جريدة الجرائد

هل تقبل إسرائيل بإيران نووية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ


هناك من المحللين من يذهب إلى أن إسرائيل ستقبل في نهاية المطاف بإيران نووية؛ وأنها الآن تحاول قدر الإمكان أن يكون ثمن هذا القبول مرتفعاً للغاية؛ وأن كل هذه الجعجعة والتصعيد من الطرفين ليست إلا للدفع بقضية قبول إيران نووية نحو السطح.

من يذهب إلى هذا التحليل يؤكد أن ثمة تفاهم من تحت الطاولة بين إيران وإسرائيل على هذا المضمون؛ بحيث يصعد الإيرانيون تهديدهم لإسرائيل، وإسرائيل تصعد في المقابل وتضغط على أمريكا لدعمها بأسلحة قادرة على تنفيذ ضربة لإيران، ليضطر الأمريكيون في النهاية إلى الرضوخ ودفع الثمن الذي ستحدده إسرائيل لقاء أن تقبل اسرائيل بإيران نووية. أصحاب هذا التحليل يؤكدون أن ما نشهده من تراشق كلامي بين إيران وإسرائيل يُعزز مثل هذا الاحتمال؛ فأمريكا لا يمكن أن تدخل في ظل ظروفها الاقتصادية والسياسية الحالية وحتى في الأشهر القليلة التي ستعقب الانتخابات الرئاسية حرباً مع إيران، كما أن هناك آراء بدأت تطفو على السطح لدى الأمريكيين تدعو إلى القبول بإيران نووية، لأن الدخول في حرب مع إيران الآن أو في المستقبل المنظور ستكون لها عواقب مدمرة؛ سيما والعالم الغربي برمته يمر بأزمة اقتصادية خانقة، كما أن أمريكا ما تزال تئن اقتصادياً وسياسيا بعد تجربتها المريرة في العراق؛ هذا فضلاً عن أن إسرائيل تدرك تماماً أن امتلاك إيران للسلاح النووي ليس موجهاً ضد اسرائيل وإنما هدفها أن تمارس دور الشرطي في الخليج، وهو أمر لا يعنيها. وهناك كثير من الإرهاصات بدأت تلوح في الأفق تجعل من هذا الاحتمال احتمالاً معقولاً. فقبل أيام هدد رئيس الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري اسرائيل بسحقها، ويوم الأحد الماضي قال العميد امير علي حاجي زادة قائد القوة الجو- فضائية لحرس الثورة الإيرانية بالنص: (إن ايران لن تكون البادئة في الهجوم ولكنها من الممكن أن تشن هجوما استباقيا إذا تيقنت بأن الأعداء يضعون اللمسات الأخيرة للهجوم عليها)؛ وهذا التصعيد لا يمكن إلا أن يصب في مصلحة نتنياهو وخيار ضرب إيران، وليس لإيران أية مصلحة من التصعيد غير المسبوق إلا إذا أخذنا في الحسبان أن ثمة تنسيق بين الدولتين لتمرير القبول بصفقة إيران نووية.

وهو ما يؤكده - أيضاَ - الكاتب الأمريكي بيل كيلر في صحيفة النيويورك تايمز الذي يرى أن بالإمكان التعايش مع إيران نووية؛ يقول: (ثمة خيارين أحلاهما مر، فإما إمطار المنشآت النووية الإيرانية التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بذخائر عملاقة وقوية وقادرة على اختراق تحصيناتها العميقة تحت الأرض، وإما العمل على احتواء إيران مسلحة بالقنبلة النووية). وتساءل الكاتب: (لماذا لا يتم احتواء إيران نووية؟ ولماذا لا يمكن استخدام نهج الردع ضد إيران نووية؟) مضيفًا: (أنه يتوجب على طهران في المقابل أن تعلم أن الرد على استخدامها سلاحا نوويا ضد جيرانها سيكون ردا جهنميا مدمراً). وكان الجنرال السابق في الجيش الأمريكي جون أبي زيد قد صرح لجريدة معاريف الإسرائيلية قائلاً : (إن امتلاك إيران قنبلة نووية ليس نهاية العالم؛ وأن هناك طرقاً مختلفة للتعايش مع إيران نووية).

ما تقدم يجعل وجود اتفاق بين إيران وإسرائيل تم الاتفاق عليه سراً أمراً محتملاً؛سيما وأن التعامل بين الملالي والإسرائيليين ليس جديداً، فقد باعت اسرائيل أسلحة لإيران بشكل سري عام 1986 سميت بقضية إيران - كونترا أثناء حربها مع العراق، واعترف الإسرائيليون بذلك ولزم الإيرانيون الصمت، ما يجعل التنسيق بينهما الآن، وفي هذه القضية الشائكة أمراً معقولاً.

والسؤال: هل ستقف المملكة ودول الخليج أمام هذا التطور الخطير الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق مكتوفة الأيدي؟ هذا هو السؤال المقلق.

إلى اللقاء

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماذا تفعل دول الخليج؟؟
عامل -

إذا قبلت إسرائيل وأمريكا بإيران نووية فما هي فاعلة دول الخليج العربية وقتها؟ بل ماذا تفعل الآن لمنع حدوث هذا الأمر؟ الجواب واضح. دول الخليج منهمكة ومشغولة بتدمير سورية بالمال والسلفيين المكبوتين جنسيا تماما كما فعلوا في العراق فأهدوه في صينية من فضة لإيران التي أصبحت بعد ذلك قوة عملاقة تهدد بابتلاع هذه الدول الواحدة تلو الأخرى. لو أن جهاد الخازن هو الي كتب هذا المقال لانبرى آل الشيخ لمهاجمته وكيل الاتهامات له..

ماذا تفعل دول الخليج؟؟
عامل -

إذا قبلت إسرائيل وأمريكا بإيران نووية فما هي فاعلة دول الخليج العربية وقتها؟ بل ماذا تفعل الآن لمنع حدوث هذا الأمر؟ الجواب واضح. دول الخليج منهمكة ومشغولة بتدمير سورية بالمال والسلفيين المكبوتين جنسيا تماما كما فعلوا في العراق فأهدوه في صينية من فضة لإيران التي أصبحت بعد ذلك قوة عملاقة تهدد بابتلاع هذه الدول الواحدة تلو الأخرى. لو أن جهاد الخازن هو الي كتب هذا المقال لانبرى آل الشيخ لمهاجمته وكيل الاتهامات له..

الأردن
Samer -

الكل يعلم أن قنبلة ايران موجهه ضد دول الخليج العربي حتى تتحقق أحلام ايران في جعل الخليج العربي فارسي بدليل أن أمريكا سلمت العراق وأفغانستان لايران والكل يعلم أن اسرائيل قصفت العراق , لذلك يجب على دول الخليج الاستعداد جيدا وعلى السعودية البدء فورا ببرنامج نووي كما فعلت باكستان مع الهند

خرافة ايران النووية
علي البصري -

اولا لاتستطيع ايران استخدام الذرة ضد اسرائيل لتداخلها مع الفلسطينين والدول العربي،ثم ان اسرائيل سترد وتدمر كل ايران اذن هناك توازن الرعب او ان الغرب المعني بالوجود الاسرائيلي هو من سيرد وينهي ايران ،لحد اللحظة لم تمتلك ايران القنبلة بتاكيد كل الاطراف ومن ضمنهم مفتشي ووكالات الاسلحة الذرية انما القول انه يشك ببرنامج ايران النووي السلمي لكن اسرائيل تملك 200 راس نووي قادرة لمحو كل الدول العربية من الخارطة زودها الغرب (فرنسا)في ستينات القرن الماضي لان عبد الناصر قال سنلقي اليهود في البحر !!! لا اعتقد ان المشكلة في امتلاك ايران الذرة انما في وجود النظام الايراني الحالي وتاثيره على المنطقة وتخوف الخليج من الشيعة وتنامي نفوذهم في سوريا ولبنان والعراق والبحرين والسعودية او مايسمى الهلال الشيعي وهذا تاثيره اكبر من قنبلة ايران وهي الذريعة المناسبة مثل اسلحة الدمار الشامل لصدام التي اصبحت الكذبة لمهاجمته وغزو العراق.

خرافة ايران النووية
علي البصري -

اولا لاتستطيع ايران استخدام الذرة ضد اسرائيل لتداخلها مع الفلسطينين والدول العربي،ثم ان اسرائيل سترد وتدمر كل ايران اذن هناك توازن الرعب او ان الغرب المعني بالوجود الاسرائيلي هو من سيرد وينهي ايران ،لحد اللحظة لم تمتلك ايران القنبلة بتاكيد كل الاطراف ومن ضمنهم مفتشي ووكالات الاسلحة الذرية انما القول انه يشك ببرنامج ايران النووي السلمي لكن اسرائيل تملك 200 راس نووي قادرة لمحو كل الدول العربية من الخارطة زودها الغرب (فرنسا)في ستينات القرن الماضي لان عبد الناصر قال سنلقي اليهود في البحر !!! لا اعتقد ان المشكلة في امتلاك ايران الذرة انما في وجود النظام الايراني الحالي وتاثيره على المنطقة وتخوف الخليج من الشيعة وتنامي نفوذهم في سوريا ولبنان والعراق والبحرين والسعودية او مايسمى الهلال الشيعي وهذا تاثيره اكبر من قنبلة ايران وهي الذريعة المناسبة مثل اسلحة الدمار الشامل لصدام التي اصبحت الكذبة لمهاجمته وغزو العراق.

الشعب المتحضر
عادل -

فشل السلفيون المكبوتون جنسيا في تغيير النظام في سورية لأنه يحظى بدعم الجزء الأعظم من شعبه فأخذوا يفشون غلهم في كل من يخالفهم الرأي من الكتاب والمفكرين. تاريخ السلفيين المكبوتين تاريخ هزائم متواصلة، سواء في الجزائر أو العراق أو الصومال أو سورية اليوم.. كل جهة حل بها هؤلاء المتخلفون يحل بها رفقتهم الدمار والقتل والدم والخراب. إنهم يشبهون البوم والغربان. الشعب السوري المتحضر لا يمكنه أن يقبل بتسليم رقبته لهؤلاء الخونة المأجورين...