معركة حلب أم معركة سقوط النظام؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
علي حماده
في الايام الأولى لبدء معركة حلب، وصفها إعلام النظام في سوريا بأنها معركة النظام، وأصر على تشبيهها بمعركة دمشق التي استطاعت فيها قواته ان تحاصر الاحياء المنتفضة وتجبر الجيش الحر على الانسحاب. وفي هذه الأثناء قام وزير خارجية بشار الاسد وليد المعلم بزيارة لطهران خرج بعدها وبجانبه وزير الخارجية الايراني ليصرّح بأن بلاده تتعرض لـ"مؤامرة كونية" وان النظام سينتصر على الاعداء. ثم توالت تطمينات من النظام الى الحلفاء، او قل الايتام في لبنان، بأن حلب ستكون ضربة كبيرة للثورة و"الجيش الحر". مرّت الايام وسقطت فيها أكثر من نصف احياء حلب بيد "الجيش الحر"، وذلك بسهولة غريبة بعض الشيء، وخصوصاً اذا ما عرفنا ان بشار كان يعتبر منذ الايام الاولى للثورة أن حلب هي نقطة قوته الأساسية، وان تحالفه مع بورجوازية المدينة وعصابات الشبيحة والتهريب والمخدرات في هذه المنطقة كفيلة بمحاصرة اي حراك ثوري. ولذلك شهدنا طوال الأشهر الماضية اقتصار الحراك على المدينة الجامعية حيث الطلاب من كل ارجاء محافظة حلب والشمال السوري، والذين أبقوا على شعلة الثورة في أصعب ظروف وفي مناخات صعبة جداً. افتخر بشار بأن حلب بيده، واليوم يعيش مرحلة فقدان حلب برمتها. ومع انه يحشد لمعركة كبيرة في مقبل الساعات والايام، فإن حلب كشفت الكثير من مواطن ضعف النظام، وبيّنت حقيقة ان البيئة التي توهم النظام انها تواليه ولن تتزحزح هي متحركة بل متغيرة الى حد بعيد. ولعل أهم ما كشفته حلب يتلخص بحقيقة انه لو قيض لـ"الجيش الحر" الحصول على تسليح متطور مضاد للدبابات وللطائرات على علو منخفض، لانتهت المعركة اليوم قبل الغد. ولكن يبدو ان الضؤ الأخضر لم يصدر بعد الى الجهات المعنية برفع مستوى تسليح "الجيش الحر" الذي يستمد ٩٩ في المئة من سلاحه من غنائم المعارك التي يخوضها ضد جيش بشار. لذا عندما قالت مصادر فريق المراقبين الدوليين بالأمس إن "الجيش الحر" يمتلك في حلب دبابات واسلحة ثقيلة كنا تمنينا لو زادت بالتوضيح ان هذه غنائم المعارك. لقد وصف النظام معركة حلب بأنها أم المعارك وانها ستكون فاصلة. وفي المقابل، بدا الثوار محافظين في توقعاتهم مخافة ان يكرروا مناخات التفاؤل المبالغ فيها كالتي اشاعوها خلال معركة دمشق الأولى إثر تفجير مقر الامن القومي و قتل جنرالات بشار. ولكن النظام عاد وخفض منسوب التفاؤل بالتخلي عن وصف ام المعارك، بالرغم من كلام وليد المعلم. واللافت جدا ما حدث البارحة لمناسبة عيد الجيش في سوريا حيث لم يجر اي احتفال، ولو رمزياً، بالمناسبة، كما لم يوجه بشار كلمة مباشرة عبر اي وسيلة اعلامية اساسية، بل اقتصر الأمر على "أمر اليوم" الذي نشر في مجلة الجيش، وتحدث فيه عن "الاعداء في الظهر". وهذا تحديداً ما يكشف حال النظام راهناً وقد تخلّى عن مظاهر المكابرة والنكران.
بالأمس غرقت شبكة "تويتر" بهذه التغريدة: "ليست معركة حلب، بل معركة اسقاط النظام"!
فهل تصدق تغريدات انصار الثورة؟