقود عمليات القمع في ريف دمشق.
وكشف المرجع الروحي أن جميل السيد ومصطفى حمدان "يقودان جهازين امنيين دمويين كل منهما مستقل عن الآخر, إلا أنهما يكلفان بمهام متشابهة في مراقبة قيادات "14 آذار" السياسيين والامنيين والعسكريين والروحيين, وفي اختطاف نشطاء سوريين معارضين يقيمون في لبنان, وحتى عمليات اختطاف للحصول على فديات مالية ضخمة كما حدث في عدد من العمليات في البقاع وبيروت والضاحية الجنوبية, فيما عصابات "حزب الله" و"حركة امل" تؤمن للجهازين رواتبهما الشهرية المرتفعة واماكن التخفي في حال انكشاف ادوارهم الاجرامية, كما تؤمن للمعتقلين منهم طرقات الفرار كما حدث للمعتقل في مبنى مكتب حرب, اول من امس, حين انتحل احد العناصر التابعة لهذين الجهازين الجديدين - القديمين صفة استخبارية لتهريبه, وفي حال فشل مثل هذه العملية فإن ضغوط "حزب الله" على السلطات اللبنانية التي يخترقها حتى العظم, تعطي ثمارها إطلاقاً للمعتقلين كما حدث في عكار اخيرا بعد مقتل الشيخين على حاجز الجيش, وكذلك للمعتقل في محاولة احراق تلفزيون "الجديد".
وأعرب المرجع الروحي لـ"السياسة" عن مخاوفه من ان تحمل ارتكابات "حزب الله" والاستخبارات السورية وعملائها في لبنان ضد الشخصيات الوطنية مرة اخرى, الى "قيام ردة فعل عنيفة من طرف قوى "14 آذار" التي تتعرض قياداتها الى ضغوط هائلة من قواعدها الحزبية للرد بالمثل على استهدافها بالاغتيالات, عبر حملات اغتيالات مماثلة تطول رؤوس قوى "8 آذار" مهما علا شأنهم, ما قد يفجر الساحة اللبنانية مذهبيا وطائفيا بشكل غير مسبوق".
وكشف المرجع أن "ثلاثة او اربعة ممن اختطفهم الجيش السوري الحر في حلب وهم في طريقهم الى لبنان, وجميعهم تابعون لحزب الله, اعترفوا بأنهم يعملون الآن في جهازي جميل السيد ومصطفى حمدان اللذين اعاد حزب الله والسفارة السورية وايران تنشيطهما بسبب تجاربهما وخبرتيهما في عمليات العنف والقمع التي ضج بها الشارع اللبناني طوال عقدين من الزمن عندما كانا يتحكمان باللبنانيين, مدعومين من الرئيس السابق اميل لحود وقيادة الاستخبارات السورية".