جريدة الجرائد

الاخضر الابراهيمي والاكتئاب العربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد صالح المسفر

(1) اكتب هذه المقالة وعيني وقلبي علي مصر العزيزة وما قد يحدث فيها من تغيرات سياسية جوهرية لا يعرف عواقبها الا الله عزوجل. اكتب هذه المقالة وقلبي وعقلي معلقان بما يحدث في سورية الحبيبة ولا ناصر لشعبها من العرب والمسلمين سوى بيانات وتصريحات لا تنقذ انسانا ولا تعينه على مواجهة من اراد به سوءا. اكتب قبل ان يجتمع ملوك وامراء ورؤساء العالم الاسلامي في مكة المكرمة بموجب دعوة الملك عبد الله ال سعود. اتوقع ان يصدر بيان ختامي يطالب بانتقال السلطة سلميا، وارسال ادوية ومعونات انسانية للاجئين السوريين. الا يبعث ذلك على الاكتئاب؟ !

( 2 )

نحن العرب حاربنا الشيوعية باسم الاسلام في اسيا وهزمناهم في افغانستان بالمال والرجال والسلاح الامريكي، وافشلنا خططهم في ايطاليا وبولندا والكاريبي وافريقيا ايضا، حاربنا القومية العربية بالمال والسلاح في كل ارجاء الوطن العربي باسم الاسلام. حاربنا الوحدة العربية بين مصر وسورية والوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق باسم الاسلام واسقطنا الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن رغم هاشميته .
اليوم نحارب الاسلام بكل مدارسه الفكرية بالمال العربي الاسلامي وبالسلاح والتوجيه الامريكي تحت ذريعة محاربة الارهاب دون ان نتفق على تحديد مفهوم لمصطلح الارهاب. سؤالنا اليست الصهيونية فكرا وسلوكا وتنظيما حركة ارهابية توسعية يجب محاربتها على كل الصعد فلماذا لا تحارب؟ اليس اليمين المتطرف المتصاعد في امريكا واوروبا تنظيمات ارهابية يجب مواجهتها والحد من نفوذها كي لا تحرق العالم بحروب في كل اتجاه؟ اليست الرأسمالية نظام ارهاب اقتصادي تنهب اموال الشعوب بطرائق متعددة منها اسعار الفائدة والرهن العقاري والتلاعب بسعر العملات والاسهم وغير ذلك الا يبعث ذلك على الاكتئاب عند الانسان العربي لانه تضرر اكثر من غيره؟

( 3 )

سورية الحبيبة تسبح في بحر من دماء ابنائها يقتلون تارة باسم الوحدة الوطنية والممانعة والمقاومة فلا مانعوا ولا قاوموا عدوا الا مقاومة طالبي الكرامة والحرية والعتق من الاستبداد والاستعباد، واخرون يقاتلون باسم الاسلام وفي كلتا الحالتين القاتل والمقتول من المسلمين. الا يبعث ذلك على الاكتئاب والانعزال ؟! هل رأيتم يا عرب حاكما غربيا كان او افريقيا او اسيويا يدمر مدن بلاده ومؤسساتها ويقتل الشعب دون تمييز من اجل ان يحكم كما يفعل اليوم البغاة الظالمون حكام دمشق باهل الشام وكل ذلك من اجل حماية الوطن، واي حماية يقصدون ؟!

( 4 )

مصر العزيزة حدث فيها ثورة شعبية وفرح الشعب بانجازه العظيم في اسقاط نظام الفساد والاستبداد، ولكن اختل التوازن وراح الكل يشكك في الكل وكأن مصر ليس فيها رجال يقدرون على انتشالها من براثن الفساد والاستبداد والتبعية واصبحت مصر في حالة 'هوجة' كما يقول اهل مصر والانكى والاشد مرارة ولم تكن مسبوقة في تاريخ مصر ان يتطاول البعض على رئيس الجمهورية بالتسفيه والتحقير وبكل البذاءة وحتى زوجته الطاهرة لم تسلم من احقادهم وفي كل وسائل الاعلام المختلفة الى الحد الذي ظهرشخص على احدى الشاشات التلفزيونية المصرية وباسم الحرية والديمقراطية يقول متحديا الرئيس محمد مرسي 'اذا كان عندك قوة انا ايضا عندي قوة ساجيبك الارض' وكلام اخر استحي من ذكره الا يبعث ذلك على الاكتئاب!

(5)

الاخضر الابراهيمي وزير خارجية الجزائر الاسبق واول سفير للثورة الجزائرية في مصر ضاعف الاكتئاب عند المواطن العربي بقبوله ان يكون مندوب الجامعة العربية والامم المتحدة في الشأن السوري الدامي، كانت صفحة تاريخه السياسي مشرفة الى ان لطخ تلك الصفحة بالسواد عندما كان وسيطا امميا في العراق بعد الاحتلال الامريكي2003 وجاء بفكرة مجلس الحكم ومزق وحدة العراق بزرعه بذور الطائفية وتأصيلها في الحياة السياسية العراقية واليوم يكلف بالملف السوري فما عساه ان يقدم لاعداء هذه الامة من خدمات في مجال التفتيت والتجزئة للقطر السوري الشقيق. اني اعرف الاستاذ الاخضر واحترمه واعرف سعة اطلاعه وعظيم ثقافته لكني صدمت واكتأبت عندما سمعت ذلك النبأ المشؤوم.
انني اناشد ذلك العملاق الجزائري الاخضر الابراهيمي رفض التكليف بهذه المهمة، انه وحل متسخ يا سيدي الاخضر. انك تطرق ابواب العقد الثامن من العمر وعليك ان تكتب مذكراتك لتستفيد منها الاجيال القادمة. ان الله وسع عليك في رزقك ولست في حاجة الى وظيفة في هذا العمر ولا تنقصك النجومية فقد حصدتها. اذا اصررت على القبول بالمنصب فاني ادعوك قبل ممارسة المهام ان تشترط شرطين لا ثالث لهما وقف اطلاق النار في سورية والاعداد لانتقال السلطة سلميا الى الشعب الثائر من اجل الكرامة والحرية وان يُجمع مجلس الامن على ذلك. انني لا اريد لك ايها العزيز ان تفشل ولا اريدك ان تكون شريكا في تفتيت وحدة القطر السوري الشقيق .
فهل تستبين النصح قبل ضحى الغد؟ ارجو ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف