«أحرار» السلفية المصرية تحيي ذكرى ... سقوط الأندلس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إطلاق "تحالف الوطن الحر" السلفي لخوض الانتخابات البرلمانية
القاهرة - من عبدالجواد الفشني وأحمد الهواري - القاهرة
نظمت حركة "أحرار" السلفية وقفة في ميدان "سفنكس" في شارع جامعة الدول العربية في الجيزة امس لإحياء ذكرى سقوط الأندلس في أيد الأسبان في العام 1492.
وقالت الحركة في بيان لها إن الذين يعتبرون أن الدعوة لإحياء ذكرى سقوط الأندلس انشغالا عن القضايا الحاضرة يجب أن يدركوا أن أحد أسباب تأزم الحاضر وضبابية المستقبل هو "الغفلة عن الماضي"، مؤكدة أن الأمم التي لا تحسن صناعة الدروس والعبر من تاريخها لن تحسن صناعة الآمال والأحلام في المستقبل، وأنه لا خير في أمة تنسى ماضيها ولا خير في شباب لا يعرف تاريخ أجداده.
في هذا الوقت، بدت الأوضاع ساخنة في الأوساط السياسية السلفية في مصر، ما بين حزب أعلن عنه، وحزب يعاني الانشقاق، وتحالفات انتخابية بدأت تتكون ملامحها في الساعات الأخيرة، استعدادا للانتخابات البرلمانية المرتقبة.
وكشفت قيادات في حزب "النور" السلفي عن استعدادها للانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال "المجمعات الانتخابية" لاختيار أفضل الكوادر التي ستمثل الحزب، وأكدت أن الحزب أغلق صفحة الاستقالات التي تقدم بها عدد من الأعضاء خلال الفترة الماضية، وتدشين حزب "الوطن" ذي المرجعية الإسلامية.
وقال نائب رئيس حزب "النور" السيد مصطفى خليفة، إن الحزب لن يتأثر باستقالات عدد من قياداته ولن يتأثر أيضا بتأسيس أحزاب ذات مرجعية إسلامية ومنها حزب "الوطن" والذي يترأسه رئيس حزب "النور" المستقيل عماد عبد الغفور، مضيفا: "حصلنا على 20 في المئة من مقاعد مجلس الشعب الماضي ولم نكن معروفين في الأوساط السياسية، وسنحقق، إن شاء الله، نسبة أكبر في انتخابات البرلمان القادمة". وكشف عن أن الحزب بدأ الاستعداد للانتخابات البرلمانية بجدية منذ أكثر من شهر، والحديث عن التحالفات الانتخابية حاليا سابق لأوانه.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب النور نادر بكار إن تأسيس الأعضاء المستقيلين من حزب النور لحزبهم السياسي الجديد "الوطن" إضافة للحياة السياسية في مصر، مطالبا إياهم بطي صفحة الماضي والانطلاق بحزبهم الجديد وأن ينسوا الخلافات السابقة مع حزب النور.
وكان أول التحركات القوية، ما أعلنه رؤساء أحزاب الوطن والأمة المصرية والبناء والتنمية والعمل عن تدشين تحالف "الوطن الحر" استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة على قائمة موحدة للمنافسة على مئة في المئة من المقاعد، وألمحوا إلى احتمالية الاندماج الكامل في وقت لاحق.
كما دعا وكيل مؤسسي حزب الأمة المصرية الشيخ حازم أبوإسماعيل القوى السياسية المختلفة للدخول في مناظرات يومية مع الأحزاب الإسلامية بهدف إزالة اللبس والغموض لدى المواطنين وكشف الحقيقة أمامهم، مشيرا إلى أن المعركة السياسية الحقيقية هي معركة وعي للإيضاح والتبيان.
وقال عبد الغفور إن حزب "الوطن" يمس جموع الشعب المصري ويصل إلى الفلاح والعامل وإلى كل مصري يعبر عن صوته ويجسد آماله وصولا للغاية العظيمة والمقصد الكريم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أساتذة الجامعات والمتخصصين لديهم الحلول لجميع مشكلات الشعب والوطن، وتمنى أن يكون الحزب إضافة للعمل الاقتصادي والاجتماعي في البلاد من خلال تحسين النوايا.
أما نائب وكيل مؤسسي حزب "الوطن" الثاني يسري حماد فأكد أن الحزب لا يؤمن بالحزبية الضيقة ولن يعمل من خلالها ولن يوافق أبدا على تقسيم أبناء مصر إلى فئات متنابذة، بل قلوبنا وصدورنا تتسع لجميع أبناء هذه الأمة حماة الوطن وصناع المستقبل".
وأضاف إن "مؤسسي الحزب أخذوا على عاتقهم منذ اليوم الأول للتأسيس اختيار أفضل الكفاءات في جميع المراكز الحزبية، مع تبني الحزب منظومة لتدريب وتطوير الكفاءات الشابة لتسهم في استمرار هذا الحزب لاستمرار المسيرة وتحقيق الرسالة".
وأوضح أن "هذا الحزب يمد يده إلى جميع القوى السياسية طمعا في التوافق الوطني والنهوض بالوطن واحترام الآلية السياسية التي ارتضينا جميعا العمل من خلالها واحترام إفرازاتها ونتائجها، وحرصا على مستقبل البسطاء والفقراء، الذين ينتظرون غدا أفضل ومستقبلا واعدا مشرقا لهم ولأطفالهم".
الرئاسة المصرية للمرة الثانية:رأي العريان بعودة اليهود ... شخصي
جددت الرئاسة المصرية امس للمرة الثانية تأكيدها على أن ما قاله مستشار الرئيس محمد مرسي ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان حول عودة اليهود لا يمثلها كما رفض مجلس الشورى ما قاله.
وقال المتحدث الرئاسي الدكتور ياسر علي إن مؤسسة الرئاسة تؤكد من جديد أنها غير مسؤولة عن التصريحات التي أدلى بها العريان حول اليهود، ونرى أن هذه التصريحات آراء شخصية خاصة به.
وشدد علي على أن "مستشاري الرئيس مرسي لا يتحدثون باسم الرئاسة وليس لنا أي تعليق حول هذه التصريحات".
وقال رئيس مجلس الشورى والقيادي الإخواني أحمد فهمي إن رأي العريان لا يعبر عن رأي مجلس الشورى، لأن المتحدث الرسمي باسم المجلس هو رئيسه أحمد فهمي، مشيرا إلى أن العريان يعبر عن رؤيته الشخصية وليس رؤية حزب الحرية والعدالة أو الكتل البرلمانية للحزب في الشورى. وأضاف: "ما قاله الدكتور عصام العريان غير قابل للتطبيق، وذلك لأن اليهود المصريين لم يجبرهم أحد على الهجرة لإسرائيل، ولم يخرجهم الرئيس جمال عبد الناصر من مصر"، مشيرا إلى أنهم خرجوا من أجل خدمة مشروع صهيوني.
وقال: "كما أن هؤلاء اليهود ذهبوا لخدمة مشروع عنصري ومتطرف ولطرد شعب من أرضه، وحاربت بلادهم مصر في ثلاث حروب متوالية على مدى أعوام 1956 و1967 و1973"، مشيرا إلى أن "هؤلاء لا يمكن ولا يقبل أحد أن يكونوا مواطنين مصريين".
التعليقات
حتى لا ننسى وللتاريخ
معاوية -أبلغ ما كتب عن محنة العرب في الأندلس ـ في كتاب الأستاذ أسعد حومد سفير سوري سابق ـ الوصف الذي جاء على لسان ريشيليو، كاردينال فرنسا ورئيس وزرائها في عهد لويس الثالث عشر، عمل إسبانيا في إبادة العنصر العربي الإسلامي في الأندلس، وطرد جميع من تبقى منهم فيها عام 1609 و1610 بأنه "أكثر ما عرفه التاريخ في جميع عصوره من أعمال القسوة والبربرية والجرأة". والكاردينال ريشيليو عاصر آخر فصل من فصول مأساة العرب ومحنتهم في الأندلس، وعرف ما رافق عملية إخراجهم من إسبانيا من مآسي لا يمكن أن يعبر عنها وصف. فالإسبان هم شعب عرف الحضارة، وله دين سماوي يأمر بالخير والرأفة والوفاء بالعهد، دخلوا أكثر المدن الإسلامية صلحاً، وعقدوا مع الأندلسيين عهوداً ومواثيق، وقد أقسم ملوكهم وكبار رجال دينهم على الوفاء بما تضمنته تلك العهود والمواثيق؛ ولكنهم خرقوا جميع هذه العهود، بعد أن وضع الشعب العربي سلاحه، وتجرد من أسباب الدفاع عن نفسه، وقد استسلم الإسبان إلى حركة قمع رهيبة ضد هذا الشعب المسالم، الذي وثق بعهودهم وشرفهم ودينهم، وقبل الدخول في ذمتهم. واستمر الاضطهاد متواصلاً، بدون هوادة أو تراخ، مدة مئة وعشرين عاماً، لم يتركوا خلالها صنفاً من أصناف العذاب والتنكيل والنهب والاستغلال إلا وصبّوه على هذا الشعب المنكود. وكان من نتيجة ذلك كله أنه لم يبق في الأندلس كلها أحد من العرب في أواخر عام 1610؛ مع أن المؤرخين كانوا يقدرون عدد سكان الأندلس في عهد المنصور بن أبي عامر (حوالي سنة 1000) بما يقارب الثلاثين مليوناً من الناس السعداء. وأكثر ما في مأساة عرب الأندلس من إيلام، هو أن الأسبان الذين اضطهدوهم، وأمعنوا في الإساءة إليهم، وتفننوا في أساليب العسف والتعذيب والإرهاب التي استعملوها معهم، كان أسلافهم في غالبتهم العظمى من رعايا عرب الأندلس، وعاشو في ظل الدولة العربية أحراراً مكرمين، ولاقوا من العرب أطيب معاملة، وأنبلها، وأعدلها، ونعموا بممارسة جميع حرياتهم على نحو لم يعهدوه في عهد أي من الحكومات التي تتالت على الأندلس قبل دخول العرب إلى الجزيرة الإيبرية، كما لم تهده أوروبا في ذلك الحين.هذا وقد كان لدور الكنيسة في مأساة العرب في الأندلس، دور الموجه والمحرض والدافع إلى إبادة العرب وإلى اضطهادهم وإلحاق الأذى بهم، فقد دفعت الكنيسة الملوك الأسبان إلى خرق حرمة معاهدات الاستسلام التي كفلت للمسلمين حياتهم وأموالهم وحرياتهم
حتى لا ننسى وللتاريخ
معاوية -أبلغ ما كتب عن محنة العرب في الأندلس ـ في كتاب الأستاذ أسعد حومد سفير سوري سابق ـ الوصف الذي جاء على لسان ريشيليو، كاردينال فرنسا ورئيس وزرائها في عهد لويس الثالث عشر، عمل إسبانيا في إبادة العنصر العربي الإسلامي في الأندلس، وطرد جميع من تبقى منهم فيها عام 1609 و1610 بأنه "أكثر ما عرفه التاريخ في جميع عصوره من أعمال القسوة والبربرية والجرأة". والكاردينال ريشيليو عاصر آخر فصل من فصول مأساة العرب ومحنتهم في الأندلس، وعرف ما رافق عملية إخراجهم من إسبانيا من مآسي لا يمكن أن يعبر عنها وصف. فالإسبان هم شعب عرف الحضارة، وله دين سماوي يأمر بالخير والرأفة والوفاء بالعهد، دخلوا أكثر المدن الإسلامية صلحاً، وعقدوا مع الأندلسيين عهوداً ومواثيق، وقد أقسم ملوكهم وكبار رجال دينهم على الوفاء بما تضمنته تلك العهود والمواثيق؛ ولكنهم خرقوا جميع هذه العهود، بعد أن وضع الشعب العربي سلاحه، وتجرد من أسباب الدفاع عن نفسه، وقد استسلم الإسبان إلى حركة قمع رهيبة ضد هذا الشعب المسالم، الذي وثق بعهودهم وشرفهم ودينهم، وقبل الدخول في ذمتهم. واستمر الاضطهاد متواصلاً، بدون هوادة أو تراخ، مدة مئة وعشرين عاماً، لم يتركوا خلالها صنفاً من أصناف العذاب والتنكيل والنهب والاستغلال إلا وصبّوه على هذا الشعب المنكود. وكان من نتيجة ذلك كله أنه لم يبق في الأندلس كلها أحد من العرب في أواخر عام 1610؛ مع أن المؤرخين كانوا يقدرون عدد سكان الأندلس في عهد المنصور بن أبي عامر (حوالي سنة 1000) بما يقارب الثلاثين مليوناً من الناس السعداء. وأكثر ما في مأساة عرب الأندلس من إيلام، هو أن الأسبان الذين اضطهدوهم، وأمعنوا في الإساءة إليهم، وتفننوا في أساليب العسف والتعذيب والإرهاب التي استعملوها معهم، كان أسلافهم في غالبتهم العظمى من رعايا عرب الأندلس، وعاشو في ظل الدولة العربية أحراراً مكرمين، ولاقوا من العرب أطيب معاملة، وأنبلها، وأعدلها، ونعموا بممارسة جميع حرياتهم على نحو لم يعهدوه في عهد أي من الحكومات التي تتالت على الأندلس قبل دخول العرب إلى الجزيرة الإيبرية، كما لم تهده أوروبا في ذلك الحين.هذا وقد كان لدور الكنيسة في مأساة العرب في الأندلس، دور الموجه والمحرض والدافع إلى إبادة العرب وإلى اضطهادهم وإلحاق الأذى بهم، فقد دفعت الكنيسة الملوك الأسبان إلى خرق حرمة معاهدات الاستسلام التي كفلت للمسلمين حياتهم وأموالهم وحرياتهم