جريدة الجرائد

هل سيكررها حزب الله في "القلمون"؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالهادي الخلاقي

يحتشد عشرات الآلاف من عناصر حزب الله اللبناني على الحدود السورية اللبنانية بغية التدخل العسكري في منطقة "القلمون" من أجل استعادتها من قبضة الجيش السوري الحر الذي يسيطر عليها ويعتبرها من المناطق التي تم تحريرها مطلع شهر أكتوبر الجاري.

"القلمون" منطقة واسعة بريف دمشق جنوب سوريا على الحدود اللبنانية السورية وهي تتكون من عدة قرى أهمها "ﺩﻳﺮ ﻋﻄﻴﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻼzwnj; ﻭﺍﻟﻨﺒﻚ وراس المعرة" وتمتاز هذه المنطقة بسلسلة جبلية وذات مساحة شاسعة مقارنة بمنطقة القصير ويتواجد بها ما يربو عن 32 ألف من عناصر الجيش الحر بالإضافة إلى أهالي المنطقة الذين يؤيدون الثورة السورية.

قد يكون وقوف حزب الله مع جيش النظام السوري في منطقة القصير سبب لاستعادة المدينة من قبضة الجيش الحر والتي ساعدهم في ذلك صغر مساحة المدينة وجغرافية الأرض التي سهلت كشف مواقع عناصر الجيش الحر وهذا ما مكنهم من السيطرة على القصير بعد مقاومة شرسة تكبد فيها حزب الله المئات من القتلى والجرحى وخسارة كبيرة في العتاد ولكن الوضع في منطقة "القلمون" يختلف وبمقارنة التضاريس بين القصير والقلمون يرى المحللون بأنه من الصعب بمكان أن يكون تحرير منطقة القلمون كالقصير بسبب طبيعتها الجبيلة وكثافة عناصر الجيش الحر وصعوبة الإمدادات إذا ما تدخل حزب الله في هذه المعركة إلى جانب الجيش السوري حسب ما ذكرته الوسائل الإعلامية وأكده المرصد السوري لحقوق الإنسان في ﻟﻨﺪﻥ، بأن ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ من حزب الله المتمركزين على الحدود اللبنانية السورية ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮ 15 ﺃﻟﻔﺎً.

في القصير لم تكن خسارة حزب الله مقتصرة على الأفراد والعتاد، ولكن كانت خسارته بما كان يدعيه من مقاومة وكفاح وقومية عربية وخسارة للمجد الذي صنعه لنفسه وروج له بكلماته الإعلامية "الممانعة والمقاومة" ضد إسرائيل طيلة السنوات الماضية. معركة القصير عرت حقيقة هذا الحزب المسير الذي يُعتبر أحد أجنحة الحرس الثوري الإيراني المتمركز في جمهورية لبنان العربية، نعم معركة القصير لم تنه هذا الحزب ولكنها أضعفته وبددت العظمة والأنفة التي اكتسبها من خلال البهرجة الإعلامية والمسرحيات التي كان يمارسها بالتعاون مع إيران وحليفتهم إسرائيل وصدقها الكثيرون منا واعتبرها بطولة عربية نادرة ونصر للمقاومة الفلسطينية وللعروبة، أما في "القلمون" فالمعطيات تؤكد بأن الوضع سيكون مختلفاً إذا ما أقحم هذا الحزب نفسه مرة أخرى في الشأن السوري وزج بمليشياته مع نظام الأسد البائد، إن كان حزب الله قد نجا بفعلته في القصير فهذا ليس معناه أن ينجو في القلمون وكما يقال: "لكل مقام مقال" ومن المؤكد أن الأسباب التي أسهمت في خسارة الثوار السوريين في القصير لن تكون متاحة لجيش النظام السوري ومليشيات حزب الله في القلمون، أضف إلى ذلك بأن ردة فعل الشارع اللبناني على تدخل حزب الله في القصير كانت ساخطة وزاد من انقسامه وما حدث من عمليات تفجير في المناطق والأحياء التي يتمركز بها عناصر ومؤيدي حزب الله إلا دليل على رفض الشارع اللبناني الزج بلبنان في الخلاف الداخلي في سوريا والنأي بالنفس عما يحدث فيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف