جريدة الجرائد

صح النوم يا بشير !!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فواز العجمي

قبل أن يتنازل الرئيس السوداني عمر البشير عن جنوب السودان ويعترف بهذا الجزء الغالي من التراب السوداني دولة مستقلة حذرنا من خطورة مثل هذه الخطوة ليس على أمن السودان فقط، وإنما على الأمن القومي العربي، خاصة إذا علمنا مدى العلاقة الاستراتيجية التي تربط الحركة الشعبية بالعدو الصهيوني.

لكن الرئيس السوداني اعترف بهذا الانفصال وقامت دولة الجنوب وتأكد للجميع ما حذرنا منه عندما رفرف العلم الصهيوني هناك وقلنا وقتها إن العدو الصهيوني "ابتلع جنوب السودان".

بالأمس وبعد التظاهرات التي خرجت في بعض المدن السودانية بدأ البشير يعض أصابع الندم على موافقته على انفصال الجنوب والاعتراف بهذه الدولة عندما تأكد بأن مثل هذه الدولة ستكون خنجراً في خاصرة السودان الشقيق لارتباطها الاستراتيجي مع العدو الصهيوني وقال البشير إن هذه المظاهرات يقف وراءها دولة جنوب السودان والعدو الصهيوني وأمريكا.

وبالأمس أيضا أكد نافع علي نافع المستشار الرئاسي أن دولة الجنوب و"إسرائيل" وأمريكا وراء ما يحدث في السودان وهذا ما يصب في تلك التحذيرات التي أشرنا إليها.

لكن ما يثير الدهشة والاستغراب الآن ويدفع إلى التساؤل لماذا "يندم" البشير الآن وهو الذي اعترف بانفصال الجنوب وهو الذي يعرف جيداً أن هذا الجنوب سيكون حليفاً استراتيجياً للعدو الصهيوني وهو الذي يعرف تماماً تلك العلاقة القوية التي تربط الصهاينة بالمتمردين الجنوبيين قبل أن "يتنازل" أو "يتبرع" أو "يفرط" بتراب جنوب السودان عن الوطن الأم.

الرئيس البشير سيبقى مسؤولاً أمام الله والتاريخ والجغرافيا عن تقسيم السودان وهذه المسؤولية تحتم عليه وعلى حزبه الحاكم أن يجد لها حلاً وبشكل سريع بحيث يعود هذا الجنوب إلى شماله وتعود وحدة التراب السوداني وبذلك يصحح هذا الخطأ التاريخي والخطيئة التاريخية والجغرافية ويضمن بالتالي أمن وسلامة السودان من مكامن الخطر التي يتسلل منها أعداء السودان وأعداء الأمة العربية، خاصة العدو الصهيوني.

لكن هذا لا يمنع أن نشير إلى أن تلك المظاهرات التي خرجت في بعض المدن السودانية لا يحركها العدو الصهيوني أو دولة جنوب السودان أو الإدارة الأمريكية فقط.. وإنما هناك مطالب جماهيرية محقة ويجب الاستجابة لها قبل أن يستغلها أعداء السودان وأعداء الأمة العربية، خاصة العدو الصهيوني ويجعلون منها مخالب قط لضرب السودان وتقسيمه وتفتيته تمشياً مع المخطط الصهيوني - الأمريكي في تقسيم وتفتيت الوطن العربي إلى كيانات ودويلات مذهبية وعرقية وطائفية ترسم خريطة الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ في غزو واحتلال العراق وهذا المخطط لم يمت بعد ولم ينهزم بعد رغم هزيمته في العراق على يد المقاومة العراقية الباسلة.

لهذا نؤكد ونقول كما يقول الرئيس البشير إن السودان مستهدف وإن كل بلد عربي مستهدف الآن من هذا المخطط الصهيوني - الأمريكي، ولكن نستغرب أن يدرك الرئيس البشير هذه الحقيقة الآن.. ونقول له: صح النوم يا بشير

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف