اخوان الاردن ورسائل 'تهدئة' مع القصر وصندوق النقد: المساعدات عبرنا فقط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عمان ـ بسام البدارين
يدخل الرجل الثاني في جماعة الاخوان المسلمين الأردنية الشيخ زكي بني ارشيد، المعادلة السياسية في البلاد بموقع جديد ينطوي على تفاؤل وهو يشير مجددا إلى أن مقاطعة الانتخابات كانت خيارا سياسيا.
المعنى هنا واضح فالشيخ ارشيد، الذي يتخذ موقفا أقل تشددا في الواقع من حمائم التنظيم الأخواني داخل المطبخ، يوحي بأن التيار الإسلامي مستعد ضمنيا للخروج من حالة التأزم والاستعصاء الحالية إذا ما قدمت مؤسسة النظام أية مقترحات جديدة.
عمليا المقترحات التي يمكن أن تنزل الجميع من فوق الشجرة، على حد تعبير عضو البرلمان الدكتور ممدوح العبادي، واضحة تماما اليوم وتتمثل في توفير 'حد أدنى' من التعديل على صيغة قانون الصوت الواحد التي تنتج أزمة المقاطعة برمتها.
ينبغي أن تقدم مؤسسة القرار لقادة المطبخ الأخواني المتفقين هذه المرة على مقاطعة الانتخاب وبالإجماع، كما قال المسؤول السياسي للحركة الإسلامية مراد العضايلة، 'تنازلا ما' يمكن أن يذهب به الشيخ إرشيد ورفاقه إلى القواعد الشابة التي ترفض تماما المشاركة في حفلة الانتخابات.
بدون ذلك يشدد الكاتب والمحلل السياسي حلمي الأسمرعلى عدم حصول فارق على صعيد الأزمة بين مؤسسة القرار والإسلاميين، مشيرا الى ان أي تطور نوعي على الموقف الحالي الجامد يتطلب إقناع قواعد الحركة الإسلامية التي تتخذ قراراتها بصفة شورية في الواقع.
معنى ذلك أن القرار في الأساس ليس في يد مربع القيادة الاخواني بقدر ما هو بيد القواعد الشابة، فالمشاركة في الانتخابات في ظل قانون الصوت الواحد اليوم تعني المجازفة بانشقاق داخل الحركة الإسلامية، والشيخ إرشيد يحاول أن يبلغ بعض الوسطاء بضرورة فهم هذه المسألة.
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، استمع، على هامش جولاته ولقاءاته بعض النخب الوطنية المحسوبة تماما على النظام وأحيانا على دائرة العداء للإسلاميين، إلى آراء عديدة تحذر من تنظيم انتخابات قبل عام 2012 بدون الإسلاميين.
حسب معلومات لم تتوثق، بعض الآراء اعتبرت المسألة أقرب للانتحار السياسي، وحتى في أوساط دوائر القرار لا يتحمس كثيرون لانتخابات في ظل أجواء داخلية محتقنة أو قابلة للانفجار، عشية قرارات اقتصادية صعبة للغاية يبشر بها وزير المالية سليمان الحافظ.
مؤخرا وعلى هامش اجتماع نظمه الحافظ مع كريستينا كوستيال مسؤولة صندوق النقد الدولي، سمع الوزير الأردني تحذيرات شديدة اللهجة من كوستيال.. قالت له: عليكم أن تساعدوا أنفسكم ولا تتوقعوا أن يهب الجميع لمساعدتكم كما تتصورون.
جرس الإنذار قرع عند وزير المالية الأردني، وهو يستوضح عندما علم بأن قصد المسؤولة النقدية الدولية الإشارة إلى أن على عمان ألا تتوقع مساعدات مالية غربية أو عربية بدون 'ضوء أخضر' من الصندوق الدولي.
كوستيال قالت للوزير الأردني: قد لا يصلكم ولا دولار واحد ما لم نوافق على الأمر ونتأكد من أنكم تساعدون أنفسكم.
عليه يبحث الفريق الاقتصادي في الحكومة الأردنية عن الطريقة التي يمكن بواسطتها تنفيذ التزام مكتوب مع الصندوق الدولي برفع الدعم تماما عن جميع السلع والخدمات.
بالقرب من رئيس الوزراء فايز الطراونه يسأل البعض: كيف سترتفع الأسعار مجددا عشية الانتخابات، وفي ظل وجود الحركة الإسلامية في الشارع وخارج لعبة البرلمان؟
هذا السؤال حصريا قد يعيد إنتاج المشهد الحالي لصالح مبادرة جديدة تنهي حالة القطيعة بين النظام والإسلاميين، وهو خيار يدفع باتجاهه رجال ثقال من أوساط الحكم، بينهم رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب.
وهنا حصريا سرب بني إرشيد لصحيفة 'العرب اليوم' المعلومة التي تتحدث عن 'رسالة جديدة' وصلت من القصر الملكي لمطبخ الاخوان المسلمين قائلا: قررنا التعاطي مع هذه الرسالة وتقييم الأمر.
وفقا لمعلومات 'القدس العربي' يتبلورعرض جديد قد يقدم إذا ما نضجت الاتصالات للاخوان المسلمين، فالأجواء داخل التيار الأخواني توحي بإمكانية الموافقة على تأجيل التحدث عن تعديلات الدستور إذا ما تحركت قليلا معادلة 'الصوت الواحد'.
وحجم هذه الحركة على قانون الصوت الواحد مرهون بميزان القوى في الواقع وبتسويات من خارج الحدود يمكن أن تكون قد حصلت، وأغلب التقديرات أن الصيغة الأقرب للمنطق إظهار الاستعداد لتعديل قانوني بصوتين بدلا من الصوت الواحد على أن يكون الثاني للمحافظة وليس للدائرة الانتخابية.