العصر الذهبي لتنظيم القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الباري عطوان
تنظيم 'القاعدة' الذي بشّرنا الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه بات في حكم الماضي، وشبه منقرض بعد اغتيال زعيمه الشيخ اسامة بن لادن قبل عام ونصف العام تقريبا، في عملية نفذتها فرقة العجول الامريكية على مخبئه في مدينة ابوت اباد قرب العاصمة الباكستانية، هذا التنظيم يعود بقوة هذه الايام في اكثر ثلاث جبهات سخونة في العالم: سورية ومالي والعراق.
هذه العودة القوية للتنظيم، والجماعات الجهادية التي تعمل تحت مظلته، الى صدارة الاحداث في العالم تأتي نتيجة لسوء تقدير القوى الاقليمية والعالمية لقوة هذا التنظيم، والعوامل السياسية، والاخطاء الاستراتيجية التي ترتكبها هذه القوى في مناطق عديدة من العالم الاسلامي غزوا وقتلا وتدخلا، وتجاهلا لمظالم الشعوب، والشعب الفلسطيني على قمتها.
فإذا كان الغزو الامريكي للعراق جاء بمثابة انقاذ للتنظيم من النكسة الكبرى التي تعرض لها بعد تدمير بناه التحتية في حرب افغانستان، بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001 والهجوم الامريكي الانتقامي، فإن التورط العسكري الفرنسي في مالي قد يقدم له هدية كان ينتظرها بشغف منذ سنوات من اجل محاربة 'الصليبيين' على ارضه وملعبه، على حد تعبير ادبياته وبياناته.
القاعدة الاساسية التي تخدم تنظيم 'القاعدة' وتزيد من قوته وتوسع فروعه، انه في كل مرة يتدخل الناتو عسكريا في دول عربية او اسلامية، بشكل مباشر او غير مباشر، يخلق حالة من الفوضى، ويحوّل دولا مستقرة الى فاشلة، وهذه الدول الفاشلة تشكل دائما دعوة مفتوحة للتنظيم لتجميع صفوفه، والهجرة اليها لنصب خيامه، والتوسع بطريقة مدروسة، مجندا الآلاف في صفوفه لتحقيق طموحاته في اقامة المجتمع الاسلامي الجهادي، الذي يعتبر العمود الفقري لاستراتيجيته التي وضعها زعيمه وشيخه بن لادن.
' ' '
طائرات الناتو لم تتدخل في ليبيا من اجل حقوق الانسان والديمقراطية ومصالح الشعب الليبي في العدالة والتخلص من ديكتاتورية فاسدة، فهذه اهداف شكلية، وانما من اجل النفــــط والغـــاز، وقد اعترف سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا السابق وأحد الشركاء الرئيسيين في هذا التدخل، بأن نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق 'فبرك' الاسباب لهذا التدخل، وبدأت طائراته تقصف ليبيا قبل صدور قرار مجلس الأمن، والطائرات الفرنسية التي تقصف الاسلاميين الجهاديين في شمالي مالي لم تتدخل حرصا على وحد الشعب المالي، وانما من اجل تأمين مصادر اليورانيوم في دولة النيجر المجاورة والمصالح النفطية في ليبيا، وهزّ استقرار الجزائر.
تنظيم 'القاعدة' يتوسع، ويستفيد بطريقة ذكية من اخطائه واخطاء الغرب معا، بينما لا يتعلم الغرب مطلقا من اخطائه، والا لاستفادت فرنسا من دروس افغانستان والعراق وليبيا وامتنعت عن الوقوع في مصيدة مالي التي نصبها التنظيم لها ببراعة، وهي التي اعترفت بالهزيمتين في افغانستان والعراق مسبقا وقررت سحب قواتها تقليصا للخسائر، وانتقدت الغزو الامريكي لهما صراحة او على استحياء.
التقارير الاخبارية الواردة من سورية تؤكد هذه الحقيقة، ونعني هنا نجاح جبهة النصرة في اقامة علاقات وثيقة مع الاهالي في شمالي سورية، وحلب وادلب ومعرّة النعمان على وجه الخصوص. فبينما يعاني الجيش السوري الحر من انقسامات واتهامات بالفساد، والاقدام على تجاوزات ازعجت الاهالي واثارت سخطهم، تعزز الجبهة وجودها، وتقدم خدمات جليلة للسكان وتحمي اعمالهم التجارية، وتفصل بين نزاعاتهم من خلال محاكم شرعية، وتنتصر للمظلومين وتبت حتى في الخلافات الزوجية وقضايا الإرث، اي انها تعلمت ان لا تكون عبئا على مضيفيها.
وجاء في تقرير في صحيفة 'الغارديان' البريطانية امس ان جبهة النصرة تقوم الان ببرامج مساعدات للمجتمعات التي تعاني من الحرب، وتلعب في ذات الوقت دورا في الجبهات والعمل المدني، حيث تقوم بملء الفراغ في المناطق التي خرجت من يد النظام السوري.
ومؤخرا شعرت جبهة النصرة بالجرأة الكافية وخرجت للعلن حيث اقامت عددا من المكاتب في المدن والقرى الممتدة من حلب حتى الحدود مع تركيا تحت راية النصرة السوداء اللون. وتستقبل كوادر النصرة في هذه المكاتب المواطنين الذين يريدون فضّ النزاعات، او الذين يطلبون بطاقات اعانة من الغذاء والوقود.
لا نبالغ اذا قلنا ان الدول الغربية التي دعمت الثورة في سورية ستجد نفسها تواجه عدوا اخطر من النظام السوري التي تعمل على اطاحته، عدو يريد ان يقاتل اسرائيل، ويسعى للحصول على العتاد والاسلحة بما في ذلك الاسلحة الكيماوية اذا تمكن من الوصول اليها.
' ' '
ولا نبالغ ايضا اذا قلنا ان الغرب ودولا عربية متحالفة معه، ستلجأ الى تكوين قوات صحوات على غرار ما حدث في العراق لمحاربة تنظيم القاعدة، ولكن مع فارق اساسي وهو ان تجربة العراق لا يمكن ان تتكرر في سورية، فمن الصعب خداع الناس مرتين وفي منطقتين متجاورتين، فصحوات العراق منيت بهزيمة مريرة، وجرى التخلي عنها وبيعها لحكومة المالكي بأرخص الاثمان، بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق، حيث تركها الجنرال بترايوس تواجه مصيرها المظلم وحيدة، اي انتقام تنظيم القاعدة من جهة، وحكومة المالكي التي اعتبرتها 'خائنة' لا يمكن الثقة فيها، وبالتالي عدم استيعابها في قوات الامن والجيش من جهة اخرى.
تنظيم القاعدة في المقابل تعلم من تجربته في العراق، ولم يعد يقطع اصابع المدخنين، بالصورة التي كان عليها الحال في العراق، وبدأ يتبنى تجربة حركة طالبان في بداية انطلاقتها في قندهار افغانستان، عندما طبقت الشريعة وطردت لوردات الحرب وفرضت الامن والامان، الامر الذي دعا الافغان الى تكرار الشيء نفسه في مدنهم الاخرى.
عندما قلنا في مقالات سابقة ان تنظيم القاعدة سيكون من اكثر المستفيدين من 'الربيع العربي' اختلف معنا الكثيرون، وها هي الايام تثبت كم كانت صادقة هذه المقولة، ولنا في ليبيا ومالي وسورية واليمن بعض الأدلة في هذا الخصوص.
الدكتور ايمن الظواهري زعيم التنظيم استشعر هذه الحقــــيقة من مخبــــئه، واصدر بيانه يوم امـــس يطالب جميع الجماعات الجهادية بالانضواء تحت خيمة القاعدة. انه العصر الذهبي لهذا التنظيم، اختلفنا معه او اتفقنا.
نحن مع الربيع العربي، وضد الانظمة الدكتاتورية الفاسدة دون اي تحفظ،ولكننا نشرح الواقع دون مواربة، فهذا من واجبنا حتى لو ازعج هذا الكلام الكثيرين.
التعليقات
الارهاب
منصور الكردي -اتفق معك كاكة عبدالبارى فمنذ سنوات نسمع من القنوات الاعلامية ومن السياسيين العراقيين وغير العراقيين بان التنظيم في خريف عمره ولكن بعد فترة وجيزة نشاهد سيل عارم من التفجيرات والاغتيالات ضد قوات الجيش والشرطة والمدنيين.ان التنظيم كخلايا سرطانية واميبيا البحربة الاخطبوطية لة الاف الارجل ومن الصعب القضاء علية
الارهاب
منصور الكردي -اتفق معك كاكة عبدالبارى فمنذ سنوات نسمع من القنوات الاعلامية ومن السياسيين العراقيين وغير العراقيين بان التنظيم في خريف عمره ولكن بعد فترة وجيزة نشاهد سيل عارم من التفجيرات والاغتيالات ضد قوات الجيش والشرطة والمدنيين.ان التنظيم كخلايا سرطانية واميبيا البحربة الاخطبوطية لة الاف الارجل ومن الصعب القضاء علية
سمر
معاير الكاتب المزدوجة -السيد عبد الباري يلقب الإرهابي اسامة بن لا دين بالشيخ بن لادن، كنت زمان أحترم ما يكتب السيد عطوان واقدره، ولكن معاييره المزدوجة ، خاصة وانه يعيش في بريطانيا، جعلت منه شخصية منافقة، ويحارب الإرهاب من طرف واحد. عندما يا سيد عطوان تحارب الارهاب اي كان مصدره، وتسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة، سوف تجد من يؤيدك.
سمر
معاير الكاتب المزدوجة -السيد عبد الباري يلقب الإرهابي اسامة بن لا دين بالشيخ بن لادن، كنت زمان أحترم ما يكتب السيد عطوان واقدره، ولكن معاييره المزدوجة ، خاصة وانه يعيش في بريطانيا، جعلت منه شخصية منافقة، ويحارب الإرهاب من طرف واحد. عندما يا سيد عطوان تحارب الارهاب اي كان مصدره، وتسمي الأشياء بمسمياتها الصحيحة، سوف تجد من يؤيدك.
القاعدة
محمد علي البكري -الأستاذ عبد الباري عطوان يريد تبرير مواقفه، ففي بداية الأحداث وقف مع ما يسمى بالربيع العربي وهي يعرف أن ذلك أبعد ما يكون عن الربيع، وأبعد ما يكون عن العربي، فهو عملياً كان بداية الفوضى البناءة التي أرادتها أمريكا وحركت في سبيلها حكومات وأقلام مأجورة، وهذه الفوضى لم تكن مجدية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل وأوربا فحسب، بل ومن أجل تنظيم القاعدة، فهو كتلك القوى يصطاد في الماء العكر، ويمكننا الملاحظة بأنه بعد خروج القوات السورية من لبنان اشتد أزر التنظيم ولم يتم التمكن من استئصاله بالرغم من ضرب مخيم نهر البارد، وبعد سقوط حكومة القذافي اشتد أزر السلفيين، وبعد سقوط حكومة زين العابدين اشتد عود السلفيين وهاهم يضربون أضرحة الأولياء مثلما ضربوا تمثال بوذا في أفغانستان، وبعد انهيار حكومة صدام اشتد أزر القاعدة في العراق، ونفس الأمر حصل في اليمن، والآن يحدث في سوريا بأبشع أشكاله، وبالطبع ففي مصر نال السلفيون أكثر من 20% من مقاعد البرلمان وهؤلاء جميعاً هم من الخلايا النائمة للقاعدة وغيرها، فما هو الأمر الذي فاجأ كاتباً ومحللاً معروفاً مثل السيد عطوان، ألم يكن منذ بداية الأحداث يلمس أن طبيعة الحكومات في الشرق الأوسط كانت مفصّلة حسب ملامح الخارطة الجغرافية التي رسمتها القوى الغربية بعد انتصارها في الحرب العالمية، أولم يلمس بأن تغيير الحكومات لم يكن بسبب الربيع العربي بقدر ما كان بسبب ما ترغبه تلك الدول الكبرى من إحداث تغييرات في الخارطة الجغرافية نفسها لتتماشى مع مصالحها التي أصبحت مهددة بعد الانتكاسات المتلاحقة التي تعرّضت لها، ألم يلاحظ بأن سوريا لم تتبدل ليس فقط بسبب صمود حكومتها وقناعات شريحة كبيرة من شعبها وإنما لأن روسيا والصين عادتا إلى الساحة وأصبح بإمكانهما وضع حد لتطلعات أمريكا وأوروبا اللتين تعانيان من الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية ؟! ألم يلاحظ عبد الباري عطوان بأن ما يحدث في سوريا بل وما يحدث في مصر نفسها يعكس قوة إيران وحضورها الذي لا إمكان لتجاهله في المنطقة، ألم يلاحظ عبد الباري عطوان أن إيران نجحت في المراهنة على جيوب لها في أنف إسرائيل سواء عن طريق حزب الله أم حماس وليس ذلك بسبب نصرة القضية الفلسطينية فحسب بل ومن أجل أن يكون لها ورقة هامة في أهم مسألة سياسية في العالم وهي الشرق الأوسط؟! وهي ورقة سقطت من يد سوريا ومصر والعرب جميعاً؟! ألم يلاحظ عبد الباري عطوان أن
القاعدة
محمد علي البكري -الأستاذ عبد الباري عطوان يريد تبرير مواقفه، ففي بداية الأحداث وقف مع ما يسمى بالربيع العربي وهي يعرف أن ذلك أبعد ما يكون عن الربيع، وأبعد ما يكون عن العربي، فهو عملياً كان بداية الفوضى البناءة التي أرادتها أمريكا وحركت في سبيلها حكومات وأقلام مأجورة، وهذه الفوضى لم تكن مجدية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل وأوربا فحسب، بل ومن أجل تنظيم القاعدة، فهو كتلك القوى يصطاد في الماء العكر، ويمكننا الملاحظة بأنه بعد خروج القوات السورية من لبنان اشتد أزر التنظيم ولم يتم التمكن من استئصاله بالرغم من ضرب مخيم نهر البارد، وبعد سقوط حكومة القذافي اشتد أزر السلفيين، وبعد سقوط حكومة زين العابدين اشتد عود السلفيين وهاهم يضربون أضرحة الأولياء مثلما ضربوا تمثال بوذا في أفغانستان، وبعد انهيار حكومة صدام اشتد أزر القاعدة في العراق، ونفس الأمر حصل في اليمن، والآن يحدث في سوريا بأبشع أشكاله، وبالطبع ففي مصر نال السلفيون أكثر من 20% من مقاعد البرلمان وهؤلاء جميعاً هم من الخلايا النائمة للقاعدة وغيرها، فما هو الأمر الذي فاجأ كاتباً ومحللاً معروفاً مثل السيد عطوان، ألم يكن منذ بداية الأحداث يلمس أن طبيعة الحكومات في الشرق الأوسط كانت مفصّلة حسب ملامح الخارطة الجغرافية التي رسمتها القوى الغربية بعد انتصارها في الحرب العالمية، أولم يلمس بأن تغيير الحكومات لم يكن بسبب الربيع العربي بقدر ما كان بسبب ما ترغبه تلك الدول الكبرى من إحداث تغييرات في الخارطة الجغرافية نفسها لتتماشى مع مصالحها التي أصبحت مهددة بعد الانتكاسات المتلاحقة التي تعرّضت لها، ألم يلاحظ بأن سوريا لم تتبدل ليس فقط بسبب صمود حكومتها وقناعات شريحة كبيرة من شعبها وإنما لأن روسيا والصين عادتا إلى الساحة وأصبح بإمكانهما وضع حد لتطلعات أمريكا وأوروبا اللتين تعانيان من الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية ؟! ألم يلاحظ عبد الباري عطوان بأن ما يحدث في سوريا بل وما يحدث في مصر نفسها يعكس قوة إيران وحضورها الذي لا إمكان لتجاهله في المنطقة، ألم يلاحظ عبد الباري عطوان أن إيران نجحت في المراهنة على جيوب لها في أنف إسرائيل سواء عن طريق حزب الله أم حماس وليس ذلك بسبب نصرة القضية الفلسطينية فحسب بل ومن أجل أن يكون لها ورقة هامة في أهم مسألة سياسية في العالم وهي الشرق الأوسط؟! وهي ورقة سقطت من يد سوريا ومصر والعرب جميعاً؟! ألم يلاحظ عبد الباري عطوان أن
الانسة سمر 2
ماجد -ان نفاق عبد الباري عطوان يسمي اسامة بن لادن في لقاءاته مع الفضائيات العربية ب ( الشيخ اسامة ) ولكن في لقاءاته مع قنوات التلفزة الاوربية والامريكية يذكر اسمه المجرد فقط بدون ( الشيخ ) لكي لايثير الرأي العام العالمي و الغربي ضده فهو النفاق والحرباء والمشجع على الارهاب ..
الانسة سمر 2
ماجد -ان نفاق عبد الباري عطوان يسمي اسامة بن لادن في لقاءاته مع الفضائيات العربية ب ( الشيخ اسامة ) ولكن في لقاءاته مع قنوات التلفزة الاوربية والامريكية يذكر اسمه المجرد فقط بدون ( الشيخ ) لكي لايثير الرأي العام العالمي و الغربي ضده فهو النفاق والحرباء والمشجع على الارهاب ..