قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في الداخل أبعد الاسد أو ألغى، العائلات السنية التقليدية، لكنه استبدل بها قيادات سنية ومناطقية مقابلة؛ فرئيس الأركان، حكمت الشهابي، كان الرجل القوي بعده مباشرة، ونائب الرئيس عبد الحليم خدام كان أمين سره. وقال هنري كيسنجر لفرانسوا متيران، إن خدام هو ظل الأسد، ويتولى عنه قول الكلام المنفر، بينما يبقي هو لنفسه الابتسامة والدبلوماسية..
إيلاف : يرى سمير عطا الله أن الرئيس السوري بشار الأسد يخوض معركة دمشق اليوم وحيدًا، بعدما احترقت (الشعرة) التي تركها له والده في وصيته، وهي شعرة التوازن التي كان يحرص عليها والده حافظ الاسد.
فقد كان الاسد الاب بحسب عطا الله " يحرص، مهما بلغت التجاذبات الخارجية، أو المشاعر الداخلية، على إبقاء ميزان الحكم سويًا، أقام تحالفًا مع إيران، لكنه احتفظ بعلاقة استراتيجية دائمة مع مصر والسعودية، وكان حلفه مع إيران عضويًا، لكن علاقته مع القاهرة والرياض ظلت ثابتة".ويتابع عطا الله " في الداخل أبعد الاسدأو ألغى، العائلات السنية التقليدية، لكنه استبدل بها قيادات سنية ومناطقية مقابلة؛ فرئيس الأركان، حكمت الشهابي، كان الرجل القوي بعده مباشرة، ونائب الرئيس عبد الحليم خدام كان أمين سره. وقال هنري كيسنجر لفرانسوا متيران، إن خدام هو ظل الأسد، ويتولى عنه قول الكلام المنفر، بينما يبقي هو لنفسه الابتسامة والدبلوماسية".ويذكّر عطا الله أن الاسد الاب ابقى حتى مع أميركا، على "توازن الخصومة المعلنة أو التعاون المقنَّع، وطبق القاعدة نفسها مع حليفه السوفياتي، الذي استبقاه ورقة يلعبها ضد الأميركيين، إذا خطر لهم تقريبه من إسرائيل، أو إبعاده عن إيران".ويعرج عطا الله على التوازنات داخل عائلة الاسد نفسها فيقول " داخل العائلة نفسها اعتمد حافظ الأسد على رفعت الأسد، ما دام لا يخلخل هيكل الحكم، فلما صار الشقيق عبئًا على لعبة التوازن، اختار له أفضل المنافي الممكنة، ما بين باريس وماربيا، ومنع عليه الاقتراب من بئر العواصف التاريخية: دمشق.. فمن أول وأهم دروس هذه العاصمة ليس سرعة الوصول؛ بل طول البقاء. وقد شاهد حافظ الأسد بنفسه كيف كان الانقلابيون يدخلون من باب ويخرجون من آخر، وكيف كان المنقلبون يطلون من نافذة ويرمون من أخرى".ويصف عطا الله دمشق بأنها " صاحبة الشعرة العجيبة المشهورة، ليس بسبب صلابتها فقط؛ بل بسبب ليونتها أيضًا. السياسة مِكَرّ مِفَرّ وليست جلمود صخر.. وسرها، أن تعرف حدودها وحدود نفسك وحدود سواك، وليس أن تتجاهل حدودها، وأن تبالغ في حدودك، وأن تحتقر حدود سواك."خطاب حسن نصر اللهحافط الاسد..حكم سوريا مدعوماً بالجيش ونال استحسان الجماهير المرهقة في بادئ الامر نتيجة الإصلاحات التي قام بها وبنائه للجيش السوري المدمر وتحقيق نصر في حرب 6 اكتوبر 1973. ولكن ظروف السبعينيات القلقة في المنطقة لم توفر نظام الاسد مما أثار اضطرابات داخلية عنيفة لسنوات، ولم يستطع من فرض سلطته المطلقة إلا بعد نزاع عنيف مع حركة الإخوان المسلمين السورية على خلفيات سياسية وعقائدية توجت بمعارك عنيفة في حماة و حلب 1982 تحت تعمية إعلامية، ليتوجب عليه بعد ذلك قمع التمرد ضمن صفوف حكمه بقيادة أخيه رفعت. انخرط بشكل فعلي في حرب لبنان الأهلية بعد دخول إسرائيل ليمنع تعاون بعض الميليشيات المسيحية من التعاون مع إسرائيل و طبق هناك سياسة (لا غالب و لا مغلوب) عن طريق حفظ توازن القوى بين كل الأطراف اللبنانية، إلى أن حصل على تفويض من الجامعة العربية في مؤتمر الطائف بمساعدة الأطراف اللبنانية المتصالحة على السيطرة على لبنان.على الصعيد الداخلي، مكنت معارك 1982 و 1984 حافظ الأسد من فرض سيطرته المطلقة و فرض الأحكام العرفية مطورًا نظامًا أمنيًا مشابهًا لمعظم الأنظمة العربية بعد السبعينات، و قد استطاع هذا النظام الأمني من إلغاء كل المعارضة و تصفية زعمائها حتى في الخارج، لتحصل على سيطرة مطلقة و قمع كل مظاهر المجتمع المدني.وفي ما يتعلق بالشأن السوري وخطاب امين عام حزب الله في لبنان حسن نصر الله، كتب راجح الخوري في صحيفة النهار اللبنانية أن" نصر الله عندما يحذر الفلسطينيين من أن عودة قضيتهم الى الانظمة العربية تعني (ضياع هذه القضية)، فهذا دليل قاطع على أن ايران بدأت تتحسس فرضية خسارة (منبر) فلسطين والمقاومة الذي جعلها تقفز فوق العالم العربي لتتولى هذه المسألة القومية المهمة".وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وصف المسؤولين السوريين الثلاثة الذين قتلوا الاربعاء في انفجار استهدف مبنى الامن القومي في دمشق بأنهم (شهداء) و(رفاق سلاح) في المعركة مع اسرائيل.واعلن نصرالله أن الاسلحة التي كان يقاتل بها حزبه اسرائيل في حرب تموز/يوليو 2006 مصدرها سوريا ومن الصناعة العسكرية السورية.وقال نصرالله في خطاب نقل مباشرة على شاشات التلفزيون القاه في مهرجان اقامه حزبه لمناسبة الذكرى السادسة لحرب صيف 2006 بين حزب الله واسرائيل، إن "اسرائيل اليوم فرحة أن هناك اعمدة في الجيش العربي السوري تم استهدافهم وقتلهم".ووصف وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية ادارة الازمة السورية حسن توركماني الذين قتلوا في عملية التفجير بـ"الشهداء" و"رفاق سلاح ورفاق درب في طريق المواجهة مع العدو الاسرائيلي".وتابع: "إننا نفتقدهم ونتقدم من القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري بمشاعر المواساة، منددين بهذا الاستهداف الذي لا يخدم الا مصالح العدو".وقال نصرالله الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة، إن هؤلاء "القادة الشهداء" لهم "فضل كبير في حركات المقاومة" وبينها حزب الله.انقلاب جذري في مستقبل المواجهة الاستراتيجيةوحول العملية التي نسفت مكتب الامن القومي في دمشق وقتلت ابرز الرموز الامنية في نظام الاسد، يرى الخوري أن التفجير "يفتح الابواب على انقلاب جذري في مستقبل المواجهة الاستراتيجية التي تحكم الاقليم، وكذلك على التوازنات الدولية في هذه المنطقة الحساسة من العالم".وبحسب الخوري، فإن ما حصل "زلزال كبير ومنعطف اكبر في مسار الازمة السورية، وكذلك في التوازنات على المستوى الاقليمي والدولي، وهذا تحديداً كان محور النقاش "الفوري" بين باراك اوباما وفلاديمير بوتين ولو لم يتم الاعلان عن المحتوى، الذي انتهى بتأكيد الاتفاق على حل سياسي سريع ومراقبة مصير ترسانة الاسلحة الكيميائية الجرثومية التي يملكها النظام وهي من الأكبر في العالم، ولهذا اوفد اوباما امس احد اهم خبرائه الى اسرائيل للبحث في هذا الموضوع المقلق، وخصوصاً اذا انهار النظام كلياً وتسربت هذه الاسلحة الى القاعدة".وحول تداعيات التفجير اقليميًا، كتب الخوري: " إنه زلزال جعل بالتأكيد الارض السياسية تميد في موسكو، التي ترى الآن وبالعين المجردة أن الصفعة التي اصابتها في ليبيا قد تصيبها في سوريا رغم مكابرات بوتين ولافروف، وهو زلزال يضرب في عمق الحسابات السياسية الايرانية التي تكاد تخسر قاعدة الجسر الاستراتيجي السوري الذي ينقل نفوذها الى شواطئ المتوسط عبر "حزب الله" و"حماس". ومع انهيار قاعدة الجسر في سوريا سرعان ما قد ينهار جسر الرهان الايراني في العراق".