ديمقراطية النواصب والروافض!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حسين شبكشي
كم كان منظرا مقرفا ومثيرا للاشمئزاز ذلك الذي أظهر نائب الرئيس العراقي الأسبق عزة الدوري وهو يخطب في شريط مسجل عن تأييده للاعتصامات الاحتجاجية التي تجتاح مناطق كثيرة بالعراق هذه الأيام، ويتحدث عن "مقاومته" و"صموده" أمام المخططات وغير ذلك من الهراء الذي يصم الآذان. فرؤية هذا الوجه القبيح أعاد إلى الأذهان أيام رئيسه المجرم الطاغية الذي بدد أموال بلاده وأدخلها في حروب مدمرة، وحكم شعبه بأغلال من نار، ويا للعجب أن ترفع صور هذا المجرم ويتم تصويره على أنه "زعيم" و"رمز" و"عبقري"، وتطلق عليه جمل غريبة ومضللة مثل "لم نعرف قيمته إلا بعد رحيله"، والأدهى والأمرّ أن هذا الشخص نفسه يتحول لدى البعض لأيقونة طائفة بأكملها وزعيم لها. فبعض متشنجي طائفة السُنة يرون في صدام حسين "زعيما فذا" فهم الرافضة والمخطط الشيعي وتصدى له، كما يفعل متشنجو الشيعة الذين يدافعون عن المجرم بشار الأسد ويقولون إنه يقف أمام "التكفيريين النواصب"، وإنه "عبقري ويجب حمايته والدفاع عنه". هذه الحماقة المزدوجة التي تتبنى مواقف مسعورة لا علاقة لها بالقيم التي جاءت بها الرسالات السماوية والأديان التابعة لها، والتي تنادي بإقامة العدل ونصرة المظلوم، ولكن المواقف التي يتم تبنيها لتأييد "طاغيتهم" والتغاضي تماما عن جرائم هذا الطاغية وخطاياه، فقط بحجة أنه "منهم"، تضعهم من الناحية الشرعية البحتة في خانة المنافقين. وهذه المنظومة الثقافية الفكرية الشديدة الازدواجية والمتناقضة هي التي تمكن تماما من ترعرع الاستبداد والطغيان؛ لأنها توجد له أدوات وآليات التبرير بكافة أشكاله.
جرائم صدام حسين وخياناته وغدره وطغيانه لم تعد سرا ولا خافية على أحد، بل إنها مسألة يعرفها القاصي قبل الداني، ولم يسلم من أذاه أحد بغض النظر عن درجات القربى منه؛ طائفيا أو أسريا أو مناطقيا، الكل بلا استثناء ذاق مرارة صدام حسين، فمن الاستغفال المريب أن يأتي اليوم من يدافع عنه أو عمن كانوا معه وشاركوا في الجرائم الفظيعة التي ارتكبها، وكذلك الأمر بالنسبة للمجرم بشار الأسد، فهناك من يستغفل الناس ويقوم بالدفاع المقيت عنه وعن والده ويتجاهل حجم الجرم المرتكب على الشعب السوري طوال الأربعين سنة الماضية، متناسيا المذبحة تلو الأخرى، والحقد والاستبداد والإذلال والجبروت، والطغيان الذي كان ولا يزال نهج حكم الأسد، ثم يواصل دفاعه عن المجرم بتصويره على أنه مقاوم وممانع، وغير ذلك من الهراء الخبيث.
الحديث الشريف على صاحبه أزكى صلاة وأتم تسليم واضح وصريح جدا ولا يحتاج إلى تفسير ولا تأويل "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، فكيف بمن يصور الباطل على أنه حق ويعيد برمجة الصورة ويغير ألوانها وكأنها معالجة "فوتوشوبية" للواقع المر حتى يتم ترويجه للشارع المستهدف بشكل مليء بالضلال والخبث؟ التربة العربية ستظل خصبة جدا لبذور الطغيان طالما استمر وجود من ينثر فيها الحقائق من واقع طائفي أو عنصري أو مناطقي بغيض؛ لأن هذه النظرة أساسا ليست نظرة سوية ولا عادلة، ولكنها تتبنى منذ لحظة إطلاقها موقفا استباقيا متطرفا في مضمونه.
المجتمعات السوية التي تتبنى القيم الإنسانية التي جاءت بها الرسائل السماوية، وتقيم قواعد الحقوق والعدالة والتسامح والمساواة، هي التي تتحقق فيها سنة الله الكونية، وتفتح فيها الخيرات "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"، وطالما استمر هذا الميزان فيه من الخلل سيكون النتاج هو الآخر مليئا بالغث والخبث، وستستمر مسيرة المعاناة "ليميز الله الخبيث من الطيب"، فالتميز لا يزال مستمرا حتى تتم تنقية المجتمع، ولو بالتدريج، من سرطانات النفاق والتفرقة والازدواجية.
لن تكون هناك مدينة فاضلة على الأرض.. نعم ندرك ذلك، ولكن الاعتراف والإقرار بوجود هذه العلل والأمراض، وأخذ خطوات صادقة للتعامل معها، أول مراحل العلاج المجتمعي، وهي مسألة وقفت عندها مجتمعاتنا واختارت طريق "التقسيم" والتصنيف المريح؛ ليكون مبدأ "من ليس معي فهو ضدي" الخيار الأسهل، غير مدركين أن لهذا الخيار تكلفة باهظة الثمن، وفاتورة مرتفعة التكاليف، وهي أشبه بقنبلة موقوتة، متى ما انفجرت ستنال شظاياها الجميع بلا استثناء. وكل الخوف أن نكون قد دخلنا في دائرة أفلاك مسألة لا يمكن العودة عنها وأن القادم أسوأ!
التعليقات
مشاغبات
سالم -السبب الرئيسي لكل هذه الخلافات المذهبية ان دستور هذه الدول هو دستور عنصري يعتمد على ثوابت الالهية غير متفق عليها منذ خروج مايسمى دين الفطرة الى الوجود فكتابه حمال اوجهه ويمكن تبرير اي فعل في بداية الدعوة ولحد الان بالدين والاحاديث والتي في الاغلب غير متفق عليها ثم ان بذور هذا الانشقاق قامت بعد قيام اصحاب الدعوة الاوائل بالتقاتل فيما بينهم على استعمار الدول المجاور واستغلال الغنائم باسم الدين وتحويل الاستعمار الاستيطاني الى مسمى فتوحات خرافية تدل على مدى الازدواجية في حين ان كل الاستعمار في العالم اختفى واستقلت الدول ماعدى الاستعمار الاسلامي الذي سرق البلاد والعباد وارغم بالسيف سكان الدول المحتلة على اعتناق دين الفطرة وهنالك الكثير في اللوح المحفوظ وكتب السيرة والاحاديث المحمدية والصحابة ما يؤيد ذلك لقد ولد تصنيف الروافض والنواصب ليكون شاهدا على ان دين الفطرة هذا لايعترف بالاختلاف وماكان الخلفاء في طول التاريخ الاسلامي والى يومنا هذا مع خليفة وامير ا المؤمنين الشيخ مرسي الا طغاة واستبداديون فكلامهم ا لاهي كما كان كلام صدام والاسد والخميني والحزب الالاهي والحركة االالاهية في غزة والسودان فلايمكن معارضتهم لانهم جاءوا بصكوك الاهية غير قابلة للنقض وسوف يستمر حال هذه الامة على التقاتل فيما بينها الى ان تفيق وتفصل حكم الدولة عن الدين ليكون هناك مجتمعات حرة في التعبير والولاء لغير الطائفة بل مصلحة الوطن العليا
لا حول ولا قوة الا بالله
عربي مغترب بلندن -خارج الموضوع
كلام صح
ابو علي -ياسيد حسين شبكشي كلامك صحيح ومنطقي ويبدو عادلا في طرحه ..ولكن الكلام يجب أن يوجّه الى دول وليس الى ناس لا حول لهم ولا قوة ..لا تغرنّك الجموع والملايين التي تخرج لتزعق هنا وهناك مدعية الأصلاح ..كلهم جبناء ومكبسلين وصاحبي هوى ..انا ارى ان الكلام يجب ان يكون بأسماء الدول والأشخاص الذين يتاجرون بالدم ..قطر تلعب لعبة اكبر من حجمها ..والسعودية تهلهل لما يجري في العراق ..الطائفية مرض في داخل كل من ولا خلاص منه إلا بالتقوى..والتقوى غير موجودة في قلوب المسلمين والدليل مايفعلونه من قتل وسلخ وذبح في العراق ومصر وسوريا وتونس وليبيا ولبنان والقائمة تطول..الحل الوحيد هو يوم القيامة وهو حق كما اراه،فليعمل العاملون لهذا اليوم فقط..
البعث والعبث
رافع علي -حزب البعث=العبث والعبثية, ما افرزه الوضع العراقي والسوري هو دليل دامغ على فساد فكر حزب البعث.
الحرب الباردة
ضياء الحسين -حينما اطلق سراح عزت الدوري من السجن بعد عفو شامل من قبل الراحل عبدالرحمن محمد عارف لم يستطع ايجاد عمل لأنه لا يحمل شهادات فعمل في بيع الثلج . والعمل ليس عيبا ابدا وحينما اصبح نائبا لصدام قرر صدام اعلان الحرب الباردة على الغرب وأوكل الى عزت الدوري تجهيز الثلج الازم للتبريد