جريدة الجرائد

توفيق عكاشة.. «ساعة تروح وساعة تيجي»!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي


نحن في عالم جديد، وقرية تفتح أبوابها للمرة الأولى، قرية للجنون والفنون.

كل شيء قابل للتصديق، كل ما هو "لا يمكن" صار "ممكنا"، وكل ما هو "غير معقول" صار "معقولا". العالم "ساح" على بعضه هذه الأيام، خصوصا في ديارنا.

من تجليات هذا القلق والاضطراب ازدياد الشعور بالكآبة والتوتر، للدرجة المرضية، وهذه كلها مناطق معتمة غير مضاءة في عالمنا العربي.

دعونا من هذا، ولنتوقف عند خبر معين، وحالة محددة لا ينقضي منها العجب.

ورد في الأخبار أنه قد توقف تنفيذ حكم صدر ضد الإعلامي المصري الشهير توفيق عكاشة، بحجة اتهامه بالجنون، والمجنون لا ينفذ الحكم عليه.

في التفاصيل، وحسب جريدة "الشعب الجديد" المصرية، فقد أرسل النائب العام المصري خطابا للمحامي العام لنيابات شرق القاهرة للاستعلام عن القرار الصادر من نيابة شرق القاهرة بوقف تنفيذ حكم محكمة جنح مستأنف مدينة نصر، الصادر لصالح الزوجة السابقة لعكاشة، وهي سيدة إعلامية، بحبس طليقها توفيق عكاشة 6 أشهر مع النفاذ بتهمة السب والقذف.

كانت الطليقة قد تقدمت بشكوى للنائب العام ضد نيابة شرق القاهرة بعدما فوجئت بقرار صادر من النيابة، يفيد بإيقاف تنفيذ حكم المحكمة الصادر لصالحها استنادا للمادة 525 من قانون العقوبات، والذي يتيح للنيابة العامة في حالة إصابة المتهم بعد الحكم عليه بالجنون إيقاف تنفيذ الحكم، طبقا لتفسير تلك المادة في مادة أخرى من قانون العقوبات.

الخبر طار مطار الريح، وهذا متوقع، فالخبر بحد ذاته مفاجئ، وظريف، وبطله أيضا الإعلامي الشهير توفيق عكاشة، مصدر مثير للجدل والنقاش باستمرار، حتى بعد توقف قناته التي كان يظهر فيها، قناة "الفراعين".

هل توفيق عكاشة فعلا مجنون؟ أم أنه يتجنن؟ أم أن الحال كله يبعث على الجنون؟ وهل نحتاج إلى إعادة تعريف العقل والجنون في ظل هذه الفوضى في المعايير والمنطق؟، الجاهل أصبح قائدا، والتافه يتكلم في أمر العامة، والكلام المكتوم في الغرف القصية عن استباحة القتل والإرهاب، أصبح علنيا، ويجهر به، كما الكلام عن الأماني الدفينة لبعض مرضى المتزمتين الدينيين، مثل برقعة تمثال "أبو الهول"، وتحجيب الجميع، وكل ما يخطر على بالك، وما لا يخطر، من مكتوم الكلام ومدفون الأماني.

الفرق بين الجنون والعبقرية شعرة كما قيل، لكن هذه الشعرة "ساعة تروح وساعة تيجي"، كما قال الكوميديان العظيم إسماعيل ياسين، ذات عقل جميل في تاريخ مصر.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف