جريدة الجرائد

الصحافة الأميركية: قاعدة جوية أميركية بالنيجر... وفن الإصغاء أهم عنصر في تركة هيلاري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن

أحداث مالي تدفع "البنتاجون" لتدشين قاعدة جوية لطائرات من دون طيار في أفريقيا، ومكاسب عسكرية من مشاركة المرأة الأميركية في العمليات القتالية، ودبلوماسية الإصغاء هي الأهم في تركة هيلاري كلينتون، والرئيس الصومالي الجديد يبعث الأمل في بلاده... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية.

قاعدة جوية بالنيجر

تحت عنوان "الولايات المتحدة تخطط لتدشين قاعدة لطائرات استطلاع من دون طيار في شمال غرب أفريقيا"، نشرت "نيويورك تايمز" يوم الإثنين الماضي تقريراً لـ"إيريك شميت"، نوّه خلاله إلى أن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا تجهز لتدشين قاعدة لهذا النوع من الطائرات من أجل زيادة عمليات المراقبة والاستطلاع، لملاحقة الفروع المحلية لتنظيم "القاعدة" وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتشددة، التي يرى الأميركيون وغيرهم من المسؤولين الغربيين أنهم يشكلون تهديداً متنامياً للمنطقة. وحسب "شميت" فإن موقع القاعدة المقترح هو النيجر... هذا البلد الصحراوي الكبير الواقع شرق مالي، حيث تنشر القوات الفرنسية وتحارب مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم "القاعدة"، وهي مجموعات تحاول أن تسيطر على الأجزاء الشمالية من القارة. كما تناقش القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا خيارات لبناء قاعدة جديدة للطائرات من دون طيار في بلدان أخرى مثل "بوركينا فاسو". وحسب الكاتب، فإن الدافع من وراء تدشين هذه القاعدة يكمن في تزويد القوات الفرنسية بالمعلومات اللازمة، كي يتسنى لها القيام بعمليات عسكرية في مالي. أحد المسؤولين الأميركيين قال معلقاً على قاعدة الطائرات من دون طيار إن الأمر يتعلق بالمهمة العسكرية في مالي. هذه الطائرة ستلبي حاجة ملحة إلى معلومات دقيقة تتطلبها العمليات العسكرية، اللازمة لمواجهة التهديدات التي تشهدها المنطقة في ظل الوضع الراهن في مالي وتدفق السلاح والمقاتلين من ليبيا، لاسيما في ظل شح المعلومات الذي يشكو منه القادة العسكريون الأميركيون والمحللون الاستخباراتيون. ويشير "شميت" إلى أن للولايات المتحدة تواجد محدود للغاية في أفريقيا، ولديها قاعدة عسكرية وحيدة دائمة في جيبوتي، التي تبعد قرابة 3000 ميل عن مالي. القاعدة الجديدة المقترحة سيتم ربطها بقواعد جوية صغيرة تم تدشينها خلال السنوات الأخيرة في القارة الأفريقية بما فيها إثيوبيا. لكن خطط القيادة الأميركية في أفريقيا، لا تزال بحاجة إلى موافقة "البنتاجون" والبيت الأبيض، وأيضاً موافقة المسؤولين في دولة النيجر.

المرأة المقاتلة

تحت عنوان "المرأة في ساحات المعارك"، نشرت "واشنطن بوست" يوم الجمعة الماضي افتتاحية استهلتها بالقول: إن النساء خضن مع الجيش الأميركي حربين وتواجدن على جبهات القتال، وعانين من إصابات خطيرة، وحزن نياشين وأوسمة، وقتل منهن خلال هذين الحربين 152سيدة، لذا فإن قرار وزارة الدفاع الأميركية برفع الحظر الرسمي على مشاركة النساء في المهام القتالية يعد إقراراً واعترافاً بالأمر الواقع، وخطوة تاريخية، تؤكد أهمية المرأة في الدفاع عن بلدها وإزالة الحواجز التي تعوقها عن أداء هذا الدور. وضمن هذا الإطار صرّح ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي بأن "المرأة في الحقيقة أصبحت جزءاً مكملاً لقدرتنا على أداء المهام الموكلة إلينا"، هذه الكلمات أدلى بها يوم الخميس الماضي في معرض إعلانه نهاية سياسة منع مشاركة المرأة في قوات المشاة والمدفعية والعمليات الخاصة. وحسب الصحيفة، فإن النتيجة المترتبة على إلغاء هذا الحظر، تتمثل في مستوى أعلى من مشاركة المرأة في العمليات، لتصل نسبة مشاركتها إلى 14 في المئة من القوات العاملة في الجيش الأميركي.

تركة الإصغاء

يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "الإصغاء تركة هيلاري رودهام كلينتون"، نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحية استنتجت خلالها أن تركة وزيرة الخارجية الأميركية تتمثل في تعزيزها لدبلوماسية الإصغاء للآخرين خاصة النساء، فإصغاؤها لم يكن مقتصراً على قادة العالم فقط. الصحيفة عززت استنتاجها بمقولة وردت على لسان مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، أثناء حوارها مع بعض طلاب معهد ماساشويتس للتقنية، مفادها أن التحدي الأكبر في وقتنا الراهن، نجده قائماً بين الراغبين في الإصغاء وبين من يؤمنون بأنهم يعرفون كل شيء. وحسب الصحيفة، فإن أولبرايت كأول سيدة أميركية تشغل منصب وزيرة الخارجية خلال الفترة من عام 1997 إلى عام 2001، كانت نموذجاً في الإصغاء، ومن ثم كانت مثالاً لمن جاء بعدها في المنصب، أي كوندوليزا رايس وهيلاري كلينتون. هذه الأخيرة تترك منصبها بعد أربع سنوات من ترأسها للدبلوماسية الأميركية، وقد أجرت مقابلة مع أوباما ضمن برنامج "60 دقيقة"، وقالت خلالها إن نمط الدبلوماسية مهم جداً بالنسبة للدولة الأكثر قوة في العالم...هيلاري أوضحت للمشرعين الأميركيين الطريقة التي من خلالها يجب التعامل مع كوريا الشمالية ومع متمردي "القاعدة"، ونصحت بأن يتم التعامل مع الأمر بتواضع. وحسب الصحيفة، لن يستطيع الجيش الأميركي بمفرده، فرض الاستقرار في بلد يعصف به الإرهاب مثل مالي، التي تعد الآن مركزاً للقتال الدائر في شمال أفريقيا، وقد سبق للبنتاجون التدخل وتدريب جيش مالي، والنتيجة حدوث انقلاب على رئيس منتخب، ما أجج نوعاً من الفوضى. هيلاري نصحت بضرورة الاستفادة من دروس سابقة في الصومال وكمبوديا، حيث سعت واشنطن لتحقيق توازن بين الدبلوماسية والتنمية والعمل العسكري ضمن خطوة لمواجهة التمرد في هذه البلدان، وهو ما يعرف بـ 3D حيث الحرف الأول من Diplomacy Development Defense . كلينتون أشارت إلى الاستراتيجية الأمنية، كما لو أنها "قوة ناعمة"، تكتيكها الأساسي يتمثل في سحب القوات والتواصل مع الدول الأخرى عبر العلاقات الشخصية وبناء التحالفات. ومن بين الأمور الجيدة في تركة هيلاري بناؤها علاقات أكثر قرباً بين الخارجية و"البنتاجون"، إضافة إلى توسيعها لنطاق السلك الدبلوماسي الأميركي. المقاربة المفضلة لدى هيلاري التي يمكن رصدها من خلال زياراتها لـ112 بلداً، تمثلت في الإصغاء للمواطنين خاصة النساء والشباب وقيادات المجتمع المدني.

أمل في الصومال

تحت عنوان "أمل ودروس في الصومال"، نشرت "نيويورك تايمز" يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أن الصومال منذ عام 1993 كانت نموذجاً للدول الفاشلة، حيث أسقط مسلحون صوماليون في مقديشيو مروحيتين أميركتين ما أودى بحياة 18 أميركياً . الصومال واحدة من أفقر بلدان العالم وأكثرها عنفاً حيث انتشرت فيها عمليات القرصنة والميليشيات المسلحة متصارعة، وعانت من المجاعات، لكن شهد الصومال خلال الآونة الأخيرة تطورات إيجابية لدرجة جعلت الرئيس الأميركي يستضيف قبل أيام الرئيس الصومالي "حسن شيخ محمد" في واشنطن، واعترفت واشنطن بحكومة صومالية للمرة الأولى منذ عقدين، وهذا ما تراه الصحيفة تطوراً مهماً في وقت يحاول فيه الغرب مواجهة المسلحين في مالي. وحسب الصحيفة تم انتخاب الرئيس الصومالي في سبتمبر الماضي من خلال البرلمان، وهو أكاديمي وسياسي معتدل، وبانتخابه تنتهي ثماني سنوات من الفساد، الذي ضرب الحكومات الانتقالية المتعاقبة في الصومال.

الرئيس الصومالي مدعوم بدستور جديد بدأ في بناء مؤسسات حكومية مع التركيز على الأمن وتوفير الخدمات العامة، والسير في اتجاه الإصلاح القضائي والمالي. وتقول الصحيفة إن استثمارات الصوماليين المقيمين في المهجر بدأت في العودة إلي الصومال، والأمر نفسه بالنسبة للاستثمارات التركية، والسفارات الأجنبية. وتعتبر الصحيفة أن تحسن الأمور في البلاد مرهون بتحسن الحالة الأمنية، فمنذ عام 2006 ، والصومال يعاني تمرداً تقوده حركة الشباب التي لها علاقات مزعومة بتنظيم "القاعدة"، لكن منذ عام 2011 وقوات الاتحاد الأفريقي مدعومة بغارات تشنها طائرات أميركية من دون طيار استهدفت قيادات الحركة، قد نجحت في طرد الحركة من العاصمة الصومالية ومدن رئيسية أخرى. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات مالية لقوات الاتحاد الأفريقي، وصلت خلال السنوات الست الأخيرة إلى 650 مليون دولار، كما أنفقت أميركا مئات الملايين من الدولارات على الصومال في صورة مساعدات إنسانية وتنموية.

وترى الصحيفة أن اعتراف واشنطن بالحكومة الصومالية خطوة ستفتح الباب أمام مساعدات دولية وأميركية أخرى للصومال ، وهذا سيجعل خصوم الرئيس الصومالي الجديد يفكرون جيداً قبل محاولة الاطاحة به.

إعداد: طه حسيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف