جريدة الجرائد

إعلام سورية وحزب الله يهاجمان الأردن والوزير جودة ما زال مهتما بالجلوس على طاولة جنيف 2

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إعلام سورية وحزب الله يهاجمان الأردن والوزير جودة ما زال مهتما بالجلوس على طاولة جنيف 2 والنادي الخليجي lsquo;حائرrsquo; ودمشق لا تشتري روايات lsquo;الخصومrsquo;


بسام البدارين

إستقبال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مجددا في عمان محاولة واضحة لإعادة التذكير بالموقف الأردني القديم الداعي للحل السياسي للأزمة السورية وإن كانت محاولة سبقتها الرسائل الخشنة التي أرسلتها دمشق لجارها الأردني على أكثر من نحو وبأكثر من طريقة مؤخرا.


وزير الخارجية ناصر جودة إستقبل الإبراهيمي وتباحث معه حصريا في المسألة السورية وإستخدم صيغة الجمع lsquo;أمامناrsquo; عندما تحدث عن مؤتمر جنيف الثاني الذي يتطلب الكثير من العمل قائلا: امامنا الكثير من العمل إستعدادا لجنيف.
فوق ذلك كانت الفرصة مواتية للوزير جودة أحد أبرز اللاعبين المنفتحين على المعارضة السورية في الأردن لتذكير الجار السوري بان الأردن وقف منذ البداية مع الحل السياسي للأزمة السورية وتأثر جدا بنتائجها وتداعياتها خصوصا فيما يتعلق بملف اللاجئين.
عمليا يحاول الوزير جودة هنا تذكير دمشق بأن زاوية نظرها لبلاده ينبغي أن تتجاوز عقدة حدود درعا والسماح لوجستيا بتدريب وتسليح بعض أطياف المعارضة تجاوبا مع الضغط السعودي قبل إنقلاب الأوضاع في المستوى الإقليمي.
اللافت أن رسالة جودة التي تحاول التمظهر بالنعومة ترسل عبر حاضنة الأخضر الإبراهيمي بعد تمكن مبعوث أردني رفيع المستوى من زيارة دمشق والتواصل مع حزب الله خلال الأيام العشرة الماضية وبعد التصريحات والتعليقات الخشنة التي تصدر عن مسؤولي دمشق وإعلامها في كل من لبنان وسوريا وتسعى لتصنيف الأردن في قائمة الأعداء والخصوم.
لكن الأهم أن جودة شخصيا يرطب الأجواء في ظل حملة داخلية مضادة له في عمان تطالب بإستبعاده بسبب تراثه في التعاون مع المعارضة السورية وسجله المتعلق بالتنسيق والتواصل الدائمين مع أصدقاء سوريا في زاوية محلية بالمشهد برزت مؤخرا بعد التفكير بطاقم جديد تحت عنوان إيقاع التفاهم مع سوريا وهضم المستجدات.


الإيقاع المشار إليه أردنيا يحسم الكثير من معادلات النقاش والجدل في غرف وكواليس القرار الأردنية وإن كانت تصريحات جودة وهو يستقبل الإبراهيمي تؤشر بوضوح على ان عمان لا زالت مهتمة بإستثمار وتوظيف ملف اللاجئين لكي تتمكن من توفير مقعد لها على طاولة جنيف الثانية التي تتسارع الإستعدادات لها دوليا وإقليميا.
الزحام حاليا شديد حسب المحلل السياسي الدكتور عامر سبايلة في المنطقة المخصصة لمقاعد التمثيل في جنيف 2 وكل الأطراف معنية بتحسين موقعها التفاوضي في الوقت الذي تقاطعت فيه الأجندات السياسية لغالبية دول المنطقة وتحديدا النادي الخليجي الحائر نسبيا بمعية الأردن.


الأردن بهذا المعنى وحسب السياسي المخضرم طاهر المصري معني تماما بتلمس مصالحه الوطنية والأساسية عبر قراءة الواقع الموضوعي اليوم والتحدث مع المستجدات واللاعبين الأساسيين في المنطقة مثل إيران وحتى النظام السوري.
لكن هذا التلمس أصبح بحد ذاته مهمة صعبة ومعقدة وتحتاج لمتمرسين غير موجودين الان في المؤسسة السياسية الأردنية لإن النخب المتاحة في وسط القرار الأن إما مرفوضة تماما من جانب النظام السوري أو تكنوقراطية غير معنية وغير مؤثرة، الأمر الذي يفرض إيقاعا حيويا من التهامس النخبوي الأردني نتج عن التفاهمات الأخيرة بين طهران وواشنطن.
يعترف سياسيون كبار بينهم المصري وممدوح العبادي وآخرون بأن الوضع صعب لكن الأفاق غير مسدودة فيما يحاول الوزير جودة تذكير دمشق بالقاعدة التي قيلت لمسؤولين سوريين وأردنيين مقربين من نظام دمشق في غرف مغلقة والتي تقول بأن الأوضاع كانت ستختلف ميدانيا لو إنضم الأردن فعليا ولوجستيا للخطط المبكرة المعنية بإسقاط النظام السوري.
القدس العربي سمعت مباشرة من شخصية أردنية مرجعية عبارة مماثلة قال فيها بان بأن الكثير من التفاصيل في المشهد السوري كانت ستتغير على الأرض لو خضع الأردن للضغط الذي إستهدف منذ عامين ونصف الجيران في دمشق.


وعلى هذا الأساس قال وزير الإتصال الأردني محمد مومني وعدة مرات للقدس العربي بان إستراتيجية الأردن كانت ولا زالت وستبقى الحرص على سوريا موحدة آمنة مستقرة بدولة صلبة عصية على الإنقسام مشيرا لان تلك مصلحة وطنية أردنية مباشرة.
معنى الكلام أن عمان تراهن بعدما تحولت الأمور لصالح الرئيس بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين مؤخرا على ان سجلها في التعاطي مع أزمة نظام دمشق لم يتضمن التسبب بأي lsquo;أذىrsquo; حقيقي وجوهري وتآمري وإن كانت بعض التصرفات التي تعترض عليها دمشق او لا زالت تعترض عليها تدخل في سياق التفاعل المرن مع ضغوط هائلة كانت تمارس على عمان.
الوزير جودة تجنب ترديد هذا الكلام بصورة مباشرة وهو يستقبل الإبراهيمي.
لكن يمكن تلمسه بين ثنايا الكلام ورصده في كل مواقع القرار الأردنية المهمة دون أي ضمانات تقول بان دمشق ستقبل شراء lsquo;الرواية الأردنيةrsquo; على الأقل قبل حل معضلة درعا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف