جريدة الجرائد

بغداد: تهاني الزعماء بالعيد سبقها التحذير من خطر الفتنة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بغداد

غلب التحذير من المخاطر الداخلية والإقليمية ومن الفتنة على التهاني في كلمات المسؤولين العراقيين بعيد الفطر، فيما تحولت دعوة رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى لقاء المتخاصمين إلى ما يشبه الفرصة الأخيرة لتحقيق توافق صعب المنال.

وكان طالباني دعا في كلمة في مناسبة العيد إلى "عقد مؤتمر وطني ووقف الحملات الإعلامية والابتعاد عن الخطابات المتشنجة". وقال إن التفاهمات الجديدة يجب أن تتم على "أسس صلبة" وليس على توافقات "هشة"، محذراً من "مخاطر الفتن" التي تحيق بالعراق، في إشارة إلى فشل مؤتمرات سابقة في تحقيق التوافق.

وعلى رغم استجابة الأطراف السياسية دعوة طالباني إلى اللقاء، إلا أن التفاؤل بإمكان التوصل إلى حلول بدا حذراً.

وجاء تحذير زعيم "المجلس الأعلى" عمار الحكيم امس من "خطر الأيام المقلبة"، وسط أجواء من القلق من طبيعة الصراع الداخلي وتأثره بالتطورات الإقليمية.

وقال الحكيم إن "مشروع الأمة الذي تعبد طريقه بدماء الشهداء في خطر(....) علينا أن نحافظ على مشروع الدولة، وذلك لا يكون إلا بوحدتنا وتماسكنا والحرص على وحدة الأمة". وأضاف أن "التحدي المقبل يمثل خطراً على الجميع ويخطئ من يعتقد بأن هذا التحدي يستهدف تياراً أو فئة، إنما هو خطر كبير يغطي كل مساحة الوطن من دون استثناء. إن التفرق سر ضعفنا والتنازع باب الفشل".

وجدد الحكيم دعمه "مبادرة الإصلاح التي تبناها التحالف الوطني برعاية رئيس الجمهورية جلال طالباني". وأعرب عن أمله بأن "نشهد خلال أيام ما بعد العيد حراكاً كثيفاً في الاتصالات بين القادة ليقدموا حلاً حاسماً للأزمة".

إلى ذلك، انطلق زعيم كتلة "التحالف الوطني" الشيعية إبراهيم الجعفري من التحديات الداخلية للتحذير من أن "تتحول حركة الشعوب إلى اصطفافات قومية أو طائفية لأن الزلزال عندما يضرب يهز الجميع من دون استثناء".

وأضاف في رسالة تهنئة في مناسبة العيد أن الوقت حان "لتجاوز الأزمة التي تهدّد سلامة العراق، وتحاول الحفر في جدار وحدته، وتسعى إلى زرع بذور الفرقة في حقول الصف الوطني المتراصّ".

وكان رئيس البرلمان أسامة النجيفي قال في بيان قبل أيام إن "ما يجري في عمقنا العربي والإسلامي اليوم يستدعي التوقف والانتباه والحذر من التقسيم والتفتيت والاحتراب المذهبي والعرقي".

وكانت الأزمة السياسية وصلت ذروتها بإعلان كتل "العراقية" و"التحالف الكردستاني" و"تيار الصدر" نيتها حجب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن الأخير اعتبر الحملة لإسقاطه مرتبطة بـ"إرادات خارجية" وحذر في المقابل من تحولها إلى "فتنة داخلية".

وشهدت الأزمة حلحلة نسبية مع إعلان الأحزاب الشيعية ورقة إصلاح تتناول المشاكل السياسية والقانونية، مؤكدة أنها نالت قبولاً لدى الأطراف الأخرى، وأنها في انتظار عودة طالباني إلى بغداد لعقد اجتماع للقوى. ويضغط الاضطراب الأمني في العراق على الأطراف السياسية لتلافي تحول الهجمات التي تبنى تنظيم "القاعدة" معظمها أخيراً إلى "فتنة داخلية".

ومصطلح "الفتنة" الذي تخلل خطب الزعماء العراقيين أخيراً، استخدمه المالكي في معرض إدانته محاولة اغتيال رئيس هيئة إفتاء أهل السنة الشيخ مهدي الصميدعي أول من امس بالتأكيد أنها "حلقة أخرى في مخطط واحد لهؤلاء القتلة، انهم يستهدفون الأبرياء ضمن أهداف مختارة لنشر الفتنة وإسكات أي صوت وطني معتدل".

والصميدعي الذي عاد إلى العراق منذ اقل من عام في إطار مشروع اطلقه المالكي للمصالحة مع زعماء الطائفة السنية لمواجهة "القائمة العراقية"، أكد في مناسبات مختلفة رفضه مشاريع الأقاليم ودعمه الحكومة. وهذا الموقف سمح بعودة مشعان الجبوري، وهو احد معارضي المالكي وقد نجح في إسقاط تهم بالإرهاب أو الفساد عنه، وأطلق تصريحات يهاجم فيها قادة "العراقية" و"الأكراد".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف