جريدة الجرائد

إفتتاحيات الصحف : الاردن يدفع ثمن الازمة السورية وشقها العراقي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن

حكومة السيد نوري المالكي في العراق تعيش هذه الايام حالة من التخبط وانعدام الوزن، وابرز مؤشرات ذلك هو اقدامها على اغلاق الحدود مع الاردن من جانب واحد واعتبارا من فجر اليوم.
وكالة الانباء الاردنية 'بترا' التي بثت هذا الخبر قالت ان السلطات الاردنية تلقت اخطارا من الجهات العراقية، مفاده ان معبر طريبيل الحدودي سيغلق اعتبارا من اليوم الاربعاء 'لاسباب خاصة' دون اي توضيح لهذه الاسباب وطبيعتها.
الامر لا يحتاج الى توضيح، فمنطقة الانبار التي تشهد حاليا انتفاضة شعبية ضخمة تطالب برفع المظالم عن اهلها، وانهاء حالة الاقصاء التي يتعرضون لها لاسباب طائفية محضة من قبل حكومة طائفية.
عشرات الآلاف من اهالي محافظة الانبار نزلوا الى الشوارع طوال الايام العشرين الماضية واغلقوا الطريق الذي يربط الحدود الاردنية بالمدن العراقية، ويشكل الشريان التجاري الرئيسي، مطالبين بالغاء قانون الارهاب الذي يعتقدون انه يستهدف طائفتهم، وقانون المساءلة والعدالة الذي حل محل قانون اجتثاث البعث المثير للجدل، وما حدث فعلا هو تغيير الاسم مع استمرار الممارسات نفسها.
حدود العراق مع سورية مغلقة ايضا بسبب الاضطرابات الامنية، وسيطرة المعارضة المسلحة التي تعمل على اسقاط النظام في دمشق على معظمها، وضع العراق في حالة حصار غير معلن، وبات المنفذ البري الوحيد باتجاه ايران وربما هذا امر لا يزعج السيد المالكي.
الاردن الذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة وعجز في ميزانية العام الحالي يقترب من ملياري دولار، وديون خارجية تصل الى 23 مليار دولار، سيكون الخاسر الاكبر من اغلاق الحدود، لان هناك آلاف الشاحنات ستتضرر جراء ذلك، علاوة على وقف كامل للصادرات والواردات وتجارة الترانزيت التي تعتاش منها آلاف الاسر الاردنية.
لا احد يعرف الى متى سيستمر اغلاق الحدود الاردنية ـ العراقية، لكن من الواضح ان هذا الاغلاق هو نتيجة مباشرة لانعكاس الازمة السورية على دول الجوار والعراق على وجه الخصوص، فحكومة المالكي تعتبر الحكومة العربية الوحيدة المتعاطفة مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتعرضت لاتهامات عديدة بجعل ارض العراق ممرا او بالاحرى نقطة انطلاق لمرور صفقات اسلحة ايرانية، ومساعدات اقتصادية لدعم النظام السوري.
الصراع في سورية تحول الى حرب اهلية طائفية باعتراف الامم المتحدة نفسها، ومن الطبيعي ان يجد امتداداته في العراق الذي كان اول دولة جربت فيها امريكا الجراحة التقسيمية على اسس طائفية. ومن المفارقة ان السيد الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي الى العراق في حينها كان الشريك الابرز للجنرال بول بريمر الحاكم العسكري للعراق في بذر بذور المحاصصة الطائفية من خلال توزيع المقاعد في مجلس الحكم العراقي.
فلم يكن مفاجئا بالنسبة الينا ان يتحالف السنة العرب مع نظرائهم الاكراد ضد التحالف الشيعي الذي يتزعمه السيد المالكي ويحكم باسمه. فقد قاطع الوزراء السنة والاكراد معا جلسة الحكومة العراقية امس لاظهار تأييدهم للاحتجاجات التي تهدد الحكومة الائتلافية الهشة في بغداد.


العنف الطائفي يزحف بقوة نحو العراق، وربما ينتهي الى تكريس التقسيم الحالي القائم على اسس عرقية وطائفية، تماما مثلما تنبأ المفكر اليهودي البريطاني برنارد لويس صاحب نظرية 'العراق دولة مصطنعة'، ومن المؤسف ان السيد المالكي يتحمل المسؤولية الاكبر لانه اقدم على سياسات اقصائية، وفشل في تحقيق المصالحة الوطنية، وبناء العراق الحديث.
العراق الجديد انتهى، وبات كثيرون يترحمون على العراق القديم الذي كان يجسد الهوية الوطنية الجامعة الموحدة، والدولة القوية المهابة من جميع جيرانها، وتشكل ثقلا سياسيا كبيرا في المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بالعربي المفيد!!
واحد بن واحد -

لا يمكن ان نراعي معيشة عشرات الأسر الأردنية التي تعتاش على النقل بين العراق والأردن على حساب الأمن الوطني العراق والحكومة العراقية أدرى..وأحب أن أقول إن الغالبية العراقية يعني من بغداد وأنت نازل تقول ألف مالكي ولا صدام واحد..أمة العرب واحدة برأسنا صامدة بعد ماكو..كل الصحف والإعلام والأبواق والتلفزيونات لا تؤثر في تركيبة العراق وحقيقة هذه التركيبة

الأردن سيصمد بعون الله
Rateb -

الأردن سيصمد بعون الله أمام جميع التحديات ولكن أقول يجب على الدول العربية الغنية "الخليج وليبيا والجزائر" مساعدة الأردن إقتصادياً، فالأردن يضم أكثر من ثلاثة ملايين مواطن فلسطيني نصف مليون مواطن مصري ومائة ألف مواطن عراقي وعشرون الف مواطن يمني إضافة إلى ما يقار الثلاثمائة ألف مواطن سوري. ولا ننسى آلاف المواطنيين الباكستانيين والأفغان والهنود والفلبيين والسريلانكيين وطلاب أندونسيين وماليزيين.... ومستثمرين لبنانيين.

قرار صحيح
صادق -

قرار صحيح وشجاع , فالكثير من رؤزس الفتنة والارهاب ورفاق السوء قد اتخذوا من العاصمه عمان مقرا لهم , يتامرون على العراق واهله , يسرقون خيراته ويهيجون بهائمه , وكانه لم يكفهم ما عملو وما سببوا من بلاء لشعب العراق عربه واكراده ولجيرانه , يستطيعون الالتحاق بام المؤمنين والرفاق ساجده في قطر ويتركون الاشقاء في الاردن يدبرون حالهم ويرتبون اوراقهم .

تسلم ايدك يالمالكي
الف ميم -

نعم يجب قطع جميع ارجل الاخطبوط التركي الكوردي العربي عن ادوات الفتنة في العراق القدس العربي التي حرمت من كوبونات صدام لم تتحمل قطع احد ارجل الاخطبوط فاصيبت بخيبة امل كبيرة بقطع بعض الدولارات التي اشار لها السيد المالكي متى يعي هؤلاء المتوهمون انهم خسروا المعركة مع محرومي الشعب العراقي الى الابد

جمل المحامل
الاول -

مش بس الازمه السوريه وانما كل ازمات المنطقه المصريه والعراقيه وقبلها الفلسطنيه وغيرها صحيح انا نفرا قليل يستفيد من الازممات احيانا ولاكن معضم الشعب يتاثر بشكل كبير بشكل سلبي

الى الف باء
salm -

الف ميمانتو تحت رحمت الاكراد ..كردستان هي الطريق الوحيد الذي يربط العراق بتركيا ثم اوربا ثانيا سوف يستخدم معكم حرب قطع المياه .الاكراد سوف يكملون مد انابيب النفط هذا العام فلم يحتاجو الى ولاية الفقية الان

salm,6
ابن PKK -

الف ميم مسيحي اثوري شيعي من هكاري.

salm,6
ابن PKK -

الف ميم مسيحي اثوري شيعي من هكاري.