جريدة الجرائد

انتخابات ليبيا البرلمانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نهار عامر المحفوظ

زرت ليبيا أكثر من سبع مرات في مهام نقابية رسمية ابان حكم معمر القذافي المخلوع، وكانت جميع هذه الزيارات قد تمت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اي قبل الغزو العراقي الغادر وتأييد قذافي ليبيا له، وكان علينا ان نخاطب القذافي في حالة لقائه بالاخ القائد وليس بمسمى اخر، وكان مستقبلونا ومضيفونا يبررون تسميته بالاخ القائد تواضعا منه، ويفسرون ذلك بان القذافي لا يحكم ليبيا فهو رمز الثورة وقائدها ولا توجد له صلاحيات ولا تتوافر له مداخيل ولا أملاك ولا مزايا خاصة، هو كما يسوقون له مجرد فرد من الشعب الليبي بعد ان تنازل عن الحكم للشعب الليبي الذي يحكم نفسه بنفسه من خلال اللجان الشعبية الثورية دون تدخل من الاخ العقيد القائد الذي اكتفى بكتابة الكتاب الاخضر والسكن بخيمة في الصحراء.
طبعاً ما كنا نصدق هذه الادعاءات ولا تلك الأقاويل، وكنا نسأل مرافقينا عن حالة ليبيا العمرانية المزرية والتعيسة وحالة التخلف التي يشهدها هذا القطاع وعدم توافر المساكن الحديثة للشعب الليبي، فكانوا يردون علينا تعالوا بعد سنة لتشاهدوا النهضة الجديدة، وتكررت زياراتنا وليبيا على حالها، وحين نهض الشعب الليبي وأعلن ثورته التي توجت بالانتصار تم الكشف عن تلك الاكاذيب فالقذافي كان ابشع طاغية ولم يكن اخاً ولا قائداً ولا هم يحزنون، فقد دمر ليبيا واهلك شعبها وعذب وقتل الآلاف واكتظت السجون بمثلهم، وهرب الى الخارج اكثر منهم لاجل السلامة والبحث عن الامان المفقود في دكتاتورية الطاغية ولجانه الثورية، وانتصر الشعب ونفذ حكمه العادل في الطاغية واعوانه.
واليوم تشهد ليبيا بداية ممارسة الشعب حرية اختيار نظامه بطريقة ديموقراطية عبر صناديق الاقتراع السري، وقد أعلن عن النتائج التي فاز فيها التيار الليبرالي، ولا نستغرب هذه النتيجة فليبيا متأثرة جدا بديموقراطية ايطاليا التي كانت تحتلها وتقع بالقرب منها، كما ان المجاميع السياسية التي هربت من دكتاتورية القذافي استقرت في الدول الاوروبية الديموقراطية وكذلك اميركا وقد تأثر آلاف اللاجئين بطبيعة النظم الاوروبية وديموقراطيتها العميقة واحترامها حقوق الانسان وحفظ كرامته والتكفل بحاجاته، فكان اتجاه الغالبية من الشعب الليبي في اختيارهم ممثليهم على هذا النحو الديموقراطي الليبرالي وكذلك لضعف احزاب الاسلام السياسي وبالذات الاخوان المسلمين، ولا يسعنا الا ان نبارك للشعب الليبي على حريته واختياره متمنين له التوفيق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف