جريدة الجرائد

حالة الكويت «سيبيرية»

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جعفر رجب

مستغرب من موقع الكويت، فهي تقع في أكثر مناطق العالم سخونة - طقساً وسياسية - ومع ذلك حالتها "سيبيرية"، وتتعامل مع كل قضية داخلية وخارجية بكل برود، ما يفترض أن يكون موقعنا في قلب سيبيريا نصيد الأسماك ونوزع البيوت الثلجية ونشرب حليب الدببة القطبية، أو في القطب الجنوبي، ونجعل البطريق والبوم شعارنا.
نتعامل ببرود مع قضايا الإرهاب، وجمع الأموال وتهريب الأسلحة، وكأن الأمر لا يعنينا ولا يضر بمصالح الدولة والناس، ولا تفتح باباً للشر كل أدوات الدمار، ورغم كل التنبيهات التي يصرخ بها العقلاء، والتحذيرات التي تصلنا من الخارج، إلا أن ربعنا مازالوا متمسكين بممارسة البرود السياسي، وكأن ما يحصل في الكونغو وليس الكويت.
المنطقة على شفا صراع طائفي، وكل يبعد الصراع من باب بيته ويرميه على جاره، إلا ربعنا - ما شاء الله، واللهم احرسهم من كل عين، وأطل أعمارهم - فتحوا باب الديوانية، والصالة، والمطبخ، وغرفة النوم لكل طائفي يتاجر بالدم، ويبيع الوهم، ويرسل الشباب إلى الموت، يقول المواطن مستنكرا "احنا ناقصين طائفية"؟! وتتصور الحكومة ان المواطن يعاني من نقص في الطائفية، فتستورد له من الخارج طائفيين محترفين لتقوية الدوري الكويتي في ممارسة الغباء.


دعكم من برودة وجه الحكومة والنواب، تابعوا تجميد القضايا في ثلاجة انتظار ان تقوم الحكومة من بياتها الشتوي الدائم، نجمد حل مشكلة الاسكان بانتظار ان تمن وزارة الدفاع والبلدية والنفط ببعض الأراضي للناس، ثم نجمدها بانتظار أن نحل مشكلة محطة الكهرباء والماء، ثم نجمدها بانتظار حل مشكلة البنية التحتية.
نجمد كل قضايانا ومشاكلنا بانتظار الانتهاء من مؤتمراتنا، مرة نجمدها لأن هناك قمة افريقية - عربية، ثم نجمدها لأن هناك قمة خليجية، ثم نثلجها حتى القمة العربية، ثم بانتظار حكم الدستورية، ثم بانتظار التغيير الوزاري... وهلم جرا، وتعسا للأخ "هلم جرا"، وعلى من اخترعها، فكم تخترع الحكومة من "هلم جرا" فقط لتجمد جميع مطالبنا البسيطة بعد أن تنازل الناس عن أحلامهم.
لقد "تكنبلنا وتتنبلنا" بسبب برودة حكومتنا، وطول فترة تجميدنا، وتجميد كل مشاريعنا ومشاكل في ثلاجة الحكومة المتجمدة الشمالية... ويبدو ان شتاءنا طويل!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف