جريدة الجرائد

عقلاء سوريا ومجانين لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

احمد عياش


أذكر في العام 1984 أني كنت في مهمة صحافية في سوريا وعلى موعد مع العماد مصطفى طلاس لاجراء مقابلة تطلعت أن أفوز فيها بسبق تسجيل مواقف من كان أحد أركان نظام الرئيس حافظ الأسد في الشؤون العسكرية. وفوجئت انه أراد اللقاء في منزله بدمشق وليس في مكتبه في وزارة الدفاع. وبدلاً من أن تمضي الأمور في اتجاه اجراء حديث يتناول مسائل السلم والحرب بعد اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982 أخذ طلاس الكلام نحو هواية التصوير التي يتمتع بها وعرض أمامي مجموعة آلات تصوير. وانتهى اللقاء يومذاك بأن أهداني كتابه الأنيق المؤلف من مجلدين والذي يحمل عنوان "ورد الشام". وكلما عدت الى هذا الكتاب أجد فيه مرجعاً علمياً لورود الشام ومعها لبنان وسائر منطقة الشرق الاوسط. لكن ما يشد الانتباه الى الكتاب اليوم حديثه عن "مواسم الزهر طوال السنة"، كما يقول طلاس عن حمص مسقط رأسه حيث "كانت معظم مراجعاتي لدروسي تتم تحت ظلال الزيزفون بجوار سور المشتل الزراعي من الناحية الشمالية من حمص على طريق الرستن". كل اسماء اماكن ورد الشام في الكتاب هي اليوم أسماء الخراب الذي الحقه بشار الأسد في كل انحاء سوريا.
من يستمع هذه الايام الى ما يقوله عبد الحليم خدام يوم كان وزيراً لخارجية سوريا في الثمانينات ايضاً ثم ليصبح بعد ذلك نائباً لرئيس الجمهورية أي حافظ الأسد، ثم يقرأ كتابه "التحالف السوري الايراني والمنطقة" الصادر قبل عامين يجد ان الرجل من طينة قول الاشياء كما هي فلا ينكر خطأ ولا يقلل صواباً في عهد الأسد الأب.
في لبنان، يطل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في احتفال حرب تموز 2006 ليشيد بسوريا بشار الأسد لا سوريا خدام. وكأن الاخير الذي أمضى عقوداً في ادارة ملفات سوريا الخارجية المتعلقة بلبنان وفلسطين والخليج وايران هو عابر سبيل لا يرتقي الى النظام الذي ربط نصرالله مصيره حالياً به. ومثل نصرالله، النائب ميشال عون الذي محا من تاريخه زمناً طويلاً من العداء لسوريا في عهد الأسد الأب ومن ثم في القسم الأول من عهد الأسد الابن بين عامي 2000 و2005 ليصبح اليوم مدافعاً عن نظام يمارس أبشع أنواع الظلم بحق شعبه. فيكرر بذلك سيرته مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما كان عون حليفاً له في زمن التحولات التي أطاحت بديكتاتور العراق لاحقاً.
الفارق بين طلاس وخدام من جهة وبين نصرالله وعون من جهة أخرى، ان معدن الرجال هو فارق جوهري. فعلى رغم العواصف التي تهب على سوريا اليوم لا ينزلق رجالاتها في حقبة حافظ الأسد الى درك المهاترات. في حين أن رجالات زمن الوصاية السورية، على غرار نصرالله وعون يسابقان الطاغية في التعبير عن تبعيتهما له ومساندة بطشه لشعبه. إذا عاد للشام وردها لا بد للبنان من أن يتخلص من أشواكه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
طائفية حتى المقالات
عمر -

كل سوري يعرف تمام المعرفة ما حجم الفساد الذي قدمه كل من طلاس وخدام ولكن للأسف الموضوع طائفي. الآن أصبحوا ورود الشام .بعض المحللين مثل صاحب المقال يعتقدون أن الثورة السورية قامت فقط لتتخلص من مستبد لتأتي بمستبد لكن من طائفتها..

طائفية حتى المقالات
عمر -

كل سوري يعرف تمام المعرفة ما حجم الفساد الذي قدمه كل من طلاس وخدام ولكن للأسف الموضوع طائفي. الآن أصبحوا ورود الشام .بعض المحللين مثل صاحب المقال يعتقدون أن الثورة السورية قامت فقط لتتخلص من مستبد لتأتي بمستبد لكن من طائفتها..

مقالة رائعة يا رقم 1 .
لبنانية -

الى المعلق رقم واحد . هل هذا ما فهمته من مقالة الكاتب؟ هو يقصد مجانين لبنان اي حسن وعون , بمعنى انه رغم ان طلاس وخدام كانا من اركان النظام لكنهم فهموا اجرام هذا النظام بل اجرام عائلة الاسد وتركهوهم ولم يمنعهم خوضهم 40 سنة في النظام وبعثه من ان يتكابروا على قول الحق اخيرا , اما حسون وعون المجنون فهم رغم عنادهم وتقلبتاهم وكونهم كل واحد منهم من خلفية شكل يتعامون عن الحق بل يجزون في انفسهم ولبنان وراء مجرمين . هذا ما يفهم من المقالة وليس الطائفة او بطولة لخدام او طلاس وانما قول الحق . واضيف انا اعرف الحق تعرف الرجال وليس العكس. فعسى ان يستفيق حسن وعون من ثباتهما الغير منصف بحقهم وحق لبنان ولا تفرق معنا ان فاقوا او لم يفيقوا لان كلمة الشعوب الحرة هي القرار ودوام الحال من المحال فكل الدكتارويين زائلون .

مقالة رائعة يا رقم 1 .
لبنانية -

الى المعلق رقم واحد . هل هذا ما فهمته من مقالة الكاتب؟ هو يقصد مجانين لبنان اي حسن وعون , بمعنى انه رغم ان طلاس وخدام كانا من اركان النظام لكنهم فهموا اجرام هذا النظام بل اجرام عائلة الاسد وتركهوهم ولم يمنعهم خوضهم 40 سنة في النظام وبعثه من ان يتكابروا على قول الحق اخيرا , اما حسون وعون المجنون فهم رغم عنادهم وتقلبتاهم وكونهم كل واحد منهم من خلفية شكل يتعامون عن الحق بل يجزون في انفسهم ولبنان وراء مجرمين . هذا ما يفهم من المقالة وليس الطائفة او بطولة لخدام او طلاس وانما قول الحق . واضيف انا اعرف الحق تعرف الرجال وليس العكس. فعسى ان يستفيق حسن وعون من ثباتهما الغير منصف بحقهم وحق لبنان ولا تفرق معنا ان فاقوا او لم يفيقوا لان كلمة الشعوب الحرة هي القرار ودوام الحال من المحال فكل الدكتارويين زائلون .