سيدا : مؤتمر وطني لتشكيل حكومة انتقالية ولا تعامل مع مهمة الإبراهيمي إذا سارت وفق آليات أنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيدا : مؤتمر وطني لتشكيل حكومة انتقالية ولا تعامل مع مهمة الإبراهيمي إذا سارت وفق آليات أنان
باريس - رندة تقي الدين
اجتمع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع وفد من المعارضة السورية في باريس يوم الأحد. وضم الوفد كلاً من رئيس "المجلس الوطني السوري" عبد الباسط سيدا والمعارضين البارزين رياض سيف وجورج صبرا. وأكد سيدا لـ "الحياة" أن اللقاء كان بطلب من نائب وزير الخارجية الروسي، مما أعطى الانطباع لأعضاء المعارضة "أنه آت مع رسالة جديدة ومهمة بالنسبة للموقف الروسي من النظام السوري"، حتى أن سيدا قطع اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوطني في تركيا وحضر اللقاء مع بوغدانوف.
وقال سيدا لـ "الحياة": "بوغدانوف عاش في منطقة الشرق الأوسط ويعرف طبيعتها وهو قريب لبنية المجتمع السوري. قدمنا له نظرتنا لما يجري في سورية وإنها ثورة شعب نتيجة حاجات داخلية للشعب السوري. وقلنا إننا نعرف أن هناك تاريخاً مشتركاً بين سورية وروسيا وطلبنا منه وقوف روسيا إلى جانب تطلعات الشعب السوري، قائلين إن السلاح الذي تمد به روسيا النظام السوري وإعطاء النظام غطاء سياسياً أمر لا يليق بمكانة روسيا ويسيء لموقعها والعلاقة التاريخية مع سورية. كما قلنا له إنه لا بد أن يدافع الشعب السوري عن نفسه عندما يقطع الأمل من التحرك الدولي. وأن استمرار تدهور الأوضاع في سورية لا يؤثر فقط في سورية بل أيضاً في المنطقة من لبنان والعراق".
وأضاف سيدا أن مسؤولي المعارضة السورية سألوا بوغدانوف إذا كانت روسيا مستعدة لتحمل نتائج سياساتها في الملف السوري، كما سألوا بوغدانوف ما إذا كانت روسيا تريد أي ضمانات من المعارضة، مشيراً إلى أن المسؤول الروسي قال إنه لا يريد أي ضمانات باستثناء ضمانة مكونات المجتمع السوري بما في ذلك الأقليات من علويين ومسيحيين وغير ذلك.
وقال سيدا إنه أكد للمسؤول الروسي موقف المعارضة من تمسكها بالهوية الثقافية السورية التي لا يمكن فيها الفصل بين تاريخ المسيحيين والعلويين وتاريخ سورية فهو جزء أساسي من المجتمع السوري.
وتابع سيدا لبوغدانوف: أن المعارضة عندما تعطي هذه الضمانات فهي ليست لإرضاء أي جانب بل هي مبنية على حاجة وطنية وهي واجب يقومون به وضروري وبغير ذلك لن يكون هناك حل واطمئنان للمستقبل في سورية ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال سيدا للمسؤول الروسي إن الرئيس السوري "يستخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات الحربية ضد شعبه وبالتالي ليست بطولة استعادة السيطرة على مناطق كان المعارضون يسيطرون عليها". وأوضح سيدا أن بوغدانوف لم يقدم شيئاً جديداً واكتفى بالإصرار على "مبادرة جنيف".
فقال له سيدا إن "الموقعين على مبادرة جنيف تحدثوا عن مرحلة انتقالية". وسأله عن المرحلة التي تسبق المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أنه بالنسبة للمعارضة السورية "لا مكان للأسد والزمرة التي تتحكم بالدولة المسؤولة عن قتل السوريين في أي من هذه المراحل".
وأفاد سيدا أن بوغدانوف استمع إلى وجهة نظر المعارضة، لكنه أضاف: "عندما أتينا إلى الحديث عن جنيف وقلنا له إنكم تتحدثون عن حكومة انتقالية ولكن ماذا عن الأسد؟ قال بوغدانوف إن هذا الموضوع سنتركه. فقلنا له إن التفسير الغربي لنص اتفاق جنيف هو رحيل بشار الأسد، أما التفسير الروسي فهو أنه لا لرحيل للأسد. فكرر بوغدانوف موقفه من أنه لا بد من ترك هذا الموضوع جانباً".
وتابع سيدا أن المسؤول الروسي طلب الاستمرار في الحوار "وقلنا له أنه ليس لدينا أي مانع بذلك وأنه ليست لدينا أي قدرة ولا رغبة في مواجهة روسيا ولكن ما نريده ألا يكون موقفها على حساب دم الشعب السوري".
وسأل سيدا بوغدانوف في نهاية الاجتماع "عن ماهية الرسالة التي لديه للمجلس الوطني كونه أصر على لقاء قادة المجلس؟ فرد بوغدانوف أنه يريد معرفة موقفهم من نص اجتماع جنيف". فرد سيدا قائلاً: "إنه لا جديد بالنسبة لموقف المعارضة من نص جنيف... وخلال جولتنا الأوروبية طلبنا من المسؤولين الألمان أن يضغطوا على الروس كما طرحنا ذلك على الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) وأن يكون قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع".
وعما إذا كان لدى "المجلس الوطني" خطوة تحرك معينة قبل اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك أيلول (سبتمبر) المقبل، قال سيدا إن لديه زيارة قريباً إلى الجامعة العربية في القاهرة "وهناك بعض الأفكار للنقاش".
وتابع: أن تشكيل الحكومة الانتقالية مطلب مهم وتحدثنا به. لكن من أجل أن يكون هناك حل لا بد أن يكون موضع توافق بين سائر القوى الموجودة على الأرض بخاصة المجالس العسكرية في الجيش الحر والحراك الثوري للقوى السياسية الفاعلة على الأرض كي لا تكون حكومة تعقد الأمور".
وتابع: "لا بد لهذا مؤتمر وطني وهناك أفكار مع الجامعة العربية نحاول بحثها وأمس اتصلنا بأمين عام الجامعة (نبيل العربي) وسنرى معه كيف نتبلور ذلك".
وعما إذا كان بوسع المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي أن يقوم بأي اختراق في الأزمة، قال سيدا: "لقد قابلته الشهر الماضي وقلنا إننا تعاملنا مع كوفي أنان وخلال مبادرته سقط أكثر من 3 آلاف قتيل ونحن لا نريد الالتزام بأي مبادرة تفسر على أنها مهلة إضافية لما يقوم به النظام من قتل وقمع. وإذا كانت مهمة الإبراهيمي ضمن مجلس الأمن وفق نفس الآليات فليس لدينا استعداد للتعامل معها".