جريدة الجرائد

«جنة» البعث

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبده وازن


الإثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٢كان ألبير كامو يعبّر، أمام صورة طفل ميت، عن خيبته في الإجابة على السؤال الذي يطرحه موت الأطفال. هذا "الجرح" الميتافيزيقي آلم أيضاً دوستويفسكي الذي ظل عاجزاً عن فهم مغزى هذا الموت الملائكي الذي يخفي في صميمه بعداً مأسوياً. كيف سيحاكم الأطفالُ العالم، إذا هم قضوا في أوج طفولتهم؟ كيف لبراءتهم أن تفضح الشرور المتآكلة إذا هي سقطت مضرّجة بدمها الأبيض؟ أما "ملكوت السماوات" فهل يدخله الأطفال مقتولين أو مذبوحين؟ هل يدخلون الجنة بجروحهم وأشلائهم وصرخاتهم المكتومة ؟

كان مشهد الأطفال في مجزرة داريا السورية رهيباً، شديد الرهبة، مثله مثل سائر المشاهد التي تتوالى منذ اندلعت ثورة الشعب السوريّ. لكنّ المرارة إزاء هذا المشهد الأخير كانت حارقة. لم يكن من معنى للتألّم والتأوّه، فاقت المأساة الحدود القدرية المرسومة لها. لم يكن من معنى لإغماض العينين أو الإشاحة بهما عن الجثث المعذبة. كانت الكارثة أشدّ هولاً من الكوارث السابقة. أو هكذا ظننت. أطفال لا يحصى لهم عدد، لفّوهم بما تيسّر من أكفان أو شراشف، حفروا لهم ما يشبه ساقية ماء طويلة، ووزّعوهم جثة جثة. وعندما راحوا يجمعونهم بُعيد المجزرة، بدا المشهد "أبوكاليبسياً"، مهولاً بدمويته: أشلاء أطفال، أيد وأرجل مقطوعة، ثياب وأحذية مبعثرة، بقايا منزل أو بقايا عالم والدم ينتشر كالغبار، غبار أحمر...

لا أعتقد أن وحشية القتل الاسرائيلي بلغت مثل هذا الحجم أو الرعب. القتل "التوراتي" قد يبدو أشدّ رحمة أمام القتل "البعثي" السوري. حتى مقتلة الأطفال التي ارتكبتها اسرائيل في بلدة قانا لم تكن في هذه الحدّة. الاسرائيليون يقتلون الأطفال العرب خوفاً من مستقبل هؤلاء الاطفال. "البعث" السوري يقتل الأطفال خوفاً منهم، ماضياً، والآن وغداً. هذا ليس قتلاً للقتل كما تفعل اسرائيل، هذا قتل متعمّد، قتل للترويع، قتل من أجل "البعث"، بعث الأطفال من حطام العالم، بعثهم الى المقابر والى هاوية ذاكرة الحياة.

حملت الفتاة الصغيرة "أسماء" لافتة بيضاء في تظاهرة شهدتها بلدة داريا السورية، على اللافتة كتبت: "انصر يا ربّ الجيش الحر قبل أن يأتي دوري في الموت". لم تمضِ بضعة أيام حتى سقطت "أسماء" في مجزرة داريا. نقلت الكاميرات صورتها راقدة بين الخرائب، على وجهها ابتسامة ملؤها الأسى، عيناها المفتوحتان اللتان تنظران الى السماء كانتا تخفيان الكثير من العتب. لم تقرأ السماء ما كتبت "أسماء" على لافتتها، لعلّ السماء لا تقرأ مثل هذه الرسائل، لعلّها كانت ملبّدة بغيوم الموت فلم تبصر.

يخشى "البعث" السوري وجوه الأطفال وما يرتسم عليها، فيحرقها ويمزّقها. يخاف هذا "البعث" عيون الأطفال وما تخفي في عمقها، فيطفئها. يخاف "البعث" صراخ الأطفال فينزع حناجرهم... لأنهم المستقبل يقتلهم، لأنهم الماضي يقتلهم، لأنهم أبرياء وبسطاء وأنقياء يقتلهم، لأنهم سيحاكمونه في محكمة القدر، يقتلهم. بلا رحمة ولا رأفة ولا حسرة...

لا أدري مَن قال إن الجرح على وجه الطفل يزيّنه... فعلاً رأينا وجوه الأطفال كأنها مزيّنة بالجروح... كأنها وجوه في لحظة جنازتها، في لحظة زفّها الى السماء. إنهم الأطفال الذين لم يتسنّ لهم أن يكبروا ليعودوا كالأطفال ويدخلوا ملكوتهم. قتلهم "البعث" السوري قبل أن يدركوا ماذا تعني الحياة، جعلهم يسبقون أنفسهم الى الملكوت.

قد لا يجدي الكلام أمام مشاهد الأطفال المقتولين. حتى الشعر المأسوي لا يجدي. حتى الرثاء. حتى الدمع وإن انهمر كالمطر. الصمت، وحده الصمت. الصمت الأعمق من صرخة، الأشدّ فتكاً من صرخة، الأشدّ حدّة من صرخة. الصمت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليس البعث
bably88 -

عجيب امر الكاتب وكان البعث كتب منهاجه المركزي على قتل الاطفال وبهذه السذاجه الكامله يريد ان يمرر كل كلامه للمره المليون ليس البعث من يحكم سوريا وخير دليل هل رأيت بحياتك جندي بعثي ملتحي ؟؟؟ هل رأيت في سوريا الان اي تنظيم بعثي حقيقي ام ان كل الموجود علوي نصيري والمنتفعين معهم لو ان الكاتب كلف نفسه وترفع عن نزوته الكارهه للبعث لكان من اليسير جدا معرفه الواقع لانه لليوم لم نسمع اي نشاط للبعث السوري بل ومنذ اخر حركه تصحيحيه مات البعث السوري وشرد كل مؤسسيه وماتوا في العراق ...ولو كان هناك بعث فنظامه الداخلي معروف وموحد لدرجه ان اعداء البعث في السلطه اليوم في المنطقه الخضراء من اشد المعجبين به لانه كان يقود بلد ليس من السهل قيادته فتنظيماته كانت ولاخر لحظه تعمل رغم ان ما واجهوه هو اعتى قوه وجدت منذ بدء الخليقه ولليوم لا زال يقود اكبر مقاومه واسرع مقاومه وبتنظيم عجز عن فهمه الاعداء فاين الاسد وزمرته من هذا للاسف الكاتب يريد ان يحول انظار القارئ عن القاتل الحقيقي والممول الحقيقي وكلهم اعداء العرب وكلهم قاتلهم البعث بكل ما اوتي من قوه واختم كلامي لو ان البعث من يحكم سوريا لما كان الرجل الاول بعثيا والثاني تنظيميا معتقل في سجون الاسد وهوبعثي سوري ولما كان مصير كل قياداته الاجتثاث رغم اختلافي معهم لكن تعلمنا منذ الصغر ان قول الحق فضيله وان كان على انفسنا فنحن بشر نخطئ ونصيب ولكن احقاق الحق واجب مقدس فلا البعث من يقتل ولا البعثيين ملائكه لكن الزجني ليس من سمه الشجعان ولا الاحرار وتقبل خالص الاحترام

الحزب الفاشي الصهيوني
راكان -

البعث الحقيقي مظلوم ..فقد تشتت منذ أربعين سنة من قبل المجرمين الطائفيين وعلى رأسهم المقبور الهالك حافظ ..لمم يبق إلا حزب البعث العلوي الاستباقي أو بعبارة أدق : حزب البعث الصفوي الاستراقي ...وحزب العار والشنار حزب الشيطان ، وصراصير مقتدى الصدر الطائفية العراقية . لم تقتل الصهيونية بكل جبروتها وطيلة ستين سنة عشر ماقتله الشيعة والعلوبون خلال سنة . لم تقتل اسرائيل ألف وخمسمئة طفل وثلاثة آلاف امرأة من جملة خمسة وثلاثين ألف شهيد . ثم يأتي بعض الحاقدين الطائفيين ويتغنون بالمقاومة والممانعة ؟ إن مايهتفون به الآن تركناه من خمسين سنة . وهم يصرون على زج اسرائيل وأمريكا في الموضوع وهذه الخزعبلات المدفوعة الأجر ، نحن نقول لك أن اسرائيل الصغرى أشرف من الصفوية العلوية الكبرى التي تقتل وتسرق وتشرد الملايين . سوف ننتصر عليكم أبها القتلة الدمويون حتى ولو كانت مئة روسيا وراءكم .

ليس البعث
bably88 -

عجيب امر الكاتب وكان البعث كتب منهاجه المركزي على قتل الاطفال وبهذه السذاجه الكامله يريد ان يمرر كل كلامه للمره المليون ليس البعث من يحكم سوريا وخير دليل هل رأيت بحياتك جندي بعثي ملتحي ؟؟؟ هل رأيت في سوريا الان اي تنظيم بعثي حقيقي ام ان كل الموجود علوي نصيري والمنتفعين معهم لو ان الكاتب كلف نفسه وترفع عن نزوته الكارهه للبعث لكان من اليسير جدا معرفه الواقع لانه لليوم لم نسمع اي نشاط للبعث السوري بل ومنذ اخر حركه تصحيحيه مات البعث السوري وشرد كل مؤسسيه وماتوا في العراق ...ولو كان هناك بعث فنظامه الداخلي معروف وموحد لدرجه ان اعداء البعث في السلطه اليوم في المنطقه الخضراء من اشد المعجبين به لانه كان يقود بلد ليس من السهل قيادته فتنظيماته كانت ولاخر لحظه تعمل رغم ان ما واجهوه هو اعتى قوه وجدت منذ بدء الخليقه ولليوم لا زال يقود اكبر مقاومه واسرع مقاومه وبتنظيم عجز عن فهمه الاعداء فاين الاسد وزمرته من هذا للاسف الكاتب يريد ان يحول انظار القارئ عن القاتل الحقيقي والممول الحقيقي وكلهم اعداء العرب وكلهم قاتلهم البعث بكل ما اوتي من قوه واختم كلامي لو ان البعث من يحكم سوريا لما كان الرجل الاول بعثيا والثاني تنظيميا معتقل في سجون الاسد وهوبعثي سوري ولما كان مصير كل قياداته الاجتثاث رغم اختلافي معهم لكن تعلمنا منذ الصغر ان قول الحق فضيله وان كان على انفسنا فنحن بشر نخطئ ونصيب ولكن احقاق الحق واجب مقدس فلا البعث من يقتل ولا البعثيين ملائكه لكن الزجني ليس من سمه الشجعان ولا الاحرار وتقبل خالص الاحترام

اقذر من في الدنيا
سليم سالم -

البعثيون اقذر من في الدنيا وانذل بني البشر , ان كانو في العراق او في اليمن او الشام او في مدغشقر , هاهاها باي باي بعث , بعد ان رميت الفردة اليسرى للبعث من العراق الى مزبلة التاريخ جاء الان دور الفردة اليمنى في الشام لترمى ايضا الى مزبلة التاريخ ويسدل الستار وتكتب نهاية اقسى حزب فاشي دمر وضيع بلدين كانا من اجمل البلدان في المنطقة , اذهبو ايها البعثيون والى الجحيم بكم ,هاهاهاها

اقذر من في الدنيا
سليم سالم -

البعثيون اقذر من في الدنيا وانذل بني البشر , ان كانو في العراق او في اليمن او الشام او في مدغشقر , هاهاها باي باي بعث , بعد ان رميت الفردة اليسرى للبعث من العراق الى مزبلة التاريخ جاء الان دور الفردة اليمنى في الشام لترمى ايضا الى مزبلة التاريخ ويسدل الستار وتكتب نهاية اقسى حزب فاشي دمر وضيع بلدين كانا من اجمل البلدان في المنطقة , اذهبو ايها البعثيون والى الجحيم بكم ,هاهاهاها

البعثيون
dara -

البعثي الجيد هو البعثي الميت

البعثيون
dara -

البعثي الجيد هو البعثي الميت

البعثيون
dara -

البعثي الجيد هو البعثي الميت