سباق بين الديبلوماسية والخطف العشوائي : ملامح إيجابية حول مصير المخطوفين الـ11
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت
سابقت الجهود الديبلوماسية الكثيفة التي برزت في الساعات الاخيرة من اجل إحداث ثغرة في قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 على الحدود السورية - التركية التعقيدات الخطيرة في موجة الخطف التي شهدتها مناطق لبنانية في الايام الاخيرة منذرة بتفاقم مضاعفات هذه الظاهرة.
ولعل ما زاد خطورة الموقف ان الخطف "المنظم" على "الهوية السورية" والذي اتسع ليشمل تركيين في الايام السابقة، تحول الى خطف عشوائي متفلت مع خطف ثلاثة سوريين على طريق المطار واثنين في الشويفات لم تعرف الجهات التي تولت خطفهم، ثم اطلق الثلاثة بعد تعرضهم للسلب.
ومع ذلك فان مؤشرات توحي بايجابيات في شأن المخطوفين اللبنانيين الـ11 برزت امس اولا عبر تبلغ المراجع اللبنانية من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المخطوفين هم بخير ولا صحة لما تردد عن مصير بعضهم أخيراً.
والأهم من ذلك ان زيارة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لتركيا امس حملت معالم ايجابية وكانت "مفيدة ومثمرة" على ما اوضحت المعلومات التي رشحت عن الزيارة.
وقالت أوساط الوزير شربل ليلا لـ"النهار" أنه عاد من أنقرة "بنفحة تفاؤل كبيرة" وان اجواء ايجابية سيكشفها بعد اطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأعضاء اللجنة الوزارية المكلفة حل قضية المخطوفين على مضمون المحادثات التي اجراها مع الجانب التركي. وكشفت هذه الاوساط ان شربل قد يقوم بزيارة أخرى وشيكة لتركيا. كما افادت الاوساط نفسها ان محادثات شربل مع المسؤولين الاتراك الذين التقاهم لم تتطرق ابداً الى ما ذكر عن اشتراط الجانب التركي تسليم مخطوفيه في لبنان أولاً، ولم يتناول البحث اصلاً وضع المخطوفين التركيين.
ولكن مصير هذين المخطوفين كان محور جولة قام بها السفير التركي في بيروت اينان اوزيلديز امس على رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور. كما تلقى بري اتصالاً من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في هذا الخصوص. وقال بري لاوغلو، كما علمت "النهار": "نحن نقوم بالجهود المطلوبة في هذا الشأن".
وتلقى الرئيسان سليمان وبري اتصالين من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد فيهما ان المخطوفين اللبنانيين الـ11 هم أحياء وبخير.
وقد علمت "النهار" ان لقاء وصف بأنه "غير ودي" عقد قبل يومين بين السفير التركي ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان. ولكن السفير التركي قطع اجازته وتوجه من المطار الى مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على طريق المطار والتقى الشيخ قبلان لفترة وجيزة. وإذ أكد قبلان رفضه لعمليات الخطف ذكر بخطف اللبنانيين الـ11 في سوريا والمطالب اللبنانية من تركيا للمساعدة على اطلاقهم. ورد السفير ان اللبنانيين الـ11 ليسوا في تركيا. وذكر ان نقاشاً غير هادئ ساد اللقاء القصير بينهما.
سليمان في الديمان
في غضون ذلك عقدت امس خلوة مطولة بين الرئيس سليمان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الديمان على هامش الاحتفال الذي اقيم في الصرح البطريركي الصيفي باطلاق المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. واذ أكد سليمان على الأثر انه تبلّغ من وزير الخارجية الفرنسي عقب زيارته لتركيا ان المخطوفين بحالة جيدة. اعلن انه "مهما تكاثرت الاضطرابات لن اسمح بحصول الفتنة في لبنان". وسأل "لماذا نسعى الى اشعال بلدنا وجعله فدية او ضحية على مذبح الربيع العربي"؟ وفي ما يتعلق بقوله انه ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الاسد في شأن قضية الوزير السابق ميشال سماحة قال سليمان "عندما حصل اتهام سوري لـ33 شخصية لبنانية سارعت واتصلت بالرئيس الاسد للاستعلام عن الموضوع. واليوم هناك اتهام لبناني بحق مسؤول سوري (اللواء علي مملوك) وأنا انتظر من الرئيس السوري ان يشرح لي الوضع وان شاء الله يتحقق هذا الاتصال".
ميقاتي
وبدوره اعتبر الرئيس ميقاتي ان "ما شهدناه في الايام الاخيرة من مظاهر اعادنا بالذاكرة الى سنوات الحرب الأليمة التي اعتبر اللبنانيون انهم طووا صفحتها في اتفاق الطائف". وأكد انه "من غير الجائز ان يشارك احد عن قصد او غير قصد في محاولة هدم البنيان الوطني عبر خيارات سياسية حيناً او ممارسات احيانا تزيد الانقسام والشرذمة". واذ اكد "تفهمه حال الغضب والانفعال حيال خطف مواطنين لبنانيين اعزاء في سوريا" الا انه لم ير "ما يبرر ويجيز ارتكاب التجاوزات الفاضحة لسلطة الدولة والقانون التي حصلت ولا سيما أعمال الخطف والاخلال بالأمن وتهديد سلامة العابرين على الطرق".
التعليقات
وديّة ولا وديّة سماحته
مواطن لبناني -ترى هل سماحة الشيخ قبلان يشاطر الاجنحة العسكرية لقبائل لبنان رأيها حول تورّط الأتراك وربّما الخليجيين... في الخطف المدان للمحتجزين في سوريا؟ إذا كان الأمر هكذا، فهذا يعني أنّ وباء "تهافت العقل" كي لا أقول وباء "الجنون" قد استحكم استحكاماً لا مثيل له في الشعب اللبناني من صغار القوم إلى كبارهم. وفي هذه الحالة، ينبغي للبعثات الأجنبية مغادرته فوراً، تلافياً لانتقال العدوى. أيّ عاقلٍ سيصدّق يا ناس تورّط، أو حتى مجرّد اكتراث تركيا لخطف مجموعة من مساكين القوم!؟ وما هو المكسب التكتيكي والاستراتيجي الذي ستجنيه تركيا ودول الخليج من هؤلاء المحتجزين المساكين؟؟!، إلا إذا كانوا بالصدفة من حملة أسرار القنبلة النووية الإيرانية!؟ من الواضح أنّه لا ناقة ولا جمل لا للأتراك ولا للخليجيين ولا لسعد الحريري ولا لجحا ولا لأولاده بهذا الاحتجاز المدان. ولكن بالمقابل، فإنّ خطف التركيَيْن عابرَي السبيل في بيروت من جانب رعاع وقطاع طرق محسوبين للأسف على الطائفة الشيعية الكريمة يبدو ابتزازيّاً وإجراميّاً، ويهدّد علاقة الصداقة والمصالح الاقتصادية المشتركة القائمة بين لبنان وتركيا، وتبدو في ذلك المسؤولية واضحة على لبنان وقبائله، وبالتالي فـ "وديّة" سماحته مطلوبة لترطيب الأجواء وتدارك ردّات الفعل على الجريمة المرتكبة من جانب هذه القبائل الضالّة! والسؤال المطروح على سماحته: أليس المتسبّب في كل هذه المشاكل هم من يحاولون وضع الطائفة الشيعية الكريمة في مواجهة الثورة السورية وفي حالة عداء، لنقل، مع فئةٍ - مهما ضؤلت- من الشعب السوري. أليس الأجدى لسماحته ألا يكون "وديّاً" مع هؤلاء تحديدا، فهؤلاء هم الذين يورّطون الطائفة الكريمة وليس الاتراك وغيرهم...
وديّة ولا وديّة سماحته
مواطن لبناني -ترى هل سماحة الشيخ قبلان يشاطر الاجنحة العسكرية لقبائل لبنان رأيها حول تورّط الأتراك وربّما الخليجيين... في الخطف المدان للمحتجزين في سوريا؟ إذا كان الأمر هكذا، فهذا يعني أنّ وباء "تهافت العقل" كي لا أقول وباء "الجنون" قد استحكم استحكاماً لا مثيل له في الشعب اللبناني من صغار القوم إلى كبارهم. وفي هذه الحالة، ينبغي للبعثات الأجنبية مغادرته فوراً، تلافياً لانتقال العدوى. أيّ عاقلٍ سيصدّق يا ناس تورّط، أو حتى مجرّد اكتراث تركيا لخطف مجموعة من مساكين القوم!؟ وما هو المكسب التكتيكي والاستراتيجي الذي ستجنيه تركيا ودول الخليج من هؤلاء المحتجزين المساكين؟؟!، إلا إذا كانوا بالصدفة من حملة أسرار القنبلة النووية الإيرانية!؟ من الواضح أنّه لا ناقة ولا جمل لا للأتراك ولا للخليجيين ولا لسعد الحريري ولا لجحا ولا لأولاده بهذا الاحتجاز المدان. ولكن بالمقابل، فإنّ خطف التركيَيْن عابرَي السبيل في بيروت من جانب رعاع وقطاع طرق محسوبين للأسف على الطائفة الشيعية الكريمة يبدو ابتزازيّاً وإجراميّاً، ويهدّد علاقة الصداقة والمصالح الاقتصادية المشتركة القائمة بين لبنان وتركيا، وتبدو في ذلك المسؤولية واضحة على لبنان وقبائله، وبالتالي فـ "وديّة" سماحته مطلوبة لترطيب الأجواء وتدارك ردّات الفعل على الجريمة المرتكبة من جانب هذه القبائل الضالّة! والسؤال المطروح على سماحته: أليس المتسبّب في كل هذه المشاكل هم من يحاولون وضع الطائفة الشيعية الكريمة في مواجهة الثورة السورية وفي حالة عداء، لنقل، مع فئةٍ - مهما ضؤلت- من الشعب السوري. أليس الأجدى لسماحته ألا يكون "وديّاً" مع هؤلاء تحديدا، فهؤلاء هم الذين يورّطون الطائفة الكريمة وليس الاتراك وغيرهم...