محاصرة الطائفية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جاسر عبد العزيز الجاسر
فشلت محاولات التشكيك وتخويف المكونات العراقية من مظاهرات رفض الظلم والتهميش والإقصاء وتقسيم العراق التي حاول نوري المالكي وجماعته من حزب الدعوة الطائفي إيقافها، فقد طالبوا بتنظيم مظاهرات مضادة للرد على مطالبات العراقيين التي وجدت تجاوباً وتعاطفاً من كل الشرفاء في جميع أنحاء العراق، وامتدت التظاهرات من الأنبار قبلة العراقيين في التصدي للاحتلال والظلم، المحافظة التي تصدى أبناؤها للاحتلال الأمريكي واليوم يتصدون لمحاولات الهيمنة والسيطرة الفارسية التي يقوم بها نوري المالكي والأحزاب الطائفية.
شرارة الغضب العراقي التي انطلقت من الرمادي قلب الأنبار، امتدت إلى المحافظات الغربية والشمالية و وصلت إلى المحافظات الجنوبية حيث خرجت العشائر العربية في محافظات البصرة والعمارة والناصرية، وقد تفاعل أبناء العشائر العربية مع الشعارات التي رفعها المتظاهرون في الأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين وأحياء بغداد، وبالذات شعار (عراقنا واحد) ورد المؤمنون من العراقيين من كلا الطائفتين من أهل السنة والشيعة على دعوات التشطير والانقسام، فشهدت الجوامع والمساجد في عموم العراق صلاة جمعة موحدة، لإجراء عملي على وحدة العراقيين وتماسكهم لإفشال محاولات الفرسنة التي يقودها نوري المالكي وجماعاته من الأحزاب الطائفية، وأثبت أبناء العشائر العربية في البصرة والناصرية والعمارة انتماءهم لوطنهم العراق وأمتهم العربية والتمسك بالإسلام الصحيح البعيد عن الخرافات والخزعبلات التي ينشرها الصفويون في العراق.
هذا التطور الذي يشهده العراق والذي أظهرته المظاهرات والاحتجاجات، ينبئ بنسائم لربيع يهب على أرض الرافدين، وهذه الاحتجاجات وإن بدأت برفض الظلم وإنهاء المظلومية التي فرضت على أهل السنة في العراق، إلا أنها رفعت الغمامة عن عيون العراقيين الذين انخدعوا بادعاءات الطائفيين من الأحزاب التي أنشأها ورعاها ملالي إيران، فلم يعد العراقيون -وبالذات من الشيعة- يصدقون مزاعم نوري المالكي وجماعته بتخويفهم من أهل السنة وأنهم يشكلون خطورة على الشيعة وأنهم يشكلون أغلبية تنظيم القاعدة وأنهم موالون للنظام السابق ومؤيدون لحزب البعث إن لم يكن أغلبهم من البعثيين.
هذه المزاعم تساقطت بعد أن قام أهل السنة من رجال الصحوة بالتصدي لتنظيم القاعدة وقضوا عليه تقريباً في محافظاتهم وبالذات في الأنبار، أما الانتماء لحزب البعث والتصدي للبعثيين فأهل الجنوب ووسط العراق من محافظات الفرات الأوسط وبالذات كربلاء والنجف وبابل وبغداد يعرفون أن عدد البعثيين لا يقل عن ثمانية ملايين عراقي وأن قوتهم تتمركز في محافظات الفرات الأوسط وبالذات في بابل والقادسية (الديوانية) وأن قيادة الحزب كان أغلب أعضائها من الشيعة وبالتالي فاتهام أهل السنة بأنهم بعثيون بعيد عن الحقيقة وان الحزب مثلما يضم سنة يضم شيعة فهو حزب علماني متنوع لا يحسب على أهل السنة مثلما لا يحسب على الشيعة مثلما هو موجود الآن في الأحزاب الشيعية المغلقة على الطائفة كحزب الدعوة والمجلس الإسلامي والفضيلة وغيرها من الأحزاب التي شكلها الإيرانيون ونقلوا نشاطها إلى العراق.
المهم الانتفاضة التي انتقلت من الأنبار إلى محافظات العراق، وإذا ما وجدت الرعاية وتبناها حكماء العراق فإنها تبشر بتحييد الطائفية وإعادة توحيد العراقيين وراء وحدة وطنهم وشعبهم في وجه محاولات الفرسنة والتقسيم التي يحيكها لهم أعداؤهم التقليديون والفرس الصفويون.
التعليقات
مقال عنصري
ابو الحق -هناك مَثل خليجي يقول (إنجوم السماء أقرب لك )ياكاتب المقال ..لا يمكن لمظاهرات طائفية أن تشع النور في بلد تغلب عليه ديانة أهل البيت عليهم السلام ..مظاهرات الأقلية السنية كانت طائفية وستبقى عنصرية وستأكل بعضها بعضا ..لأن في السنة عراقيون أيضا شرفاء لا يُباعون بالدولار.......
إلى متى..؟
أحمد الحسني -ذلك..المظاهرات الحالية..لاتمثل إلا نو من الخريف العربي الذي جاء بالويلات على العرب..والذي يرفضه حكام الخليج بشدة..ولكنهم في نفس الوقت يسوقونه إلى الدول الاخرى..لعلهم في محاولة ما ينوون دفع النار عنهم..العراق ياصاحب المقال..من ناحية الطوائف كان منذ وقت بعيد بهذا الشكل..وبحكم كونكم بعيدين جغرافياً واعلامياً عن العراق بما انكم ارتأيتم ذلك وخصوصاً دول الخليج البعيدة ماعدا الكويت طبعاً لحكم قربها من البصرة التي تقطنها غالبية شيعية..فإن العراق ياسيدي فيه هذا الطائفة وطوائل لم تسمع عنها اصلاً..عاشت وكانت تعيش بسلام..وخصوصاً في زمن الطائفية التي كانت الحكومات التي حكمت العراق بعد الملكية تؤجج لها..الوضع الحالي والمظاهرات الحالية لايمكن أن تعيد عقرب الساعة للوراء ولايمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بالوضع بسوريا..إن كان هذا ماتريد ان تشير إليه..المظاهرات تقام في مناطق ذات غالبية سنية..مفصولة أصلاً عن الواقع العراقي..ولايمكن بأي حال من الأحاول أن يكون ابن الأنبار حاكماً على ابن البصرة أو ابن النجف..وارجو أن تفهموا هذه النقطة التي لايمكن أن تتغير أبداً.نشير هنا إلى ان الحكومة أرسلت رسالة قوية قبل حدوث الأزمة من خلال بعض الاتفاقات مع الاردن الذي ابدى امتعاضه واضحاً من دفع تركيا ودعمها للاخوان المسلمين..مما شكل في الشهور الماضية بعض التهديد للملكية في الأردن..وبالتالي ببضع مئات الالاف من براميل النفط استقر رأي الحكم في الاردن في الصمت عن الوضع في العراق..اغلاق الحدود مع سوريا والاردن..فيه اشارة واضحة للمتظاهرين بأنهم خارج اللعبة..وان المظاهرات لن تقدم ولن تؤخر..فالعراق يحكمه دستور..وانتخابات..وان رفضتها الدول المجاورة لعدم ايمانها بمثل هذه الممارسات الديمقراطية..المهاترات والتصريحات لاتتعدى كونها محاولة قفز على الواقع..والواقع ياسيدي فرض نفسه منذ اكثر من ثمان سنين..الحال الموجودة موجودة ولايمكن تغييرها ولو بكل الاموال التي يملكها الخليج..ان كانت التفجيرات تستطيع قتل بعض الالاف..فلايمكنك قتل الملايين..لتغيير التركيبة..الحرب الطائفية لن تكون هذه المرة بعيدة عن الكويت او البحرين التي بدأت التفكير فيها جداياً بربط عناصر فئوية فيها بالعراق..الواقع المقبل سيكون مفاجئاً للكتاب الهامشيين..والذين لايدققون في التاريخ..ولا في النقاط المهمة من التاريخ..
إلى متى..؟
أحمد الحسني -ذلك..المظاهرات الحالية..لاتمثل إلا نو من الخريف العربي الذي جاء بالويلات على العرب..والذي يرفضه حكام الخليج بشدة..ولكنهم في نفس الوقت يسوقونه إلى الدول الاخرى..لعلهم في محاولة ما ينوون دفع النار عنهم..العراق ياصاحب المقال..من ناحية الطوائف كان منذ وقت بعيد بهذا الشكل..وبحكم كونكم بعيدين جغرافياً واعلامياً عن العراق بما انكم ارتأيتم ذلك وخصوصاً دول الخليج البعيدة ماعدا الكويت طبعاً لحكم قربها من البصرة التي تقطنها غالبية شيعية..فإن العراق ياسيدي فيه هذا الطائفة وطوائل لم تسمع عنها اصلاً..عاشت وكانت تعيش بسلام..وخصوصاً في زمن الطائفية التي كانت الحكومات التي حكمت العراق بعد الملكية تؤجج لها..الوضع الحالي والمظاهرات الحالية لايمكن أن تعيد عقرب الساعة للوراء ولايمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بالوضع بسوريا..إن كان هذا ماتريد ان تشير إليه..المظاهرات تقام في مناطق ذات غالبية سنية..مفصولة أصلاً عن الواقع العراقي..ولايمكن بأي حال من الأحاول أن يكون ابن الأنبار حاكماً على ابن البصرة أو ابن النجف..وارجو أن تفهموا هذه النقطة التي لايمكن أن تتغير أبداً.نشير هنا إلى ان الحكومة أرسلت رسالة قوية قبل حدوث الأزمة من خلال بعض الاتفاقات مع الاردن الذي ابدى امتعاضه واضحاً من دفع تركيا ودعمها للاخوان المسلمين..مما شكل في الشهور الماضية بعض التهديد للملكية في الأردن..وبالتالي ببضع مئات الالاف من براميل النفط استقر رأي الحكم في الاردن في الصمت عن الوضع في العراق..اغلاق الحدود مع سوريا والاردن..فيه اشارة واضحة للمتظاهرين بأنهم خارج اللعبة..وان المظاهرات لن تقدم ولن تؤخر..فالعراق يحكمه دستور..وانتخابات..وان رفضتها الدول المجاورة لعدم ايمانها بمثل هذه الممارسات الديمقراطية..المهاترات والتصريحات لاتتعدى كونها محاولة قفز على الواقع..والواقع ياسيدي فرض نفسه منذ اكثر من ثمان سنين..الحال الموجودة موجودة ولايمكن تغييرها ولو بكل الاموال التي يملكها الخليج..ان كانت التفجيرات تستطيع قتل بعض الالاف..فلايمكنك قتل الملايين..لتغيير التركيبة..الحرب الطائفية لن تكون هذه المرة بعيدة عن الكويت او البحرين التي بدأت التفكير فيها جداياً بربط عناصر فئوية فيها بالعراق..الواقع المقبل سيكون مفاجئاً للكتاب الهامشيين..والذين لايدققون في التاريخ..ولا في النقاط المهمة من التاريخ..