جريدة الجرائد

الصحافة البريطانية: صراع إرادات في مصر وابتزاز سياسي للديمقراطيين الأحرار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن

الصراع بين الرئيس المصري الجديد محمد مرسي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وزيارة"هيلاري كلينتون لمصر، والابتزاز السياسي الذي يمارسه حزب "الديمقراطيين الأحرار" البريطاني، و"مت رومني" يختار كوندوليزا رايس كمرشحة لمنصب نائب الرئيس...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض أسبوعي للصحف البريطانية.


صراع الإرادات

في مقالها الافتتاحي المعنون بـ"مصر: معركة من أجل الحكم المدني"، رأت "الجارديان" يوم الأحد الماضي أن الفوز بالانتخابات الرئاسية شيء والتصرف كرئيس بعد الانتخابات شيء مختلف تماماً، وأن محمد مرسي الرئيس المصري لا بد وأن يكون قد أدرك هذه الحقيقة تماماً عند محاولته استرداد بعض صلاحياته الرئاسية التي انتزعها المجلس الأعلى للقوات المسلحة من خلال مرسومين أصدرهما قبل وبعد الانتخابات الرئاسية مباشرة. والاختبار الأول الذي واجهه "مرسى" تمثل في رد الفعل على القرار الذي أصدره بعودة مجلس الشعب للانعقاد على الرغم من أن المجلس كان قد حُلّ بموجب حكم من المحكمة الدستورية العليا، حيث أصدرت المحكمة بياناً أكدت فيه حكمها بحل المجلس، وأن قرار الرئيس فيه انتهاك للدستور، وأن على كافة الجهات في الدولة الالتزام بالأحكام التي تصدرها باعتبارها عنوان الحقيقة. وتوقعت الصحيفة أن المواجهة التالية بين الرئيس والمجلس العسكري والمحكمة الدستورية العليا ستتركز على لجنة إعداد الدستور، حيث نص الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري على أنه في حالة ما إذا واجهت تلك اللجنة أي عقبات تحول بينها وبين أداء المهمة المنوطة بها، فإن من حق المجلس باعتباره السلطة التي تمتلك حق التشريع في الوقت الراهن بموجب ذلك المرسوم أن يختار لجنة بديلة. ترى الصحيفة أن الوضع لو استمر على هذه الحالة، فإن الأحوال بالبلاد ستتعطل بسبب المماحكات والصراعات القانونية والدستورية، التي يمكن أن تمتد إلى ما لا نهاية، وأن أفضل ما يمكن للمجلس العسكري أن يفعله، هو أن يتيح الفرصة للرئيس لممارسة مهامه كسلطة مدنية، وأن يتخذ هو قراراً ينتظره الجميع، وهو العودة لثكناته لممارسة دوره في حماية الأمن القومي للحفاظ على سمعته المشرفة بدلًا من الاستمرار في محاولات التشبث بالسلطة، التي لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.

الخيط الرفيع

في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي التي حملت عنوان "كلينتون في القاهرة"، علقت "ديلي تلغراف" على الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية لمصر خلال الأيام الأخيرة بالقول، إنها كانت تدرك تماماً قبل أن تغادر واشنطن أنه سيتعين عليها أن تمشي على خيط رفيع، وهي تحاول الموازنة بين مقاربتها لأول رئيس منتخب ديمقراطياً بعد الانتفاضة، التي أطاحت مبارك العام الماضي، ومقاربتها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير البلاد من 11 فبراير2011، والذي ترتبط به الولايات المتحدة بروابط عملياتية واستراتيجية وثيقة تمتد لعشرات السنين. لذلك عملت وزيرة الخارجية خلال لقائها الأول مع مرسي على تأكيد رؤية الولايات المتحدة الداعية لضرورة فتح حوار بينه وبين كافة القوى السياسية الأخرى للتوصل لصيغة توافقية. وترى الصحيفة أن جهد كلينتون ومحاولتها تحقيق التوازن في مقاربتها للقوتين مؤسسة الرئاسة، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قد لا يحقق النجاح الذي تأمله نظراً للشك العميق الذي تنظر به جماعة الإخوان للولايات المتحدة.

خطاب مراوغ

"الابتزاز السياسي ليس بالشيء الغريب على الديمقراطيين الأحرار"... هكذا عنونت "ديلي تلغراف" لافتتاحيتها يوم الاثنين التي رأت فيها أن "السير منزيس كامبل" كان أول مسؤول كبير من حزب "الديمقراطيين الأحرار" يدلي بتصريحات تبين بشكل واضح طبيعة الانتقام، الذي يخطط حزبه لإنزاله بحزب "المحافظين" شريكه في الائتلاف الحاكم، عقاباً له على التمرد الذي قام به (من وجهة نظر الديمقراطيين الأحرار) بشأن موضوع إصلاح "مجلس اللوردات"، حيث قال الرئيس السابق للحزب إن إصلاحات مجلس اللوردات ومجلس "العموم" يمثلا "تعهدان مرتبطان باتفاقية واحدة"، وتوقع بالتالي أن يتم الوفاء بالتعهدين. ترى الصحيفة أن كلام "كمبل"، يعني أنه إذا ما أخفق حزب"المحافظين" في إنجاز إصلاحات مجلس "اللوردات" في الخريف الحالي، فإن "الديمقراطيين الأحرار" سيفسدون عملية إصلاح مجلس "العموم"، وهو ما يعني تقليص عدد أعضاء نواب البرلمان من 650 إلى 600 مع ما يستلزمه ذلك من إعادة رسم الحدود البرلمانية. ترى الصحيفة أن "كامبل" كان مراوغاً في كلامه من ناحيتين: الأولى، هي أن الاتفاقية التي توصلت إليها الأحزاب المكونة للتحالف الحاكم في مايو 2010 تنص على أن الحزبين الرئيسيين في الائتلاف سيتقدمان بمقترحات لحجرة عليا منتخبة بشكل كامل- أو شبه كامل -على أساس ما يعرف بقاعدة" التمثيل النسبي"، وهو ما تم إنجازه بالفعل. الثانية: إن الاتفاقية التي توصل إليها الائتلاف قد ربطت بشكل "تغيير الحدود البرلمانية"، ليس بإصلاحات مجلس "اللوردات"، وإنما بالاستفتاء الذي أجرى العام الماضي على المستوى الوطني على نظام التصويت المعروف بـ"التصويت البديل"، وهو عبارة عن نسخة معدلة من نظام التصويت النسبي السائد في دول الاتحاد الأوروبي قدمه حزب الأحرار كي يحل محل النظام التصويتي القائم في انتخاب أعضاء البرلمان البريطاني، والذي يعتمد على أن من ينال أكثرية الأصوات في دائرته الانتخابية يتم انتخابه عضواً. وترى الصحيفة أن كون ذلك النظام المقترح من قبل الحزب قد سقط سقوطاً مدوياً بنسبة اثنين إلى واحد في الاستفتاء، الذي أجرى لا يعني أنه من حق الحزب أن يقوم مرة أخرى في الوقت الراهن وعلى نحو تعسفي "بتحريك قوائم المرمى من مكانها"، تقصد تغيير القواعد المعمول بها حالياً من أجل تحقيق الأهداف التي كان يبتغيها من وراء تطبيق ذلك النظام، والذي كان سيترتب عليه في حالة نجاحه زيادة عدد أعضاء الحزب في البرلمان.

وترى في النهاية أن تلك المحاولة ليست بالمستغربة، لأن أسلوب عمل الحزب يعتمد إلى حد كبير على المناورة والمراوغة في التصريحات والتلاعب بالألفاظ وتفسير الأشياء على غير ما هي عليه.

الاختيار الخاطئ

"مساوئ اختيار كوندي كنائبة للرئيس"... هكذا عنونت "الإندبندنت" افتتاحيتها يوم الاثنين التي علقت فيها على ما يتردد من أنباء عن قيام "ميت رومني" المرشح "الجمهوري" لانتخابات الرئاسة القادمة من اختيار وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس كنائبة رئيس على تذكرته الانتخابية. ترى الصحيفة أن ذلك الاختيار لن يكون في مصلحة "رومني" لعدة أسباب منها: أنها- كوندي- قد عملت في خدمة بوش الأب وبوش الابن، وأنها هي التي قدمت النصيحة لبوش الأب بعدم دعم التحول الديمقراطي في أوكرانيا، كما أنها هي التي قدمت النصائح التي سبقت شن الحرب على العراق، وهو ما يعني أن ترشيحها في الوقت الراهن سيستدعي أشباح تلك الأحداث، وظلالها الداكنة، ولن يكون بالتالي في مصلحة "الجمهوريين"، علاوة على اعتبارات أخرى، وهي أنها لا تبدو متمكنة على منصات الخطابة، ولم يسبق لها أبدا أن حصلت على أي منصب من خلال الانتخاب، كما أن رهان "رومني" في اختيارها على موضوع العنصر(على اعتبار أنها سمراء مثل أوباما)، بهدف حرمان أوباما من واحدة من نقاط جذبه، لن ينجح لأن أوباما يمتلك شرعية الإنجازات التي حققها أثناء ولايته وترى "الاندبندنت" في النهاية أن اختيار "كوندي" قد يكون اختياراً مثيراً بالنسبة لشكل المشهد الانتخابي، إلا أنه لن يكون الاختيار الصائب بأي حال من الأحوال.

إعداد: سعيد كامل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف