جريدة الجرائد

تشبيه حكم الإخوان بحكم مبارك . اتهام البلتاجي بإخفاء كرسي شيخ الأزهر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة - حسنين كروم

في رأيي أن أبرز الأخبار والموضوعات في الصحف المصرية الصادرة امس الأربعاء كان الإعلان عن حضور الرئيس اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في الجامعة العربية وإلقاء كلمة.
وقد خصصت لها جريدة 'الحرية والعدالة' الناطقة بلسان الحزب عنوانا نصه - مرسي يلقي اليوم أول خطاباته في جامعة 'الشعوب' العربية'.
ووضعت كلمة الشعوب بين قوسين للتأكيد على قصدها حتى لا يظن البعض أنه خطأ في الجمع أدى إلى وضع كلمة الشعوب بدلا من الدول، أي أن الإخوان المسلمين اتخذوا قرارا منفرداً بتغيير اسم الجامعة دون التشاور مع أعضائها وأن يكون أي قرار ملزما بالأغلبية، ولا نعرف ان كان هذا التوجه سوف ينعكس على كلمة الرئيس أم لا، وأن تغيير اسم الجامعة هو قرار من مكتب الارشاد تم بلاغه للصحيفة والحزب، لاحراج مرسي، والإعلان عن وجود خلافات بينهما، انعكست من قبل على عدة مظاهر سوف نشير إليها، وأن التغيير في الاسم، رغبة الجماعة وحزبها في طرح مشروعها للخلافة الإسلامية الذي أعلنه مرشدها العام الدكتور محمد بديع علنا، وهذه التسمية تذكرنا بما فعله الرئيس الراحل أنور السادات في مارس عام 1979 بعد أن أسقطت الجامعة العربية عضوية مصر بعد توقيعها على اتفاق السلام المنفرد مع إسرائيل ونقل مقره من القاهرة الى تونس مؤقتا، وقتها رد السادات بإنشاء ما سماها جامعة الشعوب العربية والإسلامية، واختار رئيساً لها السياسي الافغاني صبغة الله مجددي، كما نشرت الصحف عن التعيينات الجديدة لرؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحافية الإخوانية وأعضاء المجلس الأعلى للصحافة واتهام الجماعة بالسيطرة على الإعلام، وقد أخبرني زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم، بأنه شاهد وسمع في نشرة أخبار التليفزيون المصري مذيعة محجبة تقول: 'هذا وقد اجتمع اليوم وزير الإعلام الإخواني مع رئيس التحرير الإخواني ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحافية الإخواني واتفقوا جميعا على انه لا وجود لمصلحة أخونة الإعلام.
وإحقاقا للحق، فلم أشاهد هذه النشرة لأنني كنت في المطبخ وقتها.


كما تم الإعلان عن تغيير في عشرة محافظين وفي المجلس القومي لحقوق الإنسان، وسط اعتراضات على وجود الإخوان والسلفيين، وفي الحقيقة فانه يصعب قبول هذا الاعتراض، لأن التشكيل يجب أن يضم الجميع بشرط أولي وهو أن يكونوا من المعروفين بالدفاع عن حرية الرأي وحقوق الإنسان، بينما ضم التشكيل أعضاء معادين لحرية الرأي من خلال رفعهم قضايا.
أيضاً ألقى الرئيس كلمة أمس في مئات من ممثلي الطلاب وجنازة مدرب كرة القدم محمود الجوهري، وزيادة أسعار الكهرباء والمياه دون إعلان. وإلى بعض مما لدينا.

سخرية من تنظيف قرية مرسي

ونبدأ بالمعارك التي لا تزال مشتعلة حول الرئيس دفاعاً عنه أو هجوما عليه، وان كانت الهجمات اكثر بكثير، وتزداد عنفاً وضراوة مع كل إجراء أو قرار يتخذه، وقالت عنه زميلتنا بـ'الأخبار' إيمان راشد يوم الأحد: 'قام شباب الحرية والعدالة بحملة واسعة لنظافة وتجميل ورصف قرية العدوة مركز ههيا شرقية وساعدتهم هيئة الكهرباء لاستكمال الابهة، وهو تصرف محمود لو تم تعميمه على باقي قرى مصر الـ4200 ولكن أن يقتصر ذلك على مسقط رأس الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية فهذا يضع ألف علامة استفهام خاصة وأن محافظ الشرقية أعلن أنه ليس لديه ميزانية لتطوير أي قرية بالمحافظة! وأقول لهم حرام عليكم بلدنا لا تتحمل مهاترات، لقد أسأتم للرئيس مرسي دون أن تدروا ما تقصدون فهو بالتأكيد يرفض أن تتميز قريته عن أي قرية مصرية'.

اقال الرئيس قيادات الجيش
فلماذا لا يحل جماعة الاخوان؟

وفي نفس اليوم - الأحد - قال عنه زميلنا وصديقنا سليمان الحكيم في 'المصري اليوم': 'يستطيع رئيس الجمهورية أن يصدر قراراً بحل المجلس العسكري وإحالة قائد الجيوش ورئيس أركانها إلى التقاعد، لكنه يعجز أو لعله لا يريد أن يصدر قراراً بحل جماعة الإخوان المسلمين التي تمارس نشاطها خارج قوانين الدولة، رئيس الجمهورية يمارس مهام منصبه بعد أن أدى القسم باحترام القانون والدستور، لكنه يتغاضى عن جماعة لا تحترم القانون والدستور لأنها جماعته تضم أهله وعشيرته، لقد اعتدنا من الجماعة إظهار الغطرسة والعناد والتعالي ولم يكن أحد أعضائها قد أصبح رئيساً للجمهورية، فكيف الحال إذن وقد أصبح الرئيس واحداً منها، وهو الذي تعهد لنا بأن يكون رئيساً لكل المصريين، فإذا به مرؤوساً مثل كل المصرين لرجل خارج على القانون، وجماعة تعتبر نفسها فوق الدولة، وفوق القانون؟! نحن لا نريد أكثر من استرداد رئيسنا من أيدي جماعته، واسترداد القانون من أيدي العابثين!'.

الرئيس نفسه في الطريق إلى مكتب الارشاد

أما زميلنا وصديقنا محمد أمين، فانه في نفس العدد أثار قضية أخرى، قال عنها: 'لم تعتذر الرئاسة ولم تصدر بيانا بشأن حضور مساعد الرئيس اجتماعات مكتب الإرشاد، ولا استبعد أن يكون الرئيس نفسه في الطريق إلى مكتب الارشاد، والاجتماع بقياداته، صحيح هو ليس في حاجة للذهاب إليهم، وصحيح أنهم يذهبون إليه بعيدا عن أعين الصحف والفضائيات، وصحيح انه ليس في حاجة للاجتماع بهم لينفذ سياساتهم، لكنه بلا شك يدير الرئاسة بفكر المقطم! هل تخلص الرئيس فعلا من علاقته بالإخوان؟ هل تحلل من بيعته للمرشد؟ هناك دلالة قطعا في قصة حضور مساعد الرئيس اجتماعات مكتب الارشاد، المعنى واضح، وهو أنهم لم يعودوا ينكرون شيئاً كانوا يخفونه سابقاً، كأنهم يقولون 'إن كان عاجبكم، نحن الذين نحكم، ونحن الذين سنحاسب في النهاية'، لم يعد يفيد الانكار، لا يدرون حجم الخطر حين يكون هناك خلط بين الدولة والجماعة، وحين يمتد هذا الخلط بين الرئاسة ومكتب الإرشاد! أغرب ما يمكن ملاحظته أن ما انتهى إليه مبارك في 30 سنة هو ما بدأ به 'مرسي' في شهرين، خلط بين الدولة والحزب الحاكم، خلط بين الرئاسة والجماعة، ظهور أبناء الرئيس في الأيام الأولى للحكم، أبناء مبارك ظهروا في الأيام الأخيرة، الرئيس المخلوع انتهى إلى الاجتماع بالهيئة البرلمانية للحزب الوطني، الرئيس مرسي في طريقه لذلك والمشاركة في اجتماعات مكتب الإرشاد!'.

لا يجوز أن يطالب الرئيس
ووزراؤه بالتنصل من الاخوان

ويبدو أن هذه الهجمات لم تعجب صاحبنا الدكتور عبدالغفار شكري، فقال عنها يوم الاثنين، في 'الأهرام': 'عندما اختار الشعب الدكتور مرسي رئيساً للجمهورية فقد اختار معه وبالتبعية حزب الحرية والعدالة الذي كان رئيساً له وقامت بإنشائه جماعة 'الإخوان المسلمين' وبالتالي فإنه بالمنطق الديمقراطي لا يجوز لأحد أن يطالب الرئيس ووزراءه بالتنصل من الحزب ورفض الانتماء إليه وكأنه تهمة لأن هذا الانتماء هو جزء من العملية الديمقراطية حتى يمكن للشعب تقييم أداء حكامه ومعرفة قدراتهم وبالتالي تحدد الجماهير موقفها من الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة عبر التصويت سواء معه أو ضده، ويعد هذا من الانجازات الكبرى لثورة يناير التي أعطت للشعب فرصته كاملة في اختيار من يحكمه وأقرت تداول السلطة بالانتخابات، وهذه هي الديمقراطية'.

'المصري' للرئيس: كفاك
خروجا عن الشرع وتوكلا على غيرنا

وكنت قد نسيت ـ وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة ـ الإشارة إلى ما كتبه صاحبنا السلفي جمال صابر يوم الأحد في 'المصري'، وقال فيه للرئيس وهو يبكي لدرجة ان دموعه نزلت على لحيته من فرط التأثر، وقد توقعت ذلك: 'أطالبك سيدي الرئيس أن تراجع نفسك وتمنع حدوث تلك الجريمة الشنعاء لخطورتها على رعيتك ووطنك وكفاك الخروج عن نصوص الشرع وكفاك توكلا واعتماداً على غيرنا من خلال الاستدانة لأنها بالتأكيد من ورائها أغراض ظاهرة وأخرى خفية وعلينا أن نعتمد على الله عز وجل ثم على أنفسنا وشبابنا وامكانياتنا لنهضة بلادنا، فالربا حرام، حرام، حرام وأتق الله في مصير الأمة وأقترح عليكم يا سيادة الرئيس أن تفتح حساباً لصالح هذه المشاريع التي ستقترض من أجلها وأن يسمح لجموع الشعب المصري أن يضعوا فيها أموالهم على سبيل القرض الحسن بلا فائدة حتى يجتمع لديك مقابل هذه الأموال وأنا فرد من أبناء الشعب المصري سأكون أول من يضع على قدر وسعي 'مائة ألف جنيه' كقرض حسن لنفس المدة التي ستقترض منها وستجد الملايين من أبناء مصر على قلب رجل واحد ورب دينار صدقة خير من مائة ألف قرضا، وفقك الله وثبت خطاك'.

معارك الإخوان: اختاروا الأقرب وليس الأكفأ

وإلى الإخوان ومعاركهم ونخصصها اليوم لصديقنا المحامي الكبير وعضو مكتب الإرشاد السابق الذي انسحب من الجماعة مختار نوح، وقوله في حديث نشرته له جريدة 'الجمهورية' القومية يوم الأحد أجراه معه زميلانا محمد الصايم وإيهاب نافع، ومما قاله فيه: 'الحقيقة أن الإخوان المسلمين والحركة السلفية تمكنوا تماماً من تقديم النموذج الإسلامي ولعل ذلك كان ابتلاء من الله، لكنهم لم يقدموا أي شيء له علاقة بالنموذج الإسلامي، فمن ناحية حسن الاختيار اختاروا الأقرب، وليس الأكفأ، ومن ناحية الخبرة العملية كانوا الأسوأ في الاستعانة بها، ومن ناحية نظرية الولاء ومحاباة أولى القربى كانوا الأسوأ وحتى بعد انتخابات الرئاسة، نحن نظرنا إلى الواقع وجدنا أن ما تربينا عليه هو أن القروض تحرك مقيد للإرادة السياسية، وأن القروض لها فوائد وأن الفوائد ربا ومع ذلك فإن أول شيء فعلته الحركة الإسلامية هو الاقتراض وبالربا، وأصبحوا هم الذين يحللون الآن الربا، أما في البرلمان فقد أنفقوا مئات الملايين من الجنيهات على مكافآت ومصروفات وبدلات ولجان تقصي حقائق وهم يعرفون أنهم لن يقدموا في الواقع التشريعي خطوة واحدة للأمام، بل بالعكس إذ قدموا في الواقع سبعة تشريعات أو ثمانية منها واحد أو اثنان مطعون بعدم دستوريتهما، ولم يقدموا مشروعاً واحداً يعبر عن المشروع الإسلامي للواقع، التنظيم يدفع بأفراد منه من أهل الثقة على سبيل المثال لمساعدة رئيس الجمهورية أو الحقائب الوزارية، وأنا أستطيع أن أجزم لك أن كل الأسماء التي اختارها التنظيم ليسوا حتى من جماعة الإخوان المفتوحة من الذين يؤمنون بفكر الإخوان وليس من مصر وكفاءتها بل هم من الذين يتبعون التنظيم بولاء كامل، فصلاح عبدالمقصود وعصام العريان وعصام الحداد جميعهم أعضاء داخل تنظيم الإخوان ولو لم يكونوا حائزين على ثقة التنظيم لما قدموا.

محمد مرسي والإخوان
يحكمون بسياسة حسني مبارك

مع ان هناك أفراداً كثيرين في جماعة الإخوان لكنهم ليسوا محل رضا من التنظيم رغم كونهم الأكفأ، أن محمد مرسي والإخوان يحكمون بسياسة حسني مبارك، سياسة الاستحواذ واختيار الأقرب وأهل الثقة، وليس أهل الخبرة والكفاءة، وفي الاقتصاد نفس الأمر من حيث الاعتماد على القروض، فحسني مبارك بعد مشاركة مصر في حرب العراق، أمريكا وأوروبا شالوا كل الديون التي علينا وفي مدة وجيزة أقل من خمس عشرة سنة استطاع ان يضع مصر في دائرة ديون أكثر بكثير من التي كانت فيها، إذن هي نفس السياسات، محمد مرسي في أول أربعة أسابيع يسعى لقرض بـ4.8 مليار دولار ووديعة قطر وبالتالي فتلك نفس خطط وسياسات مبارك!
ونحن أكثر الناس تناقضاً فعشنا طوال تاريخنا نهاجم الحكام لأنهم يتقرضون بالربا ونهاجم البنوك ونجاهد من أجل إنشاء بنوك إسلامية ثم في أول تجربة لنا قمنا بالاقتراض بالربا، وليس فقط قلنا انه ضرورة وإنما قلنا انه جائز شرعا، وهنا أقول ان التيار الإسلامي قد نجح في عين الناس لمدة من الوقت لكن أظن أنه لن ينجح في عين الله ان استمر بنفس الفلسفة وأن استمرت الحركة السلفية في تأييد أفراد لا علاقة لهم بفنون السياسة ولا الاقتصاد ولا نهضة البلاد لمجرد أنهم مشهورون باللحى ويحصلون على رضا الناس بحكم الشرع، وكذلك الإخوان لن يحظوا برضا الله إذا عاشوا بهذه الخدعة خدعة شعار لا تطبيق له، فأنا لا أرى حتى الآن مفهوما عند رئيس الجمهورية للعدالة، تلك الكلمة التي ينتمي إليها هل هي العدالة الميكافيلية أم عدالة جون جاك روسو أم عدالة محمد - صلى الله عليه وسلم - نريد أن نفهم أيضاً ما هو مفهوم العدالة في الوظائف العامة، وفي نظرية المحسوبية، فكل ما حدث في الدولة أن تغير اسم الرئيس، حتى الآن لم نر فلسفة إسلامية حقيقية، رئيس الوزراء عندنا لا يزال مدير مكتب، فرئيس الوزراء جاء بلا مفاهيم فلم يطرح على الناس شيئاً ولا أحد الوزراء كذلك ونحن كان عندنا في وزارة حسني مبارك شخصيات قمم فعمرو موسى كان في حكومة مبارك وهو قمة في الاستقلالية، وهنا لا أرى مبارك كسياسة عامة وانما داخل هذه السياسة، كان فيه عمرو موسى ومحمد جويلي وماهر أباظة وأحمد جويلي ومنى مكرم عبيد، وكل هذا في ظل مبارك، بينما أنا لا أرى أن الوزراء الحاليين وزير بحقيبة مثل أغلب وزراء مبارك، وقد أبدو شديد النقد لكن شدة نقدي تأتي من شدة خوفي على النموذج الإسلامي، لأنني إذا وضع أمامي الإخوان في كفة والإسلام في كفة فسوف اختار الإسلام بكل تأكيد، وأنا أرى أن الإخوان لا تسعى إلى تطبيق النموذج الإسلامي وإنما اكتفت بالسيطرة على الحكم'.

محمد سيد حبيب:
لم يكن الشاطر سبباً في خروجي

وفي اليوم التالي -الاثنين- نشرت الجريدة حديثا آخر مع صديقنا الاستاذ بجامعة أسيوط والنائب الأول السابق للمرشد العام الدكتور محمد سيد حبيب، أجراه معه زميلنا محمود العيسوي، قال فيه عن استقالته: 'أعلنت استقالتي من منصب النائب وعضوية المكتب العالمي ومجلس شورى الجماعة العالمي في 31 ديسمبر 2009، وظللت محتفظاً بعضويتي بمجلس شورى الجماعة المصري حتى شهر يونيو 2011 وكان ذلك بعد الثورة المجيدة، وأعلنت بعد ذلك استقالتي من التنظيم في 13 يوليو 2011 ولم يكن الشاطر سبباً في خروجي وأسباب خروجي من الجماعة كانت هناك أسباب كثيرة أبرزها حزني وأسفي من انحياز قيادات جماعة الإخوان المسلمين للمجلس العسكري على حساب الثورة، وسبقت ذلك أشياء أخرى وانتقدت المجلس العسكري بعنف شديد اعتراضا على موقف الجماعة'.

حيرة في ما يخص أنشطة
الجماعة داخلياً وخارجيا

وتعرضت الجماعة الى عدة هجمات وانتقادات لرفضها تسجيل نفسها حسب القانون، رغم وجود دعاوى قضائية ضدها، ورفضها الكشف عن أموالها ومصادرها مما دفع زميلنا محمد جمال الدين رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف لأن يقول في مجلة 'روز': 'هذا الإصرار يزيد من حالة الغموض حول الجماعة، ويزيد الحيرة أيضا فيما يخص أنشطتها داخلياً وخارجيا، وكذلك طرق تمويل هذه الأنشطة، وما مدى استفادة الحزب من هذا التمويل، ورغم مطالبة العديد من القوى السياسية بضرورة تقنين وضع الجماعة، فإن قادتها يرفضون ويؤكدون أنهم لن يقننوا أوضاعهم تحت مظلة القانون الحالي، في تحد صارخ للقانون الذي أقسم الرئيس مرسي على احترامه، ولهذا نطالبه بالضغط على جماعته لتقنين أوضاعها حتى لا تسبب له المزيد من الحرج فيما يخص هذا الشأن باعتباره رئيساً لكل المصريين وأعتقد ان هذا من حقه كما هو من حقنا وحق المجتمع عليه'.

لماذا لا تجري الجماعة
تصحيحاً لوضعها القانوني؟

ولقي جمال الدين دعماً يوم الاثنين من زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير'المصريون' رغم انتمائه للتيار الإسلامي وتأييده للرئيس، إذ قال عن الجماعة: 'لا يوجد منطقياً ما يمنع أن تجري الجماعة تصحيحاً لوضعها القانوني وتحصل على حق العمل رسمياً كجمعية أهلية مصرية ذات تاريخ كبير وتفتح فروعها ومكاتبها وأعمالها وحتى استثماراتها بشكل شرعي وفي النور وتخضع أعمالها وحساباتها لمراجعة الجهات الرسمية المختصة كغيرها من الجماعات والهيئات والمنظمات، أما أن تبقى الجماعة كإطار منفصل تماماً عن الدولة المصرية ومستقل عن سلطاتها جميعاً ومتجاوزة لقانونها رغم أنها - في جوهر الأمر - تحكم هذه الدولة، فإننا سنكون أمام وضع شاذ جدا وبالغ الغرابة، غير أن هذا الأمر ينبغي أن يكون قاعدة عامة وشاملة لجميع القوى والجماعات والتيارات التي تعمل الآن بدون تحديد لوضعها القانوني بما في ذلك الجهات الإسلامية أو المدنية الأخرى، فالحركات الوطنية كحركة 6 أبريل وحركة كفاية والاشتراكيين الثوريين وفسيسفاء الحركة اليسارية بشكل عام كل ذلك ينبغي أن يتم ضبطه الآن ضمن منظومة حديثة وعادلة ومستنيرة تجعلها جزءاً من الكيان الأوسع للدولة المصرية مع الأحزاب السياسية أو الجمعيات الأهلية، كذلك لا ينبغي أن يكون لدينا أي حرج من فتح ملف الكنائس المصرية ولابد من وضعها في إطار قانوني يجعلها جزءا من الدولة المصرية وليست كيانا منفصلا عنها وهو الأمر الذي يدفع البعض إلى وصفها دائماً بأنها 'دولة داخل دولة'.

الاخوان يسعون للسيطرة على الأزهر

أما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني، فقد تناول الجماعة من جانب آخر، وهو محاربتها للأزهر وشيخه ورغبتها في السيطرة عليه، وقال يوم الاثنين: 'وصول جماعة الإخوان إلى الحكم في ظروف غامضة وبدأ مع تمكنهم حصار الأزهر، ومحاولة السيطرة عليه وتقزيم دوره ومحاولة إقصاء شيخه العظيم العالم، الزاهد الدكتور أحمد الطيب، بل وصل الأمر الى تعمد أمور لا أدري في أي بند أدرجها عندما أقدم الدكتور محمد البلتاجي، الشخصية الغامضة في أيام الثورة - وفي تدبير الحشود وتحريك الجموع ـ أقدم على انتزاع اسم الإمام الأكبر من المقعد المخصص له في قاعة احتفالات جامعة القاهرة ووضع بدلا منه اسم الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل وقتئذ، وعندما وصل الإمام الأكبر لم يجدد له مكاناً فانصرف على الفور ولم تكن الإهانة موجهة الى شخصه، بل الى الصرح الكبير الذي لو اجتهد العالم الإسلامي كله في ايجاد بديل له فلن يفلح لأنه من المستحيل اختراع الزمن والتاريخ، لن تفلح أي جماعة أو أي حزب سياسي أو أي منظمة أن تكون بديلا له، جماعة الإخوان تحاول إضعاف دور الأزهر وتولية أحد أفرادها عليه ممن يلتزمون السمع والطاعة'.

البحث عن آليات أخرى لمواجهة الإسلاميين

ولكن، وعلى طريقة الفنان محمد صبحي في مسرحية الجوكر، كلكم عليا ولا إيه - سارع صاحبنا سعيد نصر يوم الثلاثاء، في صحيفة 'الدستور الوطني' - الاسبوعية المستقلة، للقول على طريقة، كلكم عليهم ولا إيه: 'خصوم الإخوان في كل مكان يعتمدون على تشويه الآخر، وتخويف الناس منه، لكي يكونوا البديل له بدون أي شيء يقدمونه للمواطن، هذا الاسلوب ينم عن غباء سياسي شديد لأن أسلوب التشويه والتخويف لم يجد في انتخابات الرئاسة وفاز الدكتور محمد مرسي الذي رشحته جماعة الإخوان المسلمين ونال من التشويه والتخوين والاستهزاء قدرا لا حدود له، ولم نر مثيله في بلد من بلدان العالم، على خصوم الإخوان، ليبراليون ويساريون البحث عن آليات أخرى لمواجهة الإسلاميين، إخوان وسلفيين لأن الرهان على خوف الناس من الإخوان يمكن ان يكون رهانا خاسراً إذا ما شعر الناس قبل الانتخابات البرلمانية القادمة بحدوث تحسن في الأوضاع عليهم، ولذلك يحاولون عرقلة الرئيس مرسي بأي طريقة عن عمل أي شيء ومنها المليونيات الفشنك، والمشكلة تكمن في أن خصوم الإخوان ليس لديهم ماض عريق في المعارضة لأن الأحزاب التي تعارض الإخوان الآن، اما انها كانت معارضة ديكورية للنظام السابق، وأما أحزاب انبثقت عن الوطني المنحل'.

محاولة الإخوان السيطرة
على وسائل الإعلام القومية

وإلى القضية التي لا تزال تثير الجدل العنيف وهي محاولة الإخوان السيطرة على وسائل الإعلام القومية، والإذاعة والتليفزيون، وإرهاب الصحف والقنوات الخاصة، وبدء أعداد من الصحافيين في التقرب منهم لدرجات مثيرة، وغضب زملائهم منهم، وعلى سبيل المثال زميلتنا بـ'الأخبار' ايمان أنور التي كانت مندوبة الجريدة في الرئاسة ولجنة السياسات أيام مبارك والمقربة جدا من صديقنا المحبوس صفوت الشريف، ومن جمال وسوزان مبارك فجأة قالت يوم الخميس، على طريقة، وجدتها، وجدتها: 'أنا شخصياً لا أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ولكن تربطني علاقات صداقة ومودة واحترام مع عدد لا بأس به ممن ينتمون إليها مما يجعلني 'إخوانية الهوى' وأتعاطف مع الجماعة في مواقف كثيرة خاصة ما تعرضوا له من ظلم وإقصاء وتعذيب على مدى سنوات طويلة، وعندما جاءت صناديق الاقتراع بالدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر، شعرت بالزهو والتفاؤل فقد انتصرت إرادة الله للإخوان الذين طالما تعرضوا للقهر والسجون، أخيراً هؤلاء الرفقاء سيتنفسون الأوكسجين الصحي بعد أن كانوا يعملون تحت الأرض، ورددت كما قال الكثيرون مثلي - دعونا ننتظر ولا نحكم عليهم مسبقاً، فهم لم يختبروا بعد ويجب منحهم الفرصة كاملة، وفي أقل من شهرين، بوسع المرء أن يسجل قائمة سريعة لبعض انجازات الرئيس التي تبشر بالخير، علماً بأن هناك الكثير من القضايا التي انفجرت في وجهه.
كانت قنابل موقوتة وقد تمكن من حلها، أو التخفيف من سلبياتها على الأقل وهنا سجل سريع لبعض انجازات الدكتور مرسي، في أقل من شهرين، إسقاط المجلس العسكري وحله وإنهاء حكم العسكر لمصر لأول مرة منذ مئات السنين'.

صاحب حرمان مبارك من طشة الملوخية

وكان زميلها ممتاز القط رئيس تحرير 'أخبار اليوم' الأسبق وصاحب حرمان مبارك من طشة الملوخية قد سبقها في هذا، وهذا التحول أثار أعصاب زميلنا السيد النجار رئيس تحرير 'أخبار اليوم' السابق فقال في 'أخبار' الأحد: 'ركوب الموجة من الإعلاميين هم أول من يضر بالثورة، أن يظلم النظام الجديد بعد الثورة، وهو النظام الذي يسعون لإرضائه ولكن الحقيقة هي سعيهم لإرضاء أنفسهم أو توهماً أنه لا وسيلة للحصول على المناصب أو المكاسب أو أن يكون من أهل الحظوة غير هذه الطريقة، الدرس الجديد الذي يجب أن يعيه كل هؤلاء ان لكل عصر أخطاءه وسلبياته والأمانة تقتضي التقييم الموضوعي لكل عهد أو رئيس، ويذكرني حالا في هذا الصدد ما قاله الرئيس محمد مرسي في كلمته أمام قمة عدم الانحياز في طهران، ان عبدالناصر عبر عن إرادة كسر الهيمنة الأمريكية، هذا ما قاله رئيس 'الجمهورية اليوم' عن عبدالناصر رغم كل تاريخ العداء بين عبدالناصر وجماعة الإخوان المسلمين، أرجو أن يستوعب دهاقنة وكهنة العصر، ان كل محاولاتهم مكشوفة، مهما قالوا صباحا ومساء، فلول العهد البائد، كلنا مصريون'.

المتحولون هم جماعة بلا مبادىء ولا أخلاق

أما زميله وليد عبدالعزيز فكان في نفس العدد أشد عنفاً ومباشرة في مهاجمة المتحولين، بقوله: 'المتحولون هم جماعة بلا مبادىء ولا أخلاق، نراهم كل يوم في حالة، بالأمس كانوا يهللون لفلان لأن مصالحهم معه واليوم يهللون لعلان لأن مصالحهم معه أيضاً، وغدا سوف يسبون الاثنين ويهللون لثالث لأنها لغة المصالح التي لا تعرف معنى الأخلاق ولا ثبات المواقف ولكنها فئة تعرف جيدا من أين تأكل الكتف ويتسابقون فيما بينهم للفوز بأكبر قدر من الفريسة، مع الأسف هؤلاء الأشخاص ظهروا على حقيقتهم بصورة كبيرة بعد الثورة وانتشروا في كل الأماكن، هم من نسوا الله فأنساهم أنفسهم وهم أيضاً من اعتقدوا أن المستقبل بيد البشر وليس بيد الله، أقول هذا الكلام لأنني ومنذ قيام الثورة وحتى وقتنا هذا أصبت بصدمات متتالية من بعض المقربين الى قلبي، كنت أظن أنهم أصحاب مبادىء ثابتة ولهم مواقف يدافعون عنها مهما كانت الظروف إلا أن الحقيقة والمواقف أثبتت عكس ذلك تماماً، هؤلاء يدسون السم في العسل ويلتفون حول أي مسؤول ويعلنون الولاء والطاعة وهو عكس ما بداخلهم تماماً لأنهم في الحقيقة لا يعرفون معنى الولاء والاحترام في التعامل، هؤلاء لا يترددون للحظة في تشويه صورة الغير لمجرد أن يزاح من طريقهم فقط، هذه النماذج أصبحت موجودة في جميع مؤسسات مصر، والجديد أن هؤلاء أصبحوا يلعبون على الهواء، و لم نعترف جميعاً أن هذه الفئة هي أحد أهم أسباب الانقسامات والتراجع في كيانات الدولة، فعلينا أن نتقبل النتائج المخيفة'.

وزير العدل يكيل
الاتهامات للصحافة والصحافيين

وامتدت الهجمات على المتحولين الى وزير العدل المستشار أحمد مكي، فقال عنه زميلنا وصديقنا في 'الأخبار' ونقيب الصحافيين الأسبق، جلال عارف يوم الاثنين: 'البداية عندما قرأت تصريحات المستشار أحمد مكي وزير العدل التي يكيل فيها الاتهامات للصحافة والصحافيين والتي يعلن فيها أن الموعد بعيد جدا على تحقيق 'حلم' إلغاء الحبس في قضايا النشر! الصدمة من حديث وزير العدل تضعنا أمام حقيقة أساسية وهي أنه إذا كان هذا هو موقف المستشار مكي 'بكل تاريخية' فعلينا أن ندرك حجم العداء للحريات والخصومة مع الصحافة في كواليس السلطة وعلينا أن ننتظر الأسوأ وأن نستعد لحرب شرسة تستدعي وحدة الصحافيين ووقوف كل القوى الشريفة صفاً واحداً في هذه المعركة التي يتوقف عليها مصير الديمقراطية في مصر'.

وزير العدل نموذج للوزير
الذي تناقضت مواقفه السياسية

كما تعرض الوزير الى هجوم آخر في نفس العدد من زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة 'آخر ساعة' الاسبق رفعت رشاد، بقوله عن الوزير:'يعد أحمد مكي وزير العدل نموذجاً للوزير الذي تناقضت مواقفه السياسية بعد توليه الوزارة عما كان قبل الثورة، وهو إن أكد كثيرا انه مختلف عمن سبقوه من وزراء المخلوع إلا انني شخصيا أرى انه لا يختلف كثيرا بل مازال يبحث عن بوصلة تدله على الطريق الصحيح لعمله كوزير، فهو الذي دافع كثيرا من قبل عن الحريات نسي كلامه وعاد منذ أن تولى عمله يتحدث عن قانون جديد للطوارىء، هذا القانون الذي كان أحد أهم أسباب سقوط مبارك، عاد مكي يطالب بأن يكون هناك قانون جديد، لضبط الشارع ومواجهة أعمال الشغب والبلطجة وتجارة المخدرات!! هل قرأنا أو سمعنا هذه العبارة من قبل! نعم سمعناها كثيراً زمن حكم مبارك'.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف