جريدة الجرائد

لقد أذنت ساعتهم في سوريا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

علي حماده

قبل يومين ثار مخيم اليرموك الفلسطيني في قلب دمشق على "جمهورية حافظ الاسد" ونزل سكانه الى الشارع لينشدوا للحرية، فيما توجه بعضهم نحو نصب رفع في المخيم يحمل في وسطه رسما لحافظ الاسد وشرعوا يدكونه بأحذيتهم في استعادة لمشهد اعتدناه في ليبيا وفي مناطق سورية ثائرة، ثم حطموا النصب. رد النظام وجماعاته كتنظيم احمد جبريل "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" المعتبر ذراعاً مخابراتية سورية باطلاق النار على شبان المخيم وقتلوا العديد منهم وجرحوا العشرات، ثم حوصر المخيم لتبدأ مرحلة قمع وقتل شبيهة بما يحصل في عشرات المناطق والمدن والقرى السورية الثائرة على النظام.
تدل انتفاضة مخيم اليرموك في قلب دمشق على حقيقة مفادها ان الثورة صارت اكثر انتشارا، وهي كما سبق ان قلنا في مطلعها تملك هوامش واسعة للتوسع والتطور في الوقت الذي لا يملك نظام من الهوامش الفعلية سوى آلة قتل مدججة معطوف عليها عقل مافيوي يحاكي في وحشيته عقول اكبر طغاة التاريخ. هامش النظام هو قتل الناس فيما هامش الثورة هو استقطاب مزيد من الناس للتعجيل في انهاء مأساة وطن وشعب كبيرين. لقد انتهى عصر حافظ الاسد في اليوم الاول للثورة في آذار ٢٠١١، وسقط بشار في بحر الدماء التي فجرها محاولا ايقاف عقارب الساعة، وتغيير العصر المتغير. وعندما نتحدث عن الثورة فإننا لا نتحدث عن المعارضة السياسية في الخارج بل عن كل ما هو ثورة ان في الداخل او في الخارج، سياسيا كان ام عسكريا أم ثقافيا ام اقتصاديا ام انسانيا. اننا لا نتوقف عند عثرات المعارضة و لا عند تواطؤ بعض المعارضة في الداخل مع بعض النظام وان سرا. كما اننا لا نلتفت حقيقة الى مسألة توحيدها بوصفها حالة سلبية بالمطلق. واننا ننظر الى الثورة السورية بشمولية اكثر: ننظر اليها من زاوية المسار التاريخي في المنطقة، وخلاصته ان الموجة الحالية في العالم العربي كبيرة الى حد لن تقدر كل اسلحة روسيا المستخدمة من جانب بشار وبطانته على ان توقفها. قد تؤخرها قليلا ولكنها لن توقفها. حتى التأخير الذي نشكو منه فإنه في مقياس الحدث التاريخي تفصيل وان تكن الآلام هائلة. ان التغيير في سوريا حصل في آذار ٢٠١١، ونحن نعيش اليوم نتائجه. بشار هو الماضي الاسود فيما رفاق حمزة الخطيب هم المستقبل.
على ارض الواقع وصل الامر بالنظام الى ان يتخذ قرارا باستخدام الطيران لقتل الناس وتدمير قراهم واقتحامها. لم تعد الدبابات ولا المدفعية بكافية لتركيع الثورة، جاء دور الطيران تماما كما حصل في قرية التريمسة في ريف حماه، والاخطر من ذلك ان مشهد التطهير المذهبي يتكرر في غير مكان. و مع ذلك فإن الثورة تكبر في نفوس السوريين ، ولن تتمكن منها حتى الاسلحة الكيميائية التي بدأ بشار بتحريكها! لقد اذنت ساعتكم في سوريا...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف