جريدة الجرائد

الصحافة الفرنسية: تداعيات هجوم بنغازي... وبارقة أمل في زيارة "البابا" للبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت


مقتل السفير الأميركي في الهجوم الذي استهدف قنصلية بنغازي، وزيارة بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر إلى لبنان، والتجاذبات بين القوى الدينية والعلمانية في تونس، وإعلان شركة آبل عن طرح جهاز آيفون الجديد... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الفرنسية.

هجوم بنغازي

صحيفة "لوموند" أفردت افتتاحية عددها ليوم الخميس الماضي للتعليق على الفيلم الأميركي المسيء للإسلام وموجة الاحتجاجات الغاضبة التي أثارها عبر العالم الإسلامي، والتي أفضت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف، كتلك التي تخللت المظاهرة الاحتجاجية في مدينة بنغازي الليبية وتحولت إلى هجوم على القنصلية الأميركية أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز في ليبيا إضافة إلى ثلاثة آخرين.

الصحيفة قالت إنه مهما كانت الأعذار والتبريرات، إلا أن الرجال الذين اغتالوا السفير الأميركي يوم الأربعاء وجهوا ضربة إلى الإسلام وإلى بلدانهم على حد سواء، معتبرة أن إساءة أولئك المتطرفين إلى الدين الحنيف لا تقل عن إساءة الفيلم للإسلام والمسلمين.

وعن تفاصيل الحادث المأساوي، قالت الصحيفة إن المحتجين كانوا ينددون بمقاطع فيلم بث على الإنترنت بمناسبة ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مضيفة أن الفيلم، الذي أخرج في كاليفورنيا من قبل مستثمر عقاري أميركي إسرائيلي، يصف الإسلام بـ"السرطان"، وأن نشر مقاطع من الفيلم على الإنترنت كان مقصوداً من قبل مخرجه ومؤلفه الذي يحمل اسماً مستعاراً هو "سام باسيلي".

الصحيفة أكدت أن الفيلم المقيت مسيء للإسلام والمسلمين، ولكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن ما حدث في بنغازي هو رد متطرف ومدان، مضيفة أن الجهادين المتشددين يقتلون باسم دين لم ينفكوا عن الإساءة إليه. وأبدت في هذا الصدد اتفاقها مع ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن "الولايات المتحدة تندد بأي إساءة لأديان الآخرين، إلا أنه لا بد من التأكيد على أن لا شيء يمكن أن يبرر أعمال عنف من هذا القبيل".

مؤشر أمل

صحيفة "لاكروا" خصصت افتتاحية عددها ليوم الجمعة للتعليق على الزيارة التي يقوم بها بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر إلى لبنان، والتي تأتي بعد مرور خمس عشرة سنة على زيارة جون بول الثاني إلى هذا البلد. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه على الرغم من الأخطار بشأن سلامته وسلامة مستقبليه - أخطار زاد من حدتها الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في ليبيا- إلا أن البابا شدد خلال الأيام الأخيرة على عزمه القيام بهذه الزيارة التي تدوم ثلاثة أيام والذي كان مقررا لها منذ وقت طويل. ولم تثنه عن ذلك انتفاضات الثورات العربية ولا الحرب في الجار السوري، تقول الصحيفة. بل على العكس من ذلك أن الأحداث التي شهدتها الأشهر الأخيرة يبدو أنها لم تزده إلا تصميماً على الذهاب للالتقاء مع ليس المسيحيين الذين يمثلون 39 في المئة من السكان فحسب، وإنما كل الشعب اللبناني الذي عرف كيف يخرج من سنوات الحرب الأهلية الخمس عشرة (1975-1990) وتعلم من جديد العيش معاً بمختلف طوائفه الدينية والإثنية.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن النموذج اللبناني للمحاصصة الطائفية يعتبر بدون شك هشاً وينبغي أن يتطور. ولكنها ترى أن وجوده هو في حد ذاته هو مؤشر يبعث على الأمل والتفاؤل بالنسبة لكل العالم العربي: أن المسيحيين والمسلمين يستطيعون العيش معاً في سلام. وأشارت إلى أن البابا من المنتظر أن يدعو مسيحيي الشرق الأوسط على الخصوص إلى تجنب اليأس وعدم الاستسلام لإغراء الهجرة، وإنما إلى التوجه نحو المستقبل عبر مواصلة العيش في أرض هي أرضهم، والمشاركة في بناء مجتمع عادل وأخوي إلى جانب المسلمين.

أسئلة حول "ثورة الياسمين"

صحيفة "ليمانيتي" علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء الماضي على التجاذبات التي تشهدها تونس منذ مدة بين القوى الدينية المحافظة والقوى العلمانية الحداثية. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الإسلاميين يسعون إلى توسيع سيطرتهم على البلد ولكنهم يقابَلون بالمقاومة. ورأت أنه سيكون من الخطأ اعتبار مشاعر القلق التي تحيط بهذا البلد، منذ وصول حزب النهضة الإسلامي "المعتدل" إلى مقاليد السلطة عقب انتخابات خريف 20110، غير مبررة أومبالغا فيها، مشيرة في هذا السياق إلى "شواهد" عديدة تعلل هذه التخوفات، من الهجمات التي استهدفت قناة تلفزيونية بسبب بثها لفيلم اعتبر مسيئاً للإسلام، إلى عمليات معادية لحقوق النساء ارتكبها سلفيون ظلاميون، إلى أفكار تقول إن المرأة "مكملة" للرجل، وليست مساوية له. لتذهب إلى أن ثورة الياسمين التي انطلقت في يناير 2011 ووضعت حداً لحكم بن علي الدكتاتوري باتت تبدو ذابلة على نحو حزين.

الصحيفة قالت إنه ما من شك أن الرئيس منصف المرزوقي، الذي كان معارضاً للنظام الدكتاتوري البائد ومناضلاً من مناضلي حقوق الإنسان عندما كانت تونس عبارة عن مفوضية شرطة كبيرة، كانت لديه بعض الأسباب للتقليل، ضمن حوار مع لوفيجارو، من خطورة الوضع السائد اليوم في تونس. غير أنها أضافت أن الأخبار التي تأتي من تونس من حين لآخر ليست وليدة "تخيلات فرنسية"، وإنما هي أخبار تثير قلق وتخوفات كل الديمقراطيين والنقابيين والنساء واليسار، وكل الأشخاص الذين تقاسموا مع المرزوقي النضال والآمال طيلة ربع قرن من الاستبداد.

عبودية

صحيفة "ليبراسيون" علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء الماضي على إعلان شركة "آبل" الأميركية في بحر هذا الأسبوع عن طرح جهازها الجديد آيفون 5 في الأسواق هذا الشهر. الصحيفة قالت إن الشركة مازالت تبرع في دغدغة الخيال والأحاسيس، على غرار تفوق رأسملتها في البوصة التي تعد الأولى في الولايات المتحدة والعالم، متوقعة أن تساهم مبيعات آيفون بعض الشيء في نمو أميركا أوباما التي ما أحوجها إلى ذلك.

غير أن الصحيفة وجهت انتقادات لاذعة للشركة إذ قالت: خلف الخيال والأسطورة يوجد وحش على غرار "جنرال موتورز" و"آي بي إم" في وقت من الأوقات، مضيفة أن آبل تنوي الهيمنة على العالم الرقمي والدخول في حرب مع "جوجل"، العملاق الرقمي الآخر ومنافسه الحقيقي بين المهتمين بالتكنولوجيا الرقمية والمواكبين لآخر المنتجات. غير أنه في هذه المنافسة الشرسة، تتابع الصحيفة، ليس لدي عمال أو المستهلكين الكثير ليربحونه، حيث مازالت آبل مستمرة في تصنيع منتجات حديثة وأنيقة تروق للأذواق في "مصانع العرق" الصينية، والمقصود بها تلك المصانع المكتظة التي يعمل فيها العمال الكادحون لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة وفي ظروف سيئة، بعيداً كل البعد عن الأجواء الكاليفورنية حيث يوجد مقر الشركة.

إعداد: محمد وقيف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف