فضائية اشتراكية بتمويل ايراني في عدن والأردن يحصي الجهاديين في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بسام البدارين
الأخوة في اليمن الشقيق مهووسون هذه الأيام كغيرهم في العالم العربي بالحديث عن الفضائيات وتأثيرها في واقع اليوم مع إنتشار موجة مجنونة من محاولات الإختراق للمجتمع اليمني عبر محطات فضائية بدأت تتناسل وتتفقس بمعدلات إنتاج تفوق فيما يبدو معدلات إنتاج فقاسات البيض في أرياف عدن وصنعاء.
وأطرف ما سمعته وتوثقت منه هنا بعد التدقيق ببوصلة وإتجاهات محطات فضائية متعددة تحمل أسماء من طراز الساحات والضياء والمسار هو أن محطة محلية على الأقل ولدت وتعمل في مدينة عدن الجنوبية بكادر إشتراكي وتمويل إيراني.
طهران تستمر في إبهاري .. تخيلوا نظام الثورة الإسلامية المتشدد الذي يقول الأخوة السعوديون أنه يخطط لإبتلاعهم يدعم محطة فضائية في الجزء الإشتراكي من اليمن.
وإيران البراغماتية المدهشة يمكنها ببساطة إرتداء ثوب إشتراكي في مدينة يمنية حتى تستطيع مخاطبة أهلها فيما السعودية الشقيقة ترسل تمورا فاسدة لدعم إستقرار اليمن الشقيق.
طهران أيضا وراء محطات فضائية أخرى فقست في أنحاء مختلفة من اليمن السعيد، ومن نافلة القول بأن محطة إيرانية قوية شمالي البلاد وفي أعالي جبالها تستقر في أحضان الحوثيين الذين أقاموا فيما يبدو دولتهم المستقلة والصغيرة ولم يعد أحد يتحرش بهم.
جمهورية علي صالح
لكن الزملاء في الصحافة اليمنية يتحدثون بإعجاب عن محطة فضائية طازجة أيضا إسمها (اليمن اليوم) وهي محطة يدعمها فيما يبدو رجل محنك يرفض مغادرة صنعاء ويدير خيوط اللعبة فيها وإسمه علي عبدلله صالح ومحطته التي تثير الإعجاب بحكم إمكاناتها المالية تتميز بطبيعة الحال برؤيا نقدية للأحداث بسبب الإستعانة بفريق كبير من خبراء بي بي سي لتأسيسها وبرواتب تعتبر خيالية بالنسبة للزملاء المحليين.
'اليمن اليوم' بطبيعة الحال تخصص وقتا واضحا لتفنيد ما يرد على محطة الجزيرة فيما يقول الزملاء بأن ثلاثة مراسلين للجزيرة في اليمن يعملون (من منازلهم) عمليا وفي مساحات محصورة لا يستطيعون مغادرتها .. طبعا لا يستطيعون المغادرة ما دام علي عبدلله صالح جالسا في مقره وأمام دلات قهوته ومصرا على أنه لن يغادر صنعاء بنفس الإصرار على أن لا يدخل رئيس التوافق البديل لمكتبه القديم في القصر الجمهوري فصنعاء لا زالت مقسومة لمدينتين .. الأولى هي جمهورية علي صالح والثانية يصفها الزملاء بجمهورية علي محسن.
وما دامت صنعاء منقسمة على هذا النحو تستطيع فضائية إيران الإشتراكية اللعب بالساحة بحرية وإسترخاء فأهل مكة لم يعودوا أدرى بشعابها بل يتخصصون في خلع هذه الشعاب وطمرها.
دنيا تردح على الهواء
إلتقطت فضائية آل مخلوف المسماة دنيا المعلومة العابرة وفتحت الهواء لوصلة ردح طويلة الأمد ضد السلطات الأردنية وإتهمتها بإدخال المئات من العناصر الإرهابية إلى سوريا بهدف تقويض النظام.
كما يحصل في عراكات النسوان بالأفلام المصرية توعدت المحطة الفضائية السورية الحكومة الأردنية بالويل والثبور وعظائم الأمور لكنها تحدثت بحنان عن (شعبنا الأردني الوفي) حتى كادت تتغزل بالشعب الأردني الصابر المؤيد كله لنظام بشار الأسد.
ما تتحدث عنه دنيا هو ما نشرته صحيفة الشرق السعودية وهي تنقل عن (مصدر أمني أردني) قوله بأن ستة ألاف عنصر من تنظيم القاعدة دخلوا الأراضي السورية.
قصة مصدر أمني في بلادنا حمالة أوجه والمعلومة توحي بأن المصدر الأمني يملك معلومات مفصلة بشكل يضطر المراقب لطرح السؤال التالي: هل قام المصدر المذكور بتعداد أعضاء القاعدة الذين عبروا أم أنه شارك في إدخالهم فعلا كما توحي فضائية آل مخلوف؟
شخصيا لا أعتقد بأن قواعد الإشتباك القديم بين تنظيم القاعدة والدولة الأردنية تسمح بمثل هذه المجازفة أو المجاملة لكن من الواضح أن فضائية دنيا فتحت النار على الأردن بهدف إرهابه وحتى تبقى عمان في موقفها الحالي (المتوازن) ولا تفكر بأي عبث مع دمشق الجريحة.
بالنسبة لي وأجري على ألله لا أصدق الشرق ولا دنيا ولا حكاية المصدر الأمني الأردني وتصوري بأن سلطات عمان أغمضت العين عن بضعة سلفيين جهاديين يخططون لتفجير أنفسهم في سوريا وإيفاد هؤلاء للموت وراء الحدود سلوك ينطوي على حكمة بالنسبة لرجال الأمن الذين تخصصوا بإذلال وتعذيب الجهاديين وبدون مبرر فالسماح بعبورهم لسوريا عمليا يقصي الدليل والبرهان والشاهد على بعض ما يجري وراء القضبان.
وبكل الأحوال لا أتصور مصلحة للأردن بوجود آلاف العناصر من القاعدة في سوريا المجاورة والصديق المتخصص بمتابعة ملف الجهاديين سواء أكانوا من القاعدة أو غيرها محمد خلف الحديد يذكرني دوما بحقيقة مرة عندما يلفحني بالسؤال التالي: الأطراف التي تعذب السلفيين في الأردن وتؤذيهم وتطارد عائلاتهم ألا تفكر بردة فعل هؤلاء عندما يجبرون على المغادرة لسوريا فيمسكون سلاحا في دولة ستصبح قريبا فاشلة؟
أبو وضع مختلف
وعلى ذكر سوريا لا يمكن تفويت المقابلة التلفزيونية الأخيرة للرئيس السوري المختفي بشار الأسد والتي سجلت لصالح التلفزيون الألماني ..في هذه المقابلة وردت على لسان الرجل العبارة التالية (.. لا أخشى مصير القذافي ومبارك فأنا وضعي مختلف) .
فضولي يخبرني بأن على الرجل أن يوضح لنا نحن العرب كيف يختلف وضعه بصورة محددة؟.. قالها يوما الفنان عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين ساخرا من المرحوم أحمد زكي حيث كان يناديه (.. تعال إنت يا أبو وضع مختلف).
طبعا يحق للرئيس السوري أن يشعر بأن وضعه مختلف فسيف الإسلام القذافي أطل علينا يوما عبر شاشة الجماهيرية غير المأسوف على شبابها المقصوف وقال ما معناه (ليبيا ليست مصر وليست تونس ووضعها مختلف).
وأزعم أن محمد حسني مبارك لا زال يشعر بأن وضعه يختلف عن الأخرين وعلى الأرجح لا يوجد زعيم عربي من الذين لم يرحلوا بعد إلا ويشعر بأنه مختلف وبأن شعبه يحبه ويؤمن به .. تخيلوا معي المأساة ان سبب إصرار الرئيس السوري على أن وضعه مختلف المباشر هو يقينه بأن شعبه يؤمن به ويحبه.
لو كنت مكانه لما صدقت بأن ملايين السحيجة التي حشرها المساعدون الأوفياء يوما في الساحات العامة لتحيتي يمكن أن تتوقف فجأة عن حبي وتنقلب علي فالديكتاتور أصلا مفصوم ومفصول عن الواقع وهذا يفسر إلى حد بعيد عبارة من نوع (أنا وضعي مختلف) .