اعتذار إعلام «حزب الله» للبحرين ... هل هو «دفعة إيرانية» على الحساب؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت
أوْلت الدوائر المراقبة في بيروت إهتماماً لافتاً بـ "إعتذار" إعلام "حزب الله" من البحرين عن "إفتقاده الموضوعية في تغطية أخبار المملكة في الفترة السابقة".
وانصبّ إهتمام تلك الدوائر على قراءة إعتذار "حزب الله" من البحرين من زاويتين: الاولى انه ليس من عادة "حزب الله" الاعتذار، والثانية تتمثل في المغزى السياسي لهذا التطوّر.
وبدت الدوائر عيْنها اكثر ميلاً للإعتقاد بأن إرباكاً يعيشه "حزب الله" نتيجة المتغيرات الأخيرة التي تجعل راعيته الاقليمية (ايران) في مكان يفترض بالحزب ملاقاته انطلاقاً من موجبات المرحلة الجديدة.
ومردّ هذا الارباك، في رأي الدوائر نفسها الى حاجة الحزب لـ "التموْضع" على خط التحولات الجديدة وحرصه في الوقت عيْنه على عدم "خلع جلده"، وهو التناقض الذي لم يعد في الامكان إخفاؤه.
وأكثر ما استوقف خصوم "حزب الله" في بيروت هو السؤال الآتي: ما الذي دفع الحزب لتقديم اعتذار رسمي من البحرين، هو الذي عاند تقديم إعتذار مماثل عن الأضرار الوطنية التي نجمت عن عمليته العسكرية ضد بيروت وبعض مناطق الجبل في 7 مايو 2008 على سبيل المثال؟
ففي تقدير اوساط في "14 اذار" ان إضطرار "حزب الله" الى تجرُّع مثل هذا الاعتذار للحكومة البحرينية مرده الى شيء ما كبير، وخصوصاً ان الإقرار باللا موضوعية في تناول أحداث البحرين لا يعبّر عن مسألة إعلامية تقنية بل يعكس موقفاً في السياسة ومقارباتها.
ولم تستبعد الاوساط عيْنها ان "يكون الاعتذار غير المألوف في سلوك حزب الله دفعة على الحساب في سياق انصياع الحزب لمقتضيات التوجهات الايرانية الجديدة في المنطقة، وخصوصاً حيال العلاقات الجديدة مع دول الخليج، والتي كانت حملت وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للقيام بجولة شملت الكويت والامارات وقطر وعُمان ووقفت على ابواب المملكة العربية السعودية".
ورغم ان اوساطاً بارزة في "14 اذار" ما زالت تحاول فهم خلفيات الحملة العنيفة وغير المسبوقة التي شنّها "حزب الله" على السعودية اخيراً في اللحظة التي كان ظريف يطلب موعداً لزيارة الرياض، فإنها لم تستبعد ان تكون تلك الحملة رداً على عدم تحديد السعودية موعداً لزيارة ظريف واستمرار وقوفها في مواجهة تداعيات التفاهم الاميركي - الايراني على المنطقة.
وذهبت هذه الاوساط الى حد القول ان "حزب الله" الذي سيكون مضطراً الى اجراء تعديلات على خطابه على وقع الاتفاق الايراني مع الغرب، ولا سيما مع "الشيطان الاكبر"، لن ينجح في التعمية على إرباكه بدليل هجومه على السعودية من بيروت وإعتذاره من مملكة البحرين من تونس.
وقد اعلن النائب عمار حوري من كتلة الرئيس سد الحريري تعليقاً على اعتذار اعلام "حزب الله" من البحرين "أن الاعتذار لم يُوَجه للبحرين فقط، بل وُجه لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات العربية، وهذه خطوة كبيرة"، وقال: "إعلام حزب الله جرّب المواجهة مع أشقائنا العرب ووصل بالنتيجة الى الاعتذار"، موضحاً أن "الحزب مضطر أن يمارس الاعتذار باتجاهات أخرى وصولا الى الداخل اللبناني، فهو بالمنطق الذي يسير به سيصل حكما الى الحائط المسدود".
وتزامن اعتذار المجموعة اللبنانية للإعلام (تلفزيون المنار واذاعة النور) مع تأكيد وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة أن وزارته نجحت في منع جمعيات ومجموعات سياسية في البلاد من الاتصال بـ"منظمات إرهابية" كـ "حزب الله".
وكانت البحرين حظرت أخيراً على المجموعات السياسية في البلاد إجراء اتصالات بـ "حزب الله" باعتباره "منظمة إرهابية".
وأضاف الشيخ خالد لصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية انه "منذ صدور توصيات المجلس الوطني الذي انعقد في 28 يوليو 2013 تحملت وزارة العدل تنفيذ 12 توصية ومن ضمنها ما يتعلق بعمل الجمعيات السياسية على اعتبار أن الوزارة هي المختصة بمراقبة ممارسة هذه الجمعيات لنشاطاتها السياسية والتنظيمية بما يتفق وصحيح القانون".
وأكد الشيخ خالد أن وزارة العدل تقوم بالتنسيق مع وزارة الخارجية بشأن مراقبة لقاءات قيادات الجمعيات السياسية مع الممثليات الأجنبية داخل المملكة وخارجها، مشيرا إلى أنها لا تواجه أية مشكلة في تطبيق القرار السابق.