جريدة الجرائد

مصدر ديبلوماسي أوروبي: إسرائيل قصفت اللاذقية لإصابة «جنيف 2-» والانفتاح الأميركي - الإيراني

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بروكسيل - ايليا. ج. مغناير

قال مصدر ديبلوماسي اوروبي رفيع لـ"الراي" ان "الهدف الذي أرادت اسرائيل إصابته في سورية أخيراً بقصفها احد المراكز العسكرية في اللاذقية كان "مؤتمر جنيف - 2" والتقارب الاميركي - الايراني"، لافتاً الى ان "ما فعلته اسرائيل بعيد جداً عن التأثير على ما يملكه "حزب الله" من ترسانة صاروخية".


وأشار المصدر الديبلوماسي، الذي كان عمل في الماضي في اسرائيل وعواصم شرق اوسطية عدة، الى ان "اسرائيل تحاول جرّ (الرئيس السوري بشار) الاسد وحلفائه الى معركة من خلال احتمال الردّ على القصف الذي استهدف المركز العسكري في اللاذقية"، موضحاً ان "هدف اسرائيل من وراء ذلك اعادة ترتيب السياسة الحالية للادارة الاميركية القائمة على تحويل الشرق الاوسط الى مكان اقلّ اضطراباً مما هو عليه الآن".
وتحدث المصدر الديبلوماسي الاوروبي عن "ان (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو لم يستطع إقناع الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن نيات ايران شريرة وبأنها تسعى لكسب الوقت، فالإدارة الاميركية والاتحاد الاوروبي يدركان ان ايران تقدمت بمشروع جيد في جنيف -1 النووي وفي اللقاء الذي عقد اخيراً في فيينا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ورأى المصدر الديبلوماسي عيْنه انه "اذا سارت الامور قدماً مع ايران استناداً الى ما عرضته، فإن العالم الغربي الذي وضع قيوداً عليها سيرفعها لزوال الاسباب، وتالياً فإن حال اللا حرب واللا سلم القائمة بين الغرب وايران ستتحول حال سلام وتبادل ديبلوماسي واقتصادي يعود بالفائدة على الجميع، وهو ما تسعى اسرائيل الى نسفه من خلال الضربة على سورية في التوقيت غير المناسب".
ولفت المصدر الى "ان الأولويات الاوروبية والاميركية لا تتضمن، في اي شكل من الاشكال، دعم حرب اسرائيلية على سورية او على حزب الله او على ايران"، معتبراً "ان الاولويات الحالية ازاء الشرق الاوسط تأتي في التدرج الآتي:
اولاً: وضع جنيف -2 على السكة الصحيحة لضمان نجاح الحل السياسي في سورية.


ثانياً: التحضير لجنيف -2 النووي والعمل على ترجمة التفاهمات أفعالاً عبر المباشرة بتنفيذها من الطرفين بعد التأكد من سلمية المشروع النووي الايراني.
ثالثاً: إزالة التوتر في الشرق الاوسط، خصوصاً في مصر وليبيا والبحرين".
وأكد المصدر الديبلوماسي الاوروبي الرفيع "ان هذه الملفات مترابطة لأنها تشكل حالاً متأججة للصراع في الشرق الاوسط الذي عاش عقوداً من عداء متقطع بين اطراف عدة".
وأعرب المصدر عينه عن "ان اسرائيل تحاول عبر استفزازاتها دفع الاسد للرد عليها، من دون ان نغفل ان في حسابات السيناريو الاسرائيلي ايضاً إستدراج حزب الله الى التدخل لتتحول المنطقة شعلة حرب ترضي اسرائيل، وتالياً سنجد أنفسنا في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مرغمين على الوقوف خلف اسرائيل لدعمها تحت شعار دفاعها عن نفسها".
وعكس المصدر الديبلوماسي الاوروبي استياء غربياً لافتاً من الضربة الاسرائيلية على اللاذقية "لأننا نعلم أن ضرب هدف عسكري سوري لن يضعف حجم الترسانة الصاروخية لحزب الله، بل يهدف الى تفجير العملية السياسية الجارية الآن".
ولاحظ المصدر الاوروبي "ان الاسد لديه مستشارون بين حلفائه الذين ينصحونه باعتماد سلّم اولويات يملي عدم الرد الى حين تحسين وضعه العسكري الداخلي، وهو ما يجعله يبتعد عن الجبهة مع اسرائيل، رغم اننا لا نستبعد ان يردّ - بما يتمتع به من شخصية تهوى المواجهة - بطريقة غير مباشرة، او عندما يشعر بانه اصبح بمنأى عن الخطر الداخلي، الامر الذي سيُبقي التوتر قائماً في تلك البقعة من العالم، وهو ما يناسب اسرائيل".





التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف