جريدة الجرائد

طرابلس أمام حدّين...إما مواجهة «حاسمة» وإما تدخل حازم للجيش

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت - ليندا عازار

هل يشكّل "حريق" طرابلس امتداداً لـ "الاندفاعة" العسكرية التي تشهدها سورية ومحاولة طرفيْ الصراع فيها تحصين مواقعهما على الارض لتحسين شروط الجلوس على طاولة "جنيف -2" في يناير المقبل وتالياً حجز موقع أفضل في "سورية الجديدة"؟ وهل ستشهد عاصمة الشمال اللبناني "الانفجار الكبير"، وهل الخشية من تمدُّد شظاياه الى مناطق اخرى في محلّها، ام ان الجولة رقم 18 من المواجهات فيها محكومة في حدودها بمناخ الانفتاح بين ايران والغرب بما يمنع ايران من "المغامرة" في توسيع رقعة الاقتتال المذهبي في غمرة سعيها الى ترتيب علاقاتها مع دول الخليج انطلاقاً من التفاهم مع الغرب حول ملفها النووي؟ وهل يكون اشتعال جبهة جبل محسن - باب التبانة "رسالة سورية" بان النظام السوري لا يزال هو الذي يمسك بأوراق القوة امنياً في لبنان؟ وهل في باب التبانة (السنية) مَن يحاول رسم "خط ممانعة" في مواجهة حلفاء ايران وسورية ربطاً بالتحولات في المنطقة؟ ام ان الامر مجرّد نتاج "طبيعي" لمناخ الاحتقان الذي ساد منذ ان تكشفت التحقيقات في جريمة تفجير المسجديْن في طرابلس (23 اغسطس الماضي) عن تورط المخابرات السورية مع مجموعة من جبل محسن (العلوي) في العملية ثم رفض أبرز فاعليات الجبل رئيس الحزب "العربي الديموقراطي" علي عيد المثول امام القضاء للتحقيق معه في اعتراف سائقه بانه هو الذي أمره بتهريب متهَم رئيسي في جريمة 23 اغسطس؟
كل هذه الأسئلة تدافعت من خلف "خطوط النار" التي بقيت مشتعلة امس في طرابلس التي سقط فيها حتى بعد الظهر ما لا يقل عن 16 قتيلاً و90 جريحاً وسط انطباع بأنّ مآل الامور في عاصمة الشمال محكوم بحدّيْن: إما معركة حاسمة بين طرفي الصراع في جبل محسن وباب التبانة لا يُعرف مدى تشظياتها على الوضع اللبناني العام، وإما تدخل عسكري للجيش اللبناني قد يضع كل طرابلس في دائرة الخطر. وبين الحديْن رهان على ان ينجح تسلُّم الجيش لقيادة الأجهزة الأمنية في المدينة ابتداء من أمس وبدء العد العكسي لالتحاق 600 عنصر من قوى الامن بمواقعها في عاصمة الشمال من ضمن الخطة الامنية التي اقرّت في "الويك اند" (في منزل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي) في إعادة الامور الى ما كانت عليه قبل اندلاع المواجهات مع سعي لاتخاذ اجراءات حازمة لمنع تكرار الصدامات التي شكّل شرارتها المباشرة تكاثر عمليات استهداف عمال علويين في مناطق سنية من طرابلس بإطلاق النار على أرجلهم.
وفيما تراجعت كل العناوين السياسية الداخلية امام أحداث طرابلس باستثناء حِراك في اتجاه البطريركية المارونية من رئيس "كتلة المستقبل" فؤاد السنيورة الذي بحث مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في انتخابات رئاسة الجمهورية (مايو المقبل) وسبل تفادي الفراغ في سدة الرئاسة، بدا واضحاً ان اي حل للوضع في عاصمة الشمال بات محكوماً بتسليم المتهَمين في تفجيريْ المسجدين ومثول علي عيد امام القضاء وكذلك نجله رفعت عيد (حلل دم شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي)، وفي المقابل "عدم التعرض لاهالي جبل محسن بأي اعتداء، ولا لباصات الطلاب وسائقي الاجرة وبائعي الخضار وفك الحصار عن الجبل" وفق ما اكده قيادي في الحزب "العربي الديموقرطي".
وبدا واضحاً ان طرفيْ "المعركة" رفعا السقف سياسياً وعلى الارض الى درجات قصوى وسط عدم جزم "الحزب العربي الديموقراطي" بمسؤوليته عن البيان الذي كان هدد بحصار طرابلس بالنار ابتداء من صباح امس، مع تأكيده "الامور خرجت من أيدينا وأهالي الجبل يقومون الآن بحركة شعبية غير منظمة للدفاع عن أنفسهم"، مقابل تشديد فاعليات باب التبانة على ان "مجزرة تُرتكب بحق ابنائنا الذين سقط منهم 14 شهيداً ونحو 50 جريحاً" محذرة "من تفاقم الامور مع استمرار سقوط الشهداء والتهديد بحصار طرابلس".
وفي حين لوحظ تصويب مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على الاجهزة الامنية معلناً ان "جميع قادة المحاور في طرابلس في أحضان الاجهزة التي تعلم علم اليقين كل ما يحدث وفي أي محور وهي على علاقة بما يحدث في طرابلس" وسط دعوة قادة سياسيين الى تغيير قادة هذه الاجهزة في عاصمة الشمال، برز نفي "حزب الله" بصورة مطلقة أن يكون لديه خبراء على الأرض يقاتلون إلى جانب المسلحين في جبل محسن أو مناصري الحزب "العربي الديمقراطي"، وايضاً نفي إمام مسجد "السلام" الذي تعرّض للتفجير الشيخ بلال بارودي أن تكون هناك لجنة عسكرية لأولياء الدم في التبانة، مؤكداً أن "خيارنا دائماً هو الدولة وتحت سقف القانون".
وفي موازة ذلك، برزت "الحرب" الكلامية بين الرئيس نجيب ميقاتي والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على خلفية مطالبة الأخير باعتكاف رئيس الحكومة احتجاجاً على ما يجري، وتهديد النائب خالد ضاهر بالالتحاق "بالشعب للدفاع عن نفسه ما لم يتم إيقاف القتلة والمجرمين خلال 48 ساعة".
وجاءت هذه "السخونة" السياسية فيما كان ليل الاحد يشهد مواجهات عنيفة اتسمت بدخول أنواع جديدة من الأسلحة، بينها قناصات متطورة ذات مدى بعيد اضافة الى كثافة النيران المستخدمة وسط تقارير عن ان المسلحين في جبل محسن حولوا "قلعة عسكرية" مع خط امداد استراتيجي من أحد المراكز التابعة لتنظيم فلسطيني موال للنظام السوري.
وتميّز ليل الاحد - الاثنين (شهدت طرابلس امس اقفال المدارس والجامعات) بوقوع انفجار في بناية الحلبي في منطقة جبل محسن أدى الى انهيار ثلاث طبقات منها، وسط تأكيد الحزب العربي ان المبنة تم تفخيخه من عناصر تسللت الى المنطقة.


جنبلاط: الأسد لن يبقى في بيته
ليوجّه الدعوات أو يحجبها

شن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط هجوماً عنيفاً على الرئيس السوري بشار الأسد دون تسميته واصفاً اياه بانه "هولاكو القرن الواحد العشرين"، مضيفا "انه (الاسد) لن يبقى في بيته ليوجّه الدعوات إلى هذا ويحجبها عن ذاك"، وذلك في رد من الزعيم الدرزي على التقارير الصحافية التي كانت نسبت للأسد قوله إنه لن يوجه دعوة إلى جنبلاط لزيارته.
وجاء موقف جنبلاط في كلمة القاها باسمه النائب اكرم شهيب خلال مؤتمر في بيروت اذ قال: "في الحديث عما يدور حولنا من حرب ضد البشر والحجر في سورية في مواجهة ثورة الأحرار، نقول: إن الشعب دائما ينتصر والأنظمة إلى زوال. أما البيوت فلا تصادر، وهولاكو القرن الواحد العشرين لن يبقى في بيته ليوجه الدعوات إلى هذا ويحجبها عن ذاك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف