جريدة الجرائد

إسرائيل تعيد انتشارها على حدود لبنان وسورية وحزب الله يشدد قبضته على الخط الأزرق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل - من حميد غريافي


كشفت أوساط استخبارية أوروبية داخل القوات الدولية "يونيفيل" المنتشرة في جنوب لبنان ان الجانب الاسرائيلي من الخط الحدودي الازرق, بدءا من القطاع الأوسط وصولا الى مرتفعات كفر شوبا ومزارع شبعا وبلدة الغجر, حتى المرصد الإسرائيلي عند الطرف الجنوبي من جبل الشيخ, يشهد تحركات عسكرية وإنشاء قواعد جديدة للمراقبة وإطلاق الصواريخ, فيما انتهى المهندسون العسكريون الاسرائيليون من انشاء مطار حربي متوسط الحجم شرق مستوطنة المطلة في الجليل, ونشر "قبتين حديديتين" مضادتين للصواريخ التي يمكن ان يطلقها "حزب الله" من لبنان على الدولة العبرية, اضافة الى نحو 8 بطاريات صواريخ أميركية الصنع مضادة للصواريخ والغازات, وبطاريتين من نفس النوع في القطاع الغربي الذي يحاذي مدينة صور الجنوبية.
وأشار تقرير استخباري ألماني ورد قيادة "حلف شمال الاطلسي" العسكرية الاثنين الماضي في بروكسل, أن القيادة العسكرية الاسرائيلية الشمالية المحاذية لحدود لبنان, امتدادا الى جزء مهم من حدود سورية في الجولان, ضاعفت عدد دباباتها وآلياتها وبطاريات مدافعها بعيدة المدى (72 كيلو مترا و30 كيلو مترا), كما ضاعفت عدد قواتها الاحتياطية التي استدعيت الى الخدمة في غير مواعيدها القانونية لاسباب تتعلق بmacr;"الأمن القومي" حسبما جاء في دعوة وزارة الدفاع, فيما عبرت قيادات عسكرية واستخبارية في الجيش العبري عن قلقها من امكانية تحول الحدود مع لبنان وسورية, مع اقتراب تداعي نظام بشار الأسد وسقوطه تحت الضغوط الدولية والداخلية, الى ما يشبه الحدود التركية الملتهبة بنيران المدفعية والدبابات والمروحيات والمقاتلات الجوية, اذ تتوقع تلك القيادات ان تقوم قوات النظام السوري, بدفع سكان بلدات في الجولان ومناطق أخرى من محافظة درعا الى داخل الاراضي الاسرائيلية, فيما تفتح مجموعات من عناصر "حزب الله" جبهات صغيرة عبر الخط الازرق في ما يشبه حرب استنزاف تتوج التلاحم السوري - الإيراني و"وحدة المسار والمصير بين حزب الله ونظام الأسد".
ودعا التقرير الذي اطلعت "السياسة" على بعض جوانبه, أمس, الأمم المتحدة المشرفة على قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان ومياهه الاقليمية الى "أخذ هذه التطورات الطارئة على الجانب العسكري الاسرائيلي من الحدود اللبنانية خصوصا, على محمل الجد, اذ تلحظ التقارير الاخيرة منذ منتصف يونيو الماضي, الواردة الى العواصم الأوروبية المشتركة في يونيفيل, وجود تحركات مقابلة من قبل "حزب الله" و"حركة أمل" في مواقعهما السرية جنوب الليطاني المحظورة عليهما بموجب القرار الدولي 1701, وهذا ما تتذرع به اسرائيل خلال لقاءات قياداتها العسكرية والأمنية مع قيادات القوات الدولية, ما يحمل الاخيرة على ابداء مخاوفها من هجوم اسرائيلي مفاجئ يتزامن مع انهيار نظام الأسد دون انتظار التطورات لمعرفة ما اذا كان "حزب الله" سيتلقى حينذاك اوامر من طهران بإطلاق صواريخه على اسرائيل دعما للجيش السوري أم لا".
وأكد التقرير ان قوات "يونيفيل" تستعد "للتراجع الى خططها الدفاعية الثانية, أي بعيداً عن الخط الازرق بما بين ميلين وخمسة أميال, متى تأكد لها حتمية الهجوم الإسرائيلي تبعا لتطورات السياسية واللوجستية العسكرية على الساحة السورية وحدود لبنان معها, وكنتيجة لما قد تقوم به تركيا لإبعاد نيران بشار الأسد عن حدودها وعن اللاجئين السوريين اليها, وكرد محتمل على إسقاط طائرتها خارج المياه الاقليمية السورية قبل نحو اسبوعين".
وجاء في التقرير أن "حزب الله", "بسط سيطرته الكاملة على عشرات القرى والبلدات جنوب نهر الليطاني, وخصوصا تلك القريبة من الخط الأزرق, بحيث اضطرت "يونيفيل" لتخفيف دورياتها في تلك المناطق منعا للاصطدام بالاهالي المدفوعين عن أنصار حسن نصر الله, الا ان الجيش اللبناني اضطر الى نقل بعض مواقعه الى قرب تلك البلدات بطلب من يونيفيل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف