جريدة الجرائد

كتاب مفتوح الى الفريق السيسي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري

لن اذكّرك يا سعادة الفريق اول عبد الفتاح السيسي بالشعار الذي اطلقته في 18 آب الماضي، وذهب على كل شفة ولسان مثيراً إعجاب الملايين في مصر وخارجها، عندما قلت بالحرف: "اقسم بالله ان شرف حماية إرادة الشعب المصري أفضل وأحب عندي من شرف حكم مصر"، بل اذكّرك بانك ابلغت الزميل عبدالله السناوي وغيره قبل اسابيع، انك لن تترشح للرئاسة حتى لو خرجت الملايين الى الشوارع وأغلقتها مطالبة بك!
اذكّرك بهذا بعدما قرأت ردك الملتبس الى"المصري اليوم" عندما رفضت الرد بالنفي او الإيجاب على سؤال عما اذا كنت ستترشح للرئاسة، قائلاً: "ان الوقت غير مناسب لهذا السؤال في ظل ما تواجهه البلاد من مخاطر... وان الله غالب على أمره"، ولقد جاء هذا الرد بعدما كنت جازماً في الرفض، وهو ما اعتبره الكثيرون عن حق، بداية تراجع مضمر عن موقفك ومحاولة لفتح باب كنت قد اوصدته في وجه اي احتمال لترشّحك للرئاسة!
صحيح ان شعارك عن شرف "حماية ارادة الشعب" حمّال أوجه، بما يعني انك إن ذهبت الى سدة الرئاسة فلحماية ارادة المصريين، ولكن ثقْ بأن في صفوف الذين يرفعون شعارات "كمّل جميلك " و"مطلب شعبي" كثيرين من "الاخوان المسلمين" وغيرهم من المدسوسين الذين يريدون الحصول على حجة عملية تدعم شعاراتهم وشعارات غيرهم في الخارج، عن ان ما جرى في 30 حزيران لم يكن ثورة شعبية ضد حكم محمد مرسي و"الاخوان" بل كان انقلاباً عسكرياً على الديموقراطية وانك بالتالي اشبه بحصان طروادة عسكري أنزل في "القلعة المصرية" عبر خدعة للوصول الى السلطة.


انت تعرف يا سيادة الفريق اول ان بين الذين يقومون على جمع التوقيعات لحضّك على قبول الرئاسة، أعداء يكيدون ضدك ورجال مخابرات لدول لم يرقها سقوط مخطط قيام "الشرق الاوسط الجديد الاخواني"، وليس خافياً عليك ان "الاخوان" سيواصلون محاولات بث الفوضى المسلحة في مصر، مدعومين من قوى تمدهم بالمال والسلاح وتخوض معاركهم الاعلامية، وانهم بالتالي سيواصلون السعي لإفشال اي رئيس جديد... ولكل هذا يبدو لي وللكثيرين ان ملازمتك متراس الجيش الحامي لمصر اهم بكثير من جلوسك على كرسي الرئاسة، بما سيعجل في خلق التباسات دستورية وسياسية معقدة، تتصل بتشابك في المساحة الفاصلة بين سلطات الرئاسة وصلاحيات قيادة الجيش!
أعرف كيف يصفقون لك جميعهم، احمد شفيق وعمرو موسى وحمدين صباحي، وأعرف كيف "يتشتشونك" بالقول انك "ايزنهاور المصري"، ولكنني أعرف جيداً ان مهمتك النبيلة التي منعت وقوع مصر في الحرب الاهلية كما اعلنت مراراً، تفرض بقاءك متأهباً في الجيش لا مستلقياً في رئاسة ستأتيك صاغرة في المستقبل!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف